الصغار يملكون تلك العزائم والكبار يراوغون بالتشاؤم !!
في هذه الأيام يلاحظ المواطنون ذلك النشاط العجيب لهؤلاء الشباب الصغار .. شباب في ريعان الأعمار يطرقون الأبواب في كافة مدن وقرى وأحياء السودان .. وحين يستفسر الكبار عن هؤلاء الشباب الأبطال الذين يطرقون الأبواب ويحملون تلك الأوراق في الأيدي يقال لهم أن هؤلاء الشاب هم من ضمن مجموعات لجان المقاومة في الأحياء ,. هؤلاء الشباب الصغار بجدية تامة يعملون في هذه الأيام ويحملون في أيديهم تلك الأوراق الإحصائية التي تريد تلك المعلومات الهامة عن كافة سكان الأحياء والمدن والقرى السودانية ،، إحصائيات دقيقة تنقب في أحوال ظروف الناس من كل جوانب الحياة .. وتستفسر عن كافة أحوال تلك الأسر السودانية بطريقة علمية وجادة .. وهي تلك المعلومات المفيدة التي تستفسر عن أفراد وأعمار ومكونات تلك الأسر .. كما أنها تستفسر عن تلك المقدرات المعيشية لكل أسرة من الأسر ،، وعن مقدرات وإمكانيات أرباب تلك الأسر .. وكذلك تستفسر عن مصادر الدخل للسواد الأعظم من الأسر السودانية المغلوبة على أمرها .. وبالمختصر المفيد فإن تلك الإحصائيات تغطي كافة المعلومات الضرورية عن ظروف إنسان السودان في هذه الأيام .. وفي بنود تلك الإحصائية توجد الكثير والكثير من تلك الحقائق الغائبة عن المسئولين في البلاد .. وهي تلك الحقائق التي تقول صراحة عن حياة وظروف الناس في هذه الأيام العصيبة .. ولعمري فإن تلك الخطوة تعتبر من أنجح الخطوات إذا واصلت مشوارها بنفس المنوال والحماس والجدية حتى النهاية .. وتعتبر تلك الخطوة من أفضل الخطوات التي ظهرت في البلاد بعد الانتفاضة الثالثة .. وهي خطوة عاقلة للغاية وتؤكد بأن هنالك جهة حريصة في البلاد بدأت تعمل بجدية وبدأت تمارس نوعاً من تلك الأنشطة المفيدة بطريقة علمية وسليمة .. وهي تلك الجهة المجهولة حتى هذه اللحظات .. ولا يعرف الناس تلك الجهة لأنها لا تفصح عن نفسها بشكل من الأشكال .. فهي جهة كما تبدو تؤثر الصمت والعمل في الخفاء دون تلك الضجة والأضواء .. ويا ليت كل أطراف الخدمة في السودان يمارسون ذلك النوع من الخطوات الجليلة السليمة في نطاق الكتمان دون تلك الثرثرة الفارغة المعهودة في البلاد .. وحتى هذه اللحظات لا يعرف أحد من الناس تلك الجهة العاقلة الواعية الفاهمة التي تقف وراء تلك الإحصائيات ووراء تلك الفكرة العبقرية الممتازة .. ولكن مهما تكن تلك التكهنات التي تجتهد عن تلك الجهات فإن تلك الخطوة تعد خطوة سليمة بكل القياسات .
الإحصائيات الحالية التي تجري في الأحياء والقرى هي إحصائيات طارئة فرضتها تلك الظروف القاسية التي يكابدها الشعب السوداني في هذه الأيام .. وبموجب تلك الإحصائيات يجب توفير وتأمين كافة ضروريات الحياة من السلع والخدمات والأدوية في كافة مدن وأحياء وقرى السودان .. وذلك بالقدر الذي يواكب مقدرات وإمكانيات الإنسان السوداني .. وبالقدر الذي يحارب ذلك الغلاء والارتفاع الجنوني في أسعار السلع والخدمات طوال الأيام والشهور والسنين .. ولكن مع الأسف الشديد فإن تلك الإحصائيات وتلك الخطوة العلمية المتقدمة لا تجد ذلك الحماس والتفاؤل من قبل هؤلاء الكبار الذين يرون الأمر مجرد زوبعة في الفنجان كعادة أبناء السودان .. فهؤلاء الكبار يقولون : ( كم وكم من تلك الإحصائيات بنفس الصورة والمنوال في الماضي ولكن دون ذلك الجدوى !! ) .. أما هؤلاء الصغار من الشباب فلا يبالون كثيراً بذلك اليأس الشديد الذي أصبح معهوداً في تقاليد الكبار .. وهم هؤلاء الشباب أسياد المستقبل في هذه البلاد .. والذين يؤمنون بذلك المستقبل الواعد الطموح .. ويعملون من أجل ذلك المستقبل المشرق بكل عزم وجدية .. ولا يعرفون إطلاقاً ذلك النوع من التشاؤم الملازم للكبار !.. ولذلك نجدهم دائماً يواصلون خطواتهم تلك الواثقة ولا يبالون كثيراً بتكهنات هؤلاء الكبار الذين أدمنوا ذلك النوع من التشاؤم والإحباط في مسار حياتهم الماضية .. وعلى هؤلاء الصغار أن يعذروا هؤلاء الكبار ,, فهم الصغار الذين يجهلون أن هؤلاء الكبار قد ذاقوا الويلات في تجارب حياتهم السابقة .. ولا يملكون إلا ذلك التشاؤم حتى الممات .. وعليه يجب على هؤلاء الشباب الصغار أن يثبوا جدارتهم للكبار بثمرات تلك الإحصائيات التي تجري حالياً في البلاد .
يجب القول هنا بأن دولة السودان في حاجة شديدة لتلك الإحصائيات العلمية الواسعة تحت إشراف لجان متخصصة في كافة مجالات الحياة .. ولا تكفي فقط تلك الإحصائيات المؤقتة الطارئة التي تقام عند الضرورة الملحة .. بل لا بد من إحصائيات شاملة تغطي كافة المعلومات الضرورية لوضع تلك الأسس الاقتصادية السليمة في البلاد .. بجانب تلك الإحصائيات الضرورية التي تعين على التخطيط في مستقبل الأيام .. من حيث إقامة البنية التحتية والمشاريع الإنتاجية والتنموية .. ومن حيث أقامة البنية التحتية لمنشآت الخدمات كالمدارس والجامعات والمستشفيات والمؤسسات وخلافها ., ويجب أن تقوم بتلك الإحصائيات جهات ذات الاختصاص .. وتلك الإحصائيات تعد من أولى اهتمامات الدول المتقدمة في العالم .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست