الشخصية السودانية وأزمة البحث العلمي السياسي بقلم د.أمل الكردفاني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 10:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-10-2020, 10:18 PM

أمل الكردفاني
<aأمل الكردفاني
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 2508

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الشخصية السودانية وأزمة البحث العلمي السياسي بقلم د.أمل الكردفاني

    10:18 PM June, 10 2020

    سودانيز اون لاين
    أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر




    كنت من المداومين على قراءة مجلة السياسة الدولية، والتي تصدر عن دار الأهرام. وهي مجلة من المفترض أن تكون في أرفف اي مكتبة منزلية، وليس فقط جامعية. ويكتب في هذه المجلة كبار علماء السياسة الدولية في مصر، ولكن الأجمل أن السفراء أيضاً يشاركون بأبحاثهم. وهذا ما اثرى المجلة وجعلها من أقوى المرجعيات العلمية كمجلة مُحَكَّمة.
    لقد لاحظت فرقاً شاسعاً بين كتابات السفراء وأساتذة الجامعات، إذ لكل منهما مزاياه ومثالبه. وسوف أشير إلى فارق مهم، يجب أن يركز عليه الباحثون السياسيون، بين البحث العلمي والبحث العلمي التخالطي. وأقصد به البحث الذي يجمع بين المنهجية والخبرة المعيشة.
    اليوم مثلاً أرسل لي صديق بحثاً في موقع الإتحاد الأوروبي عن الوضع في السودان، وهو بحث مشوق وصادق، ومحايد إلى حد ما، لكن تعوزه مشكلة المعرفة التخالطية، أي تلك الناتجة عن الاختلاط على الأرض بالدولة محل البحث (شعباً وسلطة وإقليم).
    استعرض البحث (بمراجع عديدة) ما يحدث اليوم في السودان، والتدخل الإقليمي والدولي في مسار الثورة الجماهيرية التي انتهت بالفشل..بل وبوضع السودان كله موضع خطر الوصاية ثَمَّ التفكيك، إثر صراع وعمالات وارتزاق لأغلب الأطراف ذات الثقل في اللعبة (إن جاز وصفها باللعبة). لكن البحث افتقر لشيء مهم، وهو النزول إلى الأرض، إلى القاعدة الجماهيرية، وإلى فهم سيكولوجية الصراع في السودان، والذي له أسس عرقية وإن كان من الصعب رؤيتها بالعين المجردة. كما لم يتغلغل البحث في الشخصية السودانية، والتي لم تتعرض حتى الآن لدراسة علمية منهجية، رغم أهمية ذلك، فأُسُّ ومكمن المشكل التاريخي يكمن فيها، كشخصية تعاني من تناقضات داخلية تُشتِّتْ حساسيتها تجاه روابطها المعنوية، هذا التشتت الذي يدفعها للتمسك بإتجاه خطي لحركة تفكيرها وتفاعلاتها وتأثرها وتأثيرها على واقعها ومستقبلها. فالصراع أعمق مما يمكن أن يتناوله بحث أكاديمي مؤسس على مراجع تبدو محايدة. ولذلك فهو بحث أراه مغرقاً في الوصفية، وضعيفا من حيث المنهج التحليلي. ورغم قوة التوصيف المنهجي، لكن هذه القوة تجعله مجرد استعراض و إثبات حالة لا أكثر. فهو بحث إخباري..
    قلت بأن الشخصية السودانية يجب أن تكون مناط بحث علمي وعميق، وليس مجرد رأي خيالي يعتمد على أسلوب إسقاطي من أعلى (معرفة ما) لأسفل (مجتمع أو شعب)، بل يجب أن يكون نابعاً من أسفل، لتحقيق الفهم ومن ثم معرفة المشكلة ثم إيجاد حل لها.
    وأقول بحثاً علمياً وليس مجرد رأي، أي مؤسساً على ضوابط الفهم الدقيق (إحصائياً ووصفيا وتاريخياً وتحليلياً) وليس رأيا ساذجا كحديث بروف النور حمد عن العقل الرعوي..وحديث غيره عن المركز والهامش، ...الخ.
    إن دراسة الشخصية السودانية، مهم جداً، دراستها بحيدة ونزاهة، ولكن أيضا من قبل باحث علمي ذكي، ومتعمق، ولديه قدرات ممتازة للعمل على تفكيك تلك الشخصية، تفكيكاً متزناً، فلا هو إدعائي ولا هو تملقي. وليس في ذلك تعميماً منافياً للعلمية إن كان متبعا للضوابط الميثودولوجية كأغلب الدراسات الإنسانية. وهو بحث صعب، ليس فقط لأنه يقتضي التجرد، ولكن لأنه أيضاً يقتضي الخبرة (المعرفة التخالطية)، تلك التي أشرت إليها في بداية هذا المقال، إذ تكمن الصعوبة في شساعة المكان والمستهدفين موضوعياً، وشساعة التداعيات الماضوية (وليس التاريخية فقط) زمانياً. مما يتطلب مبحثاً أولياً تحليلياً للعناصر الثلاثة (الزمان، المكان، الإنسان). ثم مبحثاً آخر يلمس عمق الجرح، من وجهة سايكولوجية، مختلطة بوسمين سوسيولوجي وانثربولوجي في ذات الوقت.
    وقد يبدو ذلك مستحيلاً لكنه ليس كذلك، إنما الصعوبة تكمن فيمن سيقع عليه هذا العبء وسيختار أن يواجه المجتمع بحقيقته دون خوف أو مجاملة.
    إن البحث من هذا المنظور متعدد التخصصات multidisciplinary ، بحيث نفهم الاستجابات النفسية للشخصية السودانية، التي تجعلها شخصية حدية بامتياز، قلقة، وتخفي تنمراً وهزيمة داخلية عميقة تجاه الآخر. الآخر الذي هو نفسه هي. وهي أيضاً الشخصية الأقل رغبة في العنف، والأكثر استجابة للقيم الأخلاقية ونفوراً عنها في نفس الوقت، وبهذا وغيره من التعقيدات التي أفضت إلى تعقيداتها الإدارية والقانونية ومن ثم السياسية أو العكس تراتبياً. وصولاً لقاعدة كلية (تمثل معياراً مفاهيمياً عاماً ونسبياً ولكنه أكثر قدرة وفاعلية من غيره على التنبوء)...
    إن صراع اليوم؛ لا يمكن لذلك الأوروبي أن يعيه حتى لو اعتمد على تقارير الإستعمار البريطاني السرية، التي حاولت قبل أكثر من قرن تحليل تلك الشخصية بشكل علمي وتخالطي دقيق.
    ماهي مخاوف تلك الشخصية، (زمانا ومكانا وإنساناَ)، ودوافعه، وأفعاله وردود أفعاله، ماهي أزمته، وهل هي ماضوية، وهل هناك ما يمكن أن نسميه تاريخاً، وتاريخاً مؤثراً بحيث تركبت عليه بعض قطع هذه الأحجية، أم أنه وإن كان هناك ماضٍ فليس هناك تاريخ. (التاريخ كحدث من الزمن وليس فيه)؟...
    هذا ما يحتاجه البحث السياسي، أي لفهم الحاضر والتنبوء بالمستقبل.
    عندما تم توقيع الاتفاق بين العسكر والقحاطة، كان صديقي متفائلاً، فأخبرته بأن توقعاته أكبر من حجم الحقيقة المستقبلية. وليس هذا بتنبوء ساحر ولا كاهن، ولكن لأنني بت قريباً من فهم الشخصية السودانية، والغريب أن فهمي لها نتج عن خبرتي بها في عهد الكيزان، ولكنني أتذكر مقولة قالها الترابي، قرأتها له في مانشيت عريض باللون الأحمر في صحيفة ما. لقد قال (بعد أن تم إقصاؤه من السلطة طبعاً): إن الإسلاميين لم يأتوا من المريخ. ولم اقرأ جملة أكثر عمقاً من هذه بعد ذلك وحتى اليوم. هذه الجملة تحديداً، جعلتني أعيد التفكير في حكمي البديهي ليس على الكيزان فحسب بل على الشخصية السودانية ككل متكامل. أي بكل اجزائها، فتوصلت لنتيجة غريبة، بل أراها مدهشة، وهي أن الإختلاف بين الكيزان وغيرهم ليس بذلك الإتساع. ففي الحقيقة، الكيزان لم يأتوا من المريخ، بل من عمق الشعب، أو المجتمعات، المتنوعة والمتعددة. لذلك لم أكن متفائلاً حينما تم توقيع الإتفاق؛ لقد شعرت بأن مشهداً ما يتكرر ولكن بزوايا إلتقاط أخرى. ثم مضى الإتفاق، وأخذت المشاهد تتكرر؛ وثبتت تنبؤاتي المتشائمة.
    إن من الأجدى لنا بالفعل ألا نحاول الإنفصال عن الحقيقة، بل على العكس، أن نحاول الغوص تعمقاً في قراءة الذات. وقد لا يحقق ذلك تغييراً، وقد يحقق تغييراً، وقد لا يحققه على المدى القصير ولكن على المدى الطويل، ولكن في النهاية لابد من دراسة موسوعية، نزيهة ومتجردة، وذكية للشخصية السودانية..على الأقل سنمتلك حينها آلية قادرة على توقع المستقبل بعين بصيرة.

    مرسل من Outlook Mobile























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de