الطيب صالح وأكتوبر: من أين جاءت حكاية عبود الطيبان؟ كتبه عبد الله علي إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 11-18-2025, 09:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-17-2025, 04:26 PM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 2329

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الطيب صالح وأكتوبر: من أين جاءت حكاية عبود الطيبان؟ كتبه عبد الله علي إبراهيم

    04:26 PM November, 17 2025

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر





    تاريخ ما لم يحدث أبداً: تنازل نظام عبود بسماحة

    لا غلاط أن الطيب صالح روائي منقطع النظير ولكنه مؤرخ سيء. فبينما يبني شخوصه الروائية بريشة واثقة راشدة نجد أنه يبسط حياة من لعبوا دوراً في التاريخ إلى حد الكاريكاتورية. فروايته عن تسليم الفريق إبراهيم عبود للسلطة بعد قيام ثورة أكتوبر 1964 مما لا يصدق أن تأتي من الطيب صالح الذي جعل من شخوصه المتخلية مثل مصطفي سعيد كيانات تاريخية من فرط الشحنة الاجتماعية والثقافية التي تخللت فعلهما السردي. فعبود في رواية الطيب صالح “طيبان” في دلالاتها المصرية. وهو وصف ربما لم يسعد به عبود نفسه الذي أخذ مسؤوليات الدولة بجد وحزم قتل فيه النفس خلال تأديته لها.
    في تقديمه لطبعة لونقمان لروايته “موسم الهجرة للشمال” كتب الطيب صالح عن عودته للسودان في 1966 منتدباً من البي بي سي العربية لإذاعة أم درمان. وصف المناخ في الخرطوم آنذاك بالروعة “لأن السودانيين قد أطاحوا، للتوّ، بحكومة الفريق عبود العسكرية بثورة شعبية أكثر روعة. لم ترق دماء كثيرة، لحسن حظ الجنرال عبود، والذي استجاب فورًا للإرادة الشعبية، وحالاً سلم الحكومة، وبشكل سلمي للأحزاب السياسية”. أما تفاصيل القصة فقد رواها في موضع آخر. قال الطيب “كان عبود على سن التقاعد يريد أن يقضى بقية العمر يتعبد ويأنس بصحبة الرجال من سنه فجاءه الضباط وقالوا له نعمل ثورة وأنت قائدها وقال لهم الله يهديكم أنا وصلت سن المعاش. وقبل على مضض. وحكم البلد بلا نفس. شغل روتين. وكان يلقي بعض الخطب بلا قناعة ولا حماسة ترد فيها مثل أننا سنضرب بيد من حديد. ويوم سمع “يسقط عبود الطاغية” جمع جماعته وقال لقد قلتم لى إن الشعب معنا وما هو معنا كما هو واضح. وتحسر على سنوات ضاعت لم يقضها في هناءة المعاش يحكم من ظنهم معه وهم ليسوا معه. وانزوى وقام ضابط آخر بثورة فهتف له الناس في الأسواق:” يعيش عبود البطل”. الشعوب أمرها عجيب وهذا الشعب من أعجب الشعوب”.
    المؤلف الذي جعل الخيال تاريخاً هبط بالتاريخ إلى “حدوتة” (لست لأني أبخس الحدوتة كدارس لها، بل جرياً وراء العبارة). ولم يحدث في واقع الأمر أياً مما ذكره الطيب. فلم يقدم عبود على الحكم يجرجر قدميه. فقد عالجت في مواضع أخرى كيف أنه أخذ الحكم أخذاً وبيلاً. وقلت إننا لم نتبين بعد كيف تحول المجلس الأعلى للقوات المسلحة من مهمة “حالة الطوارئ”، التي أمره بها عبد الله خليل البيه، رئيس الوزراء، إلى الانقلاب والانفراد بالحكم لست سنوات لم يخطر له فيها ليوم العودة القهقري للحياة الدارجة التي صورها الطيب صالح. بل رأيناه يقاتل بالظفر والناب ليبقى في السلطان في وجه مقاومة عسكرية ومدنية. وقد أنكر عبود إيعاز البيه لهم بالتحرك العسكري وهو في السلطة، ولكن بادر به حين مساءلته بواسطة لجنة التحقيق في ملابسات انقلاب 17 نوفمبر 1975.
    أما ملابسات تنزل عبود عند إرادة الشارع في أكتوبر فقد رواها البروفسير كليف تومسون في كتابه “ثورة اكتوبر في السودان” وليس بينها وبين تصوير الطيب صالح لها صلة البتة. وكليف كان عند قيام ثورة أكتوبر محاضراً أمريكياً شاباً بكلية القانون بجامعة الخرطوم. وأخذت الثورة بلبه فكتب يومياتها وهي تسفر عن نفسها يوماً بعد يوم ثم راح يعقد المقابلات مع وجوهها المدنية والعسكرية ليكتب كتابه. وهو عندي ثقة. وسنرى فيه أن عبود كان آخر من جاء إلى التنازل عن الحكم وسبقه حتى اللواء حسن بشير، نائبه وذراعه اليمني، الذي اشتهر بالبطش. بل تسمع من يقول عنه أنه أراد أن يبيد المتظاهرين عن بكرة أبيهم. ولم يحدث منه هذا أيضاً.
    يؤرقني السؤال: كلنا في الجيل يعرف أن الجيش انفصل عن الدولة ومجلسها العسكري بصورة أو أخرى وطالب بحل الأخير ومع ذلك تعامينا عن تسليم عبود للسلطة مجبراً ورحنا ننسج الحدوتات مثل “حدوتة” الطيب صالح. أستبعد أن يكون هذا التعامي قد تم بنية سيئة مثلاَ. ربما. ولكن من المؤكد أنه راجع لطريقة تأرختنا لثورة أكتوبر كواقعة سودانية خالصة ل”معلم الشعوب”. فقد نزهناها عن علم الثورات المقارن على أنها احتشدت بالرموز والآليات التي تنعقد بها الأواصر مع الثورات. خذ مثلاً الإضراب السياسي العام وهو أداة مجربة في تاريخ الثورات الأوربية. بل أخذناه نقلاً عنهم ولم نعد نراجعه على ضوء خبرتهم. ولما لم نكتسب علم الثورة جهلنا حتى بأمر ثورتنا نفسها ورحنا نذيع حقائقها كأحاديث خرافة. فعلماء الثورة تناولوا مثل تنازل عبود عن الحكم بضغط من قوى نظامية. واصطلحوا على تسميه فعل هذه القوى ب"المروق" **(defection)، أي تنصلها عن الحاكم فيُكره على التسليم. وبعض هذا المروق جزئي وبعضه شامل وبعضه ماكر مستتر. ومن أفضل من يدرس ظواهر الثورات السلمية ونجاحها بالنظر إلى المروق الدكتورة إريكا جنوويه التي أصدرت في العام الماضي كتاباً مع زميلة لها عنوانه “لماذا توفق المقاومة المدنية؟ المنطق الاستراتيجي للنزاع السلمي” (دار جامعة كولمبيا للنشر 2011). ولقي الكتاب نجاحاً وتمييزاً بالجوائز. وهي تنشر حالياً عن الربيع العربي في مجلة “شؤون خارجية” الأمريكية.
    سنرى حين نعرض لملابسات تسليم الرئيس عبود للإرادة الشعبية أنه تعرض لمروق كامل من عصبته تسارع به معدل التنازل خلال ساعات قليلة من مساء الاثنين 26 أكتوبر. فنجده في أول المساء مصراً أن لا يتنازل عن الحكم قيد أنملة، ثم قبل اقتراح عقد اجتماع للبرلمان (المجلس المركزي) لمناقشة التطورات السياسية والعنف ضد المواطنين كبادرة لجدية الحكومة في تعاطيها المسؤول مع العنف ضد المواطنين، ثم قبل مرغماً حل المجلس الأعلى للقوات المسلحة. بل ستجد أن عبود سجل خطابين أذيعا في نفس ذلك المساء: واحد عن انعقاد المجلس المركزي والآخر عن حل الحكومة. فالقول بأن عبود ما أن سمع بالهتاف ضده طوى برشه ورحل حديث خرافة أحوجتنا إليه أميتنا في العلم بالثورة وعلومها.
    ** من مثل ما يذاع عن "انقلاب قوش" في ثورة ديسمبر.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de