الثورة السودانية ما بين إستمرارية خطاب الحراك الجماهيري الثوري و خطاب المباصرات السياسية ( الواقعية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 10:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-17-2021, 02:21 AM

برير إسماعيل يوسف
<aبرير إسماعيل يوسف
تاريخ التسجيل: 09-11-2015
مجموع المشاركات: 22

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الثورة السودانية ما بين إستمرارية خطاب الحراك الجماهيري الثوري و خطاب المباصرات السياسية ( الواقعية

    02:21 AM June, 16 2021

    سودانيز اون لاين
    برير إسماعيل يوسف -London-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر



    الثورة السودانية ما بين إستمرارية خطاب الحراك الجماهيري الثوري و خطاب المباصرات السياسية ( الواقعية) الذي قدَّمه الدكتور عبد الله حمدوك رئيس وزراء حكومة الثورة التي تحوُّلت بقدرة قادر من حكومة ثورة إلى حكومة الأمر الواقع في مخاطبته الأخيرة للشعوب السودانية الثائرة في يوم الثلاثاء الموافق 15 يونيو 2021م.

    واقع الحال يقول إنَّ القوى السياسية المدنية والقوى السياسية الثورية المسلحة و القوى الإجتماعية العريضة التي شاركت في الثورة لم تكن على إتفاق فيما بينها بالأمر الذي يتعلَّق بتعريفها للثورة و بأهدافها و غاياتها النهائية و لذلك حدثت الإنشطارات و الإنقسامات المتكررة في داخل أوساط هذه القوى المشاركة في الثورة كل حسب أجندته قبل و بعد 11 أبريل 2019م.

    إنَّ ملايين الثوار و الثائرات في هوامش و أطراف المدن و الأرياف سيما الذين تعرضوا لويلات الحروب العبثية التي شنتها ضدهم (الدولة الوطنية) و تعرضوا كذلك للمظالم التاريخية في المناطق التي تمَّ ذكرها بل لقد حدثت الكثير من المظالم للملايين من سكان المدن التي تريَّفت للأسباب المعروفة فكل هؤلاء جميعاً كانوا ينادون بالتغيير الجذري في الثورة و لم يكن هدفهم بأي حال من الأحوال تغيير أحمد بحاج أحمد مع الإبقاء الكامل على ذات السياسات و على كل هياكل و مؤسسات (الدولة الوطنية) وفقاً لبرنامج قائم على الترقيع و المباصرات السياسية الأمر الذي لازالت تفعله الحكومة الحالية.

    دعونا نُشيد و نُثمِّن عالياً الإجتهادات الوطنية التي قامت بها حكومة الأمر الواقع الحالية رغم أنها لم تكن في مستوى تطلعات الشارع الثائر إلا أنها لم تكن إجتهادات صفرية و بالتأكيد كان بالإمكان أفضل مما كان لولا الإنقسامات التي شهدتها القوى المشاركة الثورة.

    إنَّ الخطاب السياسي الذي قدَّمه دكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء للشعوب السودانية في يوم الثلاثاء الموافق 15 يونيو 2021م في مجمله كان خطاباً جيداً و فيه شيء من الصراحة و لكنه لم يكن خطاباً صريحاً لمخاطبة مجمل قضايا الثورة السودانية الجوهرية التي ظلت تشغل بال الرأي العام السوداني بل كان خطاباً للمباصرة السياسية بالممكن و المتاح بالنسبة لدكتور عبد الله حمدوك و بالنسبة لطاقمه الذي يعمل معه و بالنسبة كذلك لحواضنه السياسية الممزقة التي تدعمه على طريقة هذه الحكومة لم تكن قدر طموحات ثورتكم و لكن سوف نحاول أن نباصر لكم أموركم بالمتاح أمامنا وفقاً لمرجعية الوثيقة الدستورية التي وقعت عليها غالبية مكونات قوى الحرية و التغيير و الجدير بالذكر أنَّ هذه المباصرة السياسية نفسها لم تكن سهلة بل كانت و لازالت محتاجة لتضافر جهود جميع قوى الثورة.

    تناول حديث د. حمدوك في أغلب فقراته القرارات الإقتصادية الأخيرة المرتبطة بإتباع الحكومة لوصفة صندوق النقد الدولي في غياب تام للبرنامج السياسي و الإقتصادي الوطني و يفهم من خطاب دكتور حمدوك بأن وصفة صندوق الدولي هي الممكن التاريخي الوحيد لحلحلة الأزمة الإقتصادية السودانية و لكن فات عليه بأن جذور المشكلة الإقتصادية الحالية و السابقة إبان عهد نظام الجبهة الإسلامية القومية كامل الدسم جذور سياسية و لذلك لا يمكن أن يحدث تغيير إقتصادي لصالح ملايين الشرائح الضعيفة في السودان بمِعزَل عن مخاطبة جذور الأزمة السياسية التي أفضت إلى دولة فاشلة تقودها مؤسسات فاشلة لأكثر من ستين عاماً من عُمر ما يُسمى مجازاً بإستقلال السودان.

    تفادي د. حمدوك في خطابه بصورة واضحة و جليَّة الحديث عن القضايا الكبرى المتعلِّقة بالعدالة الدولية حيث تسليم المطلوبين للجنائية الدولية و كذلك تفادي الحديث عن جريمة فض الإعتصام و عن بقية الجرائم المعروفة و عن أين وصلت لجان تحقيقها الكثيرة و مسيخة و تفادي كذلك الحديث عن الأزمة الأخيرة بين وزارة المالية التي مثَّلها في المصارعة غير الحرة دكتور جبريل إبراهيم وزير المالية نفسه و لجنة إزالة التمكين التي مثَّلها الأستاذ وجدي صالح مقرر اللجنة فكان فرض عين عليه تنوير الحركة الجماهيرية بشفافية بالذي حدث بدلاً من تركها تائة تبحث في كل مكان عن الحقيقة. و المدهش في الأمر هو إنه إحتج على وصفه بالضعيف و هو يدري بأن غياب الشفافية و الصراحة مع الجماهير هو الذي جلب له و لحكومة الأمر الواقع هذا الوصف وهو وصف حقيقي و معبِّر عن الواقع سبقته حوادث كثيرة مشابهة لبد خلالها دكتور حمدوك و لم يفتح الله عليه بكلمة واحدة لتنوير الشارع بالذي حدث مثل حوادث الإستغناء عن خدمات كل من دكتور البدوي وزير المالية و البروف محمد الأمين التوم وزير التربية و التعليم و د. عمر القراي مدير المركز العام للمناهج و البحث التربوي و د. أكرم علي التوم وزير الصحة هذا على سبيل المثال لا الحصر.

    تحدث د. حمدوك عن وقف آلة الحرب و وقف بالتالي الإعلام الحربي الذي كانت تبث سمومه الجبهة الإسلامية القومية و هذه حقيقة لا ينكرها أحد من العالمين و لكن فات عليه بأن وقف الحرب لا يعني بأي حال من الأحوال وقف إطلاق النار و إنما يعني في المقام الأول و الأخير تنزيل الإتفاقيات التي أُبِرمت في جوبا الأولى على أرض الواقع و في حالة عدم تنزيلها يجب عليه و على الحكومة بصورة تضامنية تنوير الشارع السوداني بالمتسبب في عرقلة التنفيذ ليتحمل الشارع المسؤولية مع الحكومة فلا يمكن للحكومة أن تنجح في برامجها المعلنة بشفافية بدون سند الشارع لها.

    تحدث عن برنامج ثمرات وهو برنامج خاص بالدعم النقدي المباشر للأسر السودانية و لكن الطريقة التي تحدث بها لم تكن واضحة للمواطن البسيط الذي لا يعلم أين يسجل إسمه؟ و ما هي المعايير التي تمَّ وفقاً لها تحديد ستة مليون و نصف أسرة لتستفيد من خدمات هذا البرنامج ؟و ما هي الجهة المسؤولة في الحكومة عن هذا البرنامج؟ هل هي وزارة الرعاية الإجتماعية أم المؤسسات العسكرية و الأمنية أم ماذا؟. و كيف للمواطنين في العاصمة و الأقاليم أن يتواصلوا مع الجهات ذات الإختصاص إذا وزير الثقافة و الإعلام الناطق الرسمي بإسم مؤسسات الفترة الإنتقالية أبو النوم الجديد حمزة بلول نائماً و لا يحرك ساكناً؟

    تحدث عن مؤتمر باريس الأخير الذي قال عنه بأنه مَنْ قدَّم السودان للأسرة الدولية! و في تقديري أن هذا المؤتمر قد إستنفد أغراضه و لا يمكن للحكومة أن تبتز به الجماهير سياسياً كلما رفعت هذه الجماهير من سقوف مطالبها السياسية لأن الحركة الجماهيرية تعلمْ عِلم اليقين بأن ثورتها هي التي قدَّمت سودان الثورة للأسرتين الإقليمية و الدولية و لم يتم التقديم عبر مؤتمري باريس و برلين فقط فما حدث في هذين المؤتمرين لا يتعدى الجوانب الإجرائية التي قام بها ممثلو الشعوب السودانية في المؤسسات الحكومية و لو كان لدى الحكومة الجديدة ما تفتخر به و تعتبره إنجازاً ثورياً هو أن تعمل بصورة جادة على عملية إعادة بناء و هيكلة المؤسسات العسكرية و الأمنية التي وقفت حجر عثرة أمام تقدم الثورة المجيدة إلى الأمام و تعمل في نفس الوقت على عملية إعادة بناء و هيكلة بقية مؤسسات القطاع العام بعد إطلاق أيادي الوزراء لتثوير وزاراتهم بدلاً من مركزية القرارات التي يعمل بها دكتور حمدوك مستفيداً من صلاحيات و سلطات السفاح السابق عمر البشير.

    تحدث عن الحل الحقيقي لمشاكل البلد الإقتصادية الذي يتمثل في الإنتاج الزراعي و الحيواني و الصناعات التحويلية ...إلخ و هذا كلام صحيح و لكن هذا الإنتاج يحتاج إلى مدخلات إنتاج و إلى رأس مال فمن أين لملايين الجماهير بهذه الأموال لكي ينتجوا إن لم تكن هنالك إصلاحات حقيقية في مؤسسات الدولة لخفض الإنفاق الحكومي.

    تحدث عن الهشاشة الأمنية للبلد و هي قضية بائنة بيونة كبرى و أسبابها معروفة و حلولها معروفة و لكن هذه الحلول محتاجة لإرادة سياسية حقيقية لتعمل بجد على تفكيك و إعادة بناء و هيكلة مؤسسات الدولة الوطنية العسكرية و خلافها خاصة مؤسسات الدولة الكيزانية و لكن أكثر نقطة إيجابية في هذه الفقرة المتعلِّقة بالتفلتات الأمنية هو تبرئة رئيس الوزراء لقوى الثورة و ربط هذه التفلتات بفلول الكيزان.

    تحدث عن أعوان النظام البائد و عن عملهم الدؤوب لعرقلة مسيرة الثورة و هذا كلام صحيح و لكن الحركة الجماهيرية تعلم بأن أعوان النظام البائد تقودهم اللجنة الأمنية نفسها المسيطرة على مقاليد السلطة و لو تعلَّقت بتمثال الحرية و لذلك فإنَّ حديثه المتكرر عن الشراكة مع اللجنة الأمنية لا يعني الحركة الجماهيرية الثائرة في شيء لأن سقوف ثورتها أعلى من الوثيقة الدستورية المعيِّبة و من المانديت الخاص بالعمل الذي تقوم به لجنة إزالة التمكين رغم تقدير الجماهير له إلا أنه لن يساهم في إزالة التمكين الشامل في السودان الممتد لعشرات السنين وهو التمكين العسكري و الإقتصادي و السياسي و الإجتماعي و الثقافي و فوق كل ذلك إزالة التمكين بإسم الدين.

    تحدث عن إنجاز الثورة للحرية و هذا كلام صحيح إلى حد ما و لكن حتى مساحات الحرية الواسعة التي تحققت حتى الآن لم تحققها الحكومة لوحدها بل حققتها الحركة الجماهيرية الثائرة من خلال نضالاتها الطويلة السياسية المدنية و نضالاتها السياسية المسلحة و هنا لابد لنا من ذكر نضالات السودانيين الجنوبيين الذين قدَّموا ملايين الشهداء في إطار حديثنا عن النضال التراكمي ضد عصابة الجبهة الإسلامية القومية لذلك يجب ألا تتحدث الحكومة عن إنجاز الحرية و لو كانت لديها إنجازات أخرى ذات صلة بتحسين معاش الناس و دعم تعليمهم و صحتهم و لو أنها أعادت النازحين إلى ديارهم بعد أن وفرت لهم سبل العيش الكريم و أقامت العدل بين الناس و سلَّمت جميع المطلوبين للجنائية الدولية و كونت المجلس التشريعي و حققت السلام الشامل في البلاد ...إلخ فلتذكرها للجماهير كإنجازات.

    تحدث عن تأسيس الدولة السودانية في إشارة خفية منه إلى كونه المؤسس وهو المصطلح السياسي الذي يتم تدويره على مدار الساعة بطريقة غير صحيحة و لذلك فات عليه أن عهد النبوءات قد إنتهى إلى غير رجعة و لم يعد هنالك نبي مرسل أو غير مرسل بإمكانه أن يقود كل الناس ليؤسس لهم دولة لأننا ببساطة شديدة نعيش في عصر الجماهير و عليه لا يمكن لشخص واحد مهما كانت له من قدرات خارقة أن يؤسس دولة فتأسيس الدولة عمل جماعي تقوم به أطراف عديدة و بالتالي دكتور حمدوك غير مسؤول عن التأسيس لوحده كما أنه غير مسؤول عن نجاحات و إخفاقات حكومة الأمر الواقع فالمسؤولية تضامنية تشارك فيها كل مكونات الحكومات الرسمية و تشارك فيها كذلك منظمات المجتمع المدني بل تشارك فيها الحركة الجماهيرية.

    تحدث عن حفظه للتوازن طيلة الفترة الماضية و هذا حديث لا يسنده المنطق لأن حفظ التوازن في السودان مسؤولية جماعية تقوم به مؤسسات الدولة و حاضنتها السياسية إن كانت راشدة و تقوم به الحركة الجماهيرية و لا يمكن بأي حال من الأحوال لشخص واحد أن يحفظ التوازن أو يفرتقه إن كان هذا التوازن قائماً على أسس سليمة.

    تحدث كثيراً عن الضرورة التاريخية لوحدة قوى الثورة و هذا كلام صحيح جداً و لكنه لم يتحدث عن ملامح البرنامج الوطني الذي يمكن أن يوحِّد قوى الثورة ما دام هم في الحكومة عازمين على المضي قُدماً في تنفيذ وصفة البنك الدولي كخيار أوحد و مع ذلك لابد للجميع من دعم هذه المناشدة الوطنية لرئيس الوزراء لتجلس كل قيادات قوى الثورة بحثاً عن التوافق على برنامج وطني لا يستبعد الحلول التي لدى المجتمعين الإقليمي و الدولي و لكن لا يجعل منهما البرنامج الرئيس و الأوحد للحكومة الحالية.

    تفادي الحديث عن الإستثمارات و الأموال التي لدى المؤسسات العسكرية و الأمنية و عن ضرورة ولاية وزارة المالية الإتحادية على هذه الأموال لتصبح المؤسسات العسكرية الرسمية في الدولة مؤسسها وطنية خالصة يؤمها المواطنون الذين إختاروا مهنة الجندية دفاعاً عن كل المواطنين و عن تراب البلد و عن الديمقراطية مثلها و مثل بقية المهن و ليست مؤسسات عسكرية بمثابة الجمهوريات المستقلة في داخل جمهورية السودان يقودها المواطنون المغامرون الذين وضعوا أعلى النياشين على كتوفهم بسبب خوضهم لحروب عبثية ضد المواطنين الثوار في الهوامش و الأطراف بعد توظيفهم و إهدارهم لإمكانيات الدولة مثل حكاية حميدتي و أخاه عبد الرحيم (كموسى و أخاه هرون قياس مع الفارق) في مليشيا الدعم السريع و البرهان و أقاربه من الدرجة الأولى في مليشيا الجيش السوداني و كما إنه تفادي الحديث عن الذهب و عن إنه ثروة قومية يجب أن تحتكره الدولة التي خرجت للتو من ثورة وهو يعلم بأن الجماهير تعرف من هم الذين ينقبون عن الذهب؟ و إلى أين يتم تهريبه؟ و أين تذهب أمواله؟ و لذلك كان فرض عين على دولة الثورة في إطار إصلاحاتها الإقتصادية التي سمتها بالعملية الجراحية وهي ليست كذلك و إنما هي جريمة قتل بالبطيء لملايين المواطنين أن تدخل أياديها في جيوب هاتين المؤسستين العسكريتين الجنجويدتين الفاشلتين بدلاً من إدخالها في جيوب الفقراء و المساكين الذين منهم مَنْ لا يملكون قوت يوم.

    الخلاصات هذه هي مقدرة الحكومة المجنَّحة بفعل عراقيل اللجنة الأمنية و بسبب مشاكسات مكوناتها غير الراشدة و التي يترأس مجلس وزرائها الدكتور عبد الله حمدوك و من خلال هذا الخطاب نلاحظ بأن برنامج الحكومة الرئيس قائم على المباصرات السياسية محلياً و إقليمياً و دولياً لتفادي المواجهة مع المعرقلين المعروفين و نلاحظ كذلك في نفس الوقت بأن سقوف الحركة الجماهيرية السياسية و الإقتصادية و في الحريات ...إلخ قائمة على الحلول الجذرية التي تتطلب المواجهة مع اللجنة الأمنية و لذلك لديها حلول متجاوزة لبرنامج المباصرات السياسية الحالي و هذا هو سِر الحراك الجماهيري الثوري المتواصل بصورة راتبة.

    الخلاصات كذلك تقول لابد لمكونات الحكومة من الإعتراف بحقيقة أنهم حكومة قَدِّر ظروفك السياسية وهي ليست بحكومة ثورة و لم تكن في مستوى الآمال الجماهيرية و غالبية برامجها قائمة على الترقيع و المباصرات السياسية تفادياً للمواجهات مع المتسبيين في العرقلة.

    الخلاصات كذلك تقول من حق الحركة الجماهيرية الثائرة أن ترفع من سقوف مطالبها و أن تطرح بدائلها الوطنية المشروعة سِلمياً دون أن يربط ذلك بعض المستهبلين في داخل مكونات الحكومة الحالية هذا الحراك الثوري ببرنامج الفلول الكيزانية التي تسعى دوماً للإستثمار السياسي في أي حراك و لكن الجماهير صاحية لذلك و دون أن يتم ربط هذا الحراك الجماهيري الحر بأية جهة سياسية بعينها لتبسيطه بصورة مخلة بنفس العقليات التي كانت تقود بها الجبهة الإسلامية القومية البلاد إذ كانت تربط كل رفض لسياساتها التي أضرت بالبلاد و بالمواطنين بالحزب الشيوعي السوداني.

    عموماً الكرة الآن في ملعب كل القوى الوطنية للجلوس معاً دون شروط مسبقة لكي تعبر بالبلاد إلى المرحلة القادمة .. و لكن في حالة المواصلة في هذه المجابدات و المشاكسات السياسية في داخل قيادة قوى الثورة و في داخل أوساط جماهيرها التي إنتقلت إليها عدوى الصراعات بعد أن كانت موحَّدة إبان الزخم الثوري وفقاً لبرامج التخوين و التخوين المضاد سيدفع الجميع الثمن و ستكسب اللجنة الأمنية الرهان في هذه الجولة و على أقل تقدير سيطول عُمر الأزمة و سوف يتضرر ملايين المواطنين.

    أخيراً و ليس آخراً لابد من وحدة قوى الثورة الحيَّة على برنامج وطني و لابد من دعم إتفاقيات السلام في جوبا الأولى و دعم كذلك مشاور المفاوضات الحالي للوصول إلى إتفاقيات السلام القادمة في جوبا الثانية و لابد من التوافق الوطني على إقامة العدالة بمفهومها الشامل حيث يتم تطبيق العدالة الوطنية و الدولية المتمثلة في تسليم المطلوبين للاهاي و العدالة الإنتقالية و لكن قطع شك النصر أكيد و إن طالت رحلة النضالات الجماهيرية.

    برير إسماعيل

    16 يونيو 2021م























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de