* تتضارب مصالح دول الرباعية، بوضوح: إذ تكمن مصلحة الإمارات في الهيمنة على كل السودان و الإستئثار بموارده المادية و موقعه الإستراتيجي.. و في هذا استفزاز لا يستقيم مع مصالح مصر و لا مصالح السعودية..
* و لن يستطيع الحاوي الأمريكي أن يُخرج من تحت قبعته عفريتاً يجمع بين مصلحة كل من مصر والسعودية مع مصلحة الإمارات، خاصة و أن الإمارات تغازل إثيوبيا و أرض الصومال و دولاً أخرى في شرق أفريقيا للسيطرة على البحر الأحمر والاستحواذ على مغانم تعلمها الدولتان الجارتان للسودان..
* ثم إن جغرافية السودان رمال تتحرك اليوم، عسكرياً و سياسياً، بقوة دفع الإرادة الداخلية و تمسح في طريقها أي فكرة وقف إطلاق نار قد تؤدي إلى التفاوض مع الجنجويد.. اللهم إلا إذا كان تفاوضاً يليه استسلام الجنجويد للواقع الجاري..
* و مع أن المطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار طنينُ بعوضٍ في واشنطن، إلا أنه طنينٌ جعل القحاتة يتوهمون أنه يخيف الشعب والجيش السوداني. و أنه سوف يفرض واقعاً جديداً حتماً على السودان..
* في يقيني أن كل من يتعامى عن رؤية الحقيقة السودانية حمارٌ تائهٌ في مدن و أرياف السودان بلا بوصلة..
و في تصوري أن الأمركان المعينين حاليآ لإدارة الشأن السوداني لا يعرفون كثير شيئ عن مجريات الأمور في السودان.. و يسْتُقُّون معلوماتهم من تزويغات القحاتة و الجنجويد فقط.. و هذا النوع من الاعتماد على تزويغات من هذه الشاكلة قد سبق و (جاب خبر) المبعوث الأميركي السابق، توم بريللو، الذي اتخذ من القحاتة و مستشاري حميدتي مرجعية أساسية لمهمته في السودان، لكنه اكتشف، في النهاية، أن في السودان (شعبٌ واحد جيشٌ واحد).. و أن مرجعياته كانت مرجعيات مفبركة ما كان عليه أن يعتد بها..
* و هذا ما سيحدث للمسؤول الأمريكي الحالي عند اللحظة التاريخية المفصلية التي ستأتي مع تطورات الأحداث..
* و سوف يعلم هذا الأمريكي أن إرادة هذا الشعب وجيشه قد أفقدت ميليشيا الجنجويد قوتها الصلبة فتراجع نفوذها العسكري و نفوذ داعميها السياسيين، و انسلخ من الميليشيا العديد من حواضنها القبليّة..
* ونعلم أن أحلام القحاتة و الجنجويد لم تتراجع بل تضخمت الأحلام في ما يسمى (حكومة تأسيس).. كما نعلم أن هذه حكومة تعاني الشلل الرعاش و مشاكل عويصة أخرى داخل مكونات رعاتها الجنجويد..
* و ليس غريباً أن يعلن قائد ميداني شاب عن انسلاخ مجموعته من الميليشيا لأن تشكيل الحكومة لم يضم أحداً من قبيلته (المناضلة)، و لا بالغريب أن يعلن (القائد) يأجوج ماجوج تمرده على حكومة التأسيس بعد يوم واحد من تشكيلها..
* إن على صفحات الوسائل الاجتماعية عديداً من الجنجويد الشباب يعبرون عن اعتراضهم على تشكيل الحكومة لسبب أو لآخر.. و لا تزال انشقاقات الجنجويد، تتواصل، و كأن إنشاء حكومة تأسيس جاء ليعظِّم أزمات الجنجويد.. و هذا ما سوف يصيب الرباعيةَ (الأمريكية الصنع) و القحاتة و الجنجويد بالإحسان و الإكتئاب، ويصيب كلَّ من استبشر خيراً يأتيه من حكومة تأسيس هذه..
* إن صدمات البداية صدمات قاسية، لكن الأقسى منها هو اكتشاف أن حكومة تأسيس هي سبب نهاية ميليشيا الجنجويد، و نهاية أحلام الإمارات و الأمركان إلى الأبد..
* و الجيش السوداني ومساندوه على وشك الانتهاء من الجنجويد عسكرياً.، و وجهتهم الضعين و نيالا زالنجي، و أصوات حواضن الجنجويد تصم الآذان شاكية مما جرَّهُ عليهم السفاء الجنجويديون من كوارث.. و هذا يؤشر للمزيد من العصيان والانسلاخ..
* و يتأخر القحاتة كثيراً عن الأحداث، و ربما يتعامون عنها فيتحدثون عن هستيريا أصابت (الكيزان) جراء المطالبة بوقف إطلاق النار.. و نحن في السودان لا نرى الهستيريا التي يتحدثون عنها.. و ما نراه، هو أن المطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار ليست ذاتَ موضوع في شارعٍ يعتبر ما يجري في واشنطن طنين بعوضٍ مزعج، لا أكثر..
* و يتحدثون عن عقوبات اقتصادية و عن عظائمِ أمورٍ تليها عظائمُ (الأمور)،
* أيها الناس، أستحلفكم بالله، أن تسألوا القحاتة و الجنجويد وأسيادَهم الأمركان و الإماراتيين:- (مَن الذي يخاف فرجينيا وولف؟!)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة