بقلم الطيب الزين كاتب وباحث في قضايا القيادة والاصلاح المؤسسي.
في مرحلة وطنية فارقة حيث تتكالب علينا الازمات وتتكشف وجوه الخيانة لا بد من فرز أخلاقي واضح بين من يقاتل دفاعا عن شعبه ومن يثرثر في الظلال لا مكان للحياد الزائف ولا للخطاب المشاتر الذي يساوي بين الضحية والجلاد نحن في معركة وجود لا معركة مجاملة وفي زمن التأسيس لا يطلب من الجميع ان يصفق لكن يطلب من الجميع ان يفهم ان يتحمل مسؤوليته وان يضبط خطابه هذا المقال ليس دفاعا عن شخص بل دفاع عن الحقيقة عن الوعي عن حق الجماهير في خطاب مؤسس لا في صراخ مشوش انه دعوة صريحة لمراجعة الذات ولتمييز النقد النبيل من الهجوم العقيم وللوقوف مع من يواجه الارهاب نيابة عنكم لا لرجمهم بالكلمات وهم في قلب المعركة. إخوتي، النقد الموضوعي مقبول بل مطلوب اما النقد غير الموضوعي فمرفوض لانه لا ينتج وعيا بل يزرع التشويش من يسعى الى البناء يختلف جوهريا عمن يسعى الى الخراب اضبطوا خطابكم وميزوا بين من يراجع من أجل الإصلاح ومن يهاجم من أجل الهدم فالكلمة مسؤولية والموقف شهادة والمرحلة لا تحتمل المزيد من الإنفعال العقيم الفريق محمد حمدان رئيس المجلس الرئاسي يواجه عصابة مجرمة مدعومة من جهات لا تريد لبلادنا ان تخرج من نفق ازماتها هذه حقيقة يجب ان تفهم ويبنى عليها الموقف اغلب الناعقين اليوم انخرطوا في التنظيمات التي تقاتل جنبا الى جنب مع فلول نظام الانقاذ وبعضهم شاركوا في مسرحيات الحوار الوطني التي كان يروج لها الطاغية الضلالي عمر البشير فهل يعقل ان نأخذ منهم دروسا في النقد ؟ وهل يعقل ان نسمح لهم بتشويه مسار التأسيس وهم انفسهم من باركوا الخراب ؟ ونذكر الجميع نحن ليست لنا عداوة مع اهلنا في الشمال ولا في الشرق ولا في الغرب ولا في الوسط هؤلاء اهلنا ضحايا وأسرى تحت هيمنة الإرهابيين الذين يرتكبون الجرائم البشعة لقهر الشعب السوداني وإخضاعه ما قاموا به من جرائم مفهوم الأهداف لكنه ليس دليل قوة بل دليل ضعف لان الأقوياء يترفعون عن هكذا أفعال ويراهنون على الوعي لا على القهر فليفهم هذا جيدا وليبنى عليه خطاب وطني لا يفرق بين الضحية والجلاد. علينا نحن في المقابل أن نكون في صف الوطن لا في صف المتفرجين علينا دعم الاشاوس الأبطال بالمال والأفعال والأقوال التي تعزز نضالهم ومجاهداتهم لان من يقاتل دفاعا عن شعبه لا يحتاج فقط الى الذخيرة بل الى الكلمة الصادقة والموقف النبيل والدعم العملي الذي يترجم الإنتماء الى فعل، وبالتالي لا داعي للمزايدة الرخيصة أسألوا أنفسكم ماذا قدمتم من دعم مالي للاشاوس ؟ هل تبرعتم بدولار واحد ؟ هل حملتم السلاح ؟ هل وظفتم القلم لنقد الحركة الظلامية التي تسمي نفسها بالاسلامية ؟ التي أدخلت السودان في النفق المظلم منذ إنقلاب الجبهة القومية الإسلامية على النظام الديمقراطي عام 1989 ؟ فليراجع كل منا خطابه وليكن النقد أداة بناء لا وسيلة تشهير لان الوطن لا يبنى بالصراخ بل بالوعي ولا يحمى بالإنفعال بل بالموقف المسؤول ونقولها لمن يجهلون او يتجاهلون النصر حليف الأشاوس الأبطال وحليف الأحرار الشرفاء. *الدولة المدنية قادمة شاء من شاء وأبى من أبى .*
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة