في خضم الأزمات السياسية التي يشهدها السودان، يظهر جلياً أن كل من فلول النظام السابق "الكيزان" وتجمع "تقدم" الذي كان يعرف بقوى الحرية والتغيير، لا يعبران عن الحقيقة للشعب السوداني. كلا الطرفين ينكر تضحيات قوات الدعم السريع، التي لعبت دورًا بارزًا في إنجاح الثورة، رغم أنها كانت جزءًا من نظام الإنقاذ المجرم قبل الثورة. هذا الإنكار يعكس انتهازية الطرفين، حيث يسعى كل منهما لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الحقيقة. إن أي سياسي وطني منصف سيعترف بدور قوات الدعم السريع في إزاحة الطاغية عمر البشير وحاشيته الفاسدة. ومع ذلك، فإن وصف هذه القوات بالميليشيا من قبل الفلول وتجمع "تقدم" هو مجرد أكاذيب تهدف إلى تشويه صورتها وتحريف الحقائق. إن تضحيات قوات الدعم السريع، التي ساهمت بشكل فعّال في إنجاح الثورة، يجب أن يتم الاعتراف بها بدلاً من تجاهلها أو التقليل من شأنها. تجمع "تقدم" يمارس إنتهازية صارخة عندما يصف قوات الدعم السريع بالميليشيا، رغم أن هذه القوات قدمت تضحيات لم يقدمها أي حزب أو حركة أخرى ضمن التحالف. إن هذا المنطق الانتهازي لن يؤدي إلى سلام وإستقرار في البلاد، بل سيعزز من الإنقسام والفوضى. إن المشهد السياسي والعسكري في السودان تتصدره قوى إنتهازية تسعى فقط إلى السلطة والثروة، دون وجود رؤية سياسية علمية تشخص جذور الأزمة الوطنية، وبالتالي تقدم الحلول العلمية بعيداً عن المزايدات السياسية التي يبذلها بعض أنصاف المثقفين. يجب أن يدرك الجميع أن المشكلة الأساسية تكمن في عدم الإعتراف بحقوق جميع الأطراف. إن كلا الطرفين، فلول النظام السابق وتجمع "تقدم"، يسعيان إلى السيطرة على السلطة دون أفق واضح، مما يعمق الأزمة ويؤدي إلى تفاقم الأوضاع. في نهاية المطاف، يمثل كلا الطرفين وجهين لعملة واحدة، تجسد إنتهازية المركز الطفيلي الذي يستفيد من دماء وعرق أهل الهامش. سؤالٌ يطرح نفسه: من ورط الجيش المختطف في الدخول في حرب ضد قوات الدعم السريع؟ أليس هما ذات الطرفين نتيجة صراعهما على السلطة؟ لذا، نؤكد أن الأمر يتطلب من القوى السياسية في السودان أن تتوقف عن الإنتهازية والإقرار بأخطائها وإعادة النظر في أولوياتها، مع ضرورة الإعتراف بتضحيات أشاوس قوات الدعم السريع، من أجل بناء مستقبل أفضل يحقق السلام والإستقرار والإ ستظل الساقية مدورة إلى يوم الدين.
كلمة أخيرة كما قال قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو قائد ثورة المهمشين: "الشلاقي ما خلا عميان."
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطيب الزين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست