في حال أقدمت الولايات المتحدة على استخدام سلاح نووي تكتيكي لضرب مفاعل ( فوردو ) الإيراني ، فإن النتائج ستكون خطيرة للغاية على أكثر من مستوى . هذا النوع من الأسلحة مصمم لتدمير أهداف عسكرية محددة مثل المنشآت المحصّنة تحت الأرض ، ويملك قدرة تدميرية أقل من القنابل النووية الكبرى لكنه يظل سلاحًا نوويًا بكل ما يحمله من مخاطر .
ضربة كهذه قد تؤدي إلى تدمير المفاعل وتعطيل البرنامج النووي الإيراني لبعض الوقت ، لكنها لن تقضي عليه بالكامل ، لأن إيران ما زالت تملك المعرفة والقدرات الفنية . في المقابل، سيعتبر العالم أن أميركا كسرت المحرمات النووية ، وستواجه موجة غضب دولية كبيرة خاصة من الصين وروسيا وحتى من حلفائها في أوروبا .
إيران من جهتها لن تقف مكتوفة الأيدي وقد ترد بهجمات واسعة عبر وكلائها في المنطقة ، مما يشعل جبهة جديدة في الشرق الأوسط ويدخل المنطقة في حالة من الفوضى والتصعيد . الضربة قد تؤدي أيضًا إلى تسريع سعي إيران لامتلاك سلاح نووي ، بدلاً من ردعها عنه .
أما الأثر البيئي فسيكون خطيرًا ، لأن أي تفجير نووي سيتسبب في تلوث إشعاعي في محيط المفاعل ، مما قد يهدد حياة المدنيين ويزيد من حدة التوتر الإنساني والإعلامي في العالم .
ببساطة استخدام هذا النوع من الأسلحة ضد إيران سيخلق سابقة دولية خطيرة ، ويزيد من احتمالات لجوء دول أخرى إلى الخيار النووي في النزاعات المستقبلية، ما يعني تآكل الضوابط الدولية التي منعت استخدام الأسلحة النووية لأكثر من 70 سنة . إنه سيناريو يحمل في طياته فوضى شاملة ، ويهدد الاستقرار العالمي من جذوره .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة