الشمالية.. وتماسيح الدميرة!!(٤) بقلم:محمد محمد الأمين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 01:49 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-12-2020, 12:52 PM

د. محمد محمد الأمين عبد الرازق
<aد. محمد محمد الأمين عبد الرازق
تاريخ التسجيل: 01-07-2019
مجموع المشاركات: 35

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الشمالية.. وتماسيح الدميرة!!(٤) بقلم:محمد محمد الأمين

    12:52 PM October, 12 2020

    سودانيز اون لاين
    د. محمد محمد الأمين عبد الرازق-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بسم الله الرحمن الرحيم

    (وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُون) صدق الله العظيم

    لقد وردت لمحات حول مسيرة حركة تطور الحياة من مرحلة الغازات (ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) ثم السوائل والجمادات ثم النباتات والحيوانات ثم بني آدم (البشر المعاصرين) وفي الختام الإنسان المترقب ظهوره كتطور على بني آدم.. هذه المشاهد المادية في مظاهرها والتي مرت خلال هذه المسيرة الطويلة إنما تسير وفق هداية محكمة تحت هيمنة الإرادة الإلهية.. قال تعالى على لسان النبي موسى وهو يرد على سؤال فرعون: {قَالَ فَمَن ربّكُمَا يا مُوسَى* قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى* قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى* قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لاَّ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنسَى}..(أعطى كل شئ خلقه) يعني حدد نقطة نهاية تطوره في المرحلة المحددة.. (ثم هدى) يعني وجه حركة تطوره من نقطة البداية على خطة رسمت بدقة.. وهذه الخطة إنما تسير بإنضباط تام وفق إرادة الله على القانون الطبيعي المحكم..
    ولقد سيّر الله حركة تطور الغازات الى السوائل تسييرا قاهرا مباشرا.. وعندما برزت الحياة في حيوان الخلية الواحدة بين الماء والطين فإنه سيّرها تسييرا شبه مباشر من وراء إرادة الحياة.. وإرادة الحياة حركة تلقائية تتم بدوافع حب البقاء بالسعي خلف اللذة والفرار من الألم بأي سبيل..
    وعندما تعقدت الحياة ببروز مجتمعات الحيوان ثم بني آدم (البشر) دخل عنصر جديد هو إرادة الحرية.. فقد احتاج الإنسان البدائي لأن يعيش في جماعة متماسكة كي يحفظ حياته في البيئة الطبيعية التي تحتوشه وتعمل بقسوتها على هلاكه بلا رحمة بقوى الطبيعة وبالحيوانات المتوحشة.. وبظهور المجتمع علي المسرح برز واجب رعاية حق الجماعة فصار الفرد يعدل في رغباته (إرادة الحياة) بغية أن ينال رضا الناس ويكون مشكورا وسط قومه.. وهكذا سيّر الله البشر بإرادة الحرية بمعنى حرية اختيار التصرف، إلى جانب إرادة الحياة.. وبوجود هاتين الإرادتين معا في الفرد اشتعل الصراع داخل البنية البشرية.. وبفضل هذا الصراع برز العقل للتمييز بين ما يليق وما لا يليق حسب مقتضيات تلك المرحلة..
    الشاهد في الأمر أن المظاهر المادية المتنوعة التي مرت خلال مسيرة التطور إنما هي في حقيتها روحية ذات مظهر مادي.. وهذه النقطة جوهرية في هذه الحلقة ولذلك نحب لها أن تكون مركزة في الأذهان.. فالأساس هو الروح والمتغير في المخلوقات في تنوعها هو المادة.. وجميع الأحياء التي ظهرت واختفت في التاريخ الطبيعي إنما اختفت من ناحية الشكل فقط.. أما روحها فموجودة تتحول لتأخذ شكلا ماديا جديدا حسب مقتضى القانون الطبيعي الضابط كما اسلفنا..
    وبوحي من هذه الحقيقة العرفانية قال الشيخ عبد الغني النابلسي: 
    جسوم وأعراض تلوح وتختفي وما هي للمحبوب إلا ستائر
    وخلف حجاب الكون ما أنت طالب ومن لفظة المقهور يلزم قاهر
    وما مذهبي حب المظاهر إنما أحب الذي دلت عليه المظاهر
    فيا ظاهرا في خلقه وهو باطن ويا باطنا في أمره وهو ظاهر
    وحول حقيقة أن الروح واحدة وما التعدد إلا مظهرا لوحدة الروح يجئ قول العارف الصوفي ابن الفارض:
    ولُطْفُ الأواني، في الحَقيقَة، تابِعٌ للطفِ المعاني والمعاني بها تنمو
    وقدْ وقَعَ التَّفريقُ، والكُلُّ واحِدٌ، فأرواحنا خمرٌ وأشباحنا كرمُ
    ويشير ابن الفارض هنا إلى أن أرواحنا تنمو في أجسادنا باستمرار لتنقلنا نحو الإنسان على حساب الحيوان الرابض بداخلنا وكلما لطفت أجسادنا تعمقت أرواحنا تبعا لها..
    إذن ليس هناك انقراض للكائنات بمعنى الغياب التام من مسرح الحياة كما يرد في العلم المادي الحديث بأن هناك حيوانات انقرضت كالديناصور.. فأي كائن حي ظهر في الحياة واختفى فهو موجود في صورة جديدة.. تتغير الشكول تبعا لحاجة الارواح.. ولذلك عندما أوردنا أن آدم ابي البشر لم يكن أول محاولة للنزول لمرتبة الخليفة وإنما حاول قبله أوادم كثيرون فشلوا فما ينبغي أن يقودنا هذا التقرير إلى أن هذه الأوادم الفاشلة كانت شخصيات موازية لآدم مغايرة له.. فالحقيقة تقول إن هذه الأوادم إنما هي آدم نفسه من حيث الروح متطورا من شخص سابق متخلف إلى شخص جديد متطور شكلا وأكفأ روحيا!! وعلى هذا الأساس من وحدة الروح يمكن أن نتفهم قول النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: (كنت نبيا وآدم بين الماء والطين).. 
    إذن الانقراض شكلي متعلق بالمادة أما الروح فثابتة ومتطورة مع تغير الشكل المادي.. فالتمساح مثلا بشراسته المعهودة والهلع الذي سببه للناس أيام الفيضان إنما هو مظهر لروح خلفه.. فإذا استيقنا ذلك وتمكنا من معايشة الروح بداخل التمساح فسيتحول إلى صديق لا عدو!! وعندنا في البيئة الصوفية تجارب لمتصوفة كانوا يتعاملون مع الحيوانات المختلفة المفترسة والأليفة بسلام.. إذا تتبعنا مسيرة البشر من بداياتها نجد أن الانقراض الحسي عند الفشل، كان يتم بفعل قوى الطبيعة كالطوفان والاعاصير .....الخ.. ولنا في قوم نوح خير مثال.. فقد رفض قومه دعوته للتوحيد بعد تسعمائة وخمسين سنة من محاولة إقناعهم وهذا يعني أن روح نوح تجددت بينهم عبر شخوص خلال هذا الزمن الطويل.. وفي النهاية دلت التجربة معهم  أنهم حالات ميئوس منها لا تستجيب لداعي التطور لعلة خلقية.. ولذلك لا بد أن تتجدد تلك الحالات بالموت الحسي لتتأهل للسير إلى الأمام.. والموت بالطبع إنما هو ميلاد جديد في حيز جديد فيه حياتنا أكمل وأتم روحيا لقربنا من ربنا.. هؤلاء القوم اعني قوم نوح، كانوا معتوهين عقليا وتصرف الفرد منهم يدل على أنه أشبه بالشخص (العوير) في واقعنا اليوم.. فالفرد منهم عندما يتحدث معه النبي نوح عليه السلام لا يقبل مجرد أن يسمع وإنما يغلق أذنيه ويتغطى بثياب كثيفة لكي لا يستمع ولا يرى نوح.. فهل هذا إنسان سوي في الخلقة أم عوير!!؟؟ ولذلك ورد دعاء نوح لربه أن يهلكهم بالجملة إلا الذين آمنوا وهم قلة.. وبالطبع الله عالم وغير محتاج لتنبيه نوح ولكن دعاء نوح دل على نضج التجربة على الأرض وبلوغها مداها المرسوم لها روحيا.. وهذا قول نوح بنص القرآن: {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا* فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا * وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا} إلى أن انتهى به الأمر إلى أن يدعو:(وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا).. فاجرا تعني عاصيا ومبالغ في الخصومة.. وكفارا تعني أن علته مضروبة عليه بالوراثة.. وهناك نماذج أخرى عولجت بنفس الأسلوب (قوى الطبيعة) كحالة فرعون وقومه مع النبي موسى عليه السلام.. وكحالة قوم لوط وجميعها حالات انغلقت روحيا وكان لا بد أن تنقرض حسيا بالموت لتنطلق الروح في مستوى جديد.. والغريب يوجد في عالمنا اليوم من يؤسس بالتشريع لممارسة قوم لوط كما في الولايات المتحدة الأمريكية!! هذه الانحرافات محاط بها: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ * فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ * وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ).. وفي كل مرحلة تطورية تظهر نماذج لحالات فردية تمثل مجتمعا قديما مر في الماضي ولكنها لا تضر الناس بوجودها.. فيتعامل الناس معها بتقدير وإكرام وعطف إنساني.. وكمثال (الابله.. والعوير.. ومعتل العقل).. لكن إذا تعدى الأمر إلى خلل في المجتمع كمحاولات تشريع زواج المثليين (قوم لوط) ليكون خيارا ثابتا في المجتمع فلابد من الضبط بقوة التشريع نفسه وإقامة العقوبة القانونية في حق المخالفين.. وبعد.. هل نجحنا في هذه الحلقة في تبيين معنى أن البيئة روحية ذات مظهر مادي!!؟؟ وما هو التأثير الإيجابي الذي ستحدثه معرفة هذه الحقيقة في حياة الناس!!؟؟























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de