- [ ] ان اكثر مثال للفساد في الدولة السودانية يتمثل في وزارة الخارجية السودانية وهو الفساد الذي لا يمكن انكاره مثل القيادات في الجيش والامن والشرطة ولا يمكن تبريره باننا تعلمنا من زمن الانجليز لان المؤهل المطلوب فقط الشهادة السودانية ومع غرابة المنطق ظل بالاستمرار سببا لاحتكار الوظائف مع ان الناس الذين تعلموا علي يد الانجليز لم ينافسوا في الوظائف اليوم .. - [ ] بالطبع ان هناك منطق واحد لهذا المشهد القبيح هو الكفآءة نعم لربما ذلك يكون صحيح لحد ما ولكن ذلك لا يكون الا بالتاهيل والتدريب ولا يولد شخصا بالكفاءة والي جانب ذلك هناك وظائف لا تحتاج حتي تلك الكفاءة التي يمكن ان تبرر بها الاحتكار .لان الخارجية رصدت عددكبير جدا من الموظفين في الدرجات الوظيفية المتدنية في الخارجية حتي تلك التي يعرفها السودانيون باسم الساعي او المراسلة وعمال النظافة والطباخين والذين يقودون السيارات ويعملون في الحدائق والاغرب في بعض السفارات طباخ ومساعد طباخ . هو ما يعطي الانطباع الصادق درجة التمسك وعدم الاستعداد للتخلي حتي الوظائف الصغيرة. - [ ] في العادة يتم تعين مثل هذه الوظائف من الدولة نفسها حتي لا تضطر الخرطوم ان تدفع للسوداني في هذه الوظائف بالعملة الدولارية تكفي لحاجة عشرة عمال محلين مقابل العامل السوداني الواحد يتم ارساله لانه قريب احد النافذين ، وخاصة انهم خارج دائرة الرصد والتنقلات هو ما نعرفه نحن بالفاقد التربوي يتم ارسالهم الي السفارات من دون الاعلان عن هذه الوظيفة لانها في الاساس وظيفة الفساد . الي جانب وظائف ادارية اخري خارج دائرة الضو سواء كانت دبلوماسية او غيرها ليظلوا فيها طول العمر ولكن المهم يتقاضون الاجر بالدولار بحيث يمكنه ان يعيشوا علي الاقل مستوي الطبقات المتوسطة لسكان البلدان الغربية والعربية اما الاسوية غير العربية والافريقية في مستوي الطبقات العليا. - [ ] السفراء في العادة يبدأون من مدخل الدبلوماسية كسكرتير ثالث ويتدرج الي ان يصل الي درجة السفير ولكن الذي يحدث في كثير من الاحيان يتم تعين سفراء بقرارات سياسية فان اغلب السفراء لم يتدرجوا من السكرتير ، ليس فقط في حكومة البشير الترابي بل الحكومات السابقة ايضا يتم تكريم البعض من الضابط الجيش وزراء المعاش ولعيبة كورة وضباط الامن بعد المعاش او من يريدون ابعاده خوفا من بأسه او من اقرباء الرئيس او من يريدون الاعتماد عليه لتوصيل رسالة محددة لجهة معينة بسبب الكفاءة في مطاردة الخصوم السياسين او احد اصدقاء او اقرباء الوزير يريد ان يكمل بناء قصره او تعليم ابنائه في الخارج . ومنهم دبلوماسين صغار ولكن بيدهم القرار واجب طاعته بسبب قربه من الحكام او دوره الامني او التنظيمي في الحكومات العسكرية . - [ ] ولكن فيما عدا ذلك يتم اختيار مدخل الوظيفة بالمنافسة الحرة في الشكل الظاهري و ليس هناك منافسة في الاساس. لان الحكومات الحزبية والعسكرية لهم مداخل للخارجية بطريقتهم ليست بالضرورة التقيد الترتيب الموضوع وحتي في النظم الديموقراطية التي تري ان الفرصة في الخارجية متروكة للتنافس الحر وقد يكون ذلك صحيحا من الناحية الظاهرية .ولكن اكبر اكذوبة . - [ ] لم يكن يوما مبدأ العدالة في العمل في الخارجية لان المعايير الموضوعة للتنافس علي مقاس بعض الناس مهما تمت وضعها في قوالب نظيفة لان من المحال ان تصل مرحلة الجلوس للامتحان واذا حدث ذلك عملا صوريا لان الفرص تتم تقاسم قبل الاعلان عنها فيما يعرف في السودان بهات وخذ والمقصود به تبادل الوظائف مثلا يقول واحد في الخارجية يا بروفسور فلان ولدي عايز له بعثة للدراسات العليا في الولايات المتحدة ،في المقابل نمنح ولدك او من تحدد فرصة في الخارجية كسكرتير ثالث او موظف اداري . وهكذا من له وظائف شاغرة لم يتركها علي الهواء الطلق للمنافسة الا بعد ان يتم عدد كبير من هات وخذ او حتي كلها ويتم الاعلان بعد شغل الوظائف واولاد المساكين يقدمون طلباتهم بعد نهاية الحفلة ويحصلون علي تبريرات غير مقنعة الا لخيبة الامل. ويخرجون بملعون ابو البلد وهكذا يتم توزيع الوظائف وفرص التأهيل والدراسات العليا في الاندية والحفلات - [ ] وفي حالات الامتحان في مدخل الوظيفة بعد اللون طبعا لابد من انك تجيد لغتين ولربما تكون هذه اللغات اجبارية واخري اختيارية اذا كانت كذلك ان الفرص التي تكون متاحة فقط لابناء المبعوثين والسفراء او ابناء الاغنياء الذين يدرسون في المدارس الخاصة باللغة الانجليزية او الفرنسية ولذلك عمليا فرص النجاح محصورة لهذه الفئات وبالتالي تنتفي فرصة التنافس الحر ، - [ ] وكان الشي الطبيعي علي ان تعترف الحكومة بانتاجها من التعليم و بالمؤهل الذي يحصل الطلاب من الجامعات السودانية الحكومية يكفي ان ينافس ابناء المبعوثين والسفراء والا ان يتم التنافس فيما بينهم او ابعاد لغة بلده الثاني والنجاح ويكون صاحب الحظ من هو المتفوق فيما بينهم .فليس من العدالة ان تطلب شخص مولود في لندن وتربي ودرس فيها ان ينافس طالب زالنجي او الدويم في اللغة ليكون ذلك معيار في القبول والا ان الظلم يقع علي الخريج من المدارس الحكومية. والظلم هنا ليس فقط ان والده او والدته لم يحصل علي المنحة التعليمية في بلاد الخارج او سفيرا ليكون مولود فيها فقط بل ان الدارسة التي نالها وقضي فيه وقته لم تكف المنافسة علي المعايير التي وضعتها الحكومة بنفسها وهي التي وضعت قدر التعليم ومستوي اللغة الانجليزية او الفرنسية واعتبرت ال خريج كفاءة في مجاله ،مع ذلك لم تعترف الحكومة بطعامها. - [ ] فالعدالة تتطلب حرمان ابناء السفراء والمبعوثين من التنافس في وظائف الخارجية من الاساس ومثله لابناء ضباط الجيش والشرطة والسجون والامن في الكليات العسكرية وبل يمنع اي شخص في وظيفة والده الا في الوظائف المهنية التي لا تحتاج الي المنافسة فان ذلك يبعد شبه الفساد الذي ساد البلاد فضلا عن التشجيع الدراسة في الجامعات السودانية والعمل علي تحسين الدراسة بدل الاعتماد علي الكفاءات من خارج المؤسسة الحكومية للتعليم لان ذلك وتوفر وتوزع الفرص لقطاع عريض من السودانين .وبل الوسيلة الوحيدة في توزيع الفرص بعد ظهور الخلل الكبير مع ذلك لا يستطيع المنطق ان يقول حرمان الشمالين من الحرمان بسبب نسبتهم العالية ولكن العدالة تتطلب الحرمان ابناء السفراء الذين وجدوا الفرص و درسوا في المدارس الغربية لا يجدون صعوبة في الحصول علي الوظائف حتي في البلدان الغربية ،لان ابن السفير اذا جاز ان يكون سفيرا ستكون الوظيفة للابد في حكم الوراثة. - [ ] نعم عامل اللغة ضروري ولكن لا يفترض ان يكون ذلك المعيار الاكبر .لان اهم من ذلك ان يكون الدبلوماسي السوداني ملم لجغرافية السودان البشرية والطبيعية وخريطتها وتاريخها وهي اجتهاد الذي يفترض ان يميز الطلاب المتنافسين بالاضافة الي المواد الاخري .لان تعليم السودان لم يعرف التلميذ عن وطنه والشعوب السودانية لا تعرف البلاد بسبب غيابه في منهج التعليم . - [ ] والا سوف يكون الدبلوماسيون مثل احمدي شاعر القذافي الذي لا يري الحرج في دبلوماسيته في مدح رؤساء الدول وهو يرفض الاعتراف في ليبيا بان القادمين من دارفور بانهم سودانين وهو محق لانه اقصي ما يعرفه عن الغرب يمكن ان يكون الفتيحاب. - [ ] ان الفرصة الوحيدة لتحقيق العدالة والاختيار المناسب للعمل في الدبلوماسية ،نعم الهندام قد يكون من الضروري ، ولكن ليس بتفسير النخب للهندام الذي يطابق معايير قبائل معينة . - [ ] والخيار الوحيد ان يتم انشاء معهد دبلوماسي يضع شروط القبول ومواد الدارسة ومدتها والعمل علي تحسين اللغات وياخذ التدريب وتأهيل وهو نصف موظف . علي ان يكون التنافس بالقياس علي المؤهلات العلمية للجامعات السودانية الحكومية و ان يكون ذلك هو الشرط الاساسي . علي ان يكون القبول موزع علي الاقاليم بعدد محدد لكل اقليم و يتم الامتحان في الاقاليم باشراف المعهد الدبلوماسي. وبعد ان يتم اختيارهم يمنح الفرصة للدارسة في المعهد الدبلوماسي منها تحسين مستوي اللغة المطلوبة والمواد الاخري فضلا عن المبادئ الاساسية في الدبلوماسية. - [ ] مدخل الدبلوماسية طريقة التعارف وهو الذي يحدث دائما بين السودانين لا احد يسال قبيلتك بدلا من ذلك السؤال عن المنطقة يكفي ان يعرف من اية قبيلة هذا علي مستوي رجل الشارع في السودان .ما بالك ان تذهب الي السفارة السودانية في واشنطن واحدة دبلوماسية او حتي موظفة تسالك عن القبيلة بشكل مجرد من دون ان تشعر بحرج بعد سنة من الثورة. كما لو انها تعرف كل قبائل السودان حتي اذا وجدنا لها العزر من السؤال .هذه هي الكفاءة التي تعلموها من الانجليز ويرون ضرورة استمرارها . لم تكلف نفسها لتطبق ادني معايير الدبلوماسية للانسان العادي وهي في اكبر واميز سفارة سودانية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد ادم فاشر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست