|
|
 التطبيع أو لا تطبيع مع اسرائيل القرار به لكل الشعب بقلم:عبدالعزيز وداعة الله
|
04:16 PM October, 01 2020 سودانيز اون لاين
عبدالعزيز وداعة الله عبدالله-
مكتبتى
رابط مختصر
يمكن لأي فرد او جماعة او تنظيم ان يقول رأيه حول التطبيع مع اسرائيل أم لا و مِنْ الخطأ ان يعتقدوا أن رأيهم هو الأصوب في ظل الديمقراطية التى تكفل رأي الجميع, و الرأي السائد للأغلبية هو الذي يُعْمل به, و قد كثر الحديث هذه الايام في السودان –خاصة بعد تطبيع الامارات العربية و البحرين علاقتهما مع اسرائيل- حيث يعتبر البعض التطبيع ضرورة للمرور الي المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية و أنْ لا شيء يؤخذ على اسرائيل, بينما يري الجانب الآخَر بأنَّ التطبيع فيه طعن للقضية الفلسطينية و موالاة لنظام محتل. و قد فاجأ البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي الشعب السوداني و الكثير من المجتمع الدولي و متجاوزا حدود صلاحياته في الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية ألتقي رئيس وزراء اسرائيل خارج البلاد, و حميدتي نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في احدي خطاباته المرتجلة كشف وقوفه مع التطبيع و زعم ان(كل) الشيوخ على ذات رأيه هذا, و قد كَتَب الطيب مصطفي في صحيفة الانتباهة بتاريخ28-9 تحت عنوان: (اتق الله يا حميدتي) ما يلي: (هل قرأت يا حميدتي بيان الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة الذي يضم اكثر من (500) عالم من مختلف جماعات اهل القبلة، هل افتى بذلك مجمع الفقه الاسلامي الذي كُوِّن في عهد قحت؟!) و قد اصدر مجمع الفقه الاسلامي بالسودان بيانا أوضح فيه رأيه الرافض للتطبيع مع اسرائيل. و قال رئيس الوزراء دكتور حمدوك: ( انَّ تطبيع العلاقات مع اسرائيل يحتاج الى نقاش مجتمعي عميق و توافقاً بين التيارات السياسية الرئيسية و المجتمع المدني) و هو ما تقتضيه الديمقراطية, فإن رأتْ غالبية الشعب التطبيع فليكن تطبيعا و إلاَّ فالرفض.
و كلما ذُكِرتْ اسرائيل تذكرت سؤال احد البسطاء- و في الحقيقة بسؤاله هذا يخرج نفسه من دائرة البساطة - أنْ كَم عدد اليهود في اسرائيل و كم عددهم في العالم كافة, و كم ما يقابله من العرب و المسلمين؟ و مع اني عليم بالإجابة إلاَّ انني اتلعثم و أُجيبه بخنوع بينما يكتفي هو بابتسامة باهتة تحمل الكثير و منها احتقار للنخب السياسية بل و الدينية و الاقتصادية و الاجتماعية و التاريخية ليس في السودان فحسب و لكن لأي مسلم مِن المليار و نصف مسلم في العالم و لنحو 400مليون عربي, و خاصة للتنظيمين جامعة الدول العربية و الاتحاد العالمي للمسلمين, و للإجابة عن السؤال هذا , نُجيب بأنَّ عدد اليهود على مستوي العالم في عام2018 وفق تقديرات الوكالة اليهودية الذي اوردته صحيفة هآرتس الإسرائيلية و نقله عنها موقع روسيا اليوم, بتاريخ العاشر من سبتمبر للعام2018 يُقَدَّر بنحو 14 مليون يهودي, و أنَّ 6.6 ملايين من اليهود يعيشون في فلسطين و5.7 ملايين في الولايات المتحدة.
و طالما ان الحديث تطرق لعدد الاسرائيليين و مقارنتهم بعدد العرب و المسلمين, فلنتحدث قليلا عن دولة الامارات العربية التى طبَّعت علاقتها مؤخرا مع اسرائيل, فوفقاً للهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، بلغ العدد الإجمالي لسكان دولة الإمارات من مواطنين ووافدين مقيمين9,304,277 نسمة عام 2017 , و يوجد حوالي أكثر من 200 جنسية تقيم وتعمل في دولة الإمارات. و الاماراتيون يشكلون 12٪ من السكان، و ثلث واحد بالمائة فقط من القوى العاملة. و يهيمن البريطانيون و الأمريكيون والأوروبيون الآخرون على قمة قطاع الأعمال.
و قد جاء في تايمز اوف اسرائيل بتاريخ21سبتمبر2020 كَتَب رفائيل أهرين تحت عنوان(اعلاميون من البحرين، الإمارات، السعودية، السودان والجزائر ينضمون إلى الإسرائيليين في ندوة تاريخية عبر الإنترنت بمزيج من اللغات العبرية والعربية والإنجليزية, ما يلي: (في لقاء فريد من نوعه بين العرب والإسرائيليين لمدة ساعتين، ناقش الصحفيون والمسؤولون من جميع أنحاء المنطقة دور الصحفيين في تحسين العلاقات: شارك أكثر من عشرة من كبار المتخصصين في مجال الاتصال، الصحفيون و الاكاديميون من العالم العربي، بما يشمل أشخاص من دول ليس لها علاقات رسمية مع إسرائيل، في منتدى غير مسبوق على الإنترنت لمناقشة مع الصحفيين الإسرائيليين والعديد من كبار المسؤولين الحكوميين حول دور وسائل الإعلام في إحلال السلام في الشرق الأوسط.. وكان المشاركون ليس فقط من شركاء السلام الجدد لإسرائيل – الإمارات العربية المتحدة والبحرين – ولكن أيضا من السعودية والسودان والجزائر، حيث لا يزال أي إجراء يُنظر إليه على أنه تطبيع للعلاقات مع إسرائيل يعتبر جريمة. . وقال وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي أوفير أكونيس في وقت مبكر من الندوة عبر الإنترنت: (هذه محادثة تاريخية, مثلما كان توقيع اتفاقية السلام مع الإمارات والبحرين في الأسبوع الماضي تاريخيا. إنها مناسبة عظيمة ومبهجة).
و ينبغي انْ يعرف كل واحد من جماعة الفترة الانتقالية في مجلسي السيادة و الوزراء- حدود صلاحياته و مهامه, و الوثيقة الدستورية التى تمثل دستورا للفترة الانتقالية وصفت المجلس السيادي بأنه تشريفي بينما مجلس الوزراء تنفيذي, فما بال سعادة البرهان يقفز هنا و هناك بشأن قضايا تهم كل الشعب في وقت نتنسم فيه روح الثورة و الديمقراطية, و عليه الانتظار حتى انتهاء الفترة الانتقالية ليقول بعدها الشعب كلمته ليس بشأن التطبيع مع اسرائيل فحسب و لكن بالعلمانية و علاقة الدولة بالدين و نحو ذلك. و حري بنا ان نسأل انفسنا ما الذي جعل الإسرائيليين اقوياء بينما نحن ضعفاء نلهث وراء ارضائهم , في الوقت الذي يذخر فيه العالمين العربي و الاسلامي بالقدرات المادية و البشرية اضعاف اضعاف ما عندهم؟ و الاجابة ببساطة انَّ هذه القدرات مسخرة لضرب بعضنا بعضا بينما العدو الحقيقي في مأمن, فتنظيم داعش و التنظيمات الارهابية بتمويل عربي, و المسلمون يقاتلون بعضهم بعضا (سني-سني) و(سني-شيعي) في اليمن و سوريا و ليبيا.
|
|
  
|
|
|
|
عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست