في الأسابيع الماضية فإن البعض من وكالات الأنباء العالمية قد نقلت تلك الصور الحية التي تعكس حالات الصفوف الطويلة أمام المخابز السودانية .. كما أظهرت تلك الصور كيف أن الشعب السوداني يعاني ويكابد الويلات خلال ما يقارب السنتين من أجل الحصول على ذلك الخبز الذي يمثل القوت اليومي الضروري لاستمرارية الحياة .. والدافع الأساسي لبث تلك الصور الحية في أرجاء العالم لم يكن لمجرد الهواية والتصوير ،، ولكن لإظهار ذلك التناقض العجيب في دولة المهازل .. حيث تلك الدولة التي تدعي أنها سلة غذاء العالم وشعبها يعاني من قلة الغذاء !! .. وتلك الشعوب في أرجاء العالم لا تعرف مظاهر الصفوف إلا عند الحاجة القصوى ولأوقات قصيرة .. ولا تعرف ذلك النوع من الوقوف في الصفوف الطويلة طوال النهار .. وهي تلك الشعوب التي تمارس ظاهرة الصفوف في حالات نادرة للغاية .. كالوقوف في الصفوف عند كاونترات المطارات في حالات السفر .. أو كالوقوف في الصفوف عند لحظات الدخول في الطائرات .. أو كالوقوف في الصفوف عند الدخول في قاطرات الأنفاق .. أو كالوقوف في الصفوف عند إجراءات تأشيرات الدخول في المواني والحدود والمطارات .. أما ذلك الشعب السوداني فهو ذلك الشعب الوحيد فوق وجه الأرض الذي يقف ليلاً ونهاراً في تلك الصفوف الطويلة المملة من أجل الحصول على ذلك الخبز الذي يمثل القوت الضروري للحياة !! .. وتلك الحقائق تؤكد بأن العالم لا يعرف أن شعباً من شعوب الأرض يقف في صفوف الخبز إلا ذلك الشعب السوداني !! .. ومن سخرية الأحوال في هذا البلد العجيب أن هؤلاء المسئولين في دولة السودان منذ استقلال البلاد يدعون زوراً وبهتاناً بأن دولة السودان ثرية وغنية بخيراتها وتمثل ( سلة غذاء العالم !! ) .. ولكن واقع الأحوال في دولة السودان اليوم يؤكد هراء تلك المقولة الفارغة .. فكل الإشارات تؤكد بأن شعب السودان هو الشعب الوحيد فوق وجه الأرض الذي يعاني من قلة وندرة الغذاء !!.. وهو الشعب الوحيد الذي يرتاد صفوف الخبز في العالم .. وفي نفس الوقت فإن دولة السودان هي تلك الدولة الوحيدة في العالم التي تتبجح بأنها سلة غذاء العالم .. وتلك الظاهرة الفريدة من الصفوف الطويلة من أجل الخبز تنفي وتفند كلياً تلك الفرية العجيبة .. حيث فرية : ( السودان سلة غذاء العالم !! ) .. وظاهرة تلك الصفوف الطويلة من أجل الخبز في دولة تدعي سلة غذاء العالم هي التي تلفت انتباه العالم في هذه الأيام .. وتوجد تلك المساحات الواسعة الساخرة في أجهزة الإعلام العالمية ،، حيث تلك المساحات التي تنقل للعالم صورة شعب يقف في صفوف الجوع وهو يدعي بأنه منبع الغذاء للعالم !!.. منتهى التناقض بين الأقوال والأحوال !!
لقد أظهرت تلك الصور التي تناقلتها وكالات الأنباء حالات الصفوف الطويلة التي تجسد غاية المعاناة لدولة تدعي زوراً بأنها سلة غذاء العالم !!.. وبالصراحة التامة فإن واقع الحال في تلك الصور كان أبلغ من المقال !! ..وهو ذلك الواقع الذي فضح الشعب السوداني الذي يتفاصح دائماً وأبداً ويدعي بأن إمكانيات وثروات دولة السودان تكفي لتغطية حاجة العالم من تلك المواد الغذائية !! .. حكومات تلو حكومات تجيد تلك الثرثرة والكلام الفارغ ولا تجيد إطلاقاُ كيف تجعل من دولة السودان ( سلة غذاء العالم !! ) .. وشعب غشيم يجاري تلك الخزعبلات بحذافيرها ثم يرقص حافياً وجائعاً في الحلبات !! .. ويجرى على هؤلاء في دولة السودان ذلك المثل البلدي الذي يقول : ( فلان حشاش ذقنه !! ).. حيث ذلك الفلان الذي يجيد الكلام ولا يجيد الأفعال !!. واليوم يشاهد العالم كيف أن حكومة البلاد عاجزة كلياً عن توفير حاجة الإنسان السوداني من الأغذية الضرورية ناهيك عن حاجة العالم من تلك الأغذية !! .. ورغم تلك الحقيقة القاسية المريرة فإن البعض من هؤلاء أبناء الشعب السوداني مازال يردد تلك الخزعبلات التي تدعي بأن دولة السودان تمثل سلة غذاء العالم .. فأية سلة تلك السلة التي لم تكفي حاجة أهلها من الغذاء ناهيك عن حاجة العالم ؟؟ .. منتهى المهزلة في معدلات الإدراك للحقيقة !! .. ومنتهى التناقض بين الأقوال وواقع الحال !! .. وتلك الصورة الهزلية هي التي فرضت على وكالات الأنباء العالمية لتنقل تلك الصور المعبرة التي تقول حقيقة الأوضاع في السودان .. كما أنها تكشف حالات المعاناة التي يكابدها ذلك الإنسان في السودان بعد تلك الانتفاضة الكبيرة .. وتلك الصفوف الطويلة أمام المخابز السودانية تؤكد مقدار النقص في المواد الغذائية بالسودان .. كما تؤكد أن دولة السودان على وشك الدخول في حالة المجاعة الكاملة كما حدث في مجاعة ( سنة ستة !! ) .. وكل ذلك يحدث في دولة السودان التي يمارس شعبها حالات الانتفاضة دون شعوب الأرض للمرة الثالثة !! .. وهو ذلك الشعب الذي ضحى بفلذات أكباده من أجل توفير ذلك الخبز في الأساس !! .. ولم يتم إسقاط ذلك النظام البائد إلا من أجل توفير ذلك الخبز ومن أجل توفير تلك الحياة الكريمة للإنسان السوداني .. وتلك الصورة المخزية التي تجسدها تلك الصفوف في البلاد لما يقارب السنتين تؤكد ذلك العجز التام لحكومة السيد عبد الله حمدوك .. وهي تلك الحكومة المؤقتة التي يجب أن تكون من أولوياتها إنهاء ظاهرة الصفوف إلى الأبد .. وتلك الصفوف الطويلة أمام المخابز التي نقلتها وكالات الأنباء العالمية تؤكد حالات المهزلة التي تجري في هذه البلاد .. كما تؤكد ذلك العجز التام للحكومة المؤقتة التي عجزت كلياً عن معالجة تلك الظاهرة بطريقة قاطعة وجازمة في البلاد !!.
تلك الصور التي نقلتها وكالات الأنباء عن صفوف الخبز بالسودان تفند وتنفي كلياً أن دولة السودان هي سلة غذاء العالم .. فكيف يعقل لدولة تمثل سلة غذاء العالم شعبها يواجه أبشع ألوان النقص في الغذاء ؟؟ .. وكيف يعقل لدولة تمثل سلة غذاء العالم أن شعبها من أكثر شعوب الأرض التي تشتكي من الجوع وصيحات الأمعاء !!.. وذلك في الوقت الذي فيه أن كافة خيرات السودان الزراعية والحيوانية هي للآخرين من شعوب الأرض !! ..وتلك الصور الهزلية التي تناقلتها وكالات الأنباء تحكي واقع الحال لدولة أفريقية جائعة تدعي سلة غذاء العالم !! .. والأجدى بتلك الحكومة السودانية المؤقتة أن تستحي وتخجل من تلك الصفوف التي لا تشرف مقدارها ،، وهي تلك الحكومة التي تمثل شعباً قد أنتفض أساساً من أجل ذلك النقص في الخبز والغذاء .. وتواجد ظاهرة الصفوف في البلاد مع تواجد تلك الحكومة المؤقتة لفترة عامين دون أية معالجات لإنهاء تلك الصفوف يمثل عاراً في جبين تلك الحكومة المؤقتة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست