|
التهميش و العنصرية و الجهوية المتاجَرة بها ما عادت مُكْسِبَة بقلم :عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
|
02:09 PM March, 25 2021 سودانيز اون لاين عبدالعزيز وداعة الله عبدالله- مكتبتى رابط مختصر
( هذا المقال سوف أُترجمه للإنجليزية و أدْفع به لبعض الصحف المكتوبة بالإنجليزية) إنَّ المتاجَرة بالتهميش و العنصرية و الجهوية و غيرها من الشعارات الزائفة انكشف أمرها و أُفتُضِح رافعوها كالمتاجرة بالدِين أو بتحرير السودان الذي حتي اللحظة لا نعرف ماذا يقصدون بتحرير السودان و إنْ كان قد تحقق بتوقيعهم على اتفاقية سلام جوبا مع اشخاص مِن ذات المنطقة التى يزعمون انها مهمشة! ما عادت مُكْسِبة lucrative. و تأويل مقالي هذا و المراد به سيكون وِفقا لِما في الصدور, و أتوقع أن يرميه الجهويين الفعليين بالجهوية(رمتني بدائها و أنسلتْ), و بعضهم قد يرى فيه معلومات كانت غائبة عنه و جديرة بأخذ الاعتبار و هذا ما أرْمي اليه. و كامل اعتذاري لأن مقالي ركَّز على جهةٍ جغرافية معيَّنة دون غيرها, و إنما أخذتُها مثلاً لأني منها و عليم بها كما اعرف شيئا عن غيرها من مناطق السودان المختلفة, و مِنْ ذلك أنَّ المناصير المهَجَّرين بسبب تشييد سد مروي لا يزالون محرومين من التعويضات و الخدمات الاساسية و يموتون بلدغات العقارب, و غيرهم كثير ممن لا يعرف حرمانهم المتاجرون بالشعارات التواقون للمناصب. إنَّ التهميش -إنْ كانوا يقصدون به حِرمان المركز لهم مِن الخدمات الاساسية- لم يستثني منطقة في السودان عِلْما انَّ أكثر المناطق حرمانا مِنْ الخدمات هي الأضعف صوتا و شكوي من التهميش و انَّ أكْثَر الأعلى صوتا و شكوي من التهميش اقتصر حُكْمهم هذا على مناطقهم مِنْ دون معرفة بتهميش غيرهم مما يؤكد جهويتهم التى يرمون بها غيرهم, و على ذلك فالْبون شاسع بينهم و بيْن المناضل الراحل جون قرنق الذي تخطَّي جنوبه و ذهب الى محلية أبوحمد و شاهد بأم عينه و أحزنه التهميش في أبشع صوره و الحرمان من الخدمات الاساسية و طَيَّب خاطر ابناء المنطقة ممازحاً بقوله: ( لو كان عندكم غابة كان تدخلوها و تتمردوا). و الذين يخادعون بالتهميش و العنصرية و يضعونها فَزَّاعة (scarecrow) يريدون بها صيد مغانم و استئثار بها دون غيرهم واهمون بعد ثورة ديسمبر المجيدة. و الرئيس المعزول المحسوب على ولاية نهر النيل ما كان يجِد عُشْر حفاوة الاستقبال و التكريم الذي يجده عند زياراته للمناطق الرافعة الصوت شاكية التهميش, بل أنَّ ذات المناطق التى تهتف للمعزول و تزعم بأعلى صوتها بأنها مهمَشة كانت سنداً داعماً للنظام البائد و عند انطلاق ثورة ديسمبر و القمع الامني يشتد على المتظاهرين بهتافاتهم(تسقط بس) و الشهداء يتساقطون يزور الرئيس المعزول تلك المناطق و يهتفون له (تقعد بس) بعكس هتافات الشعب, و قبيل السقوط التام للنظام نسمع بكتائب مسلحة لقتل المعتصمين يحركها احمد هرون, و في المقابل كانت عطبرة بركانا يغلي في وجه النظام البائد و لاحقا شهدتْ لها قطاراتها. ولعل محلية أبوحمد هي الوحيدة التى اسقطتْ مرشح حزب النظام البائد في الانتخابات الاخيرة و لم ينل منها الرئيس المخلوع إلاَّ القليل جداً مِن الاصوات. و يذكر الاهالي أنَّ الرئيس المعزول كان قد زار مدينة أبوحمد و حينما كان يُهلل و يكبّر ما كان يجد مَنْ يردد خلفه و عندما أظهَر تبرمه قال له ابن المنطقة المرافق له دكتور المعتصم عبدالرحيم بأن أهله يحسنون الاستماع و لا يحسنون الهتافات و أنَّ مطالبتهم بالكهرباء ليس لتشغيل المراوح و لكنهم يريدونها للزراعة, فهل مِن تهميش أبشع مِن أنْ تتجاوزها كهرباء سد مروي الذي لا يبعد منها كثيرا و تحرمها منها و هم المزارعون الكادحون لتذهب الى القاصي من البلاد؟ و لقد ضرَب التهميش محلية أبوحمد- التى يستوجب المقام ان نذكُر- انها مِن اغني مناطق التعدين بالذهب الحاضنة لملايين المعدنين من الولايات الأخري, و هي الرافدة للخزينة العامة خاصة الشركة السودانية للتعدين و التى (يتكرم) هذه الايام مديرها مبارك اردول بتوزيع المليارات عَلى خرطوميين انفاق مَن لا يخشي الفقر حارماً منها على وجه الخصوص بلدة ابوهشيم احدي بلدات محلية أبوحمد, و أَحَد اكبَر اسواق الذهب على بُعْد كيلومترَيْن منها, و أهالي بلدة أبوهشيم هذا يتكاتفون هذه الايام جامعين مِن مغتربيهم و مزارعيهم تبرعاتٍ لشراء طابعة و ماكينة تصوير للمدرسة الثانوية التى بُنِيتْ في عهد حكومة الفريق عبود كمدرسة اساس و منذ ذلك الوقت لم تتوقف عمليات التأهيل و الصيانة بدعم المواطنين بمثلما شيّدوا عيادة تفتقر الى معمل لفحص الملاريا الشائعة في المنطقة بسبب البعوض, و كان الاهالي قاموا بتأهيل محطة السكة الحديد و قد استبشروا خيراً بقدوم قطار اشتغلت الكاميرات فيه تصويرا و رفدا للأسافير ثم ما لبث ان توقف تماما. و يجدر الذكر أنَّ النقل بالسكة الحديد ضروري لإنعاش المنطقة, و ليس مِن حاجة لِذِكر فوائدها . و عليه, نقول أنَّ كثيرا من المناطق الاكثر شكوي من التهميش هي احسن حالاً بكثير مِن مناطق اخري منزوعة الموارد و الريع كل ضروب التنمية و الخدمات قامت على ايدي ابنائها, و ما كان مِن تمكين في مفاصل الدولة و مواضع صنع القرار في النظام البائد فالكل يعرف انه تمكين للموالين بغض النظر عن قبليّة أو جهة, و لكم أنْ تشاهدوا برنامِجَيْ (بيوت الاشباح) و (صنائع الشر) و عنصر و جهة ضحايا النظام البائد فيهما. أمَّا الزاعمون بالعنصرية لا ادري كيف يستقيم ذلك و حرية التنقل و التملك و التزاوج و غيرها متاحة في السودان و على سبيل المثال الملايين من ولايات دارفور في مدن و قري ولايتي نهر النيل و الشمالية بكامل حقوقهم و منهم مَن تزوج فيها, بل و أسألوا عن احصائية المسافرين المتجهة يوميا الى مدينة ابو حمد , و أَمَّا مَنْ في نفسه احساس بأنّ عنصره الاثني أقل شأنا مِن غيره فإن ذلك مُرَكّب نقص( inferiority complex) فيه و انه معتل نفسيا( psychopath) و عليه أن يلتمس طبيبا نفسانيا.
|
|
|
|
|
|