كنا حتى وقت قريب نفتخر بأن دولة الإمارات ترعى الفعاليات الثقافية والأدبية والأكاديمية والفنية، بالإضافة إلى الدعم المالي الذي تقدمه للأنشطة والفعاليات خارج الامارات فتقدم الجوائز تشجيعا وتحفيزا لإثراء هذه المجالات. وهذا بلا شك خدمة للعلوم والمعارف العربية. فالدولة تقدم جوائز في الأدب والثقافة والتميز العلمي والتسامح والسلام والعدل والإعلام ووووإلخ.
لا ندري كيف يتوازى تخصيص جائزة للتسامح والسلام والعدل في حين أن الدولة تعمل في الاتجاه المعاكس لهذه القيم الإنسانية النبيلة وتنصب من نفسها أكبر "وكيل" حرب في المنطقة وربما في العالم.
وهنا تدور أسئلة وتساؤلات ومساءلات عديدة تثير جدلاً حول طموحات هذه الدولة صاحبة الرفاه الاقتصادي في معترك السياسة الدولية. ذلك المعترك الذي تجاوز حدود السياسة إلى دور ظل غامضاً لسنوات ولكنه اليوم فقد انكشفت عن صفحتيه الستائر وأصبح على مرأى ومسمع من كل العالم. حتى على مجلسها، مجلس التعاون الخليجي، خرجت ولا تقيم له وزنا . فهل تحاول الإمارات الانفراد بقراراتها غير عابئة وآبهة بشراكتها مع دول المجلس ، وتقتفي خطوات الدول التي عينتها وكيلا لحروبها. وتكون بذلك قد خرجت من كل الدائرة العربية وهي تقول للقادة العرب "شئتم أم أبيتم" ؟
إن الإمارات إذ تنفذ دعم فصائل في مواجهة فصائل أخرى ومليشيات ضد أنظمة وحكومات شرعية تريد أن تقتلعها من جذورها وتشرد أهلها ... إلخ وفي ذات الوقت ترفع شعارات التسامح والسلام والعدالة وتخصص لها جوائز مليونية. أي نفاق وأي خداع ؟؟ تخلق الذرائع والحجج منصبة من نفسها شرطيا وبعبعا وغولاًعلى المنطقة العربية مدعية أنها ضد تمكين الجماعات المتطرفة من نفوذ في المنطقة. إنه مبدأ سمج و وقح ويفتقر إلى كل سمات الإنسانية. تقتل ملايين البشر في اليمن والسودان وليبيا وسوريا والعراق ولبنان وفلسطين.
أن تنفذ الإمارات سياساتها داخل دولتها رافعة شعار محاربة التطرف الديني تحت مسمى "الإرهاب"، وتشن حرباً على الجماعات الإسلامية في إماراتها الست أو السبع، ورضوخا لضغوط غربية، وتعلن عن موافقتها على وضع هذا التنظيم في قائمة الإرهاب فهذا كما نقول "زيتها في بيتها" ، لن يتدخل مواطن عربي أو مسلم في هكذا شأن داخلي وإن كان الأمر يتعلق بحقوق الإنسان واحترام حرية الرأي أيا كانوا وأياً كانت أفكارهم ومعتقداتهم. هذا غير الحديث عن ما يردده الإعلام الغربي نفسه من أن الإمارات تنفذ هذا المخطط، مخطط القتل، كوكيل "حرب" لجهات غربية.
بمختصر العبارة: إذا أصرت الامارات على ان تمسح بجرة قلم كل إانجازاتها الكبيرة والثمينة لعقود مضت فنقول لهم : احجبوا جوائزكم وامنحونا السلام. فكم من جائزة رفضها مستحقها لكون المانح هو الإمارات..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة