السودان القديم كيوتوبيا مقلوبة:نقد الخطاب النخبوي بعد نيفاشا- ردّ على برير إسماعيل وورثة الفرجة ا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 11-04-2025, 12:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-21-2025, 09:54 AM

خالد كودي
<aخالد كودي
تاريخ التسجيل: 12-31-2021
مجموع المشاركات: 170

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان القديم كيوتوبيا مقلوبة:نقد الخطاب النخبوي بعد نيفاشا- ردّ على برير إسماعيل وورثة الفرجة ا

    10:54 AM October, 21 2025

    سودانيز اون لاين
    خالد كودي-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر




    السودان القديم كيوتوبيا مقلوبة:
    نقد الخطاب النخبوي بعد نيفاشا- ردّ على برير إسماعيل وورثة الفرجة الوطنية

    20/10/2025 خالد كودي، بوسطن

    يكتب برير إسماعيل في مداخلته عن "مشروع كيزاني عميق الجذور"، يزعم أنه ابتلع الجميع، وأن الحركة الشعبية لتحرير السودان لم تكن سوى ضحية إضافية له، بل ساهمت – في رأيه – في إطالة عمره حين قزّمت مشروعها في نيفاشا وسلمت الشمال للكيزان، قبل أن "تنتحر" سياسياً تحت قيادة من يسميهم "جنجويد الكيزان".
بهذا المنطق العجيب، يبدو برير كمن يكتب عن الكيزان كما لو أنهم نبتوا في كوكب آخر، لا في الأحياء التي كان فيها عيال النخب و "السادة" يتنافسون على من يحصل أولًا على بطاقة الدفاع الشعبي، ومن يُنهي الخدمة الإلزامية أسرع ليُمنح شهادته الجامعية ومعها وسام "الرجولة الوطنية" بدرجة دبّاب ممتاز جدا!

    وهذه ليست المرة التي يتطاول فيها برير ومعه عدد من مواهيم الاسافير علي الحركة الشعبية جنوبا كانت او شمالا!.

    نعم يا برير، لقد ناضلت الحركة الشعبية لتحرير السودان الام عندما كانت النخب – بيمينها ويسارها ووسطها ومستنقعينها– وأقولها بلا تجميل، تتفرج على المذبحة عبر التلفاز الرسمي، تحت دخان "ساحات الفداء" وبخور الخوف واغنيات ندي القلعة.
بينما كان أبناء الجنوب وجبال النوبة والنيل الأزرق يختبئون في الكهوف من القصف، كانت نخب الخرطوم تختبئ في "الوظيفة العامة" من الضمير.
وحين كان الشاب في كاودا يحمل البندقية دفاعًا عن أرضه وكرامته، كان "ابن المركز" يكتب قصيدة في مديح الشهيد المجهول ثم يذهب لتوقيع كشف المرتب في وزارة الثقافة، او احد البنوك الاسلامية تمويلًا من ذات النظام الذي قتل ذلك الشهيد!
    فعلام المزايدة إذن؟
وعلى من هذا التّطاول؟
فالقبة يا برير – كما يقول المثل – ما تحتها فكي، بل جيشٌ من المتفرجين والمبرّرين والمعتذرين، والفاشلين يلعنون الحرب نهارًا ويأكلون من فتات دمها ليلاً!

    الحركة الشعبية لم "تُقزِّم مشروعها" كما يزعم بعض الواهمين العالقين بين الخوف والعجز، بل قزّمت التاريخ نفسه الذي ظلّت النخب، بمشاربها كافة، جزءًا من صمته الطويل.
ناضلت حين اختبأ الجميع خلف شعار "السودان الواحد" الذي كان في قاموس المركز يعني "السودان الذي نحكمه نحن" — السودان المرسوم بحدود الامتياز، لا بحدود العدالة.
وفي لحظة فارقة من التاريخ، وقّعت اتفاقية نيفاشا لا لتمنح السلطة لما لا يستحقها، بل لتمنح السودان نفسه فرصة أخيرة لم يكن مؤهلاً لها- ولايزال أمثال برير لم يتعلموا شيئا وبم ينجحوا في اختبار حسن السير والسلوك!
    فمن صاغ الاتفاقية ووقّعها لم يكن متفرجًا على مائدة السياسة، بل كان يحمل إرث مليوني شهيد وأكثر من خمسة ملايين لاجئ ونازح، اللاجئين والنازحين الذين صنعوا بدمهم إمكانية السلام... حينها.
أما الذين يتفاخرون اليوم ببضع تظاهرات بين شارع القصر وباشدار، فقد نسوا أن هناك من حارب ليجعل لتلك الشوارع معنى؟!
    خمس سنوات أعقبت نيفاشا كانت كافية لتُختبر فيها إرادة النخب في البناء، لكنها كشفت الحقيقة المُرّة:
لم يُبنَ فيها وطن، بل قُصُور.
ارتفعت عمارات كافوري بينما انهارت القرى في دارفور،
شيّدوا المساجد من أموال البترول، والفضائيات من دماء الضحايا،
ورحلوا بما نهبوا و بأرباح مانهبوا إلى دبي وماليزيا وتركيا، تاركين الوطن في قاع الخراب...
    ولو كان في تلك النخب نفع أو إرادة، لفعلت حين كانت البلاد مفتوحة للسلام والبناء.
لكنها فضّلت، كما هي عادتها، أن تنتظر حتى تغلق الأبواب لتكتب بيانات الشجب والحنين وبعضا من تباكي.
وها هم اليوم، بعد عقدين من نيفاشا، ما زال إخوة نسيبة وإخوة العجز يجثمون على صدر الخرطوم، فيما يتحدث "الورثة" عن الثورة المجيدة، وياعجبي!

    فمن ذا الذي يملك حق التطاول على مشروعٍ ناضل من أجل ما لم يجرؤ الآخرون حتى على تخيّله ؟

    ثم يقول بريرهذا إنّ "الحركة الشعبية/شمال انتحرت"!
يا للعجب!
الذي مات هو السودان القديم – بلد التراتب، والاستعلاء، والغباء التاريخي والفشل– لا الحركة الشعبية.
هل رأيت حركة سياسية ثورية أخرى تعيش في الجبال، والسهول والوديان، وتزرع، وتعلّم، وتقاتل، وتبني مؤسسات مدنية في زمن الحرب؟
بينما من لف لفك يكتبون المقالات المكرورة والركيكة في مستنقعات الاسافير، كانت الحركة ولاتزال تبني المدارس في هيبان، والمشافي في أم سردبة، وكانت – للمفارقة – الوحيدة التي لم تسرق من الفقراء، بل قاتلت معهم ومن أجلهم.. . ما كلموك ولا ماقالو ليك، ولا ماك شايف؟

    هل تدري من الذي منع عمر البشير من شرب القهوة في كاودا كما توعد وكيف ولماذا منعوه؟

    فيا برير،
حين انفصل الجنوب، لم يذهب "سلامًا" كما يقول بعضكم من المتطاولين، بل ذهب كنقر، وذهب كرامةً واحتجاجًا أخلاقيًا على عبث التاريخ والفاشلين.
ذهب لأنه أدرك أنكم – نخب السودان الفاشلة لا تريدون سلامًا، بل سكينةً تشبه خدر المقابر، ولا عدالة، بل "تعايشًا" وديعًا ومصطنع يتعايش فيه القاتل والضحية تحت راية النفاق الوطني- وانه لارجاء منكم..
    أوليس هذا السودان ذاته الذي لاتزال في عاصمته القومية تُبقر فيه البطون وتُعلّق الرؤوس على أسنّة الرماح تحت تكبيرات تُستخدم كستار للدم؟
أوليس هو البلد الذي تغرق فيه المعلمات في المراحيض وتخوزق الأجهزة الأمنية التي تريديون الإبقاء عليها المعلمين - يُكرّم القتلة في المنابر، وتُخوزق فيه الكرامة يوميًا باسم الأمن العام؟
فعلامَ التباهي؟ وعلى من تتطاول؟
أتُراك، بعد سبعين عامًا من عمر السودان المستقل ومن الصمت والامتيازات، اكتشفت فجأة أن الجنوب لم يكن "صبورًا بما يكفي" وفي هذا قد ارتكب الخطيئة في حق وطنيتك وامثالك المليئة بالخروم؟

    لقد ذهب الجنوب لأنّ الكرامة لم تعد تحتمل التفاوض، ولأنّ الصبر الذي طُلب منه كان مجرّد اسمٍ مستعارٍ للعبودية الجديدة.
ترك الشمال لا عن ضعفٍ ولا فرار، بل عن وعيٍ وجوديٍ بأنّ البقاء في ظلّ الغطرسة علي الفاضي لا تثمر سوى موتٍ بطيء للروح.
أدرك الجنوبيون أن الشمال، بكل صلفه وأوهام تفوّقه، لا يرى فيهم شركاء في الوطن، بل ظلالًا لخدمة سرديته عن نفسه المنتفخة بالريح.
فالوحدة، كما كانت تُروَّج، لم تكن عقدَ محبةٍ متبادلة، بل عقد إذعانٍ تُفرض فيه الهوية بالقوة، وتُقاس الوطنية بقدر الخضوع للمركز.
    لقد غادر الجنوب لأنّ ما سُمّي "الوعي القومي" كان في جوهره وعيًا أنانيًا متعاليًا يرفض الاعتراف بالآخر إلا بوصفه تابعًا أو منّة.
ترك وراءه دولةً أسيرةَ نرجسيتها، تتغذّى على شعاراتها الفارغة، وتزهو بخرابها كأنّه إنجاز- ده حتي انظر اليهم الي الان!.
ذهب الجنوب لأنه لم يجد في "الوحدة" سوى اسمٍ مستعارٍ للغنيمة،
وفي "الأخوّة" سوى قناعٍ لإدامة التفاوت الطبقي والاثني والديني.
    ومنذ ذلك الرحيل، ظلّ الشمال يتأرجح بين كبرياءٍ زائفٍ لا يسنده واقع، وغفلةٍ أخلاقيةٍ تحسب التسلّطَ حكمةً والسيطرةَ قيادةً.
بلدٌ يتحدّث عن الوطن كما يتحدّث المالك عن مزرعته،
ويحلم بالوحدة كما يحلم السيد بعودة عبده، لا كما يحلم الإنسان بشراكةٍ في المصير.
    لقد ذهب الجنوب لأنّه — ببساطة مؤلمة — أحبّ الحياة أكثر مما أحبّ أن يُهان باسم الوطن.
ذهب وهو يرى بأمّ عينيه العنصريين في قلب الخرطوم يذبحون الثيران السوداء علنًا، في طقسٍ دمويٍّ مريضٍ يحتفل باللون كخطيئة، لا كجزء من الإنسان. ولم ينبس أحد من المستنقعيين" ببنت شفة، وان نطقوا فقد كانوا عاجزين و لم يُوقفوا العبث، لم ترفع الاصوت بما يناسب الحدث، كأنّ الفجيعة كانت مشهدًا ثقافيًا عابرًا في سيرك النخبة الخرطومية.
    ... أدرك الجنوب أنّ هذا الوطن لم يعد وطنًا، بل مسرحًا طويلًا للمهانة، تديره الغطرسة وتصفّق له الأنانية.
واليوم، ما تبقّى من الجنوبيين في الشمال يُكشَون من الشوارع كما تُكنَس آثار العار، بينما الوطن الجديد، دولة جنوب السودان- تستضيف ملايين الشماليين في مدن الجنوب الرئيسية، معزّزين مكرّمين، و الملايين في معسكرت حدودية بناها اللاجئون أنفسهم، من رماد منازلهم المهدّمة وبقايا أحلامهم التي لاتزال بعضها يهدم في العاصمة القومية الخرطوم - عنصرية قحة.
    فأيّ مفارقةٍ أقسى من أن يكون المطرود كريمًا والمُقيمُ جلادًا؟
لقد ذهب الجنوب لأنّه لم يعد يرى في “الوطن” وطنًا، بل قيدًا يتغذّى على الإذلال ويتجمّل بالشعارات.
ذهب لا هربًا منكم، بل نجاةً منكم!!

    نعم، يا برير،
الحركة الشعبية لم تنتحر، بل تجاوزت مرحلة الموت.
واما– ورثة الخوف، وأبناء الخدمة الإلزامية – لم يتعلموا بعد أنّ الحرية لا تُستعار من خطابات النخب الفاشلة ، بل تُنتزع من رحم الجبال والصحاري والوديان.
أنتم تريدون أن يحرّركم الآخرون من دون أن تتحرروا من أنفسكم، وتطلبون من أبناء الهامش أن يحملوا عنكم جثثكم القديمة إلى المستقبل.
لكن ماذا نفعل لمن لا يريد أن يتحرر؟
هل نشنّ عليه حرب تحرير من أجل أن يقبل حريته ام ماذا؟
    لقد قال فانون: “الاستقلال لا يُمنح، بل يُنتزع.”
والحركة الشعبية انتزعته بدماء أبنائها.
أما أنتم، فقد نلتم استقلالًا من المعنى، ومن الشجاعة، ومن التاريخ.
فها أنت ومن هم علي شاكلتك بعد سبعين عامًا من "الوطنية"، تقفون أمام العالم كبلد فقد عملته، وفقد ذاكرته، وفقد شرفه، ثم يتهم من بقي واقفًا بأنه "انتحر سياسيًا" ! يا"لقوة العين" او هكذا يقال!
    في النهاية،
السودان الذي تريدونه يا برير ومن سار على دربك، هو وطن يعيش على أطلاله ويخاف من ظله، وطنٌ لا يسأل الأسئلة الكبرى لأنه يخشى أن يسمع الإجابات. وطنٌ يحنّ إلى ماضيه كما يحنّ الشيخ إلى صباه، يرفض أن يرى في المرآة تجاعيد الفشل التي صنعها بنفسه.
    أما السودان الذي نحلم به ونعمل على بنائه، فهو وطن يولد من تحت الركام لا من مستنقعات الأسافير، وطن يتنفس الحرية ويقيم العدالة، وطنٌ يتسع لكل من أُقصي أو سُحق أو حُرم من اسمه.
    وحين تكتب ومن لف لفك عن "موت الحركة الشعبية"، تذكّر أن الذي مات ليس مشروعها بل وطنك الذي تجاوز السبعين وهو يبحث عن معنى الحياة.
ذلك الوطن الذي صار نكتةً سياسية باهتة وبايخة، بينما الجنوب الذي تسخرون منه نال استقلاله، وها هو يبني نفسه من الصفر، يسقط ويقوم، لكنه يقوم دائمًا!
    أما أنتم، فما زلتم تحفرون قبر دولتكم القديمة بأيديكم، ثم تتجادلون حول شكل شاهد القبر.
فاتركوا "عيال الرباعية" ليقرروا مصيركم،
أما الجنوبيون فقد قرروا مصيرهم منذ زمن —
والحركة الشعبية لتحرير السودان–شمال، تقف اليوم في مقدمة مشروع تأسيس يبني سودانًا جديدًا رغم أنف المهزومين.

    النضال مستمر والنصر اكيد.

    (أدوات البحث والتحرير التقليدية والإليكترونية الحديثة استخدمت في هذه السلسلة من المقالات)
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de