الشيخ أبو القاسم أحمد هاشم: سلامة شوفك الشامل كتبه عبد الله علي إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 07-05-2025, 07:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-01-2025, 01:07 PM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 2232

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الشيخ أبو القاسم أحمد هاشم: سلامة شوفك الشامل كتبه عبد الله علي إبراهيم

    01:07 PM July, 01 2025

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر







    (كان أول نشري لهذه المقالة في جريدة الصحافة 5/4/1980م ثم في كتابي "عبير الأمكنة" (1988). وأعيد نشرها لصلتها بحديثنا عن الإمام المهدي قبل أيام)

    تنتقص من الدعوة إلى إعادة كتابة تاريخ السودان أشياء لابستها وهي ليست من أصلها. ومن ذلك الاعتقاد بأن غاية هذه الدعوة بالنسبة لتاريخ الحركة الوطنية هي فرز رجال الجيل الماضي إلى ابطال ناهضوا صنوف الاذى وخونة خضعوا له فمد لهم مداً. ويصح بالاستقلال أن يصبح التاريخ هو إذاعة ذكر الابطال وتحقير الخونة. وربما أوحت بذلك في مضمار الكتابة التاريخية كتب مثل "بطولات سودانية" لمحمد سليمان و"مهر الدم" لصلاح محي الدين ومباحث مختلفة جارية حول ود حبوبة وعجبنا والفكي علي والسحيني وثوار 1924م والمؤتمر.
    وهي كتب ومباحث مطلوبة ومشروعة. وهي –بعد- ربما لم تغط كل من نعدهم أبطالاً وربما لم تنصفهم كل النصفة أيضاً.
    ولكن خطر هذا الاعتقاد وأدبه ماثل في أنه، بتركيزه على الابطال، قد غيب ذكرى "المصانعين" الذين لن تكتمل معرفتنا بالأبطال بغيرهم، فضلاً عن عدم جواز التاريخ- كعلم- إلا بهم. وقد قلت "المصانعين" بدلاً من الفاظ أخرى سائدة مستوحياً قول الشاعر:
    ومن لم يصانع في أمور كثيرة
    يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم
    لأنها مما يعطي المرادين نبل القصد مع التقية.
    استوقفني مؤخراً "كتاب النفائس في أخبار وآثار شيخ الإسلام ابو القاسم أحمد هاشم" لمؤلفه عبد الحميد أبو القاسم أحمد هاشم. وهو كتاب أبدأ بالاعتراف بفضله حين أخذني أخذاً لعالم هذا الشيخ المصانع الرحيب. كنت أمر بالشيخ مروراً لأجده موقعاً على سفر الولاء الذي رتبته الادارة الاستعمارية لتأمين ولاء أشياخ المسلمين في السودان لإنجلترا في حربها لتركيا، سدة الخلافة الإسلامية، التي حالفت المانيا في الحرب العالمية الأولى. وأجده اسماً ضمن وفد التهنئة بالنصر لمليك انجلترا وامبراطور الهند (1919). وكنت اتجاوزه مستاء مستخفاً إلى سيرة المجاهدين وهم يعدون العدة في جمعياتهم السرية للصدام مع الانجليز. ولم يتح لي الوقوف على صورة الرجل عن كثب إلا بهذا الكتاب المناسب.
    ولد الشيخ في بري عام 1861م. حفظ القران على جده الشيخ محمد المبارك ثم الشيخ أحمد ود حسين في بربر. وتلقى العلوم الدينية على الشيخ محمد الخير من غبش بربر. وهو ذات المسيد الذي تخرج المهدي فيه. وهذا مما يلفت لإيلاء هذا المسيد مزيد بحث ودرس مثل ما فعل المرحوم مكي شبيكة حين درس أدب الطريقة السمانية ليقف على أثره على الإمام المهدي، الذي تطرق بالسمانية على الشيخ محمد شريف نور الدائم ثم الشيخ القرشي ود الزين. ووفق شبيكة إلى استنتاجات وملحوظات مازالت من أخصب وأجد ما قيل في خصوص المهدية. ولينظر ذلك في موضعه في الجزء الأول من كتابه "السودان والثورة المهدية".
