"إن العميل والخائن يرتضي أن يجعل الدولة تخسر المليارات؛ إذا كان هو يكسب من ذلك بضعة آلاف" والدي..
ولكن مقولة والدي هذه؛ لها تطبيقان عمليان؛ الاولى عند اللصوص؛ فمن يسرق موبايل بمائة الف، يبيعه بألف أو حتى بخمسين جنيه، والتطبيق الثاني؛ هو هؤلاء اللصوص، لصوص ما بعد الثورة. السودان اليوم مخيف جداً، فيمكنك أن تتعرض بسهولة لعملية سطو مسلح، أو نهب في الشارع. الناس جوعى، حتى الطبقة الوسطى بدأت تنهار. لذلك، أضحى التعويل الكامل اليوم، على السند، فأنت إن كنت بلا ظهر، ستموت تحت السلم. وإن كنت تبحث عن سند، فعليك باللصوص الجدد. تلك التشكيلات التي سيطرت قياداتها على مفاصل الدولة بمساعدة أجهزة إستخبارات دول أخرى، ومن تحتهم (لاقطي الفتافيت) الذين يجلسون تحت المائدة وهم يفتحون افواههم كزرازير الطيور. هذا ما حذرنا منه عندما بدأوا بسرقة الثورة، ونعتنا البلهاء بالكيزان وشتى صنوف الشتائم. ثم هاهم اليوم يعلمون، ثم كلا، سوف يعلمون. ولكنهم علموا بعد فوات الأوان، وهم -أي الخلصاء والأنقياء الذين تعرضوا لاكبر عملية نصب سياسية وتاريخية في العالم- هم اليوم يتسولون. ويتم نبذهم لأنهم لا ينتمون للشلة. الكثير من المحامين اليوم يتعرضون لدعاوى كيدية من قبل مجموعة الشيوعيين. القضاة السابقين من غير الشيوعيين، تم رفض قبولهم في نقابة المحامين بمبرر أنهم طردوا من القضاء بسبب الفساد، ولكن النقابة لم تتساءل: (أين الحكم القضائي بالإدانة والذي يحسم أي جدل؟). شلليات بدأت تستغل نفوذها في عمليات (اللبع) الكبرى، شلليات مجموعة من العواطلجية لا ينتجون أي شيء (لا معرفة ولا سلع) وبدون بذل أي مجهود سوى الابتزاز، يحصلون على ملايين الدولارات. واثبت الشيوعي أنه لا يختلف عن المتأسلم إن لم يكن أسوأ منه. وأن الكوزنة سلوك متأصل في الدماغ الشعبي، لكن من لم يمارسه، هو فقط من لم يجد الفرصة بعد. الأثرياء الجدد من العواطلجية، لم يحاولوا حتى ان يأخذوا وقتاً كافياً للثراء. إحتاج أثرياء الكيزان لثلاثة عقود من عمليات الفساد المتقطعة، تسمى عندنا في القانون بالجريمة (الوقتية المتتابعة). اما هؤلاء فهم خائفون من ضياع الفرصة، وخائفون من التقلبات السياسية، وخائفون من أجهزة المخابرات الأخرى، الوحيد الذي لا يخافون منه هو الله. ولذلك تراهم يلهثون وأفواههم يسيل منها الزبد واللعاب، عيونهم متسعة، وقلوبهم هواء، تجدهم في كل وادٍ هائمين، يقطرون من كل فج عميق. والناس حالها يصعب على الكافر، لأن الكافر نفسه أصبح يعاني مع غير الكافر، فالمصائب يجمعن المصابين. ومن يريد أن يلبع لبعة العمر التي لا يشقى بعدها أبداً، فعليه أن يختار أحد شلل القوى الجديدة؛ فإما ان تكون تبع البرهان، أو حميدتي، او حمدوك وباقي الشيوعيين ومطاريدهم. وبدون شلة لن تجد حماية. وأصبح من السهل جداً ان تتعرض لاغتيال دموي، ولا دية لك ولا بكاء عليك. منذ فض الاعتصام وحتى الآن تمت عمليات اغتيال، غريبة جداً، تلقي فيها كل شلة المسؤولية على أختها، في مسرحية تبادل ادوار مكشوفة. هذا قمة اللؤم وقمة الإجرام، وقمة الفساد، وقمة الظلم والظلام. إننا جميعا ككتاب في خطر، وهو خطر حقيقي، فكل من يتحدث يمكن أن يتعرض لتصفية جسدية، بدون اي ملاحقات قانونية. هذا إن لم تلفق لك دعاوى جنائية كيدية أو تتم مصادرة ممتلكاتك (إن كان لك ممتلكات) بمزاعم الكوزنة لتأديبك ومنعك من الكلام. هذا بؤس شديد؛ يواكبه شظف شديد في العيش، وفقر، وانعدام للادوية وغلاء ما هو متوفر منها. قبل أسابيع تعرضت لزكام فلم اجد أي دواء، حتى منحني أحد الصيادلة الشبان شريط حبوب صغيرة بعد بحث طويل كحل أخير، ربما كان لعلاج الحساسية فتناولته وشفيت... طوابير الخبز، والخبز التجاري بعشر جنيهات للرغيف الواحد. البنزين ينعدم لأسابيع ثم يعود وينعدم، وهناك أزمة بنزين منذ شهر تقريباً. أقل سعر للمواصلات خمسين جنيه هذا إذا وجدتها لأن البنزين منعدم. أقل مشوار ركشة بثمانين جنيه حتى لو قطعت الزلط فقط. كمشة الفول خمسين جنيه. علبة البندول بمائة وخمسين (أيوة البندول الواحد دة، الذي كنا نشتريه من أي كنتين بجنيه). أقل إيجار شقة خمسة وعشرين الف، والمؤجرون يرفعون دعاوى ضد المستأجرين مطالبين بأجرة المثل، والمحاكم تحكم لهم، والمستاجرون لا يستطيعون دفع هذا المبلغ، فيتشردون. او يتمتمو حق الشهر من تحاويل المغتربين (تحويلة مائة ريال تساعد كثيرا يا مغتربين..القحة ولا صمة الخشم). كل ذلك وغيره من رشاوى وفساد ومحسوبية، وتفاهة واتساع ذمة، ولصوصية وحرمنة تقابلها في كل زاوية وتحت كل طوبة وحجر، وكل هذا الخراب، ولا يوجد بصيص أمل، إن حلنا الوحيد هو (السمبك)، لأنك حتى لو حاولت الانضواء تحت أباط شلة البرهان أو حمدوك أو حميدتي، فلن تستطيع إلى ذلك سبيلا، فكل شلة تضرب سياجاً حول ولي نعمتها، وتمنع عنه الآخرين (نفس حركات الكيزان). آخر دعوانا أن يحمينا الله من هؤلاء المجرمين أولا وقبل كل شيء، وأن يسهل لنا الخروج من هذه البلد الظالم أهلها واسعي الذمة، وأن يسهل لسائق سمبكنا طريق البحر حتى نبلغ مجمع الأمر أو نمضي حُقُبا، إن الله على كل شيء قدير.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست