البرهان من انسحابِ مدني إلى انسحابِ الفاشر: بينَ الوقائعِ والتناقضاتِ الأخلاقيةِ والسياسية كتبه الأ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 10-29-2025, 06:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-28-2025, 12:16 PM

الأمين مصطفى
<aالأمين مصطفى
تاريخ التسجيل: 02-20-2020
مجموع المشاركات: 1599

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
البرهان من انسحابِ مدني إلى انسحابِ الفاشر: بينَ الوقائعِ والتناقضاتِ الأخلاقيةِ والسياسية كتبه الأ

    12:16 PM October, 28 2025

    سودانيز اون لاين
    الأمين مصطفى-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر




    البرهان من انسحابِ مدني إلى انسحابِ الفاشر: بينَ الوقائعِ والتناقضاتِ الأخلاقيةِ والسياسية
    لم يَعُد المشهدُ السودانيُّ بحاجةٍ إلى كثيرٍ من التحليلِ ليدركَ المراقبُ حجمَ التناقضِ في مواقفِ قيادةِ الانقلاب بقيادةِ البرهان، الذي انتقلَ من انسحابٍ دونَ قتالٍ في مدينةِ ود مدني إلى معاركٍ ضاريةٍ في الفاشر انتهت بدمارٍ شبهِ كاملٍ للمدينةِ وتشريدِ الآلافِ من المدنيين. وبينَ الانسحابِ الأوّلِ والثاني تتجلّى صورةُ أزمةِ القرارِ العسكريِّ والسياسيِّ في السودان، وأزمةُ الأخلاقِ في إدارةِ الحربِ وتقديرِ المصلحةِ الوطنية.
    أولًا: وقائعُ الانسحابِ من مدني
    حينَ قرّرَ البرهانُ الانسحابَ من ود مدني، برّرَ ذلكَ بالقولِ إنَّه تجنُّبٌ لسفكِ الدماءِ وإنقاذٌ لأرواحِ المدنيين، إذ لم تُبدِ القواتُ الحكوميةُ مقاومةً تُذكَر أمامَ تقدُّمِ قواتِ الدعمِ السريع. يومَها رآه البعضُ قرارًا واقعيًّا فرضتْهُ الظروفُ الميدانيةُ، بينما عدَّه آخرونَ هزيمةً سياسيةً وعسكريةً مقنَّعةً بلغةِ “الانسحابِ التكتيكيّ لتسهيل دخول كيكل الذى عاد برهان لترقيته لانجاز مهمة دخول الهدم السريع وتخفيف الضغط عن العاصمة كما صرح خابور اسطراطيجي بلبوسي”.
    لكنَّ البرهانَ نفسه، الذي تحدّثَ عن “تجنّبِ القتالِ حفاظًا على المدنيين”، عادَ بعد أشهرٍ قليلةٍ ليتبنّى موقفًا نقيضًا تمامًا في الفاشر، حيثُ أُصرَّ على القتالِ حتى الرمقِ الأخيرِ، فكانت النتيجةُ دمارًا واسعًا وسقوطَ ضحايا من المدنيين، قبل أن يُعلَنَ الانسحابُ مجدّدًا تحتَ ذريعةِ “إنقاذِ ما تبقّى”.
    ثانيًا: مشهدُ الفاشر بينَ الميدانِ والإنسان
    ما جرى في الفاشر ليسَ مجرّدَ “انسحابٍ عسكريٍّ” كما وصفَهُ برهان، بل هو كارثةٌ إنسانيةٌ مكتملةُ الأركانِ. المدينةُ التي كانت ملاذًا للنازحين ومركزًا إداريًّا مهمًّا في دارفور، تحوّلت إلى أطلالٍ بعدَ شهورٍ من القتالِ العنيفِ بينَ الجيشِ والدعمِ السريع.
    القياداتُ المحليةُ، بما فيهم أعضاءُ لجنةِ الأمنِ، أيقنوا أنَّ المعركةَ باتت عبثيةً وأنَّ الاستمرارَ فيها يعني تدميرَ المدينةِ وقتلَ من تبقّى من سكانِها، فاختاروا الانسحابَ. لكنَّ السؤالَ الأكبرَ يبقى: لماذا لم تُتَّخذْ هذهِ الرؤيةُ منذ البداية؟
    لماذا يُقاتَل في الفاشر حتى الدمار، بينما أُعلنَ الانسحابُ من مدني دونَ طلقةٍ واحدةٍ؟
    تاركا مليشيا الجنجويد تركب المجازر وتنهب الممتلكات وتخرب بنية قنوات الرى والكبارى فى أكبر مشروع مروى فى العالم!!!
    ثالثًا: بينَ منطقِ الدولةِ ومنطقِ السلطة
    الجوابُ يكمنُ في منطقِ السلطةِ لا منطقِ الدولة.
    في مدني كان البرهانُ يسعى للحفاظِ على ما تبقّى من قوّتِه العسكريةِ والسياسيةِ أمامَ تمدُّدِ الدعمِ السريع، بينما في الفاشر كان القتالُ يحملُ رمزيّةً تتجاوزُ الجغرافيا — رمزيّةَ “الصمودِ في دارفور”، ومسعى لإثباتِ أنَّ الجيشَ لا يزالُ قادرًا على القتالِ في عمقِ الإقليمِ الذي خرجَ عن سيطرتِه تدريجيًّا.
    لكنَّ الثمنَ كان باهظًا: دمارُ المدينةِ وتشريدُ المدنيين، أي نقيضُ ما كان يُقالُ عن “حمايةِ المواطنين”.
    رابعًا: الأخلاقُ في زمنِ الحرب
    من الناحيةِ الأخلاقيةِ، لا يمكنُ لأيِّ تبريرٍ عسكريٍّ أن يُغفلَ مسؤوليةَ القائدِ عن النتائجِ الإنسانيةِ لقراراتِه.
    إذا كانَ البرهانُ يرى في انسحابِ مدني عملًا أخلاقيًّا لحمايةِ المدنيين، فكيفَ يُفسَّرُ القتالُ في الفاشر حتى دمارِها؟
    هل تختلفُ أرواحُ المدنيينَ من مدينةٍ إلى أخرى؟
    إنَّ الأخلاقَ في القيادةِ لا تُقاسُ بعددِ المعاركِ التي خيضت، بل بعددِ الأرواحِ التي أُنفِذت. وهنا تظهرُ المفارقةُ المؤلمةُ بينَ الخطابِ السياسيِّ الذي يتحدّثُ عن “الحرصِ على الوطن”، والممارسةِ الميدانيةِ التي تدمّرُ الوطنَ قطعةً قطعةً.
    خامسًا: الحاجةُ إلى تحقيقٍ مستقلّ
    ما جرى في مدني والفاشر لا ينبغي أن يُتركَ للتأويلاتِ السياسيةِ وحدَها، بل يجبُ أن يخضعَ لتحقيقٍ مستقلٍّ وشفّافٍ يوضّحُ:
    هل كانت هناك تقديراتٌ عسكريةٌ واقعيةٌ لانسحابِ الفاشر؟
    هل اتُّخذَ القرارُ لحمايةِ المدنيين أم لحمايةِ القيادة؟
    مَن المسؤولُ عن فشلِ تقديرِ الموقفِ الذي أدّى إلى الكارثة؟
    إنَّ هذا التحقيقَ ليسَ مطلبًا سياسيًّا فحسب، بل واجبٌ وطنيٌّ وأخلاقيٌّ لضمانِ ألا تتكرّرَ هذهِ السيناريوهاتُ المأساويةُ في مدنٍ سودانيةٍ أخرى.
    خاتمة
    من انسحابِ مدني إلى انسحابِ الفاشر، يتكشّفُ الوجهُ الحقيقيُّ لأزمةِ الانقلاب في السودان: غيابُ الرؤيةِ الوطنيةِ، وتناقضُ الخطابِ الأخلاقيِّ مع الفعلِ الواقعيّ، والتعاملُ مع المدنِ والمواطنينَ بمنطقِ الجغرافيا لا بمنطقِ الإنسان.
    إنَّ ما بينَ الانسحابينِ ليسَ مجرّدُ مسافةٍ بينَ ولايتين، بل هو فارقٌ أخلاقيٌّ وسياسيٌّ بينَ من يرى الوطنَ مسؤوليةً، ومن يراهُ ساحةً للمناورةِ والبقاء.!!!!























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de