_______________ جاء في الاخبار اعتزام ولاية الخرطوم زيادة مرتبات عمال النظافة الي مبلغ ثلاثة الف جنية. بدل من مبلغ الف وخمسمائة جنية وهوفي اعتقادي مبلغ ضعيف جدا في ظل ارتفاع الأسعار فسعر اقل وجبة غذائية لاتقل عن مبلغ مائة وخمسين جنية والمواصلات حدث ولا حرج فاذ ا كنت لا تملك مبلغ خمسمائة جنية فلن تسطيع الذهاب والإياب للمنزل واما اذا اصابك او احد افراد العائلة داء فما عليك الا الاستعداد لانتظار قدر الله با الشفاء من عنده او الموت ليرتاح ذلك الشقي الذي جعلت الاقدار ليكون السودان وطن له ذلك البلد الغريب الفقير و الغني في ان واحد فالسودان يملك كل مكونات وعناصر الانتاج الزراعي من وفرة مياه واراضي خصبة ومناخ صالح لزراعة كافة المحاصيل الزراعية وارض السودان تزخر بالمعادن النفسية مثل الذهب والفضة والحديد بل حتي ترابه فيه فوائد فقبل سنوات كان يصدر تراب من ارض نهر النيل الي اوربا بغرض استخراج مادة السيليكون منه ونملك كذلك شاطي كبير مطل علي البحر الأحمر وانهار تجري علي طول البلاد وعرضها ورغم ذلك نجد سعر كيلو السمك لا يقل ثلاثمائة جنية ورطل الحليب قد تجاوز سعر الثمانين جنية رغم امتلاك بلادنا لقطعان في المواشي. تفوق تعداد سكان دول الخليج العربي والشام مجتمعين فهل يعتبر مبلغ الثلاثة الف جنية مناسب لعامل النظافة!!! فعامل النظافة من المفترض ان يجد راتب شهري يتناسب مع المجهود الهائل في جمع نفايات و مخلفات الناس والمؤسسات والشركات والمصانع كنا نتوقع عقب سقوط النظام الضلالي البائد ان ترتقي النظرة الدونية لعامل النظافة فالبعض يحسبه لا شي وتلك جاهلية جديدة فالعمل ليس عيب وانما العيب في خيانة الامانة وسرقة موارد الدولة وتهميش الناس البسطاء والحط من كرامتهم وبكل اسف هناك فئة تعتبر مهنة عامل النظافة لا تسحق التعاطف معها بالرغم من انه يقوم بعمل طيب فهو يزيل قذرات الاخرين فالراتب الجديد الذي اعلن عنه السيد والي الخرطوم لا يتناسب لطفل في رياض الأطفال فما بالك بانسان بالغ راشد له طموح في العيش الكريم والزواج وتكوين اسرة وينجب اطفال. فكما قلنا اعلاه ان السوق يشهد كل ساعة ارتفاع جنوني اذا في ظل ارتفاع الاسعار في الاسواق فمبلغ المائة جنية يعتبر اجر غير عادل كنا نجد للنظام الضلالي البائد العذر في ممارسة الطغيان والقمع نحو ابناء الشعب السوداني فالكيزان لاضمائر لهم ولكن لا نجد اي عذر لحكومة الثورة التي اتت علي ظهر الشعب الذي انتفض ضد الكيزان فاين العدالة الاجتماعية ؟ واين حقوق الانسان ؟ واين الشعارات البراقة التي خرجنا لاجلها في ثورة ديسمبر فقد كنا نتابع بيانات تجمع المهنين وهي تلهب حماس الشعب وتبشر الناس بسودان باكر الذي ينعم فيه الجميع بالعيش الكريم و توفير للسكن وفي هذه النقطة تحديد يجب تحية الوالي المكلف السابق. اللواء عابدون الذي فتح