احكام الله و الفقهاء و التطبيق - بقلم نوري حمدون

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 03:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-04-2020, 04:40 PM

نوري حمدون
<aنوري حمدون
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 37

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
احكام الله و الفقهاء و التطبيق - بقلم نوري حمدون

    04:40 PM August, 04 2020

    سودانيز اون لاين
    نوري حمدون-الابيض-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر




    1= اذا امعنا  النظر في مسألة الشريعة من زاوية أخرى , فسنرى حينئذ ان الشريعة تضم ثلاث قضايا جديرة بالمراجعة و التقصي . و فيما يلي بيان تلك القضايا .

    2= القضية الاولى هي (احكام الله) . و نبدأ بالقول ان من المعلوم من الدين بالضرورة , كما يقولون ,  ان الشريعة قطعا تضم ما يمكن تسميته (احكام الله) , و هي مجموعة الاحكام الواردة في النصوص القرآنية . و كان المفترض ان هذه النصوص قطعية الدلالة و هو الامر الذي يعطيها قوة الالزام . بيد ان الواقع يقول ان قطعية تلك النصوص ليست شاملة لكل جوانب الحكم . فالنص الذي يجرم السرقة (مثلا) كان واضح الدلالة فيما يتعلق بنوع العقوبة و هي القطع , لكنه غير واضح الدلالة فيما يتعلق بنوع السرقة و ما يختص بكيفية القطع . في هذه اللحظة نقول ان النص يقدم قانونا غير مكتمل الصياغة و بالتالي غير قابل للتطبيق طالما انه كما يقول الفقهاء قد سكت عن هذا و هذا . و كان المفترض ان يتوقف الامر عند هذا الحد . الا ان الفقهاء ابوا له الا ان يكون قانونا قابلا للتطبيق فقاموا بالاجتهاد فيما سكت عنه النص . و كان المفترض أيضا بعد هذا التدخل ان لا يقال ان القانون المستنبط هو (حكم الله) . فهو بالتأكيد حكم الفقهاء . و في اعتقادي , ان لو أراد الله ان يجعل كل جوانب الحكم في النص واضحة الدلالة لما اعجزه ذلك . و كان الاجدر بالفقهاء ان يبحثوا عن حكمة سكوت النص عوض ان يتدخلوا فيه . و في اعتقادي ان الحكمة هي ان الله اراد لاحكامه ان تكون وسائل بيد المؤمن تعزز من (جذوة الايمان) بالله في قلبه , و تشد من ازره على اداء (العمل الصالح) , و هما سدرة المنتهي في طريق كل دين . فالصحيح ان احكام الله واجية التطبيق بواسطة المؤمن على نفسه , و لا شأن للدولة او الفقهاء بهذه الاحكام الا ان ييسروا لهذا الهدف ان يتحقق . اما و قد تدخل الفقهاء فقد شكلوا لنا القضية الثانية الجديرة بالمراجعة و التقصي و هي (احكام الفقهاء) .

    3= (أحكام الفقهاء) لا غبار على وجودها ضمن منظومة قوانين الدولة حتى لو كانت ذات مرجعية دينية او قيل انها مستنبطة من النصوص المقدسة . ففي النهاية , طالما انها من اجتهادات الفقهاء ,  فهي قوانين وضعية بامتياز قابلة للطعن و المراجعة  و النقد , و قابلة للتعديل بالحذف او الاضافة او الالغاء , و ليس لها أي نصيب من الحصانة او التقديس الذي تتمتع به (أحكام الله) . وفقا لتلك المواصفات و الشروط , يمكن لاحكام الفقهاء ان تجد طريقها للتطبيق عبر سلطان الدولة بواسطة العاملين عليها من القضاة و العسس و غيرهم . اما اعتبارها ضمن مجموعة احكام الله ثم فرضها بقوة السلطان تحت اسم الشريعة فهو أمر لا تدعمه مخرجات المراجعة و لا نتائج التقصي لما اعتبروه من الثوابت التي لا يجب المساس بها . احكام الشريعة هي احكام الله المأمورين بأن نحكم بها حتى لا يتحول المؤمنون الى فاسقين او ظالمين , و هي التي ستعلي من الاسلام امام الكارهين له . انها مجموعة احكام الله التي لا شأن للفقهاء و السلاطين بها , فلا هؤلاء يشرعونها , و لا أولئك يفرضونها للتطبيق . و قضية التطبيق هي القضية الثالثة التي نعالجها في الفقرة التالية .

    4= تطبيق الشريعة موكول للمكلف الذي يعرفه الفقهاء انفسهم بانه الفرد المؤمن و الذي يتوجه اليه الخطاب في كل النصوص المقدسة حتى عندما تأتي اللغة بصيغة الجمع . الفردانية اساس التكليف لانها هي اساس الحساب يوم الدين حينما يقوم الناس اشتاتا ليروا اعمالهم . و تظهر فردانية الحساب في قوله تعالى ان من يعمل مثقال ذرة خيرا او شرا يره . و تظهر في قوله تعالى أيضا في مقام آخر ان يوم الحساب يفر المرء من ابيه و امه و بنيه لأن لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه . و قد مضى زمن طويل و السلاطين يطبقون في الناس احكام الله و احكام الفقهاء في ازدواجية ليست غريبة على تاريخ الاديان . و لكنها بكل تأكيد غريبة على نصوص القرآن المقدسة التي تؤكد ان النبي نفسه ممنوع عليه ان يسيطر على الناس , و ممنوع عليه اكراههم حتي يصبحوا مسلمين . في مسائل الدين ليس على احد من الانبياء او الفقهاء او السلاطين او اولياء الله الصالحين سوى البلاغ المبين الذي هو امر بالمعروف و نهي عن المنكر بالتي هي احسن و بفهم ان الله يفصل بين الناس يوم القيامة فيما اختلفوا فيه . و لم يرد في الدين حق الوصاية لأحد الناس على الناس . بل لم يرد في نصوص القرآن ان الله اراد للناس ان يتعبدوا بطريقة واحدة حينما قال انه جعل لكل امة شرعة و منهاجا . و الدين في القرآن واسع و عريض يضم العديد من الفرق تحت عنوان الايمان بالله و العمل الصالح , و يفهم ذلك من قوله تعالى ان الذين آمنوا و الذين هادو و النصارى و الصابئين من آمن بالله و عمل عملا صالحا فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون .  و نعتقد أن نظرية تطبيق الشريعة عبر سلطان الدولة هي برمتها مسألة ابتكرها الفقهاء حين اختلط عليهم الامر بين دورهم كمبلغين للدين و دورهم الآخر كمشرعين للسلطان وسط رغبتهم العارمة في ان يكون كل شئ لله . و ما زال بالامكان ان ندعو الى التطبيق و لكن دون الخلط بين ما هو لله و ما هو لقيصر .
    =====================























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de