الحلقة السابعة والأخيرة الخيار بين الأستاذ وبنت الأستاذ بقلم خالد الحاج عبد المحمود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 02:53 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-28-2020, 11:38 PM

خالد الحاج عبدالمحمود
<aخالد الحاج عبدالمحمود
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحلقة السابعة والأخيرة الخيار بين الأستاذ وبنت الأستاذ بقلم خالد الحاج عبد المحمود

    11:38 PM March, 28 2020

    سودانيز اون لاين
    خالد الحاج عبدالمحمود-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بسم الله الرحمن الرحيم

    "وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُون"
    من آخر انجازات الأستاذة اسماء، الصلاة على الأستاذ عوض الكريم في الصف الأول بين الرجال.. وقد اعتبرت الاستاذة اسماء عملها هذا عملاً بطوليا، وسعت الى نشره.. فهي تقول: " وانا حقيقة دايرة افتح بيهو بوست، ودايرة اختو برضو في الفيسبوك في صفحتي حا اتكلم عنو"..وقد اتفق لي أن صليت في نفس الصف الذي صلت فيه اسماء.. ولم اشعر بها.. ولم اسمع بالموضوع في بيت الفراش!! وذكرت اسماء أن هذه ليست اول مرة، فقد فعلت نفس العمل في الصلاة على سعاد ابراهيم احمد.. تقول الأستاذة اسماء: "وانا شخصيا في مسألة سعاد ابراهيم احمد، وهي من القيادات الشيوعيات، البنات كلهم وقفوا بعيد وكانوا بيتفرجوا علي الصلاة، كأنوا الصلاة ما بتخصهم، انا الوحيدة الوقفت وسط الرجال وصليت.... حتي جابها واحد في الفيسبوك اتكلم عن يعني شجاعة الموقف وعن الجسارة، عن انو موقف اعجب بيهو كدا،. جاب صورتي وقال دي المرأة الوحيدة الوقفت..".. هو وصف الموقف بالشجاعة والجسارة.. وهي صدّقت!! الموقف ليس فيه شجاعة ولا جسارة.. واستاذة اسماء بنفسها ذكرت أن النساء خارج المجتمع قد سبقن: " البنات فاتونا يعني اسي في الندوات العامة في المجتمعات العامة البنات ما بقعدن كوم براهن والرجال كوم براهم.. هم حاسين انو اصبحت المسألة مساواة"، وتحدثت عن أن النساء في امريكا صلين في المساجد في الصف الأول مع الرجال.. وأن المرأة صلت امامة للرجال..
    القضية.. هل هذا العمل شريعة؟! قطعا لا.. هل هذا ما تركنا عليه الأستاذ؟! قطعا لا.. الأستاذ يعلم أننا، في المجتمع الجمهوري لا نمارس الاختلاط بصورة تامة.. فالأخوات يجلسن منعزلات عن الأخوان.. والأستاذة اسماء ربما حضرت صلاة الجنازة على عهذ الأستاذ، عديد المرات، وفي جميع الحالات، الأخوات كنّ يصلين خلف الرجال.. كل الذي فعلته اسماء، في شجاعتها، هو أنها لم تلتزم بتوجيهات المرشد التي تعلمها تماما.. فإذا كان الخروج على توجيهات المرشد، شجاعة وجسارة، فالأستاذة اسماء شجاعة بهذا المعنى!! الأستاذ كان حريصاً اشد الحرص على الأمور التي تتعلق بالمرأة.. ولم يقل في أي يوم من الأيام، أن وقت تطبيق الشريعة المطورة في هذا الصدد قد آن.. بل قال بكل وضوح: أن تطبيق الأصول لن يتم إلا بعد مجيء الإذن والمأذون..
    في مرة من المرات من بعد الرجوع من حملة، الكتاب نُقل للأستاذ أن بص الحملة كاد ان يتعرض لحادث مرتين.. فتسائل الأستاذ عن ما حدث، وعقد جلسة للنقد الذاتي، تحدث فيها الأخ الباقر الفضل، وبعض الأخوان والاخوات، وذُكر أن بعض الإخوان كانوا جالسين في الباص الى جوار الاخوات!! وقرر أن تجلس الأخوات في مقدمة الباص، والأخوان في الكراسي الخلفية.
    على ماذا اعتمدت الأستاذة اسماء في موقفها؟ هي اعتمدت أولا على سبق النساء في الداخل والخارج للجمهوريات، حسب ما ذكرت.. فهل المعيار عندنا نحن ما يفعله الاخرون؟ قطعا لا!! فالنساء في العالم، قد مارسن الاختلاط، والحرية، بالمفهوم الغربي، على الأقل قبل أكثر من قرن.. ولكن هذا العمل ليس قدوتنا، وإنما نحن بصدد تصحيحه.. وسلوك المرأة والتعامل معها في الغرب، ليس هو الحرية، على العكس من ذلك هو معوق للحرية، وذلك لانه يفتقر الى القيم الإنسانية.. فالمرأة في الغرب، رغم الحديث الكثير عن حرية المرأة، هي لا تزال تعامل كأنثى وليس كإنسان.. المرأة في الغرب اصبحت سلعة، خصوصاً في النظام الراسمالي الحديث، وما يقوم عليه من توجه استهلاكي.. اصبحت المرأة في الغرب، مشغولة بصورة تامة، بجسدها، وانوثتها وجمالها الحسي.. واصبحت التجارة الخاصة بأدوات التجميل للنساء، من اروج أدوات التجارة.. واصبحت المرأة، تحمل أدوات التجميل، وتستخدمها بصورة تكاد تكون دائمة.. علبة الميك اب لا تفارق حقيبتها.. والتجارة في جميع المجالات، اصبحت تستغل جسد المرأة وجمالها في الدعاية للسلع.. وهذا ما يلاقيك بصورة دائمة، في الأسواق، والمتاجر، وفي السينما والتلفزيون، والانترنت.. لم يحدث في تاريخ البشرية أن ابتذلت المرأة بالصورة التي تجري الآن في الحضارة الغربية.. كان الأستاذ دائما يرفض العمل على تحرير المرأة بالصورة التي تجري في الغرب.. ويركز على تربية المرأة الإنسان، لا الأنثى.. ولذلك كان يركز على تربية الجمهوريات ليكن رائدات في هذا الصدد.. فالخط الذي تتخذه اسماء الآن، هو عكس خط الأستاذ تماما.. هي تريد ان تسابق النساء خارج المجتمع الجمهوري، في الحرية للمرأة بالمفهوم الغربي.. الحرية الخالية من القيم.
    أذكر بانه في منزلنا وكانت الاستاذة أسماء قد حضرت من الولايات المتحدة بعد غيبة ظويلة.. قالت في تلك الجلسة: المرأة في الغرب حرة، صحيح في مفارقات كبيرة لكنها، حرة!! قطعاً هذا ليس فهمنا لفكرة الحرية.. هذا فهم الحضارة الغربية، الذي تعمل الفكرة على تصحيحه، حتى تنال المرأة حريتها الحقيقية.. حريتها كإنسان لا كأنثى.. الحرية والمفارقات الكبرى لا يجتمعان حسب الفكرة!! صاحب المفارقات الكبرى.. كبرى أو صغرى هو عبد الهوى، عبد المفارقات، ولن يتحرر إلا إذا تخلص من هذه المفارقات.. والحضارة الغربية لا تملك أي وسيلة لتحرير الإنسان.. بل تصورها للحرية-الحرية بالمفهوم الليبرالي- تصور خاطيء جداً.. والغربيون، المفكرون منهم، يعترفون بأن حضارتهم لا تملك أي فرصة في تحقيق الحرية الفردية، إنما هم فقط يتحدثون، ويمارسون الحرية في المجتمع، وبصورة قاصرة جداً.. الأستاذة أسماء تريد أن تقود الجمهوريات في طريق الغرب، الذي حذر منه الأستاذ كثيراً.. ولكن محاولاتها مكتوب عليها الفشل.
    قول الأستاذة أسماء:".. فيا الاخوات الجمهوريات، بلاي شدوا حيلكم واقروا فكرتكم كويس، وانتزعوا الحقوق وطبقوا للاستاذ الافكار العايزها عشان هو ذاتو يعني يكون راضي عننا، يعني فكرو مطبق لانو الواقع بسمح بيهو، والبنات فاتونا، فاتونا كتير.." .. هذا التحريض، هو تحريض ضد الأفكار التي يريدها الاستاذ.. وقطعاً الاستاذ لا يرضى أن تتجه الاخت الجمهورية الى السلوك وفق معايير الحضارة الغربية.. البنات، لم يفتن الاخوات الجمهوريات.. على العكس تماماً، البنات لم يبدأن، مجرد بداية، في طريق تحرير المرأة، وطريق المرأة الإنسان.. وهن لن يبدأن إلا إذا اخذن انفسهن بالتربية، وفق طريق محمد.. وما تدعوهن له الأستاذة اسماء، هو الخروج عن الفكرة الجمهورية العلمية، والسير في الطريق العلماني المسدود.. هل الأستاذة اسماء حريصة على رضا الاستاذ محمود؟! لو كانت حريصة، لما قامت بكل هذه المفارقات الكبيرة والخطيرة جداً.. الأستاذة اسماء تبرر مفارقاتها، والمفارقات التي تدعو لها، بأن هنالك وقت طويل قد مضى، وأنه الآن، حان الوقت للانتقال الى مستويات جديدة في حقوق المرآة حسب تصورها، وهي تقول: " وبعتقد انو جا الوكت انو الاخوات الجمهوريات، والاخوان الجمهوريين يفكروا في انو الحقوق الاكتسبناها والادانا ليها الاستاذ في مرحلة الستينات والسبعينات والتمنينات هي ما نهاية الموضوع فيما يخص قضية المرأة، وحقوق المرأة، والاستاذ قال المسألة دي منفتحة الا النساء يعجزوا عن انهم ينألوا حقوقم ".. ما تركنا عليه الاستاذ ليس هو نهاية الموضوع!! وهي تريد أن تصل بنا لنهاية الموضوع!! هي تريد أن تفعل شيئاً خلاف ما تركنا عليه الاستاذ، لأن ما تركنا عليه ليس نهاية الموضوع!! الاستاذ محمود لم يقل هذا،ـ وانما قال بوضوح إن الأصول التي يدعو لها، لن تطبق الا بعد مجيء الإذن والمأذون.. ومحاولتك لتطبيق دون إذن، محكوم عليها بالفشل التام، ولم تكن أكثر من انتكاسة، ورجوع الى السير في الخط الغربي الذي تعمل الفكرة على تصحيحه.. والاستاذة اسماء تتذرع بمفاهيمها الخاطئة بحكم الوقت (وبعتقد انو جا الوكت).. هذا ليس هو حكم الوقت عند الاستاذ محمود.. فالاستاذ محمود حدد وقت التطبيق، وانت تخالفينه بذلك.. وحكم الوقت في الفكرة، ليس مجرد مرور وقت طويل أو قصير، وتغير أحوال الناس فيه، هذا تصور د. النعيم.. أما حكم الوقت في الفكرة فيعني مرضاة الله في الوقت المعين.. فالحكم لله، لا للوقت!!
    نيل المرآة لحقوقها كاملة مرتبط بتحقيق المرآة والرجل للقيم الانسانية.. ولا تزال المرآة بعيدة جداً عن هذا التحقيق، ولا يزال الرجل بعيد جداً عن هذا التحقيق.. ولا توجد محاولة للتحقيق، الا في المجتمع الجمهوري، وانت تريدين اجهاضها ولكن هيهات!! مرة أخرى، لا سبيل للشروع في التحقيق، الا باتباع طريق محمد.. ولا سبيل الى تمام التحقيق، الا بعد مجيء الوقت.. زعمك هذا الانصرافي لا يضر غيرك، وغير من يتبعك.. هو قطعاً لن يضر الفكرة.
    أذكر في الاحتفال بالذكرى السابقة، اطلعت الدكتورة عائشة الاردنية، على حديث عن الزي عند الاخت الجمهورية.. فاستغربت استغراباً شديداً، وقالت: ان هذا لا يمكن أن يكون رأي الاستاذ محمود، على ارائه التقدمية.. فردت عليها الاستاذة أسماء بأنه زي مرحلي!! والاستاذة اسماء واضح انها توافق دكتورة عائشة في موقفها من الزي، ولذلك عجزت عن أن تشرح لها، وذهبت تبرر الامر بأنه مرحلي!! وهذا بالطبع غير الحق، لكن الاستاذة حريصة على رضى دكتورة عائشة على حساب الحق.. وفي موقف آخر أورد أحد المتحدثين اقوال بعض الاخوان، وخرج منها بالزعم بأن الجمهوريين يدعون بأنهم ملّاك الحقيقة.. فبدل أن ترد عليه الاستاذة أسماء قالت: هذه اقوال أخوان وليست اقوال الاستاذ، فاقوال الاستاذ وحدها هي الحجة.. وكانت هذه قولة حق تريد بها باطل.. فالاقوال التي أوردها المتحدث، هي نفس أقوال الاستاذ أوردها بعض تلاميذه، وهي بسيطة، وواضحة جداً، وتدور حول أن الفكرة الجمهورية، هي وحدها الفكرة الدينية الصحيحة.. وهذا حق عند الجمهوريين، قاله الاستاذ، او قاله احد تلاميذه.. والمفارقة في مواقف الاستاذة أسماء، تأتي من أنها تخالف الاستاذ في ثوابت الفكرة، وعلى رأسها طريق محمد، وكلما حاولناها لترجع إلى مرجعية الاستاذ، لا ترجع، ثم تأتي لتقول عن الآخرين أنهم لا يمثلون الاستاذ، هذا في حين أنهم لم يقولوا قولاً خالف الاستاذ، كما تفعل هي.
    الاستاذة اسماء تقول دائماً هذا هو فهمي أنا لأفكار الأستاذ.. هي تقول ذلك في أشد افكارها مخالفة للأستاذ، وأخطرها.. هي تقول ذلك، دون إيراد أي دليل من الاستاذ لتدلل به على صحة زعمها، على أن ما تقوله هو فهم لأفكار الأستاذ.. هي دائماً تتفادى ايراد النصوص من الأستاذ، ثم تأتي بما هو مخالف للفكرة، مخالفة صارخة، وتزعم أن هذا هو فهمها للفكرة!! لا، هذا ليس فهمك للفكرة وإنما هو تخريجك!! وهو تخريج شديد البطلان، وأنت تعلمين ذلك!! والدليل القاطع على أنك تعلمين ذلك، هو ما أوردناه لك من أقوال صحيحة مبنية على الفكرة.. ثم بعد الانتكاسة، جئت لتناقضين هذه الافكار التي اوردتيها بنفسك!! فأنت تحرفين الفكرة عن علم.
    تقول الاستاذة أسماء: ".. والاستاذ طبعا ساعي للمساواة التامة بين النساء والرجال، والكلام دا ما طبق في المجتمع داك الا لتدريج الناس، ونحن طاقتنا كانت أقل، طاقة المجتمع برضو أقل.. لكن مع كدا الاستاذ عمل صدمات في المجتمع، يعني لمن طلعنا نحن ومشينا لي المقابر مع الاخوان، يعني كانت دي صدمة لي المجتمع برة والناس استنكرتها، وشافتها حاجة صعبة وحاجة بعيدة، وما عندها علاقة بالدين.".. ما قام به الاستاذ مما تذكرينه، هو شريعة.. وليس غرض الاستاذ الصدمة، وإنما هو يعتبر أن الوقت قد حان للعمل الذي قام به.. فقد مضى وقت طويل قبل ان يعمل الاستاذ العمل التي تذكرينه.. فالعمل عند الاستاذ لا يتم بصورة عشوائية، وإنما يتم حسب الإذن، الذي به يتحقق حكم الوقت.. فالاستاذ منذ وقت طويل، كان على علم في موضوع طريق محمد.. ولكن الإذن لم يتحدد إلا في التاريخ الذي صدر به المنشور، في الوقت الذي أصبحت فيه الطرق لم تعد الطرق، ولا الملل ملل، إلا طريق محمد.. هذا حدث في تاريخ محدد جداً، هو 27/4/1965.. حتى في الامور العادية الاستاذ ينتظر الإذن ويتوخاه.. فمثلأً، بعد الخلوة كانت لحية الاستاذ كبيرة، وكانت أُمنا آمنة تقول له احلق ليك اللحية.. ويقول لها لسه الوقت ما جاء.. في وقت معين طلب بنفسه وقال لها تعالي احلقي اللحية، الوقت جاء!! فالأمر ليس أمر صدمة، إنما هو علم وإذن.. علم بحكم الوقت وإذن بتطبيق ما هو مطلوب.. هذا الحديث مرتبط بصلاتك على المرحومة سعاد إبراهيم أحمد، فأنت ذكرتي قول من تحدث عن شجاعتك، وجسارتك.. واضح أنك تتغمصين شخصية الاستاذ، وتعملين على احداث صدمات.. كما قلت وهذه أكبر دسيسة وأخطرها.. نحن لا نقلد الاستاذ، إنما نقلد المعصوم.. والشجاعة عند الاستاذ علم، وكل عمل نقوم به مرتبط بأدب العبودية، ومعرفة الحكمة.. نحن لا نقلده لأننا لا نملك علمه هذا، ولا أدبه، نحن نطيعه لأنه مرشد.. وطاعة المرشد من طاعة المعصوم.. الله تعالى يقول: " مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ".. فمن لا يسلم للنبي لا يسلم لله.. ومن يطع الرسول فقد أطاع الله.. الاستاذ محمود داع للمساواة التامة بين النساء والرجال، كما ذكرتي أنت.. ولكن السبب في عدم تطبيق المساواة التامة، لا يرجع الى ان طاقتنا قليلة، وطاقة المجتمع أقل، وإنما يرجع الى أن الإذن الإلهي لم يصدر.. وقد ربط الاستاذ التطبيق بالإذن والمأذون، بصورة لا لبس فيها.. والمأذون عندما يأتي، يأتي بسلطان عظيم ويستجاب له.. ويأتي بالإذن الذي به طاقة الناس تكمل.
    أمر الدين ليس امر تقديرات فكرية.. الفكر المجرد هنا لا يغني.. وأي علاقة بين العبد والرب، لا تكون إلا إذا تحقق العبد بأدب العبودية الذي يؤهله بالآخذ عن الرب.. ولا أعتقد أن من بيننا من هو مرشح لهذا المقام من العبودية.. فمن الخير لنا أن نكون متبعين ولا ندعي ما ليس لنا.. في قوله تعالى: " وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ".. قال الأستاذ محمود: ومن الظالمين من يعتمد على العقل في فهم حقائق الدين كل الاعتماد
    تقول الاستاذة اسماء: "انا شخصيا اسي لو آمنة بتي بترضى انها تجي تتزوج في السودان، انا حا اعقد ليها.. حا اعقد لي آمنة، وحا اخليها هي بدل يكون عندها ولي، تكون ولية أمر نفسها.. ودا بعتقد انو متسق مع كلام الاستاذ والحاجة المفروض نبقى عليها".. القضية ليست قضية متسق او غير متسق مع كلام الاستاذ.. القضية هي هل الاستاذ طبقه ام لم يطبقه.. القضية هي معرفة أن ما لم يطبقه الاستاذ لا بد ان له حكمة في عدم التطبيق.. والادب مع الاستاذ يقتضي أن نراعي هذا الأمر.. لو كان الاستاذ يريد تطبيقه لطبقه، فعلينا الحرص على الا نتجاوز الاستاذ.. والتجاوز فيه ادعاء في اننا نعرف اكثر منه، نقدر الحكمة أكثر منه.. فمثلا الزواج في الحقيقة، ليس فقط متسق مع كلام الاستاذ، وإنما هو نفس كلام الاستاذ، ولكننا لا تستطيع تطبيقه، لآننا لا نملك الأنوار التي بها نعرف زوجاتنا في الحقيقة... أما ممارسة آمنة العقد على نفسها بنفسها، فهو شريعة، وهو عند السادة الحنفية يقوم إذا تم استيفاء شروط الكفاءة.. العمل على تقليد الاستاذ عمل خطير جداً ومنهي عنه.. وحسب تجربتي، كل أصحاب الدعاوى، كان يحاولون تقليد الاستاذ حتى في حركاته.
    جمع الشمل:
    كثر في الآونة الأخيرة حديث الأخوان عن جمع الشمل.. وكان بعض الاخوان قد اقترح علي ان اقوم بمبادرة لجمع الشمل.. كانت البداية من الاستاذ علي احمد ابراهيم والاستاذ احمد محمد الحسن.. فقد اتصلا بي تلفونيا والثورة في شرتها، وطلبا مني ان اكتب عن الثورة باسم الاخوان الجمهوريين.. فقلت لهما اين هم الاخوان؟ وليس لي صفة تؤهلني لأكتب باسم الاخوان الجمهوريين.. ثم ان الثورة لم تتحدد معالمها بعد.. وقد الحا الحاحاً شديدا.. قال استاذ علي: يمكن ان تكون هذه بداية لجمع الاخوان، كما انه قال يمكنني ان اكتب باسم التيار الرئيسي، قالها بالانجليزي.. قلت له إن القيادي الاول في التنظيم هو الاستاذ ابراهيم يوسف، وأنا لن اتقدم عليه، يمكنكما الاتصال بأستاذ ابراهيم ليقوم بمبادرة جمع الشمل.. المهم انني رفضت لهما بصورة قاطعة، الكتابة باسم الجمهوريين او قيادة مبادرة لجمع الشمل.. وفي الحقيقة لم أكن راضيا عنهما في تجاوزهما أستاذ ابراهيم.. وقد كانا يتحدثان من منزله.. ثم تكررت الدعوة لجمع الشمل أثناء الاحتفال الأخير بالذكرى.. فقد أقترح عليّ العديد من الاخوان القيام بمبادرة لجمع الشمل.. فقمت من جانبي بتوجيههم الى استاذ إبراهيم، فهو القيادي الاول، ويمكن أن يقدموا اليه اقتراحهم هذا ليقوم بمبادرة لجمع الشمل.. ثم كانت هنالك المحاولات التي تمت بالندوة التي جرت بمنزل العم علي لطفي، بدعوة من الاستاذ لطفي علي لطفي.. وقد ذكر هذه المحاولة الاستاذ محمد فضل، ولخصها بصورة مناسبة.
    قبل الدخول في تفاصيل موضوع جمع الشمل، أحب أن أتحدث عن الاستاذ إبراهيم يوسف.. لقد كانت هنالك محاولات متكررة منذ فراش مأتم الاستاذ عبداللطيف، تستهدف أن أقدم نفسي على الاستاذ ابراهيم.. واستمرت هذه المحاولات حتى ندوة الفتيحاب.. وأنا أعرف أن الاستاذ محمود قدم استاذ إبراهيم علي.. وقد ذكر أحدهم أن الاستاذ محمود قد سبق أن قدمني على استاذ إبراهيم.. فقلت له: هذه ليست القضية، القضية هي عندما فارقنا الاستاذ بالتنفيذ، كان استاذ ابراهيم مقدماً علَيّ، وأنا اعرف ذلك وأشهد.. فمن أجل ذلك أرجو ألا يحاول أحد أن يحرضني على التقدم على استاذ ابراهيم، بأي صورة من الصور.. فهذا لن يحدث!! وبصورة خاصة أرجو ألا يذكروا لي ظروف استاذ إبراهيم، فأنا أعرفها كما يعرفونها.. لو تقدمت على أستاذ إبراهيم، أكون منافقاً.. فأنا أعترض على أستاذة اسماء في تقدمها على من قدمهم الاستاذ عليها، ثم اجيء لأعمل العمل الذي استنكرته عليها، هذا لا يكون!! ولن احتال على هذا الأمر بأن للاستاذ إبراهيم ظروف خاصة، فهذه حيلة استنكرها على من يقول بها.
    نأتي إلى موضوع جمع الشمل.. يبدو لي أن الموضوع غير واضح عند الكثيرين الذين يتحدثون عنه، أذكر كمثال واضح، موقف الاستاذ عيسى إبراهيم.. فهو يزعم انني صاحب جزء اصيل في انقسام الجمهوريين.. أكثر من ذلك، هو يعتبر أن: (عدد من الاخوان يعتبرون نقدك للنعيم سبب إنقسام المجتمع الجمهوري)، حسب عبارته.. وفي رد على الأخ الطيب حسن، تقدم إليه بسؤال.. ألا يعتقد د. الطيب أن كتابات خالد (ساهمت ولو بالقدر القليل في ازدياد قسمة المجتمع الجمهوري المنقسم أصلاً، بعد نقد النعيم والنور حمد والقراي وأسماء؟؟).. قول أستاذ عيسى هذا، يدل دلالة قوية على غياب المعنى الصحيح لموضوع جمع الشمل.. فهو يشير الى الاشخاص الذين ذكرهم، على اعتبار أن نقدي لهم هو الذي أدى الى قسمة المجتمع، أو زاد في هذه القسمة!!
    أولاً، أنا لم أنقد هؤلاء الذين ذكرهم أ. عيسى.. القضية ليست قضية نقد، وإنما قضية تصحيح!! هؤلاء النفر قاموا بتشويه خطير للفكرة، ومن داخلها، وأنا من جانبي قمت بالعمل على تصحيح هذا التشويه، بصورة مفصلة أورد فيها أقوالهم، وأورد الرد عليها من أقوال الاستاذ محمود.. وقد أستمر هذا العمل لفترة تصل الى حوالي عشرة أعوام.. فتصحيح التشويه من أوجب واجبات الجمهوري، وهذه بداهة، والأدلة عليها من أقوال الاستاذ محمود كثيرة.. هذا التصحيح الذي قمت به، هو من أعظم أعمالي في الفكرة، وأجد بركته الآن، ولم يكن في أي وقت من الاوقات غير مقيد بأدب الفكرة، ومن هذا الآدب، الإذن.. مع أن الأمر جاء به التوجيه!! فإذا كان أ. عيسى يعتبر عملي هذا هو السبب في قسمة المجتمع، فهذا أمر يخصه هو، ولابد أننا سنلتقي عليه!!
    لا أدري كيف يريد أ. عيسى أن يجمع هؤلاء النفر إلى المجتمع، ومنهم من يصرح بصورة واضحة أنه خرج من الفكرة.. ومنهم من يعمل على تشويه الفكرة تشويهاً شاملاً، وأعني بهذا د. عبدالله النعيم.. هل تقول لمن خرج عن الفكرة أنت جمهوري رغم أنفك، ولابد أن تنضم للمجتمع؟!
    يقول د. النور محمد حمد في لقاء إذاعي معه: "أنا ما داعية اليوم، أنا ما داعية!! لست داعية!! وما مشغول بي... مشغول بقضايا محدودة جداً.. يعني يعني مشغول بقضايا تتعلق بالهوية، قضايا تتعلق بتحسين أوضاع الانسان السوداني.. تتعلق بي كدا.. لكن المنظومة الفكرية الايدلوجية القابضة التي تصب كل شيء في داخلها، دا أنا خرجت منها، بما في ذلك ما يتعلق بالفكرة الجمهورية.. يعني أنا لست من الذين يعتقدون ان الفكرة الجمهورية، هي الفكرة التي يعني لابد لكل الناس- زي ما كنا بنقول قبل 30 سنة، ينضووا تحت لوائها، هي الفكرة الخاتمة.."!! فد. النور قد أعلن خروجه من الفكرة بصورة واضحة لا لبس فيها، فماذا يريد الاستاذ عيسى؟ هل نجبره على الرجوع الى الفكرة؟ وهل هذا أساساً ممكن؟ أن يخرج النور من الفكرة الجمهورية فهذا حق من حقوقه.. ولا معنى لان نعتبر من خرج من الفكرة، هو عضو فيها، كما يظهر من حديث أ. عيسى، وربما عدد من الاخوان والاخوات غيره.. وإعلان د. النور خروجه من الفكرة، ليس هو أول إعلان، ولكنه أول إعلان واضح ومحدد.. قبل هذا الإعلان، ولزمن طويل قال النور أقوالاً، كانت هي الارهاص، لموقفه هذا الأخير.. فمثلاً قال: "تعود الجمهوريون ذلك النمط من العيش البسيط المنحصر، وأصبحوا من ثم يستوحشون من حياة المجتمع العريض.. وقد خلق ذلك العيش المنحصر الذي يشبه خلوات الصوفية، شقة من نوع ما، بينهم وبين أهليهم وذويهم واصدقائهم.. ويمكن القول أن الجمهوريين قد أحبوا العزلة السلوكية واستمرؤوها.." فهو قد أخرج نفسه وأصبح يتحدث عن الجمهوريين كطرف ثالث، وينقدهم نقداً مجافٍ للحقيقة.. ويقول: "وعلى سبيل المثال أيضاً، قام السلوك في تلك الحقبة، على مجافاة الفنون، مجافاة تامة.. كنا محصوريين فيما نحن محصورين فيه.. لم نكن نحضر حفلات الاعراس، حتى التي تقام في مناسبات ذوينا، وأهلنا، وأقاربنا.. لم نكن نرتاد السينمات ولا المسارح"!! ويقول: "الشاهد أن تجربة الجمهوريين التسليكية التي عاشوها مع الاستاذ محمود محمد طه، والتي حالت بينهم وبين الأدب والفن، والموسيقى والتمتع بمباهج الحياة، في تجلياتها المختلفة، ليست هي الصورة التي ينبغي أن يكون عليها حال الجمهوريين في مقبل أيامهم".. ويمضي في نقد التجربة السلوكية فيقول: "مدخل التسليك الذي صممه الاستاذ محمود محمد طه، ورعاه بنفسه كان مدخلاً محاطاً بإطار محكم من العزلة عن حياة المجتمع العريض وهي عزلة فرضها ما تم استعارته من مناهج التصوف، خاصة مفهوم الخلوة".. ويقول: "هل أقول لك شيئاً، ربما تجده، أو ربما يجده غيرك، ممن سأبعث لهم بهذه الرسالة، غير ملائم بعض الشيء.. وهو أني أصبحت أحس ان الحياة بعد نزول المسيح، بالصورة التي ظللنا نرسمها لها أو قل على وجه الدقة، التي ظللت أرسمها لها أنا، حياة مملة جداً بل وسخيفة"!! الحياة في عهد المسيح هي جنة الارض التي قال عنها تعالى: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ).. هذا العهد هو عهد الخليفة الذي قال عنه تعالى: " وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً " والجنة تقع في مستويين: جنة المعاني وجنة المباني.. ففي هذا العهد تمتليء الارض بالعلم بالله وتحقيق الرضا به تعالى، وهذه هي جنة المعاني.. ففي هذا المستوى من المعرفة بالله، لا مجال للحديث عن الملل والسخف.. هذا مستوى حتى في عهد الإيمان يعتبر متخلفاً جداً.. هو مستوى الشخصيات القلقة الضائعة، ولا يمكن إسقاطه على عهد جنة الارض.. التعبير من حيث هو لا يليق بالنفوس المؤمنة، ولا يلحق بها.. الموضوع كله يتعلق بتطبيق أصول القرآن عن طريق المسيح الموعود، والتي بها تتحق ِأمة المسلمين وتتحقق جنة الأرض.. فوصف كل ذلك بعبارات سخيف وممل، هو هجاء لأكمل صنع الله، وهو على ذلك هجاء لله نفسه.
    أما د. النعيم الذي يدافع عنه أ. عيسى، فهو غير مسلم، وهذا ما قاله بنفسه في النص الذي أوردناه في الحلقة الخامسة.. هو غير مسلم بالصورة التي عليها الاسلام العام، وحسب الرسالة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم.. والتي لا يزال المسلمون رغم الاختلافات الكثيرة، يؤمنون بها في معنى ما يؤمنون برسالة الرسول محمد، ويؤمنون بالقرآن.. فإسلام النعيم، حسب تعبيره إسلام ذاتي، فمن حقنا أن نسأل أ. عيسى هل إسلامه هو إسلام ذاتي أم الإسلام الذي جاء محمد صلى الله عليه وسلم.
    و أ. عيسى يعتبر تصحيحي لهرطقات د. النعيم، هو من اسباب انشقاق المجتمع.. ويدافع عن أقوال النعيم، وكالعادة بصورة معممة.. فعن قول النعيم الدين صناعة بشرية، زعم عيسى أن هذا مثل قول الاستاذ أن الدين نبت في الأرض.. أو يمكن أن يكون مثله.. وهذا تحريف شنيع لعبارات الاستاذ.. فلا توجد علاقة بين قول الاستاذ، وقول النعيم، إلا علاقة الضد بالضد.. النعيم واضح في نصه، ولا يمكن تحريفه، فهو قد قال: " كمسلم، فأنا دائما أطلق التقرير (الهرطقي) أن الدين علماني، وهذا القول ربما يبدو متناقضاً، في العبارة. ولكن واقع الأمر هو، أنه ليس لنا من سبيل لأن نعتنق الدين، أو نعقله، ونتأثر به، أو نؤثر فيه، إلا عبر الواسطة البشرية. فواسطتنا، كبشر، هي العامل الحاسم في تحديد، وتعريف، ديننا. وبهذا المعنى فإن الدين علماني.. الدين من صنع البشر.. وموقفي هنا، هو أن أؤكد علمانية الدين، هذه، التي أتحدث عنها، حيث يمكن، من هذا المنطق، إخضاع الدين للسياسة، أي جعله عنصراً، وذخراً، سياسياً.. وهذا المفهوم ينطبق، بنفس المستوى، على الثقافة".. فأنا، عندما أتحدث عن الدين والثقافة، إنما أتحدث عنهما بنفس المعنى، أي بمعنى أن كلاهما من صنع البشر، وأن كلاهما يمكن إعادة صنعهما، من قبل البشر"!! هذا قول واضح، وتؤكده نظرية د. النعيم عن الواسطة البشرية.. فعنده أن البشر هم الذين يفعلون، وليس الله.. وليؤكد الموضوع بصورة أكثر، ذكر أن الدين مثله مثل الثقافة، وكلاهما صنعهما البشر، ويمكن للبشر إعادة صناعتهما.. فإذا بعد كل هذا التفصيل والتوكيد جاء الاستاذ عيسى ليقول لنا أن النعيم يقصد قول الاستاذ، أو يمكن أنه يقصد قول الاستاذ حيث قال الدين نبت في الأرض، فنقول للاستاذ عيسى هذه مغالطة فجة لا قيمة لها، ومن الخير لك أن تراجع أمر دينك.. فبصورة مبدئية الأستاذ عيسى يعرف مفهوم وحدة الفاعل، ومعرفته هذه كان ينبغي أن تعصمه من قوله الذي قاله.. ففي الفكرة الله تعالى فاعل كل شيء، كبيراً كان أم صغيراً.. وعلى النقيض من ذلك النعيم يزعم ان الله لا يعمل وإنما تعمل واسطتنا البشرية.. لمصلحة القراء من الافضل أن نورد قول الاستاذ كاملاً.. فقد قال: " هذا يسوقنا، في استطراد بسيط، إلى تصحيح خطأ شائع، وهو الزعم بأن الدين قد نزل من السماء.. والحق أن الدين نبت في الأرض، وألمت به أسباب السماء، فهذبته، ونقته، ووجهته.. في تسام مقصود به أن تلحق الأرض بأسباب السماء، فإن رب الأرض، ورب السماء واحد.. قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ) 
فإله الأرض، إله الإرادة.. وإله السماء، إله الرضا.. إله الأرض الرحمن، وإله السماء الله.. وإنما هما إله واحد ) : قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا)...".. فالتناقض بين قول الاستاذ وقول النعيم د. النعيم، واضح.. فإذا كل أقوال د. النعيم، التي أوردناها في الحلقة الخامسة، لم تقنعك بمفارقة د. النعيم للإسلام، وفي جميع اساسياته، فأنا لا أملك لك شيئاً.. ولا أستطيع أن أصرف معك من الوقت أكثر مما صرفت.
    أما د. القراي فهو لا يختلف عن أسماء كثيراً في موضوع إبعاد الطريق.. فهو قد زعم أن الفكرة الجمهورية لا تدعو غير المسلمين لتقليد المعصوم، وإنما تطلب منهم نتيجة العبادة، فهي المعاملة الرفيعة، بغض النظر عن المنهج الذ ي اتبعوه لتحقيقها.. اسمعه يقول مثلاً: "ولقد اوضحت في خطابي الأول ان محمد مقدم على مستويين: كقدوة للتقليد للمسلمين ، وهو ما ركزت عليه الفكرة كثيرا ، لتحركها في مجتمع مسلم.. ومحمد الإنسان، القامة العالمية، وهنا تطرح شخصيته الانسانية التي تحقق السلام والحرية، والصحة الداخلية لكل الناس دون تحديد المنهج الذي يستخدمونه ليحققوا هذه القامة الإنسانية الرفيعة".. فهو ينسب للفكرة خلاف ما تقول به، وفي أهم الأمور (طريق محمد) صلى الله عليه وسلم.. وقد قمنا بالرد عليه.. والرد على أ. أسماء هنا، هو رد عليه أيضاً.
    أما الاستاذة أسماء، فقد عرضنا موقفها بشيء من التفصيل.. هؤلاء هم النفر الذين زعم أ. عيسى أنني فرقت الجمهوريين، بسبب حواري معهم.. ومن الواضح أن أ. عيسى كان لا يريدني أن أصحح ما قاموا به من تشويه، وبذلك يظلوا هم في الفكرة، ولا يكون هنالك انقسام.. وهذا قريب من موقف أ. اسماء في حزبها.. فالكل عندها جمهوري، ولا يصح أن نقول لأحد أنه لا يمكن أن يكون جمهورياً إلا إذا أخذ نفسه بتقليد المعصوم.. هذا إلغاء للفكرة.. والتصحيح الديني واجب على كل فرد، في المستوى الذي يستطيعه.. وهذا وإن كان من الأمور البديهية، إلا أنه وارد في أقوال الاستاذ، وتوجيهاته بصور عديدة.
    أنا الحمد لله، لم أقم بقسمة الجمهوريين، وإنما عملت عملاً جاداً في توحيدهم.. على ماذا يتوحد الجمهوريون؟ هل الوحدة هي مجرد تجمع أفراد، دون وجود شيء يربط بينهم؟ من المؤكد أن توحد الجمهوريين يكون حول الفكرة، يكون حول (طريق محمد) بصورة خاصة.. فإذا أجتمعوا على خلاف ذلك، فلا هم جمهوريين، ولا هم متوحدين.. فالوحدة هي وحدة عقول وقلوب، وقيم.. وخلاف ذلك هي ليست وحدة (تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى).. السبيل الوحيد لأن نتوحد، هو أن يكون الاستاذ محمود، هو المرجعية الوحيدة لدعوته، والمرجعية الوحيدة لإرشادنا.. بخلاف ذلك لا معنى للوحدة، ولا قيمة لها، وهي لن تحدث, وإن أجتمع الناس في مكان واحد.. والعمل الذي ظللت أقوم به في الرد على الذين يشوهون الفكرة من الداخل، هو عمل كله يقوم على جمع الاخوان على مرجعية الاستاذ محمود.. أن يكون الاستاذ هو وحده مرجعية دعوته، والمرشد لتلاميذه وقد أستمر هذا العمل أكثر من عشرة أعوام، قل فيها المعين، الى أن دخل مؤخراً إخوان مثل جبريل محمد الحسن وعلي العوض وقليل من الآخرين.. هذا هو السبيل الوحيد لوحدة الجمهوريين.. جعل الاستاذ وحده مرجعية دعوته، ومرشد تلاميذه يعني الاجتماع حول طريق محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا ما يدعو له الاستاذ بصورة اساسية.. وقال عنه (بتقليد محمد تتوحد الامة ويتجدد دينها).. ونحن في المرحلة-أعني الجمهوريين، هم من يمثل الأمة.. بتقليد محمد نتوحد، وهذا هو السبيل الوحيد الذي لا سبيل غيره، لوحدتنا كمجتمع.. وأي تفكك، يرجع بصورة مبدئية إلى خلل في التقليد، يعبر عن نفسه بصورة مختلفة.
    من يخرج عن الفكرة هو حر، ومن أراد أن يعينه فليعنه، ولكن الدعوة ليست في حاجة إليه، وإنما هو من يحتاجها.. ومن يخرج، فإن أصل خروجه ليس الآن، وإنما هو منذ البداية!! ونحن منذرون من الاستاذ بأن البعض سيخرج وخروجهم إنما هو قصور في تصورهم للفكرة، وضعف في النواة.. وعلى كلٍ، من خرج أو من لم يدخل أساساً، كلهم لابد لهم من الدخول في دين الله، عاجلاً أم آجلاً.. ومن أجل ذلك ينبغي ألا يكون هنالك انزعاج في هذا الصدد.. الانزعاج يكون بخصوص الافراد، الذين نود لهم الخير، ونود لهم ألا يفقدوا سابقتهم، وفي وقت قد يكون هو أحرج الاوقات.
    بنت الأستاذ:-
    يذكرني عدد، ليس بالقليل، أن الاستاذة أسماء هي بنت الاستاذ محمود!! وكثير من هؤلاء الذين يذكرونني، عمرهم أقل من عمري في الفكرة!! هل يظن هؤلاء أنني لا أعرف الاستاذة أسماء ومكانتها من الأستاذ؟! أم يظنون أنهم أحرص على خير ومصلحة الاستاذة أسماء مني؟ وأكثر معرفة مني، بما يريده الاستاذ محمود من أسماء، وما يريده لها؟! هذا إدعاء أجوف، فأنا أولى منهم بأسماء، وأحرص منهم على خيرها، علم من علم وجهل من جهل.. وكتاباتي هذه كلها هي وفاء للاستاذة أسماء، وحرص على خيرها، ووفاء للاستاذ محمود، في بنته، وحرص على ديني.. وأنا بفضل الله عليّ أجد بركة ما أعمل حاضرا!! وهو عمل منذ البداية يقوم على أدب الفكرة، وقيمها، أتوخى فيه الصدق وإخلاص النية، والحرص على خير الآخرين.. والاستاذ محمود ليس مغيباً في عملي هذا، آمن من آمن، وكفر من كفر.
    في حوار مع الاستاذ عبدالمحمود عبدالمجيد، سأِلته: لماذا أنت مع الاستاذة أسماء؟ فأجابني: لأنها بنت الأستاذ.. قلت له: كلنا أبناء الاستاذ.. فقال لي منفعلاً: لا.. الأمر يختلف.. حاولت أن أحدثه عن رحم الدين، ورحم الدم، ولكن وجدت الأمر غير مجد.. اعتقد أن كل الجمهوريين الذين مع الاستاذة أسماء، هم معها بسبب أنها بنت الأستاذ.. وإلا فلا شيء يميزها، ويجعل الآخرين يتبعونها.. وهذه طائفية غليظة.. وقد ظلت الفكرة طوال تاريخها تحارب الطائفية، ومن المستحيل أن تصبح هي نفسها دعوة طائفية.. وإذا أختلفت بنت الاستاذ مع الاستاذ نفسه، بصورة جذرية، وشوهت دعوته، هل نتبعها نحن أيضاً في مخالفتها للأستاذ، وفي تشويهها لدعوته؟! هذا لا يستقيم عقلاً!! فمن الطبيعي أن يؤيد من يؤيد الاستاذة أسماء، في حالة كونها على مباديء الأستاذ.. وحسب زعمهم مكانة أسماء تأتي من أبوة الأستاذ لها.. يعني مكانتها من مكانة الأستاذ.. فإذا أختلفت مع الأستاذ، فقد فقدت مكانتها، وينبغي ألا يتخلى التابع لها عن الأستاذ، لأن بنته تخلت عنه!! فإتباع أسماء، حتى للطائفي، ينبغي ألا يكون إلا في حالة إتباعها لأبيها، وإلا فلا إتباع.. هذا أمر البداهة.. والاتباع للاستاذة أسماء حتى لو كانت متبعة، ليس هو الأمر الرشيد، ولا الأمر الصحيح.. فطالما أن الأمر المقصود هو طاعة الاستاذ، فمنذ البداية يجب عدم طاعة الاستاذة أسماء، لأنها خرجت على طاعة الاستاذ، وقدمت نفسها على من قدمهم الاستاذ عليها.. وهذا يعني أنها عملياً قدمت نفسها على الاستاذ نفسه!!
    بالنسبة للذين ينبهونني أن الأستاذة اسماء هي بنت الأستاذ، ومكانتها مثل مكانة السيدة فاطمة من النبي صلى الله عليه وسلم.. لهؤلاء اقول: هذا الذي قلتموه ليس بغائب عني، وقد قلته للأستاذة اسماء منذ ابريل 2011م، وانا هنا اورد بعض اقوالي تلك، فقد قلت: " اسمعي مني وأعي.. إن ميراثك عظيم جداً.. ولكن لن تناليه، إلا بحقه.. الماء وفير، وقريب جداً، ولكنه لن يتدفق دون عمل في الحفر. 
اسمعي مني وأعي.. الميراث حق، علماً، وديناً، ومن يقل بخلاف ذلك جاهل.. الناس ليسوا سواسية في الفضل، إلا في نهاية المآل.. ولكن في المرحلة، الرضا مرتبط بأسبابه وليس من أسبابه الرضا بالحياة الدنيا، ولا الغفلة، ولا اتباع الهوى.. ولكن من أسبابه خشية الله :"رضي الله عنهم ورضوا عنه، ذلك لمن خشي ربه". 
"من المؤكد أن عظماء الرجال، يرثهم أبناؤهم، إلا من أبى وأنت تخطئين الطريق الى ميراثك.. ميراثك، ليس في السياسة، لأن هذا ليس مجال عظمة أبيك، وإنما عظمته أعظم من ذلك بكثير"
    " أسمعيني جيداً، وأعي.. الأمر الواضح جداً، بصورة لا لبس فيها، أن خيرك ليس فيما تريدينه أنت لنفسك، وواجبك لا يقع في اطار هذا الخير المتوهم.. وإنما خيرك، وواجبك، فيما يريده الأستاذ لك، وما يريده منك.. وانا أزعم أنني أعلم تماماً، ما يريده الأستاذ لك، وما يريده منك، وهو أن تكوني جمهورية على أعلى المستويات من التحقيق، في الأخذ بمنهاج طريق محمد.. هذا هو طريقك الوحيد للمجد والعز، ولاستحقاق ميراثك العظيم، ولا طريق غيره.. وطال الزمن أم قصر، ستعودين اليه رغم أنفك. 
الوصية الخالدة هي قول المعصوم، عندما جمع أقاربه من بني هاشم وقال لهم: "يا بني هاشم: اعملوا فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً.. يا عباس بن عبدالمطلب: اعمل فإني لا أغني عنك من الله شيئاً.. يا صفية بنت عبدالمطلب: اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئاً.. ويا فاطمة بنت محمد: اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئاً.. يا بني هاشم: لا يأتيني الناس يوم القيامة بالأعمال، وتأتوني بالأنساب، من أبطأ به عمله لن يسرع به نسبه"
    هذا ما قلته منذ ابريل 2011م، فإذا جاء البعض ليذكروني بان الأستاذة اسماء هي بنت الأستاذ محمود، فهذا تطاول ليس له ما يبرره.. والمبدأ في الدين لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.. والمعصوم لم يكن يميز آل بيته على الآخرين، وكذلك الأستاذ، ولذلك وضع الأستاذة اسماء في موضعها، ولم يقدمها على غيرها، وطالبها بالعمل وبالتواضع.. وليس للسيدة فاطمة أن تنال ما تريد بغير حق.. فقد منعها سيدنا ابوبكر من ميراث ارض فدك، ولم ينزل عند رغبتها، واستند في ذلك على قول المعصوم: "نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة"
    والآن الأستاذة اسماء تزعم بأسم (حق الملكية) أن الفكرة حقها بالميراث!! فهي ملك ابيها وهي ترثه.. ولم تقف أ. اسماء عند ذلك، بل زعمت بأن كتابات الجمهوريين هي حقها بحكم حق الملكية الفكرية!! وقد قمت بالرد عليها في حينه، وجاء من ذلك قولي: " ونحن لنا إلى حق الملكية عودة، فبه انكشف المستور.. ولكن قبل هذه العودة، أقول للأستاذة أسماء إنني لن أناقش موضوع الوراثة بالصورة التي قام بها بعض الاخوان.. وإنما أقول لها لقد عرفت حقك الذي تم السطو عليه من قبلي، فعليك اللجوء للقضاء لاسترداده.. و ياحبذا لو كان هذا الاسترجاع يشمل كل كتاباتي من سبعينيات القرن الماضي وإلى اليوم.. فالحمد لله فقد جرى مني ما أسميتموه سطواً على حق الملكية، بين يدي المالك الأصلي، وليس فقط في عهد الورثة.. هؤلاء القوم، ليسوا فقط يعتبرون الأستاذ ميتاً، وإنما أكثر من ذلك يتحدثون عن حقهم القانوني في ميراثه الفكري!! عجبي!! 
أنا بفضل الله عليَّ، مارست هذا السطو على حق الملكية الفكرية هذا كثيراً، كما ذكرت، فأنا، والحمد لله مجرم صاحب سوابق.. ويمكن اعتبار هذا اعترافاً مني.. وإذا احتجتم للشهود، فما أكثرهم، وما أكثر الأدلة.. والأستاذ شاهدٌ.. وستجدين من يحرضك على استرجاع حقك، وأنا أول المحرضين.. ولنا عودة لموضوع الميراث. 
إن ردي على النقد المزعوم، وعلى موضوع الميراث، هو كتاب الآن تحت الطبع.. ولو مد الله في العمر، وأعطى العافية، ففي النية العديد من صور السطو.".. هذا ما قلته آنذاك.. أما الأن فعدد الكتب التي تعتبر سطوا، قد بلغت والحمد لله اثني عشر كتابا.
    في حين ذكّر سيدنا ابوبكر، السيدة فاطمة، بقول المعصوم: (نحن معاشر الانبياء لا نورث)، تريد الأستاذة اسماء ميراثا يختلف عن ارض فدك بصورة اساسية.. هي تريد ان ترث، بصورة قانونية، علم الله، الذي اتى به الأستاذ محمود!! وعند الأستاذ محمود، حتى في عهد الاشتراكية، الملكية ليست ملكية عين، وإنما هي ملكية ارتفاق، ترجع بعد ذهاب صاحبها الى الله والى المجتمع.
    لا اجد ما اعلق به على حق الملكية هذا، فهو أكثر ادهاشا من كل مفارقات الأستاذة اسماء.. وهو يؤكد نزعتها الطائفية المتأصلة.


    لماذا اكتب وكيف اكتب:
    في كتاباتي التي ارد فيها على الذين شوهوا الفكرة، ونسبوا لها ما ليس منها، بصورة مبدئية عامة، دافعي للكتابة هو العمل على تصحيح التشويه الذي لحق بالفكرة، وهذا يقتضي أن اورد مواضيع التشويه، واورد ما يقابلها من الفكرة مع بيان مدى التشويه.. ثم دافعي حماية القراء من ان تصلهم معلومات مغلوطة وينسبونها للفكرة.. ومن دوافعي اعانة من يرتكب خطأ التشويه عسى أن يرجع للصواب.. والعمل كله يقوم على الحرص على ديني ودين الآخرين.
    أما كيف اكتب، فأمر يتعلق بموضوع الكتابة.. بصورة عامة، اكتب بالصورة التي تحقق الغرض في الحفاظ على الفكرة دون تشويه، وفي رد من يقومون بالتشويه الى الحق، مع بيان مفارقتهم وخطرها عليهم.. وفي تقديري أن الردود تكون دائما على حسب تحقيق صاحب الرد، وفهمه للفكرة، وحرصه عليها، مع مراعاة كل اعتبارات الدين، كما هي في الفكرة، وعلى رأس هذه الاعتبارات الصدق، وخلوص النية، واعتبارات خير الآخرين، اعني الخير الديني، وتوخي أن تكون الكتابة ماذونة.. الإذن العام قائم دائما، بل الأمر أكثر من مجرد إذن، هو توجيه وواجب ديني يسأل عنه من يقصر فيه.
    ومن يكتب عليه دائما أن ينظر الجانب الروحي المتعلق بكتابته.. فالسالك، حسب التجربة دائما يظهر له ما يطمئنه على صحة عمله، خصوصا في الاعمال الكبيرة، او ما يصحح خطأه إذا أخطأ.. وهذا من معاني أن الأجر فوري، هاك بهاك.. فالسالك عليه ان يتوخى نتيجة عمله، ولا يكتفي فقط بالقناعة الفكرية والصحة الموضوعية.. الحق ليس هو المحتوى الصحيح وحسب، وإنما هنالك اعتبارات أخرى.. في ايام الحركة، خصوصا في فترة مناقشة موضوع (الدرجة)، كان يدور نقاش بيني وبين الأخ احمد عبدالرحمن العجب.. كنت اقول له حديثك في الجلسة لم يكن صحيحا!! كان (ينعرط)، ويقول لي: وريني الخطأ في كلامي شنو؟! فأقول له المحتوى صحيح.. ولكن الحق لا يقوم على المحتوى فقط.. فمع صحة المحتوى، هنالك اعتبارات، مثل: كيف يقال ومتى يقال.. وفي بعض الحالات من الذي يقوله.. فمثلا، نفس كلامك،ـ إذا قاله استاذ سعيد – وهو حاضر، يكون اصح وأنسب من قولك أنت.. لا شيء، إلا لأن استاذ سعيد أكثر قبولا للطرف الآخر منك!! فعلينا ان نتوخى مثل هذه الأشياء.. إن من اهم جوانب حفظ السالك توجيهه، قبل العمل، او أثناء العمل، او بعد العمل.. فهذا التوجيه، حسب التجربة الطويلة، لابد قائم.. وهذا ما يجعل السالك في عمله حذرا، وربما خائفا، لا يتقحّم الأشياء، وهذا امر ضروري جداً.. وقد كنت لوقت طويل منزعج للأستاذة اسماء: هل يمكن أن تكون الأستاذة اسماء لا تتلقى اشارات توجيه، بأي صورة من الصور؟! وكنت اجزم بأن هذا امر مستحيل!! وما اخرجني من حيرتي إلا رؤية حكتها لي أ. اسماء، كانت قد رأت في رؤية منامية الأستاذ محمود وشخصي، وكانت الرؤية في تقديري واضحة جدا، ولكن العبرة بالتأويل.. وحتى رؤية الأستاذ عبدالمنعم، رؤية واضحة جدا.. وقد اولها هو تأويلا خاطئا، ولا ادري ما هو تاويل أ. اسماء لها.. المهم أن السالك دائما يحدث له التوجيه الذي يناسب عمله او قوله، وعليه أن يتوخى ذلك، وينتظره، فمهما كانت ثقته في صحة موقفه، عليه أن ينتظر ما يؤكد هذه الصحة أو يقدح فيها.. في الدين الكلمة مسؤولية عظيمة، قد يرتفع بها الإنسان، او يهوي بها في قاع جهنم، حسب عبارة المعصوم.. والقاعدة هي: من لا يجد اجره على العمل حاضرا عليه أن لا ينتظره في الآخرة (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).. يره هنا والآن.. ولا يحجب عن الرؤية إلا الغفلة.. هذا عمل اساسي علينا ان نراعيه، ونعمل به.
    هذا يسوقني الى التعليق العام عن كتابة من كتبوا.. فقد اطلعت على معظم هذه الكتابات.. والملاحظة العامة ان معظم الذين كتبوا من صغار الأخوان والأخوات.. والكثيرون منهم يدافعون عن الأستاذة اسماء ، دفاعاً عاطفياً، ليس فيه خير لها ولا لهم.. هنالك شللية واضحة، بل صارخة الوضوح، فالكثيرون ينطلقون من علائق خاصة، وفي بُعد كبير عن توخي الحق، والموضوعية.. وأسوأ من هؤلاء افراد لهم تجربة في الفكرة وينطلقون من احقاد خاصة، هي نفسها غير مبررة، وهؤلاء موقفهم ابعد من مجرد الشللية.. حسب ملاحظتي أكثر شيء غائب هو الأدب – ادب الدين – وهذا ينطبق على بعض من لهم تاريخ في معايشة الحركة.. بعض المواقف غريبة جدا!! مثلا، بدر الدين عثمان موسى وصفني بأنني مسخ!! وعاد بسرعة ليسحب الكلمة، كأنما سحبه لها، يسحبها من كتابه الذي هو في عنقه!! فاعتبارات الله غير موجودة.. هنالك اخت لا اريد ذكرها، وصفت ردنا على د. النعيم، بقولها: قمتم عليه زي الكلاب السعرانة!! أما أكثر المواقف غرابة وإدهاشاً، فهو موقف أ.عبدالرحيم هلاوي.. فهو قد اوصى لي الهميم احمد خالد، بأن يبلغني قوله: قول لي خالد، أنا ما بجي رفاعة لوجودك فيها.. أنت تنقد بروفيسر النعيم؟! بروفيسر النعيم بحاضر بروفيسرات!!؟ اقول للأستاذ عبدالرحيم: الرسالة وصلت.. وآخر لا أحب أن أورد اسمه، وهو من المنحازين لد. النعيم، قال لي: أنا لا اقرأ كتاباتك.. وكيف حددت موقفك وأنت لا تقرأ؟ ايوة ما بقرا.. لماذا؟ لأن كتاباتك تدخل الظلام على القلب!! الحق إن هذا الشخص، وفي وقت لاحق، جاء الى منزلي واعتذر لي.. بالطبع هذه مواقف متطرفة ، ولا تحتاج أن نعلق على بعدها من الدين.
    الكتابات الموضوعية قليلة جداً.. في الحقيقة الحد الأدنى من الموضوعية غير متوفر عند من يدافعون عن د. النعيم وأ. اسماء.. أعني بالحد الأدنى للموضوعية، أن تورد نص الأقوال التي تناقشها، ثم تقول رأيك فيها كما هي.. جميعهم يتفادون النصوص بصورة تامة، كما لاحظ ذلك أ. علي العوض وأ. جبريل محمد الحسن.. حتى النصوص من كلام الأستاذ هم لا يوردونها.. وهذا امر طبيعي، طالما أنهم يدافعون عن باطل مكشوف، لا يستطيعون ايجاد حجة للدفاع عنه.. وحتى اصحاب الأمر: د. النعيم وأ. اسماء يتفادون النصوص بصورة تامة، فمن الطبيعي أن يفعل مؤيدوهم نفس الأمر.. فالقضية عند هؤلاء، هي ليست دين، ولا فكر.
    العدد الذي يكتب، قليل جدا..هنالك أغلبية صامتة.. والموضوع كله موضوع فتنة، تمحص الصادقين من الكاذبين.. وربما يعتقد بعض الصامتين، أنهم بصمتهم هذا، يبعدون عن الفتنة.. وهذا تصور شديد الخطأ.. فقد يكون موقفهم هذا، أسوأ من الذين يؤيدون اسماء.. فقد قال الأستاذ، عن الفتنة الكبرى، إن الذين مع معاوية، أفضل من الذين هم في الحياد.. السلامة في الوقوف مع الحق، وليس في تجنب اتخاذ موقف.. الرجال، وكذلك النساء هم: إما حر، أو عبد، أو فوضوي.. فالحر هو من يعمل ويتحمل مسؤوليه عمله.. والعبد هو من لا يعمل خوف الخطأ، والمسؤولية، والفوضوي هو من يعمل ولا يتحمل مسؤولية عمله.. ولا يوجد أي شخص خارج هذا التصنيف.
    هنالك كتابة للأستاذ عمر ابو القاسم، فهي تستحق التعليق العام.. فهو قد قال: " في تقديري اذا كان ركز  استاذ خالد في كتابته الأخيرة   علي تقديم ( مرافعته ) النقد الموضوعي بالحجة والدليل  ضد أستاذة اسماء وحزبها .. في إطار : (متطلبات  شروط الحوار واحترام الشخص الآخر) لكان ذلك ( كافيا جدا (بدون الحوجة لإصدار الاحكام ضدها !! تقديم المرافعة فقط بدون الحكم ضدها بحيث يترك استاذ خالد للقارئ أن يصل هو الي النتائج بموجب قراءته للنص" ..ويقول:"معظم كتاباته كانت موضوعية وقوية الحجة، مثل......" وذهب ليورد معظم المواضيع التي كتبت فيها.. وبعد هذا ذهب ليورد بعض العبارات من كتابتي قال عنها:" هذه العبارات ( الاحكام) غير مناسبة ولا لزوم لها" !! وقد وافقه في ذلك الأستاذ بعشر.. إذا كان هو يرى أن معظم كتاباتي موضوعية وقوية الحجة، فما اعترض عليه من عبارات هي كتابتي، فالكاتب واحد!! الواضح انه يعتبر العبارات التي يعترض عليها عبارات شديدة .. وهذا يسوقني الى مسالة اساسية في اسلوب كتابتي، كان ينبغي أن اذكرها اعلاه.. هذه المسألة: هي أنني أكره بشدة أن يتعامل معي شخص وكأنني طفل، يطبطب علي، ويملس لي القول.. هذا في تقديري عمل مستفز جدا، وينطوي على تعالي.. وهذا الذي اكره أن يعاملني به الاخرون، أكره ايضا أن اعامل من جانبي به الآخرين.. أكره أن اعامل الراشدين معاملة الأطفال، وأملس لهم القول، وأدغدغ عواطفهم.. أنا استطيع أن اكتب بالصورة التي يمكن أن ترضي اسماء، او غيرها، ولكنني لا ارضى هذا الأسلوب، وارى فيه عدم تقدير واحترام للآخر.. الراشد يجب أن يعامل معاملة الراشدين، دون الحاجة للدبلوماسية، ودغدغة العواطف.. هذا الأسلوب في تقديري هو اسوأ انواع الإهانة، والتعالي، من اجل ذلك أنا ابعد عنه عن قصد.. وإذا جئنا لأقوال استاذ عمر، فهو قد شبه موقف الناقد بموقف القاضي، ولكنه طالب بكتابة الحيثيات فقط دون اصدار الحكم.. وهذا من الناحية الشكلية خطأ.. فعمل القاضي الأساسي هو اصدار الحكم لا كتابة الحيثيات، وترك الحكم يستنتجه القاريء.. وحكم القاضي يقيم باعتبار العدل، ومناسبة الحكم للجريمة.. وأنا في أحكامي التي أصدرتها، مسؤول امام الله عن صحة الحكم وعدالته في المكان الأول، وأمام الناس عن صحة الحكم وعدالته في المكان الثاني.. ولم أجد أن استاذ عمر يصف احكامي بأنها غير عادلة وهذا ما تفيده عبارته (موضوعية وقوية الحجة).. اما شروط الحوار واحترام الشخص الآخر، التي اشار اليها ا. عمرن اعتقد انها متوفرة عندي اكثر من غيري.. فالعبارات التي يراها هو (غير مناسبة، ولا لزوم لها)، أرى أنها مناسبة تماما ولابد منها، فإذا تركتها تكون كتابتي ناقصة بصورة مخلة.. واحترام الشخص الآخر عندي، هو احترام عقله كإنسان راشد، وخلاف ذلك هو عدم احترام، وبل وإهانة.. واهم من ذلك بالنسبة لي احترام الآخر اساسا هو توخي الخير له، والعمل على اعانته على الخير، والعمل على صده من الشر وتكريهه فيه.. واعتقد أن ا. عمر يوافقني أن الخير كل الخير هو في الدين، والشر كل الشر، هو البعد عن الدين، عن الفكرة، وتشويهها. إذا كان أ. عمر يرى أن العبارات غير مناسبة ولا لزوم لها، فهذه رؤيته هو، وهو المسؤول عنها، وأنا لي رؤيتي وانا مسؤول عنها، واعتبرها اصح من رؤية استاذ عمر بكثير.. ألا يرى أ. عمر بقوله هذا (غير مناسبة ولا لزوم لها)، أنه اصدر علي حكما، وهو أنني أقول قولاً غير مناسب ولا لزوم له؟!
    هنالك أمر آخر، هو أن بعض من كتبوا يرون أن الموضوع داخلي، وكان ينبغي أن لا يكتب في منبر خارجي.. وهذا زعم غير صحيح ومخالف للواقع.. فحزب أ. اسماء معروف عند كل السودانيين، بل وغير السودانيين.. وعندما كتب الحزب يؤيد التطبيع مع اسرائيل، اتت عدة صور من النقد، من داخل السودان ومن خارجه، وكان بعضها نقدا عنيفا.. والنقد لم ينصب على الحزب، بل شمل كل الجمهوريين.. فحتى الآن لا يوجد تمييز بين حزب أسماء ، والمجتمع الجمهوري، والفكرة الجمهورية.. ومن أغراض الكتابة، الفصل الواضح بين حزب اسماء، وبين دعوة الأستاذ محمود.. وهذا امر هام جدا، ويحتاج الى مواصلة في الكتابة، حتى يتضح للناس خارج المجتمع الجمهوري أن حزب اسماء هو كيان قائم بذاته، ولا يمثل الفكرة الجمهورية، ولا المجتمع الجمهوري.. بل الفكرة والمجتمع يتضرران اشد الضرر من افعال واقوال الأستاذة اسماء وحزبها.
    احب ان اختم، بأقوال الأستاذ التالية، فهي مذكرة: "انا هسي في الجلسة دي بطلب من كل واحد منكم أن يشمر تماما، وأن يعرف أنو هو في باب من الأبواب اللي يمكن ان نؤتى بيها.. يمكن أن نؤتى منها.. عليه أن يملأ العمل أي عمل تعملو في الضمير المغيب، ولا في المعاملة (وانت بعيد)، او انحراف، أو سلوك، انت فضيت الباب ده وخليتو عورة مكشوفة، وانت بالصورة دي خائن لمجتمعك ولا يمكن أن يهتدي سعيك، لأن (الله لا يهدي كيد الخائنين).. نحن في ناس طلعو من مجتمعنا!! في جمهوريين طلعو، ولا يزالو يطلعو!! وراح يطلعو!! ده عيبنا ونقصنا نحن فيه.. نحن القياديين إننا ما استطعنا أن نظهر أنو الأمر ده دين، وهو (الدين) ما في دين غيرو، وانو البخرج منو بجيه راجع، ولو مات على غيرو مات على سوء الخاتمة!! ويجي في برزخو بيعذب وفي النار بيعذب ولابد اجي للأمر دا".. من يستخدم ميزان ا. عمر ابو القاسم، سيستبعد كلمة خائن، وعبارة مات على سوء الخاتمة.. على اعتبار انها عبارات حسب الميزان غير مناسبة، ولا لزوم لها.. وهي في الواقع روح النص.
    وقال: "هناك سلوك الفكرة الجمهورية منه براء، وهو سلوك من يجعل من الفكرة موضوعاً للأنس، وتزجية الفراغ بروح من الهزار، والدعابة.. فهو إن طعن في الفكرة، بروح الهزار والنكتة صمت، هذا السلوك الفكرة الجمهورية منه براء.."
    ما ذهبت اليه الأستاذة اسماء وصحبها، ابعد بكثير جدا مما حذر منه الأستاذ في النص اعلاه.. ربما تكون استاذة اسماء تشك في امر الوقت والمسيح.. ولكن من يشك ينبغي الا يبني على شكه، وان يصمت ويصبر حتى يفتح الله له في الأمر(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا او ليصمت).. وامر المسيح، هو اليوم الآخر، وهو من اركان الايمان.
    الأمر كله محزن.. فمن كان يتصور أن الأستاذة أسماء تعمل بهذه الصورة البشعة على تشويه دعوة الأستاذ؟! ماذا تريد الأستاذة اسماء؟! هل وقفت للحظة لتسأل نفسها هذا السؤال؟! موقفها لا علاقة له بالفكر الموضوعي، وهو ضد الدين الذي تمثله الفكرة الجمهورية.. هو ضد اصول القرآن التي قال عنها الأستاذ: "هل تريدون الحق؟؟ إذا فاسمعوا!! لا كرامة لمطلق حي على هذا الكوكب، إلا ببعث أصول الإسلام.. إلا ببعث آيات الأصول التي كانت منسوخة، ونسخ أيات الفروع التي كانت ناسخة في القرن السابع.. فليستيقن هذا رجال المسلمين ونساءهم " .. فماذا تريد الأستاذة اسماء؟ مهما كان الذي تريده قطعا هو ليس بخير.. فالخير لا يأتي من معارضة ومناقضة الخير العميم والأكيد.. بل معارضة الخير وتشويهه، لا يمكن ان يأتي منها إلا الشر.. ومن يعمل على تشويه الاسلام – الفكرة – لن ينال خيرا.. فنرجو الله للأستاذة أسماء ان تواجه نفسها، وفي أسرع وقت، وأن تجد في نفسها الشجاعة التي بها تواجه نفسها، وتواجه بها من يعملون على تضليلها.. وأن تعود عن طريق الفكر – طريق اللطف.. ونعيذها بالله، من أن تكون عودتها عن طريق الجلال.. العودة كائنة لابد من ذلك، ولكن المهم كيف تكون.
    حفظنا الله جميعا، وحفظ علينا ديننا.. وحفظ الله الأستاذة اسماء، وردها الى كنف رحيم.. فإنه نعم المولى ونعم النصير.
    هذه الحلقة، هي الحلقة الأخيرة.. ولن اعود للكتابة في هذه المرحلة، إلا إذا ردت الأستاذة اسماء.. أما مواصلة الكتابة لاحقاً، فهذا أمر لابد منه.
    خالد الحاج عبد المحمود
    رفاعة في 28/3/2020م























                  

03-31-2020, 02:28 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحلقة السابعة والأخيرة الخيار بين الأس� (Re: خالد الحاج عبدالمحمود)
                  

03-31-2020, 03:02 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحلقة السابعة والأخيرة الخيار بين الأس� (Re: Yasir Elsharif)
                  

03-31-2020, 03:56 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحلقة السابعة والأخيرة الخيار بين الأس� (Re: Yasir Elsharif)

    هذا التسجيل مكتوب عليه خاص بالجمهوريين ولكني أخذت الإذن من الأستاذة أسماء لنشره في سودانيز أونلاين.



    رد من الأستاذة أسـماء محمـود على مقالات الأستاذ خالد الحاج، مارس ٢٠٢٠

    ـــــــــــــ
    نص المادة 6 التي ذكرتها الأستاذة أسماء في كلمتها المسجلة بعاليه:


    أجيز اليوم قانون حماية الإجراءات
    والتدابير الانتقالية لسنــــة 2019

    عملاً بأحكام المواد (8/ 3) و (8/ 11) و (8/ 15) مقروءة مع المادة (16/1) واستنادأً على أحكام المادة (25/ 3) من الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية لسنة 2019 ، أصدر مجلسا السيادة والوزراء ، القانون التالي :
    [......]
    المــادة (6 ) :
    من يسعى لإثارة الفتنة الدينية ، أو يصدر عنه اي وصف لأي شخص يؤدي للتشكيك في معتقده الديني ، أو يزري بديانته أو معتقده ، أويسىء إلى ذلك الدين او المعتقد ، يعاقب بالسجن لمدة ستة أشهر ، أو الغرامة .
    فإذا كان ذلك في جمهور / جمع من الناس ، فيعاقب بالسجن لمدة لا تقل عن ستةأشهر أو بالغرامة أو بالعقوبتين معاً .
    فإذا كان الفعل صادراً عن أي من وسائل الاعلام ، يلغى ترخيصها بالإضافة لأي عقوبة أخرى مقررة بموجب اي قانون اخر .
    لأغراض هذه المادة ، يعتبر التكفير إثارة للفتنة الدينية .


                  

03-31-2020, 06:45 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحلقة السابعة والأخيرة الخيار بين الأس� (Re: Yasir Elsharif)
                  

03-31-2020, 07:00 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحلقة السابعة والأخيرة الخيار بين الأس� (Re: Yasir Elsharif)


    بخصوص هذا الجزء من كتابة الأستاذ خالد الحاج أرجو أن يطالع القراء هذا البوست الذي عرض لقضية زواج المسلمة من غير المسلم
    فتوى د. النعيم وفتواه التطبيقية/خالد الحاج عبدالمحمودفتوى د. النعيم وفتواه التطبيقية/خالد الحاج عبدالمحمود



    Quote: من آخر انجازات الأستاذة اسماء، الصلاة على الأستاذ عوض الكريم في الصف الأول بين الرجال.. وقد اعتبرت الاستاذة اسماء عملها هذا عملاً بطوليا، وسعت الى نشره.. فهي تقول: " وانا حقيقة دايرة افتح بيهو بوست، ودايرة اختو برضو في الفيسبوك في صفحتي حا اتكلم عنو"..وقد اتفق لي أن صليت في نفس الصف الذي صلت فيه اسماء.. ولم اشعر بها.. ولم اسمع بالموضوع في بيت الفراش!! وذكرت اسماء أن هذه ليست اول مرة، فقد فعلت نفس العمل في الصلاة على سعاد ابراهيم احمد.. تقول الأستاذة اسماء: "وانا شخصيا في مسألة سعاد ابراهيم احمد، وهي من القيادات الشيوعيات، البنات كلهم وقفوا بعيد وكانوا بيتفرجوا علي الصلاة، كأنوا الصلاة ما بتخصهم، انا الوحيدة الوقفت وسط الرجال وصليت.... حتي جابها واحد في الفيسبوك اتكلم عن يعني شجاعة الموقف وعن الجسارة، عن انو موقف اعجب بيهو كدا،. جاب صورتي وقال دي المرأة الوحيدة الوقفت..".. هو وصف الموقف بالشجاعة والجسارة.. وهي صدّقت!! الموقف ليس فيه شجاعة ولا جسارة.. واستاذة اسماء بنفسها ذكرت أن النساء خارج المجتمع قد سبقن: " البنات فاتونا يعني اسي في الندوات العامة في المجتمعات العامة البنات ما بقعدن كوم براهن والرجال كوم براهم.. هم حاسين انو اصبحت المسألة مساواة"، وتحدثت عن أن النساء في امريكا صلين في المساجد في الصف الأول مع الرجال.. وأن المرأة صلت امامة للرجال..
    القضية.. هل هذا العمل شريعة؟! قطعا لا.. هل هذا ما تركنا عليه الأستاذ؟! قطعا لا.. الأستاذ يعلم أننا، في المجتمع الجمهوري لا نمارس الاختلاط بصورة تامة.. فالأخوات يجلسن منعزلات عن الأخوان.. والأستاذة اسماء ربما حضرت صلاة الجنازة على عهذ الأستاذ، عديد المرات، وفي جميع الحالات، الأخوات كنّ يصلين خلف الرجال.. كل الذي فعلته اسماء، في شجاعتها، هو أنها لم تلتزم بتوجيهات المرشد التي تعلمها تماما.. فإذا كان الخروج على توجيهات المرشد، شجاعة وجسارة، فالأستاذة اسماء شجاعة بهذا المعنى!! الأستاذ كان حريصاً اشد الحرص على الأمور التي تتعلق بالمرأة.. ولم يقل في أي يوم من الأيام، أن وقت تطبيق الشريعة المطورة في هذا الصدد قد آن.. بل قال بكل وضوح: أن تطبيق الأصول لن يتم إلا بعد مجيء الإذن والمأذون..
    في مرة من المرات من بعد الرجوع من حملة، الكتاب نُقل للأستاذ أن بص الحملة كاد ان يتعرض لحادث مرتين.. فتسائل الأستاذ عن ما حدث، وعقد جلسة للنقد الذاتي، تحدث فيها الأخ الباقر الفضل، وبعض الأخوان والاخوات، وذُكر أن بعض الإخوان كانوا جالسين في الباص الى جوار الاخوات!! وقرر أن تجلس الأخوات في مقدمة الباص، والأخوان في الكراسي الخلفية.
    على ماذا اعتمدت الأستاذة اسماء في موقفها؟ هي اعتمدت أولا على سبق النساء في الداخل والخارج للجمهوريات، حسب ما ذكرت.. فهل المعيار عندنا نحن ما يفعله الاخرون؟ قطعا لا!! فالنساء في العالم، قد مارسن الاختلاط، والحرية، بالمفهوم الغربي، على الأقل قبل أكثر من قرن.. ولكن هذا العمل ليس قدوتنا، وإنما نحن بصدد تصحيحه.. وسلوك المرأة والتعامل معها في الغرب، ليس هو الحرية، على العكس من ذلك هو معوق للحرية، وذلك لانه يفتقر الى القيم الإنسانية.. فالمرأة في الغرب، رغم الحديث الكثير عن حرية المرأة، هي لا تزال تعامل كأنثى وليس كإنسان.. المرأة في الغرب اصبحت سلعة، خصوصاً في النظام الراسمالي الحديث، وما يقوم عليه من توجه استهلاكي.. اصبحت المرأة في الغرب، مشغولة بصورة تامة، بجسدها، وانوثتها وجمالها الحسي.. واصبحت التجارة الخاصة بأدوات التجميل للنساء، من اروج أدوات التجارة.. واصبحت المرأة، تحمل أدوات التجميل، وتستخدمها بصورة تكاد تكون دائمة.. علبة الميك اب لا تفارق حقيبتها.. والتجارة في جميع المجالات، اصبحت تستغل جسد المرأة وجمالها في الدعاية للسلع.. وهذا ما يلاقيك بصورة دائمة، في الأسواق، والمتاجر، وفي السينما والتلفزيون، والانترنت.. لم يحدث في تاريخ البشرية أن ابتذلت المرأة بالصورة التي تجري الآن في الحضارة الغربية.. كان الأستاذ دائما يرفض العمل على تحرير المرأة بالصورة التي تجري في الغرب.. ويركز على تربية المرأة الإنسان، لا الأنثى.. ولذلك كان يركز على تربية الجمهوريات ليكن رائدات في هذا الصدد.. فالخط الذي تتخذه اسماء الآن، هو عكس خط الأستاذ تماما.. هي تريد ان تسابق النساء خارج المجتمع الجمهوري، في الحرية للمرأة بالمفهوم الغربي.. الحرية الخالية من القيم.
    أذكر بانه في منزلنا وكانت الاستاذة أسماء قد حضرت من الولايات المتحدة بعد غيبة ظويلة.. قالت في تلك الجلسة: المرأة في الغرب حرة، صحيح في مفارقات كبيرة لكنها، حرة!! قطعاً هذا ليس فهمنا لفكرة الحرية.. هذا فهم الحضارة الغربية، الذي تعمل الفكرة على تصحيحه، حتى تنال المرأة حريتها الحقيقية.. حريتها كإنسان لا كأنثى.. الحرية والمفارقات الكبرى لا يجتمعان حسب الفكرة!! صاحب المفارقات الكبرى.. كبرى أو صغرى هو عبد الهوى، عبد المفارقات، ولن يتحرر إلا إذا تخلص من هذه المفارقات.. والحضارة الغربية لا تملك أي وسيلة لتحرير الإنسان.. بل تصورها للحرية-الحرية بالمفهوم الليبرالي- تصور خاطيء جداً.. والغربيون، المفكرون منهم، يعترفون بأن حضارتهم لا تملك أي فرصة في تحقيق الحرية الفردية، إنما هم فقط يتحدثون، ويمارسون الحرية في المجتمع، وبصورة قاصرة جداً.. الأستاذة أسماء تريد أن تقود الجمهوريات في طريق الغرب، الذي حذر منه الأستاذ كثيراً.. ولكن محاولاتها مكتوب عليها الفشل.
    قول الأستاذة أسماء:".. فيا الاخوات الجمهوريات، بلاي شدوا حيلكم واقروا فكرتكم كويس، وانتزعوا الحقوق وطبقوا للاستاذ الافكار العايزها عشان هو ذاتو يعني يكون راضي عننا، يعني فكرو مطبق لانو الواقع بسمح بيهو، والبنات فاتونا، فاتونا كتير.." .. هذا التحريض، هو تحريض ضد الأفكار التي يريدها الاستاذ.. وقطعاً الاستاذ لا يرضى أن تتجه الاخت الجمهورية الى السلوك وفق معايير الحضارة الغربية.. البنات، لم يفتن الاخوات الجمهوريات.. على العكس تماماً، البنات لم يبدأن، مجرد بداية، في طريق تحرير المرأة، وطريق المرأة الإنسان.. وهن لن يبدأن إلا إذا اخذن انفسهن بالتربية، وفق طريق محمد.. وما تدعوهن له الأستاذة اسماء، هو الخروج عن الفكرة الجمهورية العلمية، والسير في الطريق العلماني المسدود.. هل الأستاذة اسماء حريصة على رضا الاستاذ محمود؟! لو كانت حريصة، لما قامت بكل هذه المفارقات الكبيرة والخطيرة جداً.. الأستاذة اسماء تبرر مفارقاتها، والمفارقات التي تدعو لها، بأن هنالك وقت طويل قد مضى، وأنه الآن، حان الوقت للانتقال الى مستويات جديدة في حقوق المرآة حسب تصورها، وهي تقول: " وبعتقد انو جا الوكت انو الاخوات الجمهوريات، والاخوان الجمهوريين يفكروا في انو الحقوق الاكتسبناها والادانا ليها الاستاذ في مرحلة الستينات والسبعينات والتمنينات هي ما نهاية الموضوع فيما يخص قضية المرأة، وحقوق المرأة، والاستاذ قال المسألة دي منفتحة الا النساء يعجزوا عن انهم ينألوا حقوقم ".. ما تركنا عليه الاستاذ ليس هو نهاية الموضوع!! وهي تريد أن تصل بنا لنهاية الموضوع!! هي تريد أن تفعل شيئاً خلاف ما تركنا عليه الاستاذ، لأن ما تركنا عليه ليس نهاية الموضوع!! الاستاذ محمود لم يقل هذا،ـ وانما قال بوضوح إن الأصول التي يدعو لها، لن تطبق الا بعد مجيء الإذن والمأذون.. ومحاولتك لتطبيق دون إذن، محكوم عليها بالفشل التام، ولم تكن أكثر من انتكاسة، ورجوع الى السير في الخط الغربي الذي تعمل الفكرة على تصحيحه.. والاستاذة اسماء تتذرع بمفاهيمها الخاطئة بحكم الوقت (وبعتقد انو جا الوكت).. هذا ليس هو حكم الوقت عند الاستاذ محمود.. فالاستاذ محمود حدد وقت التطبيق، وانت تخالفينه بذلك.. وحكم الوقت في الفكرة، ليس مجرد مرور وقت طويل أو قصير، وتغير أحوال الناس فيه، هذا تصور د. النعيم.. أما حكم الوقت في الفكرة فيعني مرضاة الله في الوقت المعين.. فالحكم لله، لا للوقت!!
    نيل المرآة لحقوقها كاملة مرتبط بتحقيق المرآة والرجل للقيم الانسانية.. ولا تزال المرآة بعيدة جداً عن هذا التحقيق، ولا يزال الرجل بعيد جداً عن هذا التحقيق.. ولا توجد محاولة للتحقيق، الا في المجتمع الجمهوري، وانت تريدين اجهاضها ولكن هيهات!! مرة أخرى، لا سبيل للشروع في التحقيق، الا باتباع طريق محمد.. ولا سبيل الى تمام التحقيق، الا بعد مجيء الوقت.. زعمك هذا الانصرافي لا يضر غيرك، وغير من يتبعك.. هو قطعاً لن يضر الفكرة.
    أذكر في الاحتفال بالذكرى السابقة، اطلعت الدكتورة عائشة الاردنية، على حديث عن الزي عند الاخت الجمهورية.. فاستغربت استغراباً شديداً، وقالت: ان هذا لا يمكن أن يكون رأي الاستاذ محمود، على ارائه التقدمية.. فردت عليها الاستاذة أسماء بأنه زي مرحلي!! والاستاذة اسماء واضح انها توافق دكتورة عائشة في موقفها من الزي، ولذلك عجزت عن أن تشرح لها، وذهبت تبرر الامر بأنه مرحلي!! وهذا بالطبع غير الحق، لكن الاستاذة حريصة على رضى دكتورة عائشة على حساب الحق.. وفي موقف آخر أورد أحد المتحدثين اقوال بعض الاخوان، وخرج منها بالزعم بأن الجمهوريين يدعون بأنهم ملّاك الحقيقة.. فبدل أن ترد عليه الاستاذة أسماء قالت: هذه اقوال أخوان وليست اقوال الاستاذ، فاقوال الاستاذ وحدها هي الحجة.. وكانت هذه قولة حق تريد بها باطل.. فالاقوال التي أوردها المتحدث، هي نفس أقوال الاستاذ أوردها بعض تلاميذه، وهي بسيطة، وواضحة جداً، وتدور حول أن الفكرة الجمهورية، هي وحدها الفكرة الدينية الصحيحة.. وهذا حق عند الجمهوريين، قاله الاستاذ، او قاله احد تلاميذه.. والمفارقة في مواقف الاستاذة أسماء، تأتي من أنها تخالف الاستاذ في ثوابت الفكرة، وعلى رأسها طريق محمد، وكلما حاولناها لترجع إلى مرجعية الاستاذ، لا ترجع، ثم تأتي لتقول عن الآخرين أنهم لا يمثلون الاستاذ، هذا في حين أنهم لم يقولوا قولاً خالف الاستاذ، كما تفعل هي.
    الاستاذة اسماء تقول دائماً هذا هو فهمي أنا لأفكار الأستاذ.. هي تقول ذلك في أشد افكارها مخالفة للأستاذ، وأخطرها.. هي تقول ذلك، دون إيراد أي دليل من الاستاذ لتدلل به على صحة زعمها، على أن ما تقوله هو فهم لأفكار الأستاذ.. هي دائماً تتفادى ايراد النصوص من الأستاذ، ثم تأتي بما هو مخالف للفكرة، مخالفة صارخة، وتزعم أن هذا هو فهمها للفكرة!! لا، هذا ليس فهمك للفكرة وإنما هو تخريجك!! وهو تخريج شديد البطلان، وأنت تعلمين ذلك!! والدليل القاطع على أنك تعلمين ذلك، هو ما أوردناه لك من أقوال صحيحة مبنية على الفكرة.. ثم بعد الانتكاسة، جئت لتناقضين هذه الافكار التي اوردتيها بنفسك!! فأنت تحرفين الفكرة عن علم.
    تقول الاستاذة أسماء: ".. والاستاذ طبعا ساعي للمساواة التامة بين النساء والرجال، والكلام دا ما طبق في المجتمع داك الا لتدريج الناس، ونحن طاقتنا كانت أقل، طاقة المجتمع برضو أقل.. لكن مع كدا الاستاذ عمل صدمات في المجتمع، يعني لمن طلعنا نحن ومشينا لي المقابر مع الاخوان، يعني كانت دي صدمة لي المجتمع برة والناس استنكرتها، وشافتها حاجة صعبة وحاجة بعيدة، وما عندها علاقة بالدين.".. ما قام به الاستاذ مما تذكرينه، هو شريعة.. وليس غرض الاستاذ الصدمة، وإنما هو يعتبر أن الوقت قد حان للعمل الذي قام به.. فقد مضى وقت طويل قبل ان يعمل الاستاذ العمل التي تذكرينه.. فالعمل عند الاستاذ لا يتم بصورة عشوائية، وإنما يتم حسب الإذن، الذي به يتحقق حكم الوقت.. فالاستاذ منذ وقت طويل، كان على علم في موضوع طريق محمد.. ولكن الإذن لم يتحدد إلا في التاريخ الذي صدر به المنشور، في الوقت الذي أصبحت فيه الطرق لم تعد الطرق، ولا الملل ملل، إلا طريق محمد.. هذا حدث في تاريخ محدد جداً، هو 27/4/1965.. حتى في الامور العادية الاستاذ ينتظر الإذن ويتوخاه.. فمثلأً، بعد الخلوة كانت لحية الاستاذ كبيرة، وكانت أُمنا آمنة تقول له احلق ليك اللحية.. ويقول لها لسه الوقت ما جاء.. في وقت معين طلب بنفسه وقال لها تعالي احلقي اللحية، الوقت جاء!! فالأمر ليس أمر صدمة، إنما هو علم وإذن.. علم بحكم الوقت وإذن بتطبيق ما هو مطلوب.. هذا الحديث مرتبط بصلاتك على المرحومة سعاد إبراهيم أحمد، فأنت ذكرتي قول من تحدث عن شجاعتك، وجسارتك.. واضح أنك تتغمصين شخصية الاستاذ، وتعملين على احداث صدمات.. كما قلت وهذه أكبر دسيسة وأخطرها.. نحن لا نقلد الاستاذ، إنما نقلد المعصوم.. والشجاعة عند الاستاذ علم، وكل عمل نقوم به مرتبط بأدب العبودية، ومعرفة الحكمة.. نحن لا نقلده لأننا لا نملك علمه هذا، ولا أدبه، نحن نطيعه لأنه مرشد.. وطاعة المرشد من طاعة المعصوم.. الله تعالى يقول: " مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ".. فمن لا يسلم للنبي لا يسلم لله.. ومن يطع الرسول فقد أطاع الله.. الاستاذ محمود داع للمساواة التامة بين النساء والرجال، كما ذكرتي أنت.. ولكن السبب في عدم تطبيق المساواة التامة، لا يرجع الى ان طاقتنا قليلة، وطاقة المجتمع أقل، وإنما يرجع الى أن الإذن الإلهي لم يصدر.. وقد ربط الاستاذ التطبيق بالإذن والمأذون، بصورة لا لبس فيها.. والمأذون عندما يأتي، يأتي بسلطان عظيم ويستجاب له.. ويأتي بالإذن الذي به طاقة الناس تكمل.
    أمر الدين ليس امر تقديرات فكرية.. الفكر المجرد هنا لا يغني.. وأي علاقة بين العبد والرب، لا تكون إلا إذا تحقق العبد بأدب العبودية الذي يؤهله بالآخذ عن الرب.. ولا أعتقد أن من بيننا من هو مرشح لهذا المقام من العبودية.. فمن الخير لنا أن نكون متبعين ولا ندعي ما ليس لنا.. في قوله تعالى: " وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ".. قال الأستاذ محمود: ومن الظالمين من يعتمد على العقل في فهم حقائق الدين كل الاعتماد
    تقول الاستاذة اسماء: "انا شخصيا اسي لو آمنة بتي بترضى انها تجي تتزوج في السودان، انا حا اعقد ليها.. حا اعقد لي آمنة، وحا اخليها هي بدل يكون عندها ولي، تكون ولية أمر نفسها.. ودا بعتقد انو متسق مع كلام الاستاذ والحاجة المفروض نبقى عليها".. القضية ليست قضية متسق او غير متسق مع كلام الاستاذ.. القضية هي هل الاستاذ طبقه ام لم يطبقه.. القضية هي معرفة أن ما لم يطبقه الاستاذ لا بد ان له حكمة في عدم التطبيق.. والادب مع الاستاذ يقتضي أن نراعي هذا الأمر.. لو كان الاستاذ يريد تطبيقه لطبقه، فعلينا الحرص على الا نتجاوز الاستاذ.. والتجاوز فيه ادعاء في اننا نعرف اكثر منه، نقدر الحكمة أكثر منه.. فمثلا الزواج في الحقيقة، ليس فقط متسق مع كلام الاستاذ، وإنما هو نفس كلام الاستاذ، ولكننا لا تستطيع تطبيقه، لآننا لا نملك الأنوار التي بها نعرف زوجاتنا في الحقيقة... أما ممارسة آمنة العقد على نفسها بنفسها، فهو شريعة، وهو عند السادة الحنفية يقوم إذا تم استيفاء شروط الكفاءة.. العمل على تقليد الاستاذ عمل خطير جداً ومنهي عنه.. وحسب تجربتي، كل أصحاب الدعاوى، كان يحاولون تقليد الاستاذ حتى في حركاته.
                  

03-31-2020, 09:51 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحلقة السابعة والأخيرة الخيار بين الأس� (Re: Yasir Elsharif)
                  

04-01-2020, 01:16 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحلقة السابعة والأخيرة الخيار بين الأس� (Re: Yasir Elsharif)

    كتب الأستاذ خالد الحاج بتاريخ 15 أبريل 2016 في هذه الحلقة من سلسلة مقالاته التي نشرت في سودانيز أونلاين هنا:
    أنصار د. النعيم د. ياسر نموذجاً الواقع من حيث الدين الأخيرة (ب) بقلم خالد الحا...عبدالمحمودأنصار د. النعيم د. ياسر نموذجاً الواقع من حيث الدين الأخيرة (ب) بقلم خالد الحا...عبدالمحمود

    Quote: فلنبدأ بالسؤال: هل د. النعيم مسلم!؟ ونقصد بالإسلام، دين البشر الذي جاء لمحمد صلى الله عليه و سلم، كنبي ورسول، عن طريق الوحي، من ربه.. فهل د. النعيم على هذا الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه و سلم.. بداهةً لا!! د. النعيم غير مسلم!! وهذه شهادتي، أقولها أمام الله، وأمام الناس..


    غني عن القول أن المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويصوم رمضان ويحج البيت إذا استطاع لذلك سبيلا، لا يحق لأحد وصفه بأنه غير مسلم أو أنه مرتد عن الإسلام. هذا هو موقف الشريعة الإسلامية، ولكن الأستاذ خالد الحاج فعلها مع الدكتور النعيم بهذا النص المنقول بعاليه. يمضي الأستاذ خالد ليقول بعد هذا النص بعاليه مباشرة:
    Quote: من هو المسلم؟ من هو على أركان الإسلام عقيدة، وعملاً.. وقد جاء تعريف الاسلام في حديث جبريل المشهور، الذي جاء فيه "يا محمد أخبرني عن الإسلام.. قال: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن تقيم الصلاة، وأن تؤتي الزكاة، وأن تصوم الشهر، وأن تحج البيت..".. فهل د. النعيم على هذا الإسلام؟

    إلى أن يقول:
    Quote: د. النعيم أخرج نفسه من هذا الإسلام، ونسبها إلى إسلامٍ آخر غيره، له مواصفات هي عكس مواصفات الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه و سلم.
    فإذا جاء د. ياسر، أو غيره، ليقول لنا أن د. النعيم مسلم، ولا أحد يستطيع أن يخرجه من الإسلام!! نقول له كذبت، وليس من حقك أن تقول عن د. النعيم خلاف ما يقوله هو عن نفسه.. لا أحد أخرج د. النعيم، ولا يستطيع أحد فعل ذلك، لأن المسؤولية أمام الله مسؤولية فردية.. يجب أن يكون هذا الأمر واضحاً، من المستحيل أن يخرج أحد، أحداً غيره من الدين، أو يدخله فيه.. الفرد يدخل نفسه أو يخرجها، والأخر فقط يحكم عليه، حسب معطيات معينة، بأنه أخرج نفسه!!فإن كان قوله صحيحاً، الأمر كما قال، وإن كان قوله خاطئاً، الاخراج يعود عليه.. فالنعيم هو من أخرج نفسه، بصورة واضحة، وهو في كامل عقله.. ولا أحد يدخل من أخرج نفسه، إلا بمعنى اقناعه بالتخلي عن أقواله المذكورة، والعودة للدخول في حظيرة الدين.. على كلٍ، أقوال د. النعيم التي يرفض فيها الإسلام، بل وجميع الأديان السماوية، أقوال موجودة، فليبين لنا د. ياسر، كيف يدخله في الإسلام، ومع هذه الأقوال، وبعد أن أخرج نفسه، بأقوال مستفيضة!؟

    بنفس السهولة التي يتحدث بها الأستاذ خالد يمكن لأي من خصوم الفكرة الجمهورية ومن دعاة تحكيم الشريعة الإسلامية ، كما جاءت في القرن السابع في المدينة، أن يصل إلى وصف الأستاذ محمود بالردة عن الإسلام وبمفارقة الشريعة الإسلامية، ويدلل على ذلك بأنه قد صرَّح في محاضرة محضورة في مدني، وموجودة الآن في تسجيل بموقع الفكرة الجمهورية في الشبكة العالمية، بأنه لا يؤدي الصلاة الشرعية بصورتها المألوفة، بحركاتها المعروفة، وفي أوقاتها المعروفة. أيضا يمكن لهذا الخصم من دعاة تحكيم الشريعة الإسلامية أن يستدل بما كتبه الأستاذ محمود في كتابه "رسالة الصلاة" تحت عنوان "الصلاة بين المؤمن والمسلم"، التي أضعها كهامش أسفل هذه الكتابة.

    أكثر من ذلك، يمكن لهذا الخصم أن يستدل بما كتبه الأستاذ محمود بنفسه في خاتمة كتاب "بيننا وبين محكمة الردة" عندما قال:
    Quote: أما بعد فإن بعض ما يقوله الجمهوريون لا تقره الشريعة الإسلامية التي بين أيدينا الآن، ولكن يقره الدين.. بل انه أصل الدين، ومطلوب الدين في المكان الأول.. وهو انما لم يرتفع اليه، في مرحلة الرسالة الأولى منه، لأن وقته لم يجيء يومئذ، وجعلت الشريعة، في بعض صورها، في الرسالة الأولى، شريعة مرحلية لتعد الناس ليوم مجيئه.. والفقهاء لا يعلمون عن هذا قليلا ولا كثيرا، فظنوا أن جميع صور شريعتنا الحاضرة مقصودة بالأصالة، وباقية لتنظيم حياة انسانية القرن العشرين.. وهذا جهل مزر.. نحن لا نلوم الفقهاء على عدم الفهم، ولكننا نلومهم على عدم الصدق، حتى في التزام الشريعة المرحلية..

    طبعا دعاة تطبيق الشريعة الإسلامية لا يعترفون بما يتحدث عنه الأستاذ محمود بأنه "الدين" أو "أصل الدين"، ويكتفون فقط بالقول بأنه أقر على نفسه بمفارقة الشريعة والجماعة في عدم أداء الصلاة الشرعية المعروفة وهذا كاف للحكم عليه بالردة.

    والأستاذ خالد يعرف جيدا أن المحكمة الشرعية العليا قد حكمت على الأستاذ محمود في 18 نوفمبر 1968 غيابيا بالردة، ولكنها عجزت عن تنفيذ الحكم لجهة أن الدستور السوداني وقتها لم يكن يعطي أي محكمة حق تكفير إنسان، ثم الحكم عليه بالقتل لذلك. ولكن دارت الأيام وقام النميري في أواخر حكمه بإعلان ما أسماه بتطبيق الشريعة الإسلامية، والتي أطلق عليها الأستاذ محمود إسم قوانين سبتمبر 1983، وقد طالب الأستاذ محمود بإلغائها في المنشور الشهير، "هذا أو الطوفان"، فقبض عليه وعلى أربعة من الجمهوريين، وحكم عليهم جميعا بالقتل. قامت محكمة الإستئناف برئاسة المكاشفي طه الكباشي بتأييد حكم محكمة الموضوع التي كان يرأسها حسن إبراهيم المهلاوي. محكمة الاستئناف قامت باستدعاء حيثيات المحكمة الشرعية العليا في عام 1968 بحذافيرها، وأضافت إليها حيثيات أخرى من كتاب "أدب السالك في طريق محمد" وغيره، ثم مضت لرفع الحكم لجعفر النميري رئيس الجمهورية الذي قام بتأييد الحكم بقتل الأستاذ محمود وتنفيذه في اليوم التالي مباشرة. وبعد مضي نحو أربع سنوات على سقوط نظام النميري، جاء الإخوان المسلمون إلى الحكم عن طريق الإنقلاب العسكري، واستمر حكمهم إلى أن أسقطته ثورة الشعب السوداني في أبريل 2019.
    اتهام الأستاذ خالد الحاج للدكتور عبد الله النعيم بأنه غير مسلم، بتلك الصورة الظاهرة، حدث قبل سقوط نظام الإخوان المسلمين. فهل لا يزال يقول بنفس ما قاله وقتها أم أنه يسحب تلك التهمة حيثما وردت؟ كنت قد وضعت في إحدى مداخلاتي بعاليه نص المادة 6 من قانون حماية الإجراءات والتدابير الانتقالية لسنــــة 2019 والتي تجرِّم مثل هذا العمل الذي قام به الأستاذ خالد الحاج بحق الدكتور عبد الله النعيم وتعاقب عليه.
    ــــــــــــــــ
    هامش:
    Quote: الصلاة بين المؤمن والمسلم

    ماذا يكون من أمر آية ((إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا))؟؟ فاسمع إذن.. المقصود هنا الصلاة الشرعية و ((كتابا موقوتا)) يعني فرضا له أوقات يؤدى فيها، و ((على المؤمنين)) مرحلة أمة البعث الأول، وهي الأمة التي نعيش الآن في أخريات أيامها، وقد ندبت لتواصل سير ترقيها وتطورها إلى ((أمة المسلمين)) وذلك حين قال تعالى ((يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)) فعجزوا عن ذلك، فنزل إلى مستوى طاقتهم، فخوطبوا بقوله تعالى ((فاتقوا الله ما استطعتم، واسمعوا، وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)) وظل الأمر، بالتطور، والترقي، والارتفاع من ((أمة المؤمنين)) إلى ((أمة المسلمين)) قائما، حيث المطلوب اليوم بروز الأمة المسلمة من الأمم الحاضرة، التي قد أنفقت قرابة أربعة عشر قرنا، في التجارب البشرية الخصبة، في معترك الحياة المادية، والفكرية، وإن بعدت الشقة، بين هذه الأمم وبين الدين في جميع صوره، وأصبحت بذلك في جاهلية جديدة، هي أرقى من جاهلية أمة البعث الأول بآماد بعيدة، وهذه الجاهلية الجديدة، هي ما أسميناها، في صدر هذه الرسالة، بالمدنية الغربية الآلية الحاضرة التي نعيش جميعا على هداها، والتي قلنا أنها عملة ذات وجهين، وجه حسن، ووجه دميم، وقلنا أنها تطلب السلام اليوم طلبا حثيثا، وأنها لا بد لها من اعتناق الإسلام لتحقيق حاجتها إلى السلام.. وسيكون دخول أمم المدنية الغربية الحاضرة ضربة لازب، وسيبدأ إسلامها من الإسلام الذي هو بداية ثم تمر على مرتبة الإيمان، وهو مقام أمة البعث الأول ثم يطرد ترقيها بوسائل العبادات، ووسائل المعاملات، وعلى قمتها الصلاة، حتى ترقى برقي أفرادها إلى مرتبة الإسلام، التي لم يحققها إلا أفراد، من لدن آدم، وقد قصر عنها حتى بعض الأنبياء.. فكل مسلم لا بد له أن يمر بمرحلة المؤمن، قبل أن يتخطاها بالمزيد من الإيمان، والمزيد من العلم، حتى يبلغ مرحلة الإيقان، والإيقان على مراتب ثلاث.. مرتبة علم اليقين، ومرتبة عين اليقين، ومرتبة حق اليقين، والقرآن يقول في ذلك: ((كلا لو تعلمون علم اليقين * لترون الجحيم * ثم لترونها عين اليقين * ثم لتسألن يومئذ عن النعيم)) ويقول في حق اليقين من سورة الواقعة: ((إن هذا لهو حق اليقين * فسبح باسم ربك العظيم)) والإشارة بهذا إلى ((إنه لقرآن كريم)) التي سبقت السياق في هاتين الآيتين.. فحق اليقين هو القرآن.
    ولا تكون مرتبة الإسلام قبل بلوغ مرتبة حق اليقين، هذه، كما سلف القول، وكلما زاد العلم كلما زاد اليقين فاطمأنت النفس، وسكن القلب، فكان الرضا وكان الإسلام. والإيمان لا ينفك سايرا نوره أمام السالك في مراقي الإسلام ذلك بأن كل درجة يبلغها ويستيقنها اليوم إنما كانت في منطقة الإيمان بالأمس، وهي لا تصبح منطقة يقين حتى يرتفع إيمانه إلى منطقة جديدة، كانت قبلا خارجة عن الاعتبار.. فالإيمان هو مقدمة الإيقان.. أو قل هو عكاز الأعمى، يتحسس به مواقع قدميه ريثما ينقلهما لأمام على بصيرة ما، والصلاة الشرعية هي العمل الذي يرفع الإيمان، ومن ورائه الإيقان، في المراتب المختلفة، وقد أوردنا في ذلك قوله تعالى ((إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه)).
    ويصبح شأن الآية ((إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)) مع المسلم الذي يمر بمرحلة الإيمان، الذي هو مرتبة الأمة الأولى، أن الصلاة الشرعية، في حقه، فرض له أوقات يؤدى فيها، فإذا ارتقى: بحسن أدائها بتجويده تقليد المعصوم، حتى ارتقى في مراقي الإيقان، التي ذكرناها، حتى بلغ حق اليقين، وسكن قلبه، واطمأنت نفسه، فأسلمت، طالعه المعنى البعيد لكلمة ((موقوتا)) في الآية ((إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)) وذلك المعنى، في حقه هو، أن الصلاة الشرعية فرض، له وقت ينتهي فيه، وذلك حين يرتفع السالك إلى مرتبة الأصالة، ويخاطب بالاستقلال عن التقليد ويتهيأ ليأخذ صلاته الفردية، من ربه بلا واسطة، تأسيا بالمعصوم.. فهو، حينئذ، لا تسقط عنه الصلاة، وإنما يسقط عنه التقليد، ويرفع من بينه وبين ربه، بفضل الله، ثم بفضل كمال التبليغ المحمدي، الحجاب الأعظم.. الحجاب النبوي.
    ان الاسلام، في حقيقته، ليس ديناً بالمعنى المألوف في الأديان، وانما مرحلة العقيدة فيه مرحلة انتقال الى المرحلة العلمية منه.. مرحلة الشريعة فيه مرحلة انتقال الى مرتبة الحقيقة.. حيث يرتفع الأفراد، من الشريعة الجماعية، الى الشرائع الفردية، التى هى طرف من حقيقة كل صاحب حقيقة، وتكون الشريعة الجماعية محفوظة ومرعية لمصلحة السلوك والتربية والتنظيم للقاعدة البشرية، التي تستجد كل يوم، وتجاهد بالتجارب كل حين لترقى المراقى.
    والذين يدخلون في مراتب الشرائع الفردية، هم المسلمون حقا - هم الأحرار، الذين سبقت الإشارة إليهم، في هذا الحديث، حين قلنا أن الحر حرية فردية مطلقة، هو الذي استطاع أن يعيد وحدة الفكر، والقول، والعمل إلى بنيته. فأصبح يفكر كما يريد ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، ثم لا تكون عاقبة عمله إلا خيراً للناس، وبراً بهم، وبذلك يستطيع أن يعيش فوق قوانين الجماعة، لأنه ملزم نفسه بشريعته الفردية، وهي فوق مستوى الشريعة الجماعية، في التجويد، والإحسان، والبر، والتسامي.
    ((الإسلام دين الفطرة)) معناها دين ((علم النفس))، وهو سيهدي البشرية، من حيث هي بشرية، بصرف النظر عن ألوانها، وألسنتها، إلى ضالتها المنشودة.. هو سيهدي كل إنسان إلى نفسه، لأنه كما قلنا ((علم نفس)) وهو بهذا المستوى العلمي، سينتصر في عصر العلم على الأديان التقليدية، فيتحقق موعود الله تعالى: ((هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، ولو كره المشركون)) ((بالهدى)) إلى النفوس كما قال ((من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه)) ((ودين الحق)) يعني دين العلم، ولسنا نريد الإطالة ههنا، فإن له سفرا خاصا سيكون عنوانه ((العهد الذهبي للإسلام أمامنا)).


    ـــــــــــــــــــــ

    ياسر الشريف
    الأربعاء 1 أبريل 2020
                  

04-04-2020, 11:45 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحلقة السابعة والأخيرة الخيار بين الأس� (Re: Yasir Elsharif)

    في مثل هذه الأيام من أبريل عام 2018 انتقل محمد يوسف لطفي إلى الدار العامرة بعد صراع مع المرض عن واحد وأربعين عاما.
    الشكر للأخوين مصطفى الجيلي ومحمود التيجاني صديق لإنتاج ورفع الفيديو، من مشهد تشييعه إلى مثواه الأخير في الولايات المتحدة في آيوا سيتي، وقد تحدثت الأستاذة أسماء محمود بعد الدفن الذي شارك فيه سودانيون وسودانيات مع الجمهوريين والجمهوريات في مدينة آيوا سيتي، بما فيهم سميرة زوجة الفقيد,

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 04-05-2020, 00:04 AM)

                  

04-04-2020, 11:55 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحلقة السابعة والأخيرة الخيار بين الأس� (Re: Yasir Elsharif)



    Quote: وداع الأخ: محمد يوسف لطفي
    1.025 Aufrufe
    •15.04.2018
    8
    1
    Teilen
    Speichern
    BoShadi
    547 Abonnenten
    بسم الله الرحمن الرحيم
    يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي
    صدق الله العلي العظيم
    Cedar Rapids, IA
    Tuesday april, 10 2018
                  

04-07-2020, 12:52 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحلقة السابعة والأخيرة الخيار بين الأس� (Re: Yasir Elsharif)
                  

04-13-2020, 09:15 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحلقة السابعة والأخيرة الخيار بين الأس� (Re: Yasir Elsharif)

    هذه محاضرة بعنوان "بيننا وبين محكمة الردة" أقيمت في مدينة ود مدني في دار الحزب الجمهوري بتاريخ ديسمبر 1968، بعد شهر من مهزلة محكمة الردة.
    قلت في مداخلتي بعاليه:
    Quote: بنفس السهولة التي يتحدث بها الأستاذ خالد يمكن لأي من خصوم الفكرة الجمهورية ومن دعاة تحكيم الشريعة الإسلامية ، كما جاءت في القرن السابع في المدينة، أن يصل إلى وصف الأستاذ محمود بالردة عن الإسلام وبمفارقة الشريعة الإسلامية، ويدلل على ذلك بأنه قد صرَّح في محاضرة محضورة في مدني، وموجودة الآن في تسجيل بموقع الفكرة الجمهورية في الشبكة العالمية، بأنه لا يؤدي الصلاة الشرعية بصورتها المألوفة، بحركاتها المعروفة، وفي أوقاتها المعروفة.

    النقاش يبدأ بعد الموضع 2:16:40 بسؤال عن كيفية صلاة الأصالة عند الأستاذ محمود

                  

04-24-2020, 11:40 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحلقة السابعة والأخيرة الخيار بين الأس� (Re: Yasir Elsharif)

    الأستاذ خالد الحاج، وفي كثير من كتاباته، يضع الخطورة على الإسلام من الغرب الليبرالي أكثر منه من الإسلام السلفي المتزمت الذي أفلح في التخلص من الأستاذ محمود.هذا المقال يوضح خطورة الفهم السلفي الوهابي على العالم كله وعلى السلام الدولي.



    طبيعي جدا أن مثل هذا التخلف الوهابي مصيره الاندثار!!طبيعي جدا أن مثل هذا التخلف الوهابي مصيره الاندثار!!

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 04-24-2020, 11:43 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de