من المعروف أن كبار السن من السودانيين، وبالذات مواليد الخمسينات والستينات، كانوا وما زالوا ينقسمون إلى مشجعين هلالاب ومشجعين مريخاب فقط لا غير!! أما أنا فقد كنت أشجع الهلال عندما يلعب داخل السودان وأشجع المريخ عندما يلعب خارج السودان!! أما إذا لعب الهلال ضد المريخ فكنت أشجع الموردة التي لم يكن يشجعها أحد!! من الملاحظ أن معظم الشباب السودانيين، أصبحوا يشجعون برشلونة أو ريال مدريد!! اليوم فاجأني زميلي في العمل الشاب السوداني عبد الباسط عبد الرؤوف فضل خيري وقال لي بحماس هل ستحضر معركة كلاسيكو الأرض يوم الأحد القادم؟!! شعرت بدهشة مركبة مكونة من مئة وخمسين طابق وقلت له: ما معنى كلاسيكو الأرض؟!! رد باسط بقوله: يقول البعض إن تسمية المباراة "كلاسيكو الأرض" بين فريق برشلونة الاسباني الذي أشجعه وفريق ريال مدريد الاسباني تعود إلى العدد المهول من متابعيها، لأن ملايين البشر حول العالم يتابعونها!! ويقول آخرون إن تسمية "كلاسيكو الأرض" تعود إلى وجود لاعبين في الفريقين من عدة جنسيات من قارات أوروبا وأفريقيا وأميركا الوسطى وأميركا الجنوبية!! ابني سامي فيصل الدابي كان وما زال يعلن حالة طوارئ منزلية عندما تكون هناك مباراة بين فريق برشلونة وفريق ريال مدريد وعادةً يطلب مني مشاهدة المباراة معه وغالباً أقوم بحضورها معه على سبيل المجاملة لكنني في أغلب الأحوال أشعر بالنعاس وأنام خلال الشوط الأول ولساني حالي يقول لماذا أتعب عيوني بمشاهدة مباراة لا ناقة لي فيها ولا جمل ولا نعجة لي فيها ولا حمل!! ذات يوم كنت في مجلس يضم شباب سودانيين بعضهم من مشجعي فريق برشلونة والبعض الآخر من مشجعي فريق ريال مدريد، حكى مشجع سوداني برشلوني نكتة برشلونية وقال: إن الجهاز الطبي لفريق ريال مدريد سيعطي لاعبي ريال مدريد أدوية لتفادي دوار ودوخة برشلونة!! فانفجرت ضحكة المشجعين السودانيين البرشلونيين واشتد عبوس المشجعين السودانيين الريال مدريديين!! ثم حكي مشجع سوداني ريال مدريدي نكتة وقال: لاعبو برشلونة يطالبون الاتحاد الإسباني بالسماح لهم بكرة ثانية لأن ريال مدريد لن يسمح لهم بلمس الكرة أثناء المباراة!! انفجرت ضحكة المشجعين السودانيين الريال مدريديين وازداد عبوس المشجعين السودانيين البرشلونيين!! أما أنا فلم أستطع أن أضحك أبداً ففي الحالتين أنا كنت ضائع وربما تم تصنيفي من الطرفين في خانة أثقل الثقلاء وربما كنت ثقيلاً بالفعل دون أن أشعر بثقالتي!! على أي حال، تذكرت طرفة قديمة صنعتها بنفسي وانفجرت ضاحكاً فعندما تم قبولي كطالب بكلية القانون بجامعة الخرطوم وسكنت بالبركس في داخلية عطبرة (أ)، لم تطأ قدماي أي استاد رياضي في الخرطوم أو أمدرمان أو بحري ولم أشاهد أي مباراة حية أو ميتة بين فريقي الهلال والمريخ!! لكن ذات مساء دخلت إلى كلية القانون وسمعت مناقشات حامية يتطاير منها الشرر بين مشجعي الهلال ومشجعي المريخ واكتشفت أن السبب هو أن الهلال فاز على المريخ!! وعندها انتهزت الفرصة الذهبية ومارست هوايتي الحربائية المفضلة وحولت لوني الرياضي من الأحمر إلى الأزرق بسرعة البرق وقمت بسلخ أحد الطلاب وكان مشجعاً مريخابياً متعصباً، شعر المشجع المريخابي بالغضب الشديد وكاد أن يشتبك معي في مضاربة حامية لولا تدخل بعض الطلاب العقلاء!! بعد فترة فاز المريخ على الهلال، وراح صاحبنا المشجع المريخابي المتعصب يبحث عني حتى يقوم بسلخي على سبيل الانتقام!! لكنه فوجئ تماماً عندما وجدني أقوم بسلخ أحد الطلاب الهلالاب بصفتي مشجع مريخابي على السكين وعندها صاح المريخابي المتعصب في وجهي وهو في قمة الدهشة: يا زول هوى انتا هلالابي واللا مريخابي؟!! لم أرد عليه وتجاهلته عمداً مع سبق الإصرار والترصد وواصلت سلخ الهلالابي المسكين!! وعندها انسحب المشجع المريخابي المتعصب بفردة واحدة من خفي حنين ولسان حاله يقول بأكبر دهشة في الكرة الأرضية: بالله شوف الزول العجيب دا!! ياخي كرهتنا التشجيع ذاتو!! والله حقو بعد دا الواحد يعتزل التشجيع نهائياً، ياخي انعل ابو الكورة وانعل ابو التشجيع ذاتو!! فيصل الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة