ليس امام الشعب السوداني الخيار غير دعم الجيش في حربه وايا كان السبب في اشعالها طالما تحت مظلة التحرير حتي ولو كانت الحرب بالوكالة طالما تحقق هدف سوداني هو تحرير الاراضي المحتلة مع ان التوقع ان تبدأ التحرير في ظرف افضل من هذا الوقت لان الحروب في العادة محتاجة للاعداد من جميع الاصعدة. ولكن علينا ان ندرك الحروب مع الدول ليست نزهة مثل الحروب الداخلية تتطلب اشياء كثيرة منها تماسك الجبهه الداخلية ولا ينفع طلب نحو خمس مليون من ضحايا الجيش مازالوا في عراء وبعضهم خارج البلاد ان يطلب منهم دعم قاتلهم وهذا من المحال لان قيادة الجيش التي ارتكبت الابادة في مواطنيها لا تصلح قيادة ضحاياهم لتحقيق النصر ولا يمكن علي الضحايا الوقوف جنبا الي جنب مع المجرمين وحتي لو تم احتلال الخرطوم . ولذلك يتطلب توفير العدالة في حدها الادني لهؤلاء الضحايا حتي يشعروا بانهم جزء من هذه الامة ووقتها تطلب منهم ما ينبغي فعله اتجاه الوطن . ثانيها واشراك كل الشعوب السودانية لا ينفع استدراج جنود السود في البلاد الي الجيش بتجويعهم واغلاق امامهم كل طرق الحياة وفتح امامهم طريق واحد هو الجندية ان مشهد الجنود داخلين وخارجين من القيادة العامة يختلفون من الذين يدخلون ويخرجون وزارة الخارجية والمؤسسات المالية لو استثنينا الضباط في الجيش .ان هذا المشهد لا تخوض حرب مع الدول حتي ولو كان ذلك تحريرا للاراضي السودانية او حربا من اجل السيادة لان مهمة التحرير مسؤلية البؤساء والاغنياء معا ويتطلب كل الشباب في السودان الذين يصلحوا للجندية ان يكونوا مستعدين حتي ولو كانوا دبلوماسين في الخارجية او الموظفين او ابناء الاغنياء لتلبية نداء الوطن لان الحرب مع دولة تعداد مواطنيه نحو ثلاث اضعاف عدد سكان السودان ووضعهم الاقتصادي افضل ولم تكن بذات السهولة ان تحقق النصر بالجنود اهلهم مازالوا في معسكرات اللجوء ودرجة الوطنية عندهم تقترب الي الصفر .كما تقولها النظرية العسكرية لو اشتكي جندي بان باب منزله محتاج للاصلاح لا تاخذه للحرب لان اداؤه من المحال ان يكون ايجابيا ناهيك من كل اهله في العراء ناهيك عن الباب .بسبب وضعهم الاجتماعي الطبقي العنصري ومن يعتقد ان الجبهه الداخلية متماسك بما فيها الكفاية لقيادة الحرب مع الدول فهو علي خطأ كبير . والشاهد في الميديا لم يكن هناك فقط اعتراض كبير لهذا الحرب وبل من الشعوب السودانية من يتمني ان يري جيشه مهزوم ليس فقط بسبب القادة الذين ابادوا امم السودان بل بعض اهل السودان مازالوا يحاربون هذا الجيش وهذا الشعور لم يكن من الفراغ ولا يمكن القفز عليه . ثالثا لابد من اقناع الجندي المقاتل بالاهداف الحقيقية للحرب عندما يسمع من اعلام الميديا بان الحرب بالوكالة ويدور في ذهنه لماذا استرداد الاراضي اليوم وهي محتلة من قبل ثلاث عقود ولم يسبق ان تم تصنيف اثيوبيا دولة العدو وكانت العلاقات عسل علي لبن بالرغم من الاحتلال ما هو الجديد ان هذا الموقف المفاجئ يحتاج الي التوضيح لان تحرير الاراضي المحتلة يرونها كلمة حق اريد بها باطل ،ولذلك اقناع الجندي الذي يطلب منه التضحية امر في غاية الاهمية لاداء واجبه والا سيكون مردوه سلبيا. نعم ان الاسباب الحقيقية للحرب ليست لخدمة جهات اخري غير السودانية كما يعتقدها اغلب الناس خدمة لمصالح المصرية هذه ليست الحقيقة علي الاطلاق وبل اقرب الي العكس وان كان يصعب التصديق ولكنها حقيقة فان دوافع الحرب ليست فقط تحرير الارض هذه ايضا حقيقة بل السيادة الدولة وكرامتها علاوة علي التحرير .نعم لربما كل اسباب الحرب قد لا تقال .ولكن قناعتي ان هذه الحرب مفروضة علي السودان اقلاها تتطلب تحرير اراضيها لان الاحباش ذهبوا بعيدا في احتقار السودان كدولة والشعب. ويريدون التعامل مع السودان باعتبارها مستعمرة مصرية ولا سيادة لهم الا ما يقوله مصر وقرروا القفز علي دور السودان في الحوار حول مياه النيل وهو الرأي المصري لدي الاثيوبين بان قرار السوداني في يدها للتخلص من الدور السوداني في التعبير عن مصالحها في التفاوض حول سد النهضة ولذلك ان هذا الحرب موجهه لدولتين لمصر واثيوبيا معا ليبرهن السودان انها دولة مستقلة بقرارها ويبدأ من تحرير اراضيها وسيادتها وكرسيها في الحوار بمصير مياه النيل وهي معلومات التي توفرت من دبلوماسي افريقي ان طلب المصري من اثيوبيا تجاهل دور السوداني في الحوار باعتبار ان قرار السودان في يدها وهم لا يستطيعون ان يعصوا امرا لمصر . ولذلك انطلقت المفاوضات من دون اعتبار دور السودان عندما اعتبرت اثيوبيا تلك حقيقة وتجاهلت الدور السوداني بالفعل بالرغم من تحذير السودان وكان ذلك وراء غضب السودان . وهذا الموقف غير المسؤل من اثيوبيا يتطلب بالفعل استرداد الاراضي السودانية التي سمحت الاحباش الاستفادة منها بسبب علاقات الجوار وطالما لم تحترم الاحباش السودان كدولة مستقلة وهذا يتطلب اثبات سيادتها علي اراضيها اولا والبقية تأتي . وبعدها تأتي التعبير عن مصالحها المائية وان تطلب حربا شاملا. ولذلك ان هذه الحرب مبررة للسيادة علي القرار وعلي اراضيها ولكن يتطلب بعض الاجراءات حتي ولو كانت سريعة لصيانة الجبهه الداخلية وان الرحلات المكوكية لعباس كامل رئيس المخابرات المصرية للخرطوم علي مداراليوم تحاول تلطيف الجو وتهدئة غضب السوداني من اثيوبيا ومن مصر معا لان المصريون يعلمون ان الاجراءات التي يمكن ان تتبعها السودان حيال مصر تكون مؤلمة للغاية بعد حربها مع اثيوبيا لان تحرير الحلايب لا تحتاج السودان اطلاق رصاصة واحدة بل يتطلب تصنيف مصر دولة العدو واغلاق الحدود البرية والجوية والبحرية واغلاق سفارتها في الخرطوم وتجريم دخول السودانين الي مصر وقته يعلم المصريون فائدة السودان لمصر التي تعيش عليها ولذلك تحاول الان تتفادي نتائج تآمرها مع اثيوبيا علي السودان وهم لا يعلمون ان السودان تواجه تواجه اشكالات سياسية واقتصادية حقيقة ولكنها ليست مستعمرة مصرية ولم تقف الي هذا الحد بل تطلب مصر من الدول ان يتعاملوا مع السودان كمستعمرة مصرية امر لا يمكن قبوله علي الاطلاق وهي العلاقات التي تعتبرها السودانين علاقات الاخوة ولكن للمصرين معني اخر. هذا هو الجديد ولذلك كل الشعوب السودانية امامهم حرب تحرير ليس فقط للاراضي ولكن السيادة والاستقلال من الاستعمار المصري واثبات للاثيوبيين هذه هي السودان كما نراه نحن وليس كما يراها المصرين . ولذلك يتطلب من السودانين جميعا ان يواجهوا هذا الموقف موحدين مهما كانت الظروف ونتائج الحروب الداخلية ولم تمر عبر تاريخ السودان حربا ضروريا اكثر من هذه بعد كرري هنا تقبر سيادتنا او نقبر نحن جميعا وان الحرب ليست بالوكالة كما كنا نعتقدها جميعنا وهذه هي الحقيقة ولذلك اقل مساهمة يتطلب الامتناع عن الدور السلبي للمجهود الحربي دع غير يعلم هذه الحقيقة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد ادم فاشر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست