أخذ موضوع التلوث البيئي،في السودان،والعاصمة القومية بالذات، حيزا واسعا من اهتمام العلماء والدارسين والخبراء السودانيين، داخل وخارج السودان..وأصبح حديث منتدياتهم العلمية وحواراتهم المجتمعية..مما يؤكد قوة ومتانة العلاقة بين السوداني ووطنه أينما كان تواجده.. وتصل بريدي الإلكتروني، يوميا، عشرات الرسائل والتعليقات عن المخاوف وكثرة الاشاعات عن التلوث البيئي في العاصمة الخرطوم..وبعضها يحمل الكثير من الآراء والمبادرات من علماء أجلاء ومواطنين كرماء ..تدفعهم الحمية الوطنية وعشق البلاد التي عرفوا كم هي غالية وعزيزة عندما هجروها خوفا علي أرواحهم واطفالهم أثناء المعارك الحربية الدائرة بين طرفي النزاع. ومن هؤلاء العلماء الأجلاء..الخبير في صحة البيئة، عضو الجمعية الملكية البريطانية لتعزيز الصحة، د.عبدالماجد مردس احمد...الذي خدم في هذا المجال لعشرات السنين ولازال يعمل من خلال جمعيات ومكونات المجتمع المدني بعد أن تم احالته للتقاعد.. وذلك من خلال حواراتهم ونقاشاتهم التي لا تنقطع عبر الوسائط الإعلامية...عن حال بلادهم التي تهددها الحروب والكوارث الطبيعية والأوبئة والمجاعة وعدم الاستقرار السياسي والتدهور الاقتصادي..وأثر كل ذلك وغيره علي البيئة الاجتماعية ورفاهية حياة الانسان السوداني.. د.عبدالماجد..له رؤية تفاؤلية وتحليل موضوعي قائم على الملاحظة العلمية ،تقول بأن الخرطوم خالية من التلوث الكيميائي.. وهناك شواهد كثيرة تؤكد ذلك..وأن الخرطوم سوف تنهض قريبا وتتعافي من كبوتها.. وتعود أكثر شبابا وقوة فقد صقلتها التجارب وزادتهامنعة وسترونها قريبا جدا لا زالت صبية تمتلك الجمال وذلك السحر والعطر الذي لا يعرفه ويتنسمه إلاعشاقها من أهلها الكرام... يقول د.مردس..في ظل الظروف الحالية والقلق من التلوث..نود أن نطمئن الجميع بأن ( معشوقة الجماهير) ،(درة النيل الخالدة)من المنبع الي المصب..خالية من التلوث الكيميائي..وهناك شواهد كثيرة تقول بذلك.. إن وجود الباعوض ، الطائر في الاجواء و(الزاحف في برك المياه المتقطعة)..يمثل دليلا علميا طبيعيا..بأنه لا يوجد أي أثر للتلوث الكيميائي..لأن هذه الكائنات حساسة جدا وتموت سريعا اذا تعرضت لمثل هذا التلوث ولو بكميات قليلة.. ايضا من الشواهد ذات الأدلة الطبيعية، إخضرار الأشجار والنباتات و(رحلة عصافير الخريف ) المغردة..وتنقل الفراشات الملونة بين الزهور اليانعة. كل تلك الشواهد الطبيعية وغيرها ، تؤكد بأن بيئة الخرطوم الطبيعية لازالت حية ومتوازنة ...أضف إلي ذلك ما جادت به الطبيعة ذاتها، بنعمة من الله،بتلك الأمطار الغزيرة التي هطلت لتغسل أرض الخرطوم الطاهرة وحتي أشجارها وحيطان مبانيها وعماراتها الشاهقة...وكل ذلك دليل عافية ومسيرة نحو التعافي الكامل الذي يليق بسكان الخرطوم. ولا أريد أن ازيد عن ما ذكره د.مردوس..وهو الخبير العالم صاحب التجارب الثرة في في مجالات البيئة...وكل الذي اتمناه أن تستعين ولاية الخرطوم بمثل هؤلاء العلماء والباحثين والخبراء المتواجدين داخل السودان، اذا تعذر الاستعانة بالخبرات الدولية من خلال الشركات العالمية المتخصصة في مخلفات الحرب..فالرجل وأمثاله من الخبراء لا زالوا داخل البلاد فابحثوا عنهم فستجدونهم في الطليعة تلبي النداء.. د.فراج الشيخ الفزاري رئيس لجنة شؤون البيئة بتجمع الاكاديميين والباحثين والخبراء السودانيين. [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة