إفريقيا ولعنة الموارد واللون.. تشاد نموذجا بقلم د. ياسر محجوب الحسين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 09:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-24-2021, 04:35 AM

د. ياسر محجوب الحسين
<aد. ياسر محجوب الحسين
تاريخ التسجيل: 07-28-2018
مجموع المشاركات: 278

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إفريقيا ولعنة الموارد واللون.. تشاد نموذجا بقلم د. ياسر محجوب الحسين

    04:35 AM April, 23 2021

    سودانيز اون لاين
    د. ياسر محجوب الحسين-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر



    أمواج ناعمة

    صورة أفريقيا النمطية أنها قارة الانقلابات العسكرية والصراعات الحادة والاضطرابات السياسية المتطاولة، وهي صورة تتكئ على حقيقة عرجاء من ورائها حقيقة أساسية أخرى؛ فكون راهن القارة يجسد تلك الصورة، إلا أن هذا الراهن الذي يؤزها أزا رسّخ له الاستعمار الغربي بدءا من عام 1870، واللعنة التي أصابت هذه القارة، أنها ثرية ثراءً فاحشا بالموارد الطبيعية فوق الأرض وتحتها، والطامعون فيها يرون أن إنسانها لا يستحق هذه الثروات، تأسيسا بنظرة عنصرية مصدرها الأساسي كتاب التوراة المحرف؛ ففيه زعم بأن سواد البشرة إنما أصله لعنة نوح لابنه حام؛ ومن ثم حفدته، وهو ما أسس للتفرقة العنصرية والتمييز اللوني عبر الحقب، هذه الأسطورة تمكنت وانتشرت في أوروبا منذ ما قبل العصور الوسطى.
    تحتل أفريقيا المكانة الثانية من حيث المساحة بين قارات العالم، حيث تمثل نحو 22 % من مساحة اليابس، وهي مستودع وترسانة للمواد الأولية، ولم يكد يتم استغلال ما يزيد على الطبقة السطحية من أرضها حتى اليوم، ومع ذلك فإنها تنتج ما يقرب من 98 % من إنتاج العالم من الماس و55 % من ذهبه و22 % من نحاسه مع كميات ضخمة من معادن جوهرية مهمة كالمنجنيز والكروم والأورانيوم، وتقدر احتياطيات النفط الخام في أفريقيا بنحو 125.8 مليار برميل، فيما بلغ الإنتاج اليومي، نحو 8.4 مليون برميل، كما تنتج أفريقيا حوالي ثلثي كاكاو العالم وثلاثة أخماس زيت النخيل، وأرضها فيها احتياطيات لا نهاية لها من القوة المائية كما ينمو في أرضها أي نبات في العالم، ومع أنها تضم نحو 13 % من سكان العالم إلا أن نصيبها من الناتج العالمي لا يتعدى 1.6 %.
    وكرد فعل لآثام الاستعمار التي ضربت جحافله أفريقيا والحامل لجرثومة العنصرية من لدن ذلك التحريف ثم تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، نشأت فكرة الزنجية أو النغريتية، ومنها تحولت نحو "الأفريقية" في غرب القارة ومن هنالك وفدت الفكرتان الأخيرتان إلى شرق أفريقيا بعد الاستقلال، ولم يكن استغلال الاستعمار البشع للقارة يقف عند نهب مواردها وثرواتها الطبيعية فحسب، وإنما طال ذلك الاستغلال الإنسان الأفريقي وحريته، وكرامته، فقد أشار أحد تقارير منظمة اليونسكو، إلى أن ما فقدته أفريقيا من أبنائها في تجارة الرقيق يقدّر بنحو 210 ملايين نسمة، مُعظمهم من الشباب والرجال الأقوياء، وهو ما ساهم في حرمان القارة من الأيدي العاملة الحقيقية، وتعميق تخلفها الاقتصادي.
    والملاحظة الجديرة بالتأمل، أن ما قبل الاستعمار الأوروبي شهدت القارة استقراراً وازدهارا خلال فترة العصور الوسطى (ما بين القرنين الثامن والسادس عشر) بسبب قيام ممالك أفريقية إسلامية، سادت رِدحا من الزمن في شرق القارة وغربـها، وساهمت هذه الممالك إسهاماً إيجابياً في نقل الحضارة والفكر الإسلامي والعربي إلى تلك المناطق، وبقيت النظم السياسية التقليدية تعمل مع إضافات إيجابية غرستها الحضارة العربية والإسلامية، بيد أن الاستعمار الأوروبي قضى على طبيعة النظام السياسي التقليدي، فكان الفرق في الاستقرار السياسي بين أفريقيا التقليدية وأفريقيا ما بعد الاستعمار، يكمن في أن طبيعة وراثة الزعيم في أفريقيا التقليدية جعلت الشعب في العادة يُدرك إجراءات توليه المنصب بعد الرئيس، ويعرف بسهولة وسلاسة النهج المتبع لتحديد خليفة له في حالة الانتقال؛ وذلك لارتباط السلطة بمركز الزعيم وليس بشخصه، بعكس أفريقيا اليوم المثخنة بجراحات الاستعمار، حيث أضحت فيها شخصية الرئيس المؤسس تلقي ظلالاً كثيفاً على كينونة الدولة ذاتها، وفي مدى إمكانية استمراريتها في غياب الزعيم.
    فقد عَمد الاستعمار إلى إزالة زعامات قديمة بما فيها ممالك ودول، كما شكّل زعامات حديثة صغيرة في معظم الأحيان، ولم يكن التغيير في كِلا الحالتين إلا وجهاً من وجوه العنف المدمّر، الذي ابتدعه الاستعمار، ولم ينتج عنه سوى تكريس التخلف وتنميته، ونتج عن هذا النسيج السياسي المصطنع أن أصبحت الانقلابات العسكرية الآلية الرئيسية لانتقال السلطة في القارة بدعم وإدارة من المستعمر من وراء البحار.
    لقد اقتسم المستعمرون الأوروبيون القارة الأفريقية، وكأنها خالية من السكان وكأن لا تاريخ لها، ولا كيانات سياسية فيها، ولا علاقات تربط بين شعوبها. واقُتسمت قطعا مُستطيلة أو مُربعة، تفصل بينها حدود مُستقيمة أو بحيرة، أو مجرى نهر، أو سواه؛ فجزأوا شعوبا أجزاء، وشرذموها أممًا، وجاء مؤتمر برلين 1884- 1885م ليضع خريطة تقسيم أفريقيا التي كان يُطلق عليها المستعمرون وقتها "أرض بلا صاحب"، وليقنن السباق الاستعماري الأوروبي، ويحدّد لكل دولة من الدول حدود مستعمراتها الجديدة.
    وبعد أن استقلت المستعمرات الأفريقية، نشأت فيها عدة مشاكل تحتاج إلى معالجة دقيقة للعودة إلى الأصول، وللجمع بين الشعوب الممزقة على أسس تاريخها وإثنيتها، وما إلى هذه الإثنية من عادات وتقاليد ومعتقدات، وما فيها من ثوابت اجتماعية وعرقية، وسياسية، فقد كانت القناعة الاستعمارية تنطلق من قاعدة خبيثة مؤداها ضرورة قيام حرب شاملة تُدمّر كل الهياكل والأشكال السياسية والاجتماعية والاقتصادية القديمة، حتى يتسنى للدولة القائدة ترتيب القارة الأفريقية بما يتوافق ورؤيتها، خاصة أن أساس السياسة الغربية، قائم على قاعدة الفك والتركيب.
    إن ما يجري اليوم في تشاد بعد مقتل رئيسها الجنرال إدريس ديبي الأسبوع الماضي وغيابه بشكل دراماتيكي عن المشهد التشادي يمثل نموذجاً للعبث الاستعماري بدول هذه القارة المكلومة، صحيح أن التغيير عموماً والسياسي خصوصاً، سنة من سنن الحياة في كل مكان وزمان، إلا أن التغييرات السياسية الحادة تكاد تسم مجمل الأوضاع السياسية في أفريقيا فينتج عنها استمرار دوامة الاضطراب وعدم الاستقرار فتلكم بيئة ملائمة لاستمرار نهب مقدرات القارة واستعباد إنسانها.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de