الإرتزاق الأيدلوجي,, بقلم إسماعيل عبد الله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 09:49 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-14-2020, 00:02 AM

اسماعيل عبد الله
<aاسماعيل عبد الله
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإرتزاق الأيدلوجي,, بقلم إسماعيل عبد الله

    00:02 AM March, 13 2020

    سودانيز اون لاين
    اسماعيل عبد الله-الامارات
    مكتبتى
    رابط مختصر




    ليس بالضرورة أن يكون المرتزق هو ذلك الشخص الذي يعبر حدود بلاده, ليكسب الفوائد المادية بعد أن يحارب بالوكالة من أجل قضية ليست بقضيته, وإنما هنالك الارتزاق الأيدلوجي أيضاً, الذي هو أكثر فتكاً بالأوطان من مجرد سلوك بعض الأفراد الذين يبحثون عن سد فجواتهم المادية من خارج أُطر بلدانهم, بصرف النظر عن أخلاقية هذا السلوك من عدمها, وخطورة المرتزقين الأيدلوجيين تكمن في أن أضرارهم تلحق بالوطن والمواطن على حد سواء, لأنهم يؤدون دور الأنبوب الناقل للأفكار والطرائق التي يتبعها الآخرون الذين يختلفون عنهم روحاً وتاريخاً في حسم خيارات استمرارية بقائهم على ظهر الكوكب, فيقوم هؤلاء المرتزقة المؤدلجون بجعل أوطانهم مكبات ومدافن لنفايات الأيدلوجيات المستوردة.
    الاخوان المسلمون بمصر صدّروا إلينا مشروعهم الفكري, باتخاذ المرحوم حسن الترابي والذين سبقوه من مؤسسي فرعية السودان للجماعة, وسيلة لبث ونشر تعاليمهم وسط الشباب و الطلاب أولاً ثم عامة الناس ثانياً, وعلى الرغم من أن الراحل حفيد النحلان قد بذل قصارى جهده في أن يجعل من مشروع إخوان مصر نسخة معدلة تتلائم مع البيئة السودانية, إلا أنه فشل في ذلك المسعى ومشى على خطى حسن البنا الحافر بالحافر, وأخيراً انكشف ذلك القناع المخادع عند زيارته لمصر بعد أن تسلم الاخواني الراحل الدكتور محمد مرسي مقاليد الأمور بأم الدنيا, لقد كان استقبال زعيم جبهة الميثاق الاسلامي في قاهرة المعز يشبه الى حد كبير زخم زيارات بابا الفاتيكان للدول التي تتمتع بأغلبية مسيحية كاسحة, فأكدت تلك الزيارة على أن المشروع واحد, ونسبة لغرابة هذا المشروع الاخواني على طبيعة النفس السودانية, فقد ظل غريباً على حيوات الناس طيلة نصف قرن من الزمن.
    المشروع الثاني الذي ساهم بنسبة مقدرة في شل الحركة السياسية السودانية هو مشروع أتباع كارل ماركس والمفتونين بفكر فلاديمير لينين, ذلك المشروع الأيدلوجي الذي ثبت خطله وإخفاقه في دياره وعلى الأرض التي نبت فيها وترعرع, بعدما تبنى آخر رئيس للاتحاد السوفيتي (ميخائيل قورباتشوف) برنامج (البيريسترويكا) أي (إعادة الهيكلة), الذي منح الجمهوريات السوفيتية شيئاً من الاستقلالية الاقتصادية ولاحقاً مكّنها من التخلص من القبضة المركزية اللينينية والدكتاتورية الاستالينية, و في الآخر إنهارت الامبراطورية الشيوعية التي ضربت سمعتها الآفاق, وانهار معها جدار برلين واختتم آخر مشهد من مشاهد الدولة الشيوعية, والغريب في الأمر أنه وبعد موات وفناء مشروع المتبوع مازال التابع المسكين سالكاً لذات الطريق الهالكة التي اهلكت المتبوع.
    المشروع الثالث هو ذلك المشروع المنادي بايقاظ الأمة الواحدة ذات الرسالة الخالدة من سباتها العميق, لمؤسسه وملهمه الروحي ميشيل عفلق, إنه المشروع العروبي الكامل الدسم الذي زُج فيه السودان الأفريقي الهوى زجاً, وعمل مرتزقته على جر بلادنا الممحونة بلسعات الحروب الأهلية التي اشعلتها العصبية الهوجاء لصراع الغابة والصحراء, إلى أتون نظرية غريبة على تراب أرض أفريقية لها جذر ضارب في القدم و لأهلها فخار وعز سابق لميلاد يعرب بن قحطان, فهذه الأيدلوجيا العنصرية التي جلبها لنا المرتزقون من أبناء جلدتنا نخرت في عظم الحضارة السودانية العريقة وأفقدتها الكثير, وآخر تجلياتها بعد ثورة ديسمبر المجيدة ظهور أحد دهاقنتها على منبر فيصل القاسمي مدافعاً عن القضية التي باعها أهلها بثمن بخس.
    قد يسأل سائل و يقول ماذا أبقيت من القوى السياسية وحملة مشاعل الايدلوجيا الفاعلة في الساحة السودانية؟ أقول لمن في عينه رمد أن رحم الكنداكة الكوشية لم يعقر أبداً منذ ترهاقا ومروراً بالمهدي المؤسس (لا المهدي الحفيد), وختاماً بجون قرنق الماركسي التائب والملهم المبتدع لفكرة ورؤية السودان الجديد, هذه الرؤية السودانية الخالصة التي لا تندثر والمبرأة من أمراض التسول على موائد الأفكار المستوردة (بضبانتها), وأيضاً كان بامكان الأستاذ الشهيد محمود محمد طه أن يكون أحد ركائز هذه المدارس الفكرية السودانية لولا شطحاته الدينية التي أخرجته عن جادة الطريق, فكان يمكن لمشروعه أن يكون بنفس حجم مشروع حادي ركب الثورة التي قهرت التركمان و حررت الخرطوم.
    وربما ينبري أحد أنصار المشروع الاستاليني البائد ليطرح أنموذج الحزب الشيوعي الصيني الذي مازال حاكماً, حينها سوف أقول لمن يعتقد بأن الصين ما زالت تهتدي بهدي الايدلوجيا الماركسية, أن هذه البلاد التي يقطنها هذا الشعب الأصفر المتفاني قد نحرت النظرية الشيوعية على قارعة الطريق, منذ أن اعتمدت مبدأ الملكية الخاصة في توجهها الاقتصادي والتجاري, ذلك المبدأ الذي ليس له مكان في مسودة المشروع اللينيني الباحث عن المساواة الاقتصادية التي لا تفرق بين العاطل والمنتج, فمبدأ الملكية الخاصة يعتبر أحد القواعد البنيوية التي ترتكز عليها اقتصاديات السوق الحر.
    حالة التوهان التي نعيشها اليوم نابعة من اعتمادنا على البضائع الفاقدة للصلاحية التي رمى بها أصحابها علينا, فإذا أردنا الخروج من هذه المتاهة علينا الاعتماد على المنتج الفكري الوطني الخالص, الذي تحدث عن إطاره العام الدكتور عبد الله آدم حمدوك في أكثر من مناسبة قائلاً (نريد أن نقدم نموذج سوداني متفرد) أو كما قال, فهل يستطيع رئيس حكومة ثورة ديسمبر المجيدة وصحبه إبتداع توليفة جديدة بعد اعتصار مخزون تجاربه الأممية ليصمم لنا هذا النموذج السوداني المتفرد؟.

    إسماعيل عبد الله
    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de