إيقاف الحرب و بناء السلام في دارفور ، كتبه:آدم تيراب أحمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 06:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-18-2020, 04:12 PM

آدم تيراب أحمد
<aآدم تيراب أحمد
تاريخ التسجيل: 11-03-2019
مجموع المشاركات: 5

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إيقاف الحرب و بناء السلام في دارفور ، كتبه:آدم تيراب أحمد

    04:12 PM August, 18 2020

    سودانيز اون لاين
    آدم تيراب أحمد-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر




    تحليل ازمة سعر الصرف



    إيقاف الحرب و بناء السلام في دارفور ،
    والحاجة إلي إعادة تقييم المواقف وضبط الخطاب السياسي .



    آدم تيراب أحمد
    باحث ومحلل اقتصادي
    [email protected]
    .

    إيقاف الحرب و بناء السلام في دارفور ،
    والحاجة و إعادة تقييم المواقف وضبط الخطاب السياسي .

    رغم ضرورة و أهمية عملية إيقاف الحرب وبناء السلام في إقليم دارفور إلا إنه لا يمكن إنجاز ذلك دون التركيز علي بعض النقاط الهامة ، و ما لم تَعي كل أطراف النزاع في الإقليم -(المجموعات العربية و الغير عربية و كل حركات الكفاح المسلح ) بشكل جيد أهمية الإنتقال من إستراتيجية المواجهة إلي إستراتيجية التهدئة و الدعوة إلي التعايُش و التعاون و بناء السلام ، و تصل الي أهمية إعادة ضبط خطابها السياسي ليواكب الأسباب الجذرية للصراع في الإقليم و التي تتمثل في غياب مشروعات التنمية و بسط هيبة الدولة والإقصاء شبه الدائم لأهل دارفور عن المشاركة في السلطة و صناعة إتخاذ القرار .
    فعلي أطراف النزاع أن تتوقف عند دور غياب التنمية كسبب في تأجيج الصراع في الإقليم و بناءًا علي ذلك تُعيد صياغة خطاباتها السياسية بصور حكيمة لتكون مسؤولة عن حقن ما تبقي من الدماء و تتماشي مع ظروف الإنتقال من مربعات الحرب إلي باحات السلام ، الذي أصبح يمثل الخيار الحتمي لكل الشعب السوداني بعد سقوط حكم نظام الإنقاذ، الذي ظل يصون هذه الحرب و يصنع منها حالات عدم الإستقرار لثلاثة عقود من الزمان، فقط من أجل تأمين و تمديد عمر بقاءه في السلطة .
    ويجب أن تفهم أطراف النزاع في إقليم دارفور علي إنها في حالة إنحرف كبير عن مخاطبة ما هو مطلوب إنجازه في الأرض، في مِضمار تحقيق السلام و الإستقرار و النماء في الإقليم و عليها أن تنتبه إلي إن قضية الصراع في دارفور قد أُخرجت من سياقها الجوهري الذي يتعلق بالمطالب التنموية وأصبحت تُختزل في صورة واحدة من صور الصراع الكلي ، علي إنها فقط مجرد نزاع او تنافر إثني مابين القبائل العربية و الغير عربية .
    . في حين أن واقع الصراع الدائر ما بين المجموعات العربية و الإفريقية في دارفور لا يمثل إلا مظهر واحد من مظاهر الصراع الكلي في الإقليم ، و في نفس الوقت يعتبر من أهم واقوي الأدوات التي تستخدم من قِبل حكومات المركز سابقاً لإستدامة حالات عدم الإستقرار و تركيز سياسات الإقصاء و التهميش في الإقليم مثله و مثل بقية المناطق الأُخري التي عانت نفس ظروف التهميش في السودان .
    ظل إقليم دارفور يعاني و يرزح في ويلات التهميش الدائم من قِبل النخب الحاكمة في المركز لأكثر من نصف قرن من الزمان في حالة أشبه بحالة العقوبة الجماعية و الحرمان المستمر من التنمية و عزل أهله من المشاركة الفاعلة والعادلة في إدارة مؤسسات الدولة، دون إستثناء لإي من مكوناته العرقية عربيةً كانت أم إفريقية ، لأسباب تكاد تتعلق بغُبن تاريخي خفي تجاه تلك المُكونات يصعُب تبريرها الان ، ترجع جذورها إلي عدم الرضي عن الدور المحوري الذي لعبته مجتمعات دارفور سابقاً في حكم السودان لمدة ١٦ عام إستجابتاً لمشروع بناء الدولة المهدية منذ العام ١٨٨٢ وحتي نهايتها بمعركة كرري في العام ١٨٩٨ .
    عملية إيقاف الحرب و بناء السلام في دارفور في حاجة إلي أن تُراجِع كل أطراف الصراع في الإقليم طرق تفكيرها و تُعيد تقييم مواقفها من جديد و تستبدل أدواتها السياسية بصور تتسق مع الأسباب الحقيقية للصراع في الإقليم ، حتي تدحض نوعية التفكير النمطي السائد الذي يُختزل أسباب الصراع في شكله البسيط كتنافر ديموغرافي ما بين العرب و الأفارقة .
    حرمان إقليم دارفور المُزمن من عملية التنمية الإقتصادية حصر النشاط الإقتصادي لكل المجموعات التي تسكن الإقليم في إطار القطاعات الإقتصادية التقليدية و أجبر أهله فقط علي مزاولة الزراعة و الرعي في ظل غياب القطاعات الإقتصادية الحديثة الضرورية لفك الإختناق مثل التجارة و الصناعة و الخدمات لعدم وجود البنية التحتية اللآزمة لنشؤها . هذا إلي جانب التَغيرات المناخية و البيئية التي تتمثل في تقلب معدلات هطول الأمطار و ضَربات موجات التصحر و الجفاف ، مقابل الزيادة المستمرة في معدلات نمو السكان و التحركات الدؤوبة لبعض قبائل التماس مثل الزغاوة و العرب الرحل ما بين السودان وتشاد و إفريقيا الوسطي و النيجر حيث الروابط الديموغرافية .كل هذه العوامل في ظل غياب التخطيط التنموي أسهمت بشكل كبير في تضييق مواعين النشاط الإقتصادي و زادت من حجم الصراع و التنافس علي الموارد الأولية في الإقليم .
    فإذا تأملنا صفحات تاريخ الصراع في دارفور سينقلنا إلي واقع و حقيقة أن الصراعات في الإقليم و في إطارها المحلي ما هي في الأصل إلا مُجرد صراعات من أجل البقاء في ظل غياب الحلول التنموية و هي في حالة تطور دائم و تَقلُب مواقف مستمر لتاخذ صور و أشكال مختلفة و تحالفات غريبة من نوعها تتجاوز في كثير من الحالات حُدود الجنس أو الهوية الشي الذي يدحض وتيرة التشخيص الخاطئ الذي يحصر طبيعية الصراع ويضعه في قالب التنافر العربي-الأفريقي .
    تاريخ الصراع في دارفور يعكس لنا ثلاث أطياف رئيسية للصراع ، كالصراع ما بين القبائل العربية نفسها ، والصراع ما بين القبائل الإفريقية نفسها بالاضافة إلي الصراع ما بين القبائل العربية و الإفريقية :
    أ-نجد أن هنالك صراعات عنيفة و قاسية دارت ما بين القبايل العربية نفسها ، فعلي سبيل المثال لا الحصر نجد الحروب التي دارت ما بين الرزيقات المهرية و بني هلبة في ١٩٧٥ ، الحوطية و الرزيقات الأبالة ٢٠٠٧، الترجم و الزريقات الابالة ٢٠٠٧ ، تحالف السلامات والفلاتة ضد الهبانية ٢٠١١ ، بني حُسين والمحاميد ٢٠١٣، تحالف التعايشة والمسيرية مقابل السلامات ٢٠١٣ ، وكذلك الحروب التي دارت ما بين الفلاتة و السلامات ٢٠١٣ ، البني هلبة و القمر ٢٠١٤ ، المعاليا و الرزيقات ٢٠١٥، الهبانية والرزيقات ٢٠١٥ و الهبانية و السلامات في العام ٢٠١٧ .
    ب- وفي نفس الوقت نجد أن سجل الصراع في الاقليم يؤكد لنا أن هنالك حروبات ضارية ودامية دارت ما بين القبائل الإفريقية نفسها مثل الحروب التي دارت في شمال دارفور ما بين الزغاوة والبرقد ١٩٩٠م ، و الزغاوة والميما ١٩٩١م الزغاوة والمراريت ١٩٩١ ، الزغاوة فيما بينهم ١٩٩٦ و البرتي و الميدوب ٢٠٠٠م .
    ج-أما الصراعات ما بين القبائل العربية و الغير عربية في دارفور رغم إنها بدأت في منتصف الستينات كالحرب ما بين قبائل الزغاوة والعرب المحاميد في منطلقة رهد الجنيق ١٩٦٧ إلا إنها لن تتمحور بصورة واضحة كحرب ذات طابع يتعلق بالهوية إلا بعد منتصف الثمانينات ١٩٨٧ عندما اندلعت أكبر حرب ما بين قبيلة الفور والمجموعات العربية وتلتها حروبات متقطعة ما بين القبائل العربية والمساليت في غرب دارفور بالإضافة الي الحروبات التي دارت للمرة الثانية ما بين القبائل العربية و قبائل الزغاوة في عهد الإنقاذ و معظمها دارت في المثلث الرعوي الزراعي الخصيب الذي يقع ما بين المدن الثلاثة الفاشر ، نيالا والضعين ، الذي نزحت إليه قبيلة الزغاوة بسبب الجفاف منذ منتصف الستينات و تمركزت بشكل مكثف في هذا المثلث وبدأت تتوسع في النشاط الزراعي بصورة مكثفة علي حساب النشاط الرعوي بالإضافة إلي إهتمامها بالنشاطات الرعوي نفسه الشي الذي قاد إلي دخولها في صراعات دائمة مع القبائل العربية التي تُركز علي النشاط الرعوي وبعض القبائل الاخري مثل الميما والبرقد التي لها حق السيادة علي الأرض في هذا المثلث .
    هذه الأطياف من الصراع في مجملها تشكل طبيعة الصراع الكلي في الإقليم وهي تدور بشكل رئيسي حول محور عملية الحرمان من التنمية، لذا فإن عملية إيقاف الصراع و بناء السلام في الإقليم تتطلب أن يتحرر صُناع السلام وأطراف النزاع في الإقليم أولاً من الإرتهان إلي الأسباب الثانوية للنزاع، ومن ثم التركيز علي الأسباب الجذرية للصراع بالإضافة إلي مراعاة بعض النقاط الهامة او الحقائق المرة التي تعتبر شروط حتمية لصناعة السلام في إقليم دارفور :
    ١- وفقًا للتوازنات الموجودة في الأرض و إستلهامًا من مؤشرات حركة و تاريخ المجتمعات التي تعيش في هذا الإقليم، مع إعتبار أوزانها التاريخية في الصراع ، لايمكن أن يتحقيق بناء السلام في الإقليم ما لم تُعترف كل من المجموعات العربية والإفريقية في الإقليم ببعضها البعض وتصل الي إهمية وحتمية الشراكة ما بينها من أجل البقاء معاً والتعايش في سلام .
    ٢-أثبتت التجارب بأنه لايمكن لإي مجموعة عربية كانت أم إفريقية أن تنهي وجود او تستضعف مجموعة إخري علي الأرض في دارفور ، فعلي المجموعات العربية أن تضبط نفسها وتمارس مهنة الرعي بصورة سلمية ومتسامحة ، مع مراعاة حماية إنتاج و أملاك المزارعين، وتكف عن الاستحواذ الغير مشروع علي الأراضي الزراعية التي هجرها مُلاكها بسبب النزوح و تتجنب الإستفادة من زراعتها دون موافقة مُلاكها الحقيقين .
    ٣-علي القبائل الغير عربية و الحركات المسلحة أن تغيير اللغة الغير مضبوطة في خطاباتها و مطالبها المستقبلية مثل لغة (المستوطنين الجُدد) التي لا تعني عند المجموعات العربية غير (الأجانب) ، وهي لغة كلفت الإقليم الكثير من سفك الدماء وما زالت كل يوم تُزيد من التباعد و التوتر ما بين القبائل العربية والغير عربية، فهي لغة غير مفيدة في ميادين البحث عن الأمان و بناء السلام بما تحمله من معاني متعددة و مُبهمة ، الشي الذي يبرر إسأءة فهمها وتأويلها عند المجمعات العربية بمضامين لاتخدم علي الإطلاق مهمة تقارب وجهات النظر ما بين أطراف الصراع وإفتراش الأرضية الصالحة لإيقاف الحرب و بناء السلام .
    ٤-اثبتت التجارب أيضاً بأنه لايمكن لإي حركة مطلبية سواءً كانت ذات طابع إفريقي او عُروبي أن تنجح في إنجاز مشروع إسترداد المطالب التنموية للإقليم ما لم تُراعي في تكوينها او تأسيس مشروعها أهمية الإجماع و التمثيل لكل المكونات التي تَقطن الإقليم . هذه هي النقطة الجوهرية التي فاتت علي مخططي العمل الثوري من أجل إسترداد الحقوق التنموية في دارفور ، عندما أخطأوا في تأسيس بذور الحِراك المسلح بالإعتماد فقط علي المكون الإفريقية دون الإلتفات إلي المكون العربي الذي يشكل ما يقارب ال٥٠٪؜ من الوجود في دارفور . هذا الخطأ كان مجرد طبق من ذهب قدمته الحركات المسلحة في بداية عمرها بلا ثمن لنظام الإنقاذ .























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de