أزمة الاتحاديون و استلاف ثقافة مغايرة كتبه زين العابدين صالح عبد الرحمن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 10-13-2025, 03:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-11-2025, 04:05 AM

زين العابدين صالح عبد الرحمن
<aزين العابدين صالح عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 1172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أزمة الاتحاديون و استلاف ثقافة مغايرة كتبه زين العابدين صالح عبد الرحمن

    04:05 AM October, 10 2025

    سودانيز اون لاين
    زين العابدين صالح عبد الرحمن-استراليا
    مكتبتى
    رابط مختصر





    المراقب للساحة السياسية في السودان، يجد أن الاتحاديين يشكلون غيابا من قبل أتفاقية " نيفاشا 2005" رغم أنهم شاركوا الإنقاذ بتيارين، إلا أنهم ظلوا خارج دائرة صناعة القرار، و هذا الضعف الاتحادي ظهر بعد إنتفاضة إبريل 1985م، و يرجع للخلافات الكبيرة التي تعرض لها الحزب الاتحادي الديمقراطي بعد غياب الشريف حسين الهندي.. و كان الحزب الوطني الاتحادي قد تأسس عام 1953م بعد إندماج عدد من الأحزاب الاتحادية و الأشقاء في القاهرة.. و كان المؤسسون ينتمون للطبقة الوسطى الناشئة حديثا في البلاد بعد تأسيس التعليم الحديث من قبل الإدارة الاستعمارية.. هذا التعليم هو الذي خلق الوعي الجديد في البلاد، و أظهر الطبقة الوسطى التي قادات النضال من أجل الاستقلال..
    كانت مجموعة الأشقاء يمثلون التيار الريديكالي في الحزب الجديد، و كانوا أكثر القيادات فاعلية، و قراءة لتجارب الشعوب الأخرى. لذلك عندما أصبح أسماعيل الأزهري رئيسا للحزب كان مدركا لدور الطبقة الوسطى في المجتمع، و هي الطبقة التي تحفظ التوازن الاجتماعي، و تعلب الدور التنويري أيضا، رغم أن الحزب كانت فيه تيارات أخرى متأثر بثقافة القوميين العرب، و هم الذين شاركوا في انقلاب مايو 1969م مع الحزب الشيوعي.. أن وعي الزعيم الأزهري كان دائما يحاول أن يحافظ على الدور الوسطي في السياسة بعيدا عن التطرف، لذك ابتعد أن يدخل في مناكفات سياسية مع الأخرين، و فضل أن يلعب دور الوسط، و كان يعتقد أن الدور الجماهيري مهم في حسم القضايا الخلافية.. لذلك عندما تأمر عليه السيدان و اسقطوا حكومته، لجأ إلي الجماهير عندما طلب في البرلمان إجراء انتخابات المجالس المحلية كرد فعل ديمقراطي على التأمر.. و بالفعل قد فاز الحزب الوطني الاتحادي بأغلبية المجالس، مما جعله يستعد لمعركة أخرى، هي التي جعلت رئيس الوزراء عبد الله خليل يسلم الحكم إلي قيادة الجيش في 17 نوفمبر 1958م..
    أن الفترة المايوية التي غاب عنها الزعيم أسماعيل الأزهري، و عدد من رفاق دربه، استطاع الشريف حسين أن يحافظ على وسطية الحزب، و دور الحزب في المعادلات السياسية، خاصة أن الشريف حسين أهتم بفئتين الحركة العمالية التي قادت الصدام مع نظام مايو في شعبان 1973، و أيضا أهتم بالطلاب باعتبارهم الفئة التي سوف تحافظ مستقبلا على وسطية الحزب و دوره في المجتمع، لذلك قدم بعثات للعديد من شباب الحزب في بريطانيا و في ليبيا و العراق.. و غياب الشريف حسين أحدث فراغا كبيرا في الحزب.. لذلك نجد أن أغلبية القيادات الاتحادية الذين تأثروا بحركة القوميين العرب، و خاصة الناصرية، كانوا الأقرب في استلاف ثقافة اليسار، و الابتعاد عن ثقافة الوسط، حتى في استخدامهم للمصطلحات اليسارية في تعاملهم السياسي اليومي، فترة الاتحاد الاشتراكي رغم أن أغلبية القاعدة الاتحادية كانت بعيدة منها، إلا أن أثر الإعلام و الصحافة التي كانت مملوكة للدولة، و تحت إدارة الاتحاد الاشتراكي قد أثرت في الثقافة السياسية، خاصة بعد المصالحة في 1977م، حيث دخل الإسلاميون و حزب الأمة في تحالف مع نظام مايو، و أصبحت قياداتهم في قمة الاتحاد الاشتراكي، و كانوا مجبرين على استلاف أفرازات اليسار الثقافية.. هذه قد أثرت بصورة مباشرة على التيارات الاتحادية الجديدة.. باعتبار أن ثقافة اليسار هي التي تعطيهم صفة " تقدمية" و هي كلمة ذات مدلولات يسارية ليس لها علاقة بالاستنارة في جانبها السياسي الديمقراطي..
    كان من المتوقع بعد الانتفاضة؛ أن تلتفت النخب الاتحادية لذلك الأثر الثقافي الذي لا يعبر عن توجهها باعتبارها قوى ديمقراطية، و تحاول معالجته حتى ترجع الحركة الاتحادية إلي إرثها الثقافي، لكن الصراعات الاتحادية و الانقسامات التي حدثت، قد أدت إلي صعود الطائفة على قمة الحزب، و غاب الإنتاج الفكري و الثقافي، و الطائفة مهمتها الأساسية أن تحافظ على مصالحها الخاصة، و لا تلتفت إلي دور الحزب في الإنتاج الفكري و الثقافى، باعتبار أن الطائفة لا يهما ذلك، بقدر ما يهما أن تكون قابضة على مفاصل الحزب في اعتقاد أنه الأداة التي يحفظ لها دورها السياسي و الاجتماعي، و حتى يحفظ لها تحالفاتها الخارجية.. لذلك أتت بالعناصر التي تساعدها على ذلك.. هذا الجمود قد خلق أضطرابا كبيرا في الحركة الاتحادية.. و كنت قد أشرت لذلك في كتابي " دور الحزب الشيوعي في تفكيك الحركة الاتحادية" حيث يشير للفترة التي ساعد فيها الحزب الشيوعي المجموعة التي كونت بعد ذلك " حزب الشعب الديمقراطي" و هؤلاء تحالفوا مع الحزب الشيوعي، ثم تبنوا الاشتراكية كحل لمشاكل المجتمع و السودان.. هذا الحلف هو أيضا استلف أغلبية مصطلحات الماركسية، كما أشار الشخ على عبد الرحمن في كتابه " الديمقراطية و الاشتراكية في السودان" و هي بداية الأزمة التي استمرت حتى الآن.. لآن ثقافة اليسار الماركسي و حتى القومي هي ثقافة تؤسس على مشروع شمولي و ليس ديمقراطي " باعتبار أن الثورة و الثورية هي مقصدها لتكوين ديكتاتورية البووليتاريا" فالثقافة الديمقراطية ليست لها هذه المرجعيات الثورية.. أن استلاف المصطلحات دون التدقيق فيها هي التي أضعفت تماما دور الحزب، و جعلته يبتعد عن دوره كتيار وسطي يحل مشكل المجتمع عبر الحوارات المفتوحة لكي ينتج ثقافة ديمقراطية..
    أن النقد الذي وجهه محمد أبوالقاسم حاج حمد للزعيم الأزهري في كتابه " السودان المأزق التاريخي و أفاق المستقبل ص 18" عندما يقول ( أن الأزهري نظر إلي الصراع بين حزبه و بين الآخرين في حدود الصراع السياسي المجرد على " كراسي السلطة" ) لآن الصراع مع القوى السياسية أيضا صراع ثقافي، باعتبار أن الثقافة السياسية، و كيفية استخدام المصطلحات فيها تحدد الهوية الفكرية، و الآن لا تستطيع أن تفرق بين العضو الاتحادي و العنصر اليساري في الخطاب السياسي، رغم أن كل مصطلح له مدلولاته السياسية.. أن الاتحادي الذي يجهل ثقافته السياسية لا يستطيع أن يلعب الدور الوسطى في الصراع و سيظل تابعا و ليس قياديا ذو رؤية فكرية.. أن الغياب الثقافي يعتبر سببا رئيسيا أن يصبح الاتحاديون على هامش العملية السياسية، و عجزوا أن يصنعوا الأحداث، أو يقودوا العمل السياسي وفقا لرؤيتهم الوسطية.. نعود مرة أخرى.. نسأل الله حسن البصيرة..























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de