    وقد سبق الشاعر المجيد محمد المهدي مجذوب بتنبيهي إلى أهمية الشيخ محمد الخير وخلاوي الغبش في حياة المهدي. وقد كان الشيخ محمد الخير يسمى "الضكير"، فيما روى لي، لأنه كان يقود تلامذته في اغارات متصلة على المنكر في بربر يصلحه بيده ولسانه. وكان منكر بربر كثيراً في الواضح. فقال عنها ود الفراش وهو يراها من بعد:
    بشوف بربر بشوف جوخا وحريره
    بشوف الميضنة القبل الجزيرة
    والجوخ والحرير والمئذنة هما طرفا النقيض في معادلة القرى التي يفسق مترفوها. وقد انتفضت بالمهدية المئذنة على الجوخ والحرير وجعلت بربر القديمة "المخيرف" خراباً يسميه الناس "الشرام". وقد مررت ب"الشرام" وأنا أدخل بربر من جهة عطبرة. كان صامتاً مقلياً في صمته. ذلك الصمت الدال على عقوبة: فالشرام مدينة، ولكن بلا سقوف. وكانت سلطنة الفونج تسمى "مملكة الظل والشمس". والظل هم الفونج المستظلون بالدور والقصور والشمس هم العبدلاب والبادية المتلفعون بالهجير. والمهدية في تفسير من تفسيراتها هي ثورة البادية المثقلة بالطلبة وأنواع الجبايات الأخرى على المدينة المترفة.
    وهكذا بدا لي "الشرام" كخرائب ثورة الشمس. وقد ساءني ما رأيته من تعمير للشرام من غير روية. فلو أن الارض ضاقت على عمارها لما ضر أن يبقى منه أثر. فلربما كان هذا الأثر ضمانة علينا ألا نبني بمعزل عن حكمة التاريخ وحافزاً لكي نبني المدن الصحيحة.
    درس الشيخ بجامع الخرطوم العتيق في التركية وعمره اثنتان وعشرون سنة. وخرج في أهله لبيعة المهدي إبان حصار الخرطوم. ومن ذلك الحين انتظم في ديوان المهدية كاتباً للمهدي وكاتماً لأسرار خليفته من بعده. وقد سلم مما لم يسلم منه الآخرون مثل حسين الزهراء وأحمد علي قاضي الاسلام: بطش الخليفة.
    وقد سلم بحرصه ودقته. فقد كاد له عند الخليفة وشاة وحساد. ولم يجد الخليفة سبباً لمؤاخذته. وقال له في موقف من تلك المواقف "انا عافي منك يا الجلابي اب شليخات". ودالت دولة المهدية وعينته الادارة الاستعمارية في 1899م قاضياً على سنار ثم قاضياً لمديرية النيل الازرق بمدني في 1904م ثم شيخاً للعلماء في 1911م. وبدأ منذ 1912م في إنشاء مشيخة العلماء التي أراد بها تجميع العلماء في صعيد واحد، ونقل حلقات دروسهم التي كانت تنعقد بمنازلهم، أو في مساجد متفرقة إلى مسجد ام درمان. وكان وقتها رواكيب من الخوص. وكانت هذه الخلية الأولى هي معهد أم درمان العلمي.
    جاء الشيخ إلى بناء المعهد بجماع خبرته وبخاصة في ديوان المهدية. وقد أسفر في تأسيسه للمعهد عن "قدرة إدارية نادرة وذكاء تخطيطي فذة" كما جاء في تقديم بروفسير عبد الله الطيب لكتاب "النفائس". فقد بدأ بالتفكير في بناء الجامع الكبير بأم درمان من المواد الثابتة. وهو ذات ما فعله بجامع مدني.
    فخطب يستحث الناس. وألف لجنة من الأعيان والتجار والمستخدمين. تتبعها لجان في الأرباع والحارات للاكتتاب لمال الجامع. وطلب من الحكومة أن تجعل رسماً على القطعان والذرة في دخولية أم درمان لصالح مال الجامع. واستن الحفل الذي تقدم فيه خطبة افتتاح وختام الدراسة للمعهد. وقد تضمن الكتاب عدداً منها.
    وأنت حين تقف على خطبته الأخيرة قبل أن يحال للمعاش في 1932م ستجد انجازه في المعهد في عبارة دقيقة سديدة مما يوحي بالاعتداد التقي بالنفس. ونُظم المعهد بلائحة على غرار الازهر. واستكمل المعهد في 1920م سنة ثامنة التي سيمتحن التلاميذ بعدها للشهادة الاهلية. واستكمل المعهد في 1924م سنته الثانية عشرة وهي سنة الشهادة العالمية. وكان الشيخ يطوف أقاليم السودان يدعو للمعهد. وقصد مصر وعلماءها وأعيانها يطلب منهم تزويد مكتبة المعهد بما يسخون به. وتخرج في المعهد على زمنه 34 خريجاً بشهادة العالمية و94 بالشهادة الأهلية و131 بالشهادة الابتدائية. يا ليد الشيخ الخضراء.
    لقد بنى الشيخ المعهد بأناة. كان يحفز روح التطوع في الناس وينظمها ويحسن العرفان لها. كانت تقاريره مبينة جداً عما يريد. ولذا لا يجد أحد من سبب لتجاهل غرضه. توقفت عند تعريفه للعالم والمدرس في خطبته لافتتاح الدراسة عام 1912م. فالمدرس في المعنى غير العالم الذي لم يعين مدرساً. لان العالم هو من حاز شهادة العالمية من أهلها والمدرس هو المنتخب للتدريس في مقابل مرتب بمقتضى أمر صادر من جهة الاختصاص. ويبدو أن الشيخ قد احتاج لهذا التعريف ليغطي على حرج ضيق فرص تعيين كل العلماء مدرسين. وبادر الشيخ برأفة وحدب للقول بأن مشيخة العلماء لا تمنع عالماً من تدريس العلوم الدينية إذا كان أهلاً لذلك لأنها تحب نشر هذه العلوم الصحيحة بكل وسيلة. ومن باب ذلك أن الشيخ، وقد اقترح نظام الامتحانات، لم يمس وضع جماعة الملازمين للجامع الذين يتعلمون أحكام دينهم من غير إلزام بامتحان. ومن باب سماحة الشيخ حضوره اليوم المدرسي لكلية المعلمات وإعجابه بثبات البنات على المنبر وحسن أدائهن للخطبة.
    وعاد للمعهد بفكرة ندوة الاربعاء (1928-1932) لتدريب طلابه على الخطابة والإلقاء وإدارة النقاش. وهي الندوة التي خرجت التيجاني يوسف بشير ومحمد عبد الوهاب القاضي والهادي العمرابي. وربما كانت هذه الندوة من "كبرى يد" التي ذكرها التيجاني للشيخ في رثائه له. وقد عبر الشيخ منذ 1912م عن إعجابه بممارسة طلابه لحرية السؤال وسروره لتمكين المدرسين لهم من ذلك. واشترط على الطلاب توقير المشائخ المدرسين ولزوم الادب معهم لتثمر تلك المراجعات.
    وهذه الأناة مع الدقة مما لفت إليه البروفسير عبد الله الطيب ورجّح أنهما ربما ألهمتا الشيخ بابكر بدري ورجال المدرسة الاهلية ومؤتمر الخريجين في لاحق نشاطهم في التعليم الاهلي.
    في يوم الثلاثاء 3 ابريل 1934م خرج نعش الشيخ بين مشيعين هم كل أهل مدينة أم درمان. وصعد الشيخ عمر أحمد مكي وأذن (في غير ما وقت آذان) آذان الضحى. وكانت تلك المرة الأولى التي لم يستجب فيها الشيخ لداعي هذا النداء الأليف.
    مدحت الشيخ ورثته النخبة آنذاك. غير أن أبلغ ما قيل في الشيخ كلمة للشاعرة عائشة بت الملازمي حين ذهب إلى مصر مستشفياً من داء ماء العين:
    سلامة شوفك الشامل
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de