( الجرو ) في القواميس العربية هو صغير الكلب أو السبع .. والجمع ( جراء ) .. وفي مرحلة من مراحل الأوضاع بالسودان فإن تلك الأطراف العديدة الفاسدة بالبلاد كانت تماثل ( الجراء ) في معدلات الخوف والانصياع وعدم الخروج عن الطاعة !.. ولكن مع الأسف الشديد فإن تلك ( الجراء ) قد كبرت حالياً وقويت شوكتها وأصبحت بأحجام السباع الكبيرة .. وتلك ( الجراء ) التي كانت تخاف وترجف وتهرب من السلطات والحكومات في السنوات السابقة بدأت الآن لا تخاف إطلاقاً ولا ترجف من تلك الحكومات الهزيلة الضعيفة !.. والأغرب من ذلك أنها قد أصبحت الآن جريئة بذلك القدر الكبير ولا تخاف .. وقد طغت وبغت في السنوات الأخيرة وبدأت تخيف تلك الحكومة بمنتهى الجرأة والتحدي !.. والشعب السوداني يشهد في هذه الأيام تلك المهازل العجيبة التي تجري في البلاد بين تلك ( الجراء ) المهانة في الماضي وبين تلك الحكومة المؤقتة الحالية .. وفي هذه الأيام فإن تلك العناوين البارزة تقول وتؤكد بأن هؤلاء ( تجار الدولار ) والعملات الصعبة في البلاد قد تحدوا بشدة تلك القرارات الحكومية ،، وقد عادوا مرة أخرى للطرقات والشوارع والأسواق لممارسة مهنة المضاربة في الدولار وفي العملات الصعبة رغم أنف تلك الحكومة المؤقتة .. وبنفس القدر فإن تلك العناوين البارزة تقول أن هؤلاء المهربين الذين يهربون تلك السلع الضرورية والذهب لخارج البلاد عبر الحدود وعبر المطارات لم يرضخوا إطلاقاً لتلك القرارات التي أصدرتها الحكومة المؤقتة .. فتلك الحكومة المؤقتة أضعف من أن تحارب هؤلاء وهؤلاء .. وبنفس القدر فإن تلك العناوين البارزة تقول بأن شركات ومؤسسات الاحتكار للسلع الضرورية كالقمح والدقيق قد تحدت تلك القرارات للحكومة المؤقتة ,, وقد عادت تمارس نشاطها بأكثر جرأة عن الماضي !! .. وبنفس القدر فإن تلك العناوين البارزة تقول أن أصحاب المخابز عادوا للتلاعب في كوتة الدقيق التي تصرف لهم .. كما عادوا لحالات التلاعب في الأوزان والأحجام والمواصفات متحدين بذلك أية قرارات لتلك الحكومة المؤقتة .. وبنفس القدر فإن تلك العناوين البارزة تقول أن هؤلاء أصحاب المركبات العامة بالبلاد يتحدون أية تدخلات للحكومة المؤقتة لتحدد تعريفة المواصلات في تلك الخطوط الطويلة والقصيرة !!.. وبنفس القدر فإن تلك العناوين البارزة تقول أن هؤلاء التجار السودانيين الجشعين يتحدون أية خطوات للحكومة المؤقتة تتدخل لمنع ذلك التلاعب في رفع الأسعار عند رأس كل ساعة .. وبنفس القدر فإن تلك العناوين البارزة تقول أن تلك الأطراف المتنوعة بالسودان ترفع أسعار الخدمات في كافة مجالات الحياة ولا تبالي إطلاقاً بتصريحات وقرارات تلك الحكومة المؤقتة التي لا تملك الهيبة والسيطرة والهيمنة على الأحوال بالبلاد .
وبالمختصر المفيد فإن تلك الأطراف بأشكالها وألوانها كانت تعادل تلك ( الجراء ) للكلاب في يوم من الأيام .. وكانت تخاف وترجف من تلك الحكومات المسيطرة القوية في الماضي ،، وهي تلك الحكومات التي كانت تخيف ( الجراء ) بتلك العقوبات الشديدة .. واليوم يكتشف الشعب السوداني بأن تلك الأطراف تتحدى وتخيف الحكومة المؤقتة الهزيلة ولا تخاف !! .. والبلاد هذه الأيام في حاجة شديدة لتلك الحكومة القوية التي تبطش بيد من حديد وتقيم تلك المشانق في الميادين العامة لمعاقبة كل من يتحدى تلك السلطات في البلاد .. كما تقيم مخيمات المحاكم الطارئة في الأسواق .. أما تلك الحكومة المؤقتة الحالية فهي حكومة هزيلة وضعيفة لا تخيف حتى تلك الفئران ناهيك عن هؤلاء البشر !.. حكومة لا تشرف إطلاقاً طموحات تلك الانتفاضة الكبيرة العظيمة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست