الشعب السوداني في هذه الأيام يراقب عن كثب تلك المناوشات التي جرت بين السيد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وبين والي ولاية الخرطوم المعزول .. وتلك المناوشات قد انتهت بعزل والي ولاية الخرطوم وكذلك بعزل المسئول عن هيئة المواصفات والقياسات .. والأحوال التي تعيشيها البلاد بجوانبها الاقتصادية والأدائية والوبائية تتطلب عزل المئات والمئات من هؤلاء الذين يحتلون المناصب والوظائف ولا يقدمون تلك الخدمات المرجوة بذلك القدر المطلوب والمفروض .. وأحاديث الشعب السوداني في هذه الأيام تدور حول ذلك الوالي لولاية الخرطوم المعزول .. وبالرغم من أن الشعب السوداني يوجه في هذه الأيام تلك الانتقادات العنيفة والشديدة للسيد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ووزرائه لعدم الرضا في إنجازات تلك الحكومة الجديدة إلا أن الشعب السوداني وجد نوعاُ من الراحة في ذلك العزل وفي ذلك القرار .. ومثل هذا المقال هنا وغيرها يؤكد أن الأحوال في البلاد لا تتحمل مثل تلك المناورات السطحية التي لا توافق العقل والمنطق .. ولسان حال الشعب السوداني يقول لذلك الوالي المعزول : هل اختصرت وعولجت مشاكل الشعب السوداني لتكون فقط في أمر : ( الصلاة أو عدم الصلاة في المساجد؟؟ ) .. والعلماء في كافة بلاد المسلمين قد منعوا التواجد في المساجد بموجب تلك الإفتاءات الشرعية الصحيحة .. وأقدس المساجد فوق أرض الأرض قد منعت فيها صلاة الجماعة مؤقتاُ حتى تنتهي ذلك الوباء .. فإذا منعت صلاة الجماعة بالحرم المكي الشريف وبالمسجد النبوي الطاهر وبالمسجد الأقصى المبارك وكذلك منعت صلاة الجماعة في معظم مساجد المسلمين في أرجاء العالم فما الذي يمنع أن يكون الحال بالمثل في مساجد ولاية الخرطوم ؟؟ .. مجرد عناد غير منطقي من والي ولاية الخرطوم المعزول .
والغريب في الأمر أن الناس في هذه الأيام بدئوا يتناولون سيرة ذلك الوالي بنوع من الاستغراب والدهشة !!.. ويقولون بمنتهى البراءة : ( هل كان هنالك فعلاُ والي لولاية الخرطوم ؟؟؟ .. وماذا كان يفعل ذلك الوالي تحت مسمى تلك الوظيفة ؟؟ ) .. أين كان ذلك الوالي وولاية الخرطوم غارقة في تلك الأوساخ والنفايات لشهور وشهور ؟؟.. وأين كان والي ولاية الخرطوم المعزول حين كان سكان الولاية يكابدون الويلات والأوجاع والغلاء والبلاء ؟؟ .. وأين كان والي ولاية الخرطوم المعزول حين كان يقف سكان ولايته في تلك الصفوف الطويلة أمام الأفران وأمام محطات الوقود ؟؟ .. ولم يسمع سكان ولاية الخرطوم صوت ذلك الوالي المعزول في يوم من الأيام وهو يندد بتلك الأحوال المتردية في الولاية !!.. كما أن سكان ولاية الخرطوم لم يسمعوا يوماُ بأن ذلك الوالي المعزول كان يراقب الأسواق ويطارد التجار الجشعين في ولايته .. ولم يسمع سكان ولاية الخرطوم أن ذلك الوالي المعزول وقف بين سكان الولاية ليعالج أزمة المواصلات في أرجاء الولاية .. وفقط سمع سكان الولاية أن والي ولاية الخرطوم يحتج فجأةُ على عدم قيام صلاة الجماعة في المساجد .. وكأن كل تلك الأحوال التي تؤرق حياة السكان في ولايته لا تهمه كثيراُ ولا تشغل باله !.. وفقط تهمه تلك الصلوات الجماعية في المساجد .. وهي صلوات لن يتركها المسلون في بيوتهم .. والدين يسر ويقول : ( لا ترموا بأنفسكم في التهلكة !! ) .
ويبدو أن ذاكرة الشعب السوداني قد أصبحت ضعيفة بذلك القدر بفعل الظروف والأحوال المعيشية القاسية .. وهي ذاكرة أصبحت تنسى الكثيرين والكثيرين من أمثال ذلك الوالي الذين يتواجدون في ساحات السودان ويحتلون المناصب العليا دون تلك الإنجازات المفروضة .. مجرد أسماء تتواجد في المناصب ولا تتواجد في الميادين .. وأغلب أصحاب تلك الأسماء يتوارون عن الأنظار بذكاء شديد ,, ويتواجدون في الخفاء دون أن يتنبه إليهم الشعب السوداني .. وفي الغالب الأعم فهؤلاء أصحاب المناصب والوظائف لا يظهرون إلا يوم القبض على الرواتب والأجور والامتيازات .. أما عند الحاجة وعند الضرورة فلا يجدهم الشعب السوداني في الميادين .. ولا أثر لتواجدهم في ساحات الإنجازات والبذل والتضحيات . الساحات .. وذلك الوالي المعزول لولاية الخرطوم فقد أخطأ في حساباته بتلك الخطوة العجيبة .. ثم كشف عن نفسه بنفسه دون أن يتنبه إليه الشعب السوداني .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة