|
أهكذا يكون عندك العدل و المساواة يا جبريل ؟ بقلم:عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
|
01:21 PM November, 23 2020 سودانيز اون لاين عبدالعزيز وداعة الله عبدالله- مكتبتى رابط مختصر
تفاجئتُ كغيري مِنْ الذين تفاءلوا خيراً في دكتور جبريل ابراهيم بل و قد صُدِمّنا بمقطع فيديو تداولته الاسافير لجبريل في وقت سابق بعد غزوته لمدينة ام درمان وسَط مجموعة مِن جنوده مخاطِباً إياهم بينما كانت تقاطعه بعض الهتافات بأَنْ كُل القوة الخرطوم جوّة, و وسط الحلبة كان أَحَد جنوده يرقص و يصيح بكلامٍ لم أميّزه سوي كلمة (العمارات), و حينها كشَف الدكتور عن نفسه و قال له مصححا: لا, لا , العمارات ما تكسّروها, أُخْدوها(خذوها). و تمعنتُ كثيراً في المقطع و قلتُ في نفسي: (الله يكضب الشينة) أمَلاً في أن يكون مقطعا مزيّفاً لا يليق بحامل للدكتوراه, و بالطبع خاب ظني فالمقطع حقيقي و كذلك التوجيه بأخذ العمارات من الدكتور المحسوب على حزب الترابي. و الدكتور الإسلامي و هو يوصي بأخذ عمارات أهل الخرطوم تناسي بماذا كان رسول الانسانية يوصي قادته و جيوشه قبل التحرك لغزواته و هي ليست غزوات اعتداء و لكنها استباق لهجوم من الاعداء بأن لا يمسوا النساء و الاطفال و الشيوخ و لا يقطعوا نخلة أو يفسدوا بئراً و نحو ذلك. و الدكتور مؤخراً بُعيْد وصوله للخرطوم بعد التوقيع على اتفاقية السلام بجوبا زار أُسْرة شيخه الترابي و مِنْ المؤكد ان تكون الزيارة في(عمارة) فهل ستكون عمارة أُسرة الترابي هدفاً ايضاً للأخذ؟ و لعل في باقي حديثه او هتافات جنوده شيئاً عن تقتيل ابناء الخرطوم و استحياء نسائها و سبيهن!! أو إنْ كان هذا البرنامج مقتصراً علي ولاية الخرطوم أم يشمل باقي الولايات!!, فهل-يا دكتور- مِنْ العدل ان توصي جنودك بهذا القول؟ و هل مِنْ فرْقٍ بينك و بيْن احمد هرون صاحب التوجيهات لبعض قادة مِن الجيش: (أكسح أمسح ما تجيبه حيّ, ما داير عبء اداري) أو ما قيل عن علِي كوشيب؟ و توجيه الدكتور لجنوده بأخذ العمارات و ليس تكسيرها بالطبع ليس نجوَي و سِرٍ يراد كتمانه, و حتي و إنْ كان مجرد سرٍ أُشيع و أُفتضح فما باله لم ينفي او يقول كلاما لطيفا او توبة و اعتذارا بأنها مجرد زلات لسان في ميدان حربغيْر انَّ الروح الدموية لا تزال متمكنة مِن الدكتور و قد كشفتْ ذلك أقواله عند زيارته لتقديم العزاء لأسرة المقرئ نورين محمد صديق: (ان من يريدون عرقلة تعليم القران في البلاد لمستوي معين من النشء, نحن حزنا لذلك و هؤلاء شاذون, و لا يعرفون طبيعة اهل السودان بانهم أهل قران.. و هذا الامر لن يمضي بإذن الله و نحن احياء , و لن يستطيع هؤلاء الشاذين عن الخط ان يغيروا واقع اهل السودان). و قد اعجبني تعليق احد البسطاء, رغم انّ قوله هذا يخرجه من دائرة البساطة بأنهم ما عادوا يميزون بين الاسلامي و اللاسلامي حينما نري سلوك و اقوال هذه الجماعة, و قد صدق هذا الرجل, فما شهدناه طيلة الثلاثين عاما القاحلة مِنْ حُكْم الجماعة الانقلابية على الديمقراطية لم يكن يمت للإسلام بشيء و الاسلام منهم براء, فالإسلام دين سِلم و عدل و حرية حتي في الاعتقاد و مِنْ ذلك ما جاءتْ به سورة الكافرون: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ), و القرآن لم ينزل ليحفظه أطفال السودان و لا لغيرهم ليكون في الاوراق و الصدور فحسب و لكنه ليكون خُلُقاً بمثلما قالت السيدة عائشة عن خُلق رسول الله صلي الله عليه و سلم بأنه: (كان خلقه القرآن) و قال صلي الله عليه و سلم عن نفسه: ( أدَّبني ربي فأحسن تأديبي) فهلا تأدبتم بالأخلاق التى دعا لها القرآن يا ادعياء الاسلام المتاجرين بشعاراته؟ , إنَّكم أبعد ما تكونوا عن اخلاق الاسلام و مبادئه, لأن الاسلام ليس صلاة و صوماً و حلقات قرآن. أَبَعْد افتضاح فساد و ظلم جماعة النظام البائد و سفكها للدماء و أنَّ51 من رموزها مطلوبين للعدالة الدولية-في الدنيا- و أكثرهم متورطين في جرائم فساد و نهب لا يستحون و يريدون انْ يعودوا بسياسة الخداع و الشعارات الزائفة. و قال احد المتعاطفين مع دكتور خليل أنّه خُذِل فيه و أنهم حاولوا بقدر الإمكان-لأجل السلام- التغاضي عن الآثار المريرة التى خلَّفها غزو حركتهم لأم درمان و ترويع مواطنيها خلافا للخسائر المتعددة قبل سنوات إلاَّ أنَّ ذهنية الحركة يبدو انها لم تتغير. و قال أحد العطبراويون(أهل عطبرة) كنا نتوقعه اول ما يزور ان تكون قِبْلَته مدينة عطبرة بثوارها الاشاوس الذين اطلقوا شرارة الثورة عنيفة و قطاراتهم التى اظهرتها كُبْرَي الوسائط الاعلامية العالمية, إلاَّ انَّ الرجل جاءت زيارته لأسرة شيخه الترابي المخطط لانقلاب 1989 لجماعته الذين تجري محاكمتهم الآن, و هو-أي الشيخ- صاحب القولة الشهيرة لعمر البشير: (أذهب للقصر رئيسا, و انا للسجن حبيسا), و الأيام دول, فها ذا يذهب البشير للسجن حبيسا, و الشيخ لمليك مقتدر كلنا ذاهبون له طال الزمن أَم قَصُر. كنا نود طي صفحة الماضي و لكن إذا ما اقتضي الحال فسوف نكون مضطرين لسؤالهم عن مصادر تمويل حركتهم طيلة الفترة الماضية, و الاجابة معروفة, كما نود ان نتغاضى عن ما حاق بأهل الشمال الذين كانوا يدفعون فاتورة الحرب بينما كانت حقوقهم مهدرة و مواردهم تذهب لغيرهم, و المناصير علي سبيل المثال في ولاية نهر النيل شُرِّدوا من ديارهم ليقوم سد مروي و ينعم باقي السودان بالكهرباء و ذهبت تعويضاتهم مع الريح, و كانوا اول من نظَّم اعتصاما حاشدا حضارياً امام ساحة عاصمة ولاية نهر النيل نقلته كُبْرَي الوسائط الاعلامية العالمية. و نختم بالآية114من سورة النساء: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ..) و بقوله صلي الله عليه و سلَّم: ( مَنْ كان يؤمن بالله و اليوم الآخِر فليقل خيراً أو ليصمت) .
|
|
|
|
|
|