هذا الكتاب( النهر اسم اخر لها) حيرني ولم استطع تصنيفه ادبيا رغم ان مؤلفه الاستاذ عفيف اسماعيل صنفه كديوان شعر. اصدقكم القول شدني اسلوب عفيف اسماعيل المميز حتى فرغت من قراءته دون أن اقتنع بأنه شعر. ربما لأنني اعتدت على الشعر المقفى ثم الشعر المنثور الذي يحتفظ بموسيقاه الداخلية، رغم ان اسلوب عفيف مشحون بالاحاسيس والمشاعر والعاطفة الجياشة. في فقرة بيننا عطر النيل قال عفيف هناك سؤال يشعرق في الحلق لكسر حاجز الصمت سالته بثقة السؤال الخالد: من وين في الأهل؟. يمضى في حواره الشيق : هل يمكن أن أزور ايا من اثار ارنست همنجواي هنا، قال ضاحكا: ادخل ايا من هذه الحانات القديمة ستجد صورته وحكايات كثيرة عن مغامراته ودفتر به بعض ديونه فلوحت له بقلبي مودعا. في فقرة ملاك ليلة السبت يقول رفع الشاب المخمور رأسه فارتمى على كتفه حاول أن يقول شيئا قبل أن تعاوده نوبة القيء مرة أخرى..... بصوت رؤوم قالت الممرضة : محفظتك ومفتاح السيارة وفردة من حذائك في هذا الكيس البلاستيكي لكن لا أدري اين حبيبتك. في مسامرة كوشية تساءل : هل المت بالوطن جائحة جارحة فنزف حد الغرغرينا؟ قال ياابي كيف صار الوطن صالة مطار ومعبرا بريا وامنيات عصية في الأبحار للعودة من الشتات. في الحزء الثاني من الكتاب مقتطفات ساخنة اتوقف عند فقرة شهيد التي فيها الرصاصة ماتت على صدره والى ابد العابدين يحيا الشهيد عندها قررت التوقف عن السرد لاترككم تستمتعون بأسلوب الاستاذ عفيف اسماعيل الذي حيرني ومازال.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
نور الدين مدني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست