التفكير المغاير أول خطوة في الإصلاح كتبه زين العابدين صالح عبد الرحمن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 10-13-2025, 03:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-10-2025, 02:11 AM

زين العابدين صالح عبد الرحمن
<aزين العابدين صالح عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 1172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التفكير المغاير أول خطوة في الإصلاح كتبه زين العابدين صالح عبد الرحمن

    02:11 AM October, 09 2025

    سودانيز اون لاين
    زين العابدين صالح عبد الرحمن-استراليا
    مكتبتى
    رابط مختصر





    تعتبر الثقافة أهم عامل لتوحيد الأمة، حتى إذا كانت الأمة متنوعة الثقافات، لأنها تصبح القاعدة التي يتشكل على ضوئها الوجدان الوطني.. و معروف أن الثقافة هي مجموعة العادات و التقاليد و الاعراف و القيم و الموسيقى و حتى الأزياء و التفاصيل الدقيقة في الحياة، لذلك هي تؤثر في سلوك الناس.. و القوى السياسية تعتبر هي من أهم المؤسسات التي تغذي هذه الثقافة و تدعمها، و هي التي تؤثر في عملية التغيير و البناء في المجتمع.. و في عملية التطور التاريخي إلي أية مجمتمع، نجد أن الثقافة لا تعتبر عاملا ثابتا لا يحدث فيه التغيير، أنما ثقافة المجتمع تتغير حسب متطلبات المجتمع في عمليتي التغيير و النهضة..
    عندما يكون هناك نظاما شموليا يحكم المجتمع، و لا يسمح بالتداول السلمي للسلطة، و لا يفصل بين السلطات " التشريعية و التنفيذية و القضاء" و تصبح القوانين و حتى الدستور عرضة للإنتهاك من قبل قيادات النظام، و تدعو القوى السياسية لإسقاط النظام.. و لذلك تبدأ القوى السياسية في إنتاج ثقافة سياسية معارضة، بهدف محاصرة النظام و التضيق عليه حتى يقدم تنازلات مطلوبة، أو تنجح في إسقاطه كما حدث في في ثورة أكتوبر 1964 و انتفاضة إبريل 1985م و ديسمبر 2018م.. و بعد إسقاط النظام، يجب أن تبدأ القوى السياسية إنتاج ثقافة جديدة تتلاءم مع المرحلة الجديدة، و تتجاوز ثقافة المعارضة لأنها في العرف السياسي هي ثقافة سالبة، لأنها تدعو للإسقاط و التغيير..
    الغريب في الأمر: أن القوى السياسية في السودان تريد بذات الثقافة التي أنتجتها لإسقاط النظم السياسية، أن تستخدمها في المرحلة الجديدة و بذات الشعارات.. الأمر الذي يجعل العامة لا يستطيعوا أن يفرقوا بين مرحلة المعارضة التي كانوا يدعون فيها إلي الإسقاط و التغيير، و بين مرحلة الترميم و الإصلاح و البناء، لذلك تصبح قضية الوعي بالمرحلة الجديدة غير وأضحة المعالم.. في المرحلة الجديدة البلاد تكون في أمس الحاجة إلي المصالحات الوطنية و تقليل بروز فرص التحديات، و تحسين البيئة لحوار وطني يؤسس لمجتمع جديد.. و كلما احتفظت القوى السياسية بثقافة المعارضة و التغيير، كلما هيأت البيئة لبروز التحديات و الأزمات باستمرار، ربما لا تستطيع التغلب عليها.. و هذا هو الذي حدث بعد ثورة ديسمر 2018 م، حيث أن القوى السياسية أرادت أن تذهب بذات شعارات المعارضة التي اسقطت بها النظام السابق لكي تسوق بها المرحلة الجديدة، و عندما غلبتها التحديات، عجزت أن تدير معركتها بالصورة التي تستطيع أن تتحكم في إدارة الصراع، الأمر الذي قاد للحرب، و هي أعلى مراحل الإنهيار الاجتماعي.. فالحرب تعني تغيير كامل للأدوات المستخدمة التي جعلت القوى السياسية بعيدة عن التأثير في مجرياتها، و إذا حدث تكون على هامش الفعل..
    عندما تصبح القوى السياسية ضعيفة، و غير فاعلة، تحاول أن تحتفظ على ذات الشعارات القديمة، بهدف الحفاظ فقط على ماء الوجه أمام جماهيرها، و لكنها متيقنة أنها بعيدة تماما عن صناعة الحدث.. و التأثير الإيجابي أو السلبي في الأحداث الجارية.. و ضعف القوى السياسية، يعني التوقف عن إنتاج أفكار جديدة تساعد على التفكير الإيجابي، أو أن تقدم مبادرات تساعد على أحداث معادلة سياسية جديدة.. لذلك تجد العامة لا يستطيعون الخروج من عباءة ثقافة المعارضة القديمة... تعتبر الحرب مرحلة جيدة تتغير فيها الأدوات و أيضا تبرز ثقافة جديدة بهدف التأثير على المجتمع و كل جانب يحاول أن يفوز برضى الشعب.. و الحرب هي أكبر مؤثر في الوعي بشكل مباشر، لأنها لا تقف في حدود بعينها، و هذا التأثير يقود لتحولات و قناعات جديدة، و هي التي قادت العديد من الشباب إلي حمل السلاح و الاستجابة لدعوات الاستنفار و الانخراط في المقاومة الشعبية، هذه الأدوات نفسها تخلق وعي جديد.. لذلك سوف تؤثر في مستقبل العملية السياسية في البلاد، و أيضا تقود إلي بروز قيادات جديدة بوعي مغاير تماما للذي كان قبل الحرب..
    بعض القوى السياسية مستوعب لذلك، و هي في حالة ركض و لهث على أن تحدث تغييرا في المشهد السياسي من خلال أدوات خارجية، تضغط لقيام مفاوضات بين الجيش و الميليشيا المتمردة، ليس بهدف إنقاذ الميليشيا، و لكن بهدف أن تعيد ذات المسرح الذي كان قبل الحرب، هؤلاء هم عاجزين عن تقديم أية مبادرة من قبلهم لأنهم مدركين أن خطابهم أصبح غير مقنع، و غير مقبولا وسط الشارع السوداني، فأصبح رهانهم الوحيد هو الخارج.. و هناك قوى سياسية أخرى أيضا عاجزة أن تقدم أية تصورات لأنها مدركة أن الشارع أصبح بعيدا عنها، لذلك هي متمسكة بالعودة للثورة بعد إنتهاء الحرب، بالقول بعد الحرب سوف ننجز شعارات الثورة... رغم أنها تعلم أن الشارع لا يستطيع التجاوب مع الدعوة، لآن الحرب قد استنذفت كل طاقات الشارع، بسبب التهجير و التشريد و سرقة ممتلكاتها و حتى البيئة ليست هي البيئة التي كانت قبل الحرب، و الطاقة التي عندها تريد أن تستثمرها في إعادة إصلاح الخراب و التدمير لمناطق سكنها..
    أن كل مرحلة جديدة للمجتمع تحتاج إلي ثقافة جديدة، تتكيف مع تطلعات الجماهير، و مع رغباتها، و ضعف القوى السياسية قد أثر سلبا في إنتاج الثقافة السياسية التي يحتاج إليها المجتمع في مراحل عملية التغيير و البناء الجديد بعد الحرب.. و مخلفات الثقافة التي أدت إلي الحرب يجب أن تتغيير، و لابد من ثقافة سلام تعمل على رتق النسيج الاجتماعي و تحدث تغيير في الأدوات من العنف إلي الحوار، و معلوم أن التغيير في كل مجتمع يحتاج إلي أفكار.. و الأحزاب بهذا الضعف غير قادرة على إنتاج أفكار جديدة، فإذا كانت هناك ثورة يجب أن تكون داخل هذه الأحزاب جميعها، و تحدث تغييرات جوهرية في القيادة و في مرجعياتها الفكرية... و نسأل الله حسن البصيرة..























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de