b162e6cb-8a53-4355-b21a-3409e451336f.jpeg المحاماة مهنة ذات هدف سام ونبيل هو تطبيق الانظمة والقوانين والتي هي أساس تقدم الأمم وركيزة نهضتها ويتجلى ذلك بالدفاع عن المظلوم، وفي تقديري أنها ليست وعاءً لكل راغب إذ انها لها حقوقها والتزاماتها التي يجب احترامها والعمل بها، كما أن مهنة المحاماة من جانب آخر أحد العناصر الاساسية التي تساهم في تحقيق العدالة وهي لا تقتصر على علاقة المحامي بالموكل، بل تتعداها لتقف في مقدمة المهن التي تتميز بتأثيرها الواضح في الواقع الاجتماعي والوطني وفي تنمية الفكر الحقوقي والعدلي لدى أفراد المجتمع وتوعيتهم بحقوقهم وحثهم على اداء واجباتهم. ولما كانت المحاماة من أجل المهن في العالم، فهي أيضاً من أشق المهن، فهي تتطلب الأبداع والاعداد الجيد، لأنها تفرض على المحامي أن يتحلى بقيمها، وأن يعطيها كل وقته فهي لا تدع له وقتاً للراحة، ولا بد أن يتحلى المحامي بالحكمة والشجاعة والعفة والاخلاص والأمانة والعدالة. قصدت سرد هذه المقدمة الصريحة كتفاعل طبيعي في ظل حالات الاعتداء على المحامين من قبل القضاة المتزايدة، الأمر الذي يحتاج الى وقفة جادة من أهل القانون، كما ان التصريحات التي صرح بها الأستاذ المحامي المعتدى عليه مبارك الجنيد أبو زيد في حواره مع صحيفة الراكوبة الالكترونية هي تصرحيات خطيرة، ربما تجعل صاحبها معرضاً للمسائلة القانونية التي يكون طريق البراءة منها باثبات من صرح به. كقانونين، إن جاز لي أن أعتبر نفسي أحدهم، ليس المطلوب منا غض النظر والتزام الصمت في مثل هذه المواقف الجريئة خصوصاً وأن سوابق الاعتداء على المحامين ازدادت وبصورة ملحوظة في الأونة الأخيرة. بل يجب أن ندين ونستنكر مثل هذه الظواهر، وندافع عن مهنة المحاماة بكل شجاعة وبصورة موضوعية وبكافة الوسائل المتحضرة التي تعكس للدولة مدى ضرورة وأهمية دور المحامي الذي يجب أن يوفر خدماته القانونية بصورة مهنية ومستقلة، ودور المحامي الحيوي في إعلاء معايير المهنة وادابها وحماية أعضائها، وضمان الملاحقة القضائية لكل من يهين ويتطاول على المحامي ومهنة المحاماة، وكل ذلك يصب وبصورة مباشرة في تعزيز أهداف العدالة والمصلحة العامة. في تقديري أن الأمر يتجاوز وقفة أهل مهنة المحاماة في مثل هذه المسائل، بل يجب أن يكون صوت السادة القضاة هو الغالب في هذه المواقف، فإذا صح ما قد صرح به الاستاذ المحترم مبارك الجنيد بخصوص ما بدر من السيد قاضي محكمة أمبدة الشرعية مولانا نجيب حسن ، فهذا يعتبر خروج غير مقبول على تقاليد واداب مهنة القضاء، والتي يتجب أن يتحلى أهلها بالحكمة والصبر وسعة الصدر والقدرة على الاستيعاب التي تجعله حكماً عادلاً في المخاصمات، واذا كانت مثل هذه الأفعال تصدر عن قاض بيده كلمة العدل التي تفصل بين الناس، فهذا يدل على وجود خلل وأزمة كبيرة داخل المنظومة ككل. اننا في انتظار مخرجات الاجراءات القضائية التي إتخذها الاستاذ المحامي مبارك الجنيد في مواجهة من اعتدى عليه، لنرى ما رأي القضاء السوداني في ضرب وإهانة المحامي المعتدى عليه والذي يمارس ظل يمارس مهنة المحاماة منذ 30 عاماً حسب ما صرح به في حواره مع صحيفة الراكوبة.
محمد عبد القادر محمد أحمد
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق February, 05 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة