تلجا الانظمة الدكتاتورية الي الحلول الامنية لتمرير اجندتها وفرض قراراتها علي الشعوب عكس الانظمة الديمقراطية التي تحرص دائما على استشارة شعبها في كل الامور التي تمس معاشه ومستقبل حياته عبر نواب يمثلونه تحت قبة البرلمان وفي السودان لدينا تجارب سابقة مع عدد من تلك الانظمة الدكتاتورية والتي لم يشفع لها التخندق خلف ترسانتها العسكرية لاسكات صوت الثورة فكانت اكتوبر 1964 وابريل 1985 وديسمبر 2018 لتكتب ان ارادة الشعب لا تقهر واليوم تفاجئنا حكومة السيد حمدوك بحزم اقتصادية قاسية على شعبنا باعتماد سياسة رفع الدعم الحكومي والذي انعكس سلبا على معاش المواطن بشكل لا يحتمل كانت الجماهير تحلم بان تستبدل حكومة الجنرال المخلوع البشير بحكومة رشيقة تعمل لاجل رفاهية واستقرار شعبنا لا ان تمارس عليه سياسة التجويع لقد عجزت الحكومة عن وضع حد لجشع التجار وتركتهم يعبثون بقوت الشعب فهل يعقل ان لا تستطيع الحكومة فرض شخصيتها عليهم؟ كان بالامكان الزامهم بالتقيد باسعار متفق عليها ليعاقب من يتجاوزها مع تشجيع الانتاج والابقاء علي دعم المواصلات العامة وتوفير الخبز وانشاء مشاريع امن غذائي لكل محلية من محليات البلاد وارجاع الجمعيات التعاونية ودعم غاز الطهي ليتناسب مستوي العيش ليستطيع عامل النفايات الذي لايتجاوز راتبه الشهري مبلغ الثلاثة الف جنية بينما. تحتاج الاسرة في اليوم الواحد خبز لايقل عن المائة جنية ليكون حصيلة مبلغ الخبز فقط لوحده ثلاثة الف جنية فهل يستطيع اي مسؤول ان يقبل لنفسه هذا الراتب لشخص لديه اطفال يحلم بان يصيروا في المستقبل اشخاص يصار اليهم بالبنان وان تلك التصرفات لا تشبه الثورة التي خرج الناس لاجل واقع افضل رافعين شعار حرية سلام ولكن اين العدالة؟ كان يمكن اصلاح الحال في السودان ولو تطلب الأمر تشكيل حكومة من عشر وزراء فقط لادارة شؤون الدولة بدل هذا الجيش الجرار من المسوؤلين المتخندقين داخل مكاتبهم الفاخر كان الاجدي عليهم الطواف علي الاسواق وصفوف الخبز في العاصمة والاقاليم لمعرفة كيف يعيش هذا المواطن ظروف معيشية صعبة خرجت في الايام الماضية مظاهرات عارمة في عدد من مدن البلاد احتجاج على الظروف المعيشة الصعبة تخللتها اعمال سلب ونهب وبالتاكيد لن نباركها و هي مرفوضة وشي موسف بان يصل الحال قيام تلاميذ المدارس بالمشاركة فيها وهنا يجب علي الدولة التوقف قليلا مع نفسها والاعتراف بانها هي السبب الرئيسي خلف تلك الاحداث وذلك بتجاهلها الي الاصوات التي كانت تنادي بضرورة ادراك الامر وعدم رفع الدعم الحكومي عن الوقود في هذا الوقت والبلاد خارجة من فترة اغلاق بسب تفشي فيروس كورونا وحتي لا تعطي التجار الجشعين الذرائع والحجج لرفع المزيد من الاسعار والتي وصلت إلى مرحلة لايمكن السكوت عليها فبات الشعب يعيش مابين مطرقة الحكومة وسندان التجار الجشعين
فالحال اليوم صعب جدا مع عدم قدرة المواطن المسكين علي شراء غاز الطهي الذي وصل مبلغ تجاوز الف جنية وهو مبلغ غير متاح لهم في اعتقادي أن اعتقال ازلام النظام الضلالي هذه المرة لن يحل مشكلة الازمة الغذائية والتي حذرت منها منظمة الامم المتحدة في شهر يونيو من العام الماضي حينما اصدرت تقرير عن ان السودان سوف يواجه مشكلة غذائية خاصة في المناطق التي شهدت ذاتها اعمال الشغب ان الحلول الامنية للمشاكل الاقتصادية لن تفيد في هذه المرحلة التاريخية من عمر البلاد طالب الشعب منذ البداية بتسلم راس النظام السابق الي المحكمة الجنائية الدولية وتقديم ازلام النظام البائد الي محاكم ولكن انتم من تماطل في ذلك ليعاد القبض عليهم ومنذ اول الامر ما كان يوجد سبب لاطلاق سراحهم اذا كانت لديهم تهم جنائية بدل البحث عن شماعة اخري خلاف الاعتراف بالازمة الاقتصادية كان الافضل الجلوس مع هذا الشعب الاغبش والتعرف على مشاكله ان البلاد ضعيفة التكوين الاجتماعي والسلام لم يكتمل حتي الان مع وجود فصائل لاتزال تحمل السلاح والحركات الغير موقعة للسلام بتلك السياسيات الاقتصادية قد كسبت المزيد من التعاطف الشعبي باعتبارهم لم يشاركوا فيها و الناس كانت عند توقيع سلام جوبا يستبشرون خير بمقدم حركات الكفاح المسلح لتشكل دفاع عن حقوق المهمشين ولكنهم ارتضوا لأنفسهم العيش داخل المكاتب الحكومية الفاخرة و تجاهل الشعارات القديمة عن الدفاع عن قضايا الفقراء وعدم تركهم لقمة سائغة للتجار الجشعين ومن تحالف معهم الكرة الان في ملعب الدكتور جبريل ابرهيم وزير المالية بان ينصف الفقراء ويدعم الخبز ليكون كما كان في السابق عشرة قطعة منه بمبلغ واحد جنية مع تقديم دعم نقدي مباشر الي الاسر الفقيرة استناد علي سجلات ديوان الزكاة والتامين الصحي والاشخاص ذوي الاعاقة وعلي الحكومة الافضل اعتماد الحلول الاقتصادية والاجتماعية لمعالجة اضطرابات المدن التي خرجت احتاج علي غلاء المعيشة فهناك اسر لا تملك قوت يومها واصحاب امراض مدمنة وارامل وايتام وكبار السن وذوي اعاقة فانت يا سيدي حمدوك مسؤول منهم والله والله والله العظيم هناك اسر لاتملك مصادر دخل لتعيش منها الا يكفي ظلم الكيزان لنا طوال فترة الثلاثين عام الماضية حتي لنتجرع ظلم جديد!!
ترس اخير الله سبحانه وتعالى قدم اهمية الطعام علي الامان باعتبار ان الغذاء يعتبر نوع من انواع الامن. حيث يقول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4) صدق الله العظيم
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة