نشر الأستاذ مُحَمَّد الْحَسَن محمدعثمان مقالا بعنوان اوقفوا بَثّ مُحَاكِمَة عُمَر الْبَشِير ورفاقه ، والسبب كما قال " قَدْ جَاءَتْ مُحَاكِمَة الْبَشِير خَسَارَة لِلْقَضَاء السودانى وخساره لِلْعَدَالَة فِى السُّودَان وخساره لِهَيْبَة الْمَحَاكِم " وأضم صوتي لصوته ، ففعلا كما قال ف"نَحْنُ لَا نتحمل كُلُّ هَذِهِ الْإِهَانَة وَعَدَم الِاحْتِرَام لِهَذِه الْمِهْنَة الْمُقَدَّسَة الَّتِى عشقناها مِنْ أُنَاسٍ لَا يُعْطَوْنَ لِهَذِه الْمِهْنَة حَقِّهَا مِنْ الِاحْتِرَام وَالتَّقْدِيس ويكفى أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ بَيْنَ جُدْرَان الْمُحْكَمَةَ وَلَا تَبُثّ الْمُحَاكَمَة لِيُشَاهِدَهَا الْعَالِم وَهَذَا شَفَقَةً عَلَى سَمْعِهِ الْقَضَاء السودانى الطَّيِّبَة " نعم إذا ابتليتم فاستتروا ، ولا داعي للتشنيع على الملأ بسمعة هذه الهيئة العريقة ، ويكفينا الضغط الذي نتعرض له جراء سقوط هيبة الدولة والاستهانة بها من كل من هب ودب ، فهذه وزيرة الخارجية مريم بنت الإمام وزيرة المحاصصة تجعلنا نطأطئ رؤوسنا خجلا أمام زميلها المصري وتدعو على رؤوس الأشهاد لاستعمارنا أو لاستحمارنا لا فرق . وها هو محافظ بنك السودان يضرب بقرارات لجنة إزالة التمكين عرض الحائط بقرارات مضادة ، ثم يلحس قراراته ، ويسافر مع رئيس الوزراء في زيارة خارجية وكأن شيئا لم يحدث . ولا يكفي هذا التدهور الأمني واحتلال الحركات المسلحة للميادين العامة ، والفنادق في قلب العاصمة ، وبيع الرتب العسكرية على عينك يا تاجر . وأمس تتداول منصات التواصل الاجتماعي مقطعا يعلن بوضوح انتهاك القوانين لحق المواطن ، من قبل شرطي مرور طول في عرض لا يستطيع أن يعدو خمسة أمتار من كبر حجمه ، والذي أغراه ما هو فيه من افراط السمنة ليجمع رخص القيادة من عدد من السائقين هكذا عشوائيا ، ويتكلم مع الجميع وكأنه قيصر الروم أو شاهنشاه المجوس . كل هذا العبث بالدولة السودانية ، لا يكفي بل لابد من سقزط آخر لركن من أركان الشرعية ، بهذه المحكمة المهزلة ، مجموعة متنمرة من محاميي المخلوع ، المجرم المدان قضائيا ، صوتهم أعلى من صوت القاضي المسكين ، ورأينا يوسف عبد الفتاح المتهم وكأنه في مجلسه الخاص يهدر وينتر ، أما مرفعين الليل ، السفاح القاتل " سيخة " فتحسبه مرفعينا بحق في ليل السودان الذي أصبخ غابة مستباحة . ونحن من كثرة ما أصابنا من الضغط والألم لم تطالب وزير المالية بإقالة محافظ البنك ذاك لأنه ببساطة صرح بأنه متضامن مع محافظه صراحة أو ضمنا فنحن لا ننتظر أن يطرح لنا الصبار العنب . ولم نطالب السيدة مريم بنت الإمام سليلة الأمجاد بأن تلحس ما صرحت به في المحروسة ، فقد قام بذلك سدنتها وبطانتها في أسوأ صورة . ولم نطالب مدير الشرطة المرورية بكبح جماح أمثال ذلك الشرطي " المربع " فقد يكون هو من وضعه في طريق الناس ليخيف به الناس البسطاء . ولم نطالب قاضي محكمة المخلوع بحبس هؤلاء المحامين لتطاولهم على مقام المحكمة ، أو باخراج المتهم رامبو وصاحبه مرفعين الليل أو باحضار "بمبرز " أو " قصرية " لمن يريد ان يقضي حاجته . لم نطالب أي واحد ممن سبق بأي من هذه الطلبات البديهية ، خاصة سيادة القاضي ولكن علينا قبل أن يتمكن منا الاحباط وتلجمنا الدهشة نود أن نذكر الجميع خاصة من هم في قاعة محكمة المخلوع ، بأن هؤلاء الذين يطالبون بالعدالة الآن ويولولون متباكين بدموع التماسيح عليها أنكم منذ اقل من سنتين حكمتم هدا البلد بالحديد والنار ، اعتقلتم الناس بغير جريمة وعذبتموهم في المعتقلات وقتلتموهم بدون محاكمات هل نذكركم بالدكتور فضل ودق المسمار في راسه أم بالعميد ود الريح وما حدث له ، ؟ هل نذكركم بالشباب الذين اختفوا ولم يرجعوا ابدا ؟ ام نذكركم بضباط دفنتموهم احياء في يوم العيد ؟ ام نذكركم بما فعلت كتائب ظلكم في يوم عيد آخر ؟ وأدخلت كل البلد في حزن كبير في يوم أوجب الله فيه الفرحة فأبيتم كعادتكم إلا أن تجعلوه مأتما كبيرا بمساحة الوطن . أنتم محظوظون فعلا لا قولا لأنكم لو كنتم في أي بلد آخر لسحلوكم في الشوارع . ولكنكم للأسف الشديد حكمتم شعبا عظيما متسامحا . هذا الشعب المتسامح لا يمكن أن ينسى أنكم ليس أكثر من عصابة من المجرمين والقتلة ، فلا يغرنكم هذا التسامح فالحقيقة لا يمكن ان تغطى بلعلعة محاميكم ، الذي أدمن الدفاع عن أمثالكم . فمن ينسي محاكمة عصابة مايو وكيف كان يصول ويجول عبدالعزيز شدو ويقلب الحقائق كما كان يقلب نظارته ، وصاحبكم هذا بجانبه كتلميذ نجيب في مدرسة النفاق الكبرى باسم العدالة الذبيحة . يوم ذاك لو أنصف التاريخ لحكم في قادة المايويين بالحق وهو لا يقل عن الموت شنقا ، ولو حدث هذا ما تجرأ هؤلاء المجرمون على الانقلاب على السلطة الشرعية ، ولما عاثوا في أرض السودان فسادا لم يعرفه الوطن ولن يعرفه مرة أخرى . نحن وقد أصبح الحق في ساحة مجزرة ، لا نطلب أكثر مما طالب به الأستاذ مُحَمَّد الْحَسَن محمدعثمان ، عملا بالقول المأثور " إذا بليتم فاستتروا "
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة