السودان: ثلاث حكمٍ شعبيةٍ ووطنٌ وشعب بقلم:د/عوض الجيد محمد احمد مستشار قانوني وخبير تنمية مؤسسية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 07:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-01-2020, 01:08 PM

د.عوض الجيد
<aد.عوض الجيد
تاريخ التسجيل: 09-17-2019
مجموع المشاركات: 11

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان: ثلاث حكمٍ شعبيةٍ ووطنٌ وشعب بقلم:د/عوض الجيد محمد احمد مستشار قانوني وخبير تنمية مؤسسية

    12:08 PM November, 01 2020

    سودانيز اون لاين
    د.عوض الجيد-قطر
    مكتبتى
    رابط مختصر




    للشعب الأعزل حكمته المهمة:
    يسترشد أهلنا في السودان بالكثير من الحكم الشعبية التي تشكل مرشداً سلساً ومهماً لأنها تستمد أصولها من كونها انعكاساً فطرياً وشعبياً مبسطاً لتعاليم دينية أو تجارب إنسانية عميقة. فالله جل شأنه حين أنزل النصوص لم يكلف عباده حفظ تلك النصوص. وإنما أراد لهم استيعاب الحكمة منها للانتفاع بها في حياتهم اليومية والسياسية والاجتماعية باعتبار أن الحكمة هي ضالة المؤمن أينما وجدها أخذها.
    والإنسان السوداني تستهويه هذه الحكم التراثية أيما استهواء ويشعر معها بالراحة النفسية ويكنُ لها قدراً كبيراً من التقدير. والضمير السوداني عموماً مرهف وحساس للقيم التي تحملها تلك الحكم والأمثال الرائعة. ولكن الإنسان السوداني -كسائر بني البشر – قد ينسى أو قد تضعف نفسه أو قد يجرفه تيار الهوى وتهزه النفس الأمارة بالسوء، أو تجتاله شياطين الإنس والجن خاصةً عندما تصبح الولاية العامة مغنماً ويصبح (حاميها حراميها). هنا تحصل البلبلة والفتنة العامة وتهتز القيم عند الكثير من الناس.
    وسنقف اليوم عند ثلاث حكمٍ شعبيةٍ سودانية ونحاول إسقاطها على واقعنا السياسي منذ 1989 لنرى كيف تعبر بصدق عما نحن فيه. وقد تكون فيها محفزات تعيننا على تثبيت الثورة على جادة الطريق بما يحفظ وحدة بلادنا شعباً وأرضاً وتراثاً ويلبي تطلعات الشعب الذي بات يخاف أن تكون دماء أبنائه قد ذهبت سدىً وهو يرى غيابا للرؤية ونمطية في المعالجات وضعفا في الأداء مع كل الخبرات العالمية الرصينة التي تمت الاستعانة بها لتجاوز آثار نظام الإنقاذ.
    الحكمة الشعبية الأولي:
    "دنيا دبنقا. دردقي بشيش" .
    هذه الحكمة تكاد تتضمن جميع الحكم الرسالية والإنسانية التي ترشد لحسن إدارة الدنيا وتنبه الناس ألا يجعلوا الدنيا ولا إدارتها سببا لخرابها. شبهوا الدنيا ب(الدبنقة) (وهي إناء فخاري حافظ) وشبهوا سوء إدارتها بما قد يؤدي إليه ذلك من تشققها أو انكسارها إذا أدرناها بعنف أو بلا تبصر.
    وإذا أردنا تلخيص واقعنا منذ العام1989 وحتى اليوم فيمكن القول ببساطة بأن (الإنقاذ) (دردقت الدبنقة) بعنفٍ لا يوصف وبقلة تبصر ولم تبالِ بأحدٍ أو بقيمة دينية أو إنسانية، مما أحدث بدبنقة السودان أضراراً بالغةً ومستدامة. فهي اليوم أصغر حجما بفقدان ثلثها وتخلخل باقي أطرافها وفراغ مركزها من كثير من أهلها. إن أهم ما تحتويه (الدبنقا) الوطنية هم الشعب. والملايين منهم شُرِدوا أو (هَجُوا) في أصقاع الأرض هرباً من ظلم أو بحثاً عن عيش كريم بعد أن نصبت (الإنقاذ) نفسها مالكة للدبنقة المسماة بالسودان وصارت توزع ما حوت على منتسبيها دون سواهم بأغراض التمكين. ومن المفارقات أن الخراب حين حل بأطراف (الدبنقا) فر كثيرون من أهلها للوسط. وحل الخراب بالوسط فتشتت أهله في أصقاع الأرض خارج (الدبنقا). كان نبي الإسلام (ص) قد أرشدنا لدردقة (الدبنقات) بأنواعها بالرفق لو كان ل(لإنقاذ) آذانٌ تسمع:
    إنَّ اللَّهَ رفيقٌ: يحبُّ الرِّفقَ، ويُعطي عليهِ ما لا يُعطي على العُنفِ): رواه مسلم)

    أما حكومة ثورة ديسمبر فتبدو - حتى الآن - وكأنها قد جلست بجانب (الدبنقا) المضرورة تذرف الدمع وهي حائرة لا تدري كيف تصلح عوارها أو ترمم ما لحق بها من أعطاب ولا تدري متى تتمكن من (دردقتها) من جديد بشكل سليم وآمن.
    الحكمة الشعبية الثانية:
    (علماها وظلماها ياكلوا في بلماها لامن البليلة وماها): الشيخ فرح ود تكتوك
    هذه الحكمة تبين لنا كيف تمكنت الإنقاذ من تخريب (الدبنقا) . وهذا المنهج ليس جديداً على الدول الدينية ولن يكون الأخير وليس حكراً على (الإنقاذ) وإن أتقنته. فعلماء السوء من جهة و(الجلاوظة) والظلمة الذين يستظلون بفساد علماء السوء من الجهة الأخرى، يستغلون الدين والسلطة في كل زمان ومكان لأكل حقوق الرعية المستغفلة المُستغلة حتى تفقر الشعب وتوصل الناس لمرحلة العدم الذي تنفد فيه (البليلة) وعندها يشربون (ماءها). وهكذا دواليك حتى تقوم الساعة.
    ومرة أخرى إذا أسقطنا هذه الحكمة الشعبية العميقة على دبنقة السودان سنجد قدرا كبيراً من التماهي مع حال السودان بعد 1989 ومع كل مكان آيدولوجيا الصراخ والصوت والزعيق الأجوف وبنى آخرته ودنياه على دوي الشعارات الرنانة مع الأفعال المنكرة والمستنكرة. فتسمع جعجعةً ولكن لا ترى طحناً.
    الحكمة الشعبية الثالثة:
    (شايف البيحفر بيمشي لتحت) الشيخ: محمد ود بدر رحمه الله
    تتوافق هذه الحكمة كسابقتيها مع التعاليم الإلهية والموجهات الدينية بشكل كامل:
    (...ولا يحيق المكر السيء إلا باهله...) 43 سورة فاطر
    ومن أعظمِ ما في هذا الوعيد الإلاهي الرهيب في هذه الآية الكريمة أنه يبين لنا أن حفرة السوء هي مقبرة أهلها في كل زمان ومكان فلا يفلت منها صاحب لحيةٍ كثةٍ أو حليقها إن علم الله في قلوبهم مكراً سيئاً يستهتر بتعاليم السماء أو يستهين بطهارة القيم السماوية العليا. فالله طيب لا يقبل إلا طيباً, (ويا حافر حفرة السوء وسع مراقدك فيها) كما يقول المثل السوداني.
    وإذا كانت حكمة الشيخ فرح تعكس سوداوية الصورة فإن حكمة الشيخ (ود بدر) تبين سوداوية المصير لكل من ارتضى لنفسه أن يكون حفاراً للقبور - لا رغبةً في ستر الموتى - بل حرصاً على دفن الأحياء فيها.
    الخلاصة:
    من المؤكد أن الشعوب المنبتة عن تراثها لا تقوم لها قائمة وقد لا تستطيع - في الغالب - تجاوز المحن والكوارث الثقيلة التي تواجهها. ونحن كشعب لا تنقصنا الحكمة ولكن نحتاج لتفعيل الانتفاع بها. فلنجعل هذه الثورة المباركة نموذجاً لانتفاعنا بحكمة آبائنا حتى نحسن دردقة (دبنقة) السودان بالبصر والبصيرة، والحكمة والمعرفة. فلنخفض الأصوات ونقلل الكلام حتى نوفر الطاقة للعمل فكلنا راعٍ وكلنا مسؤول عن رعيته.
    والله الموفق























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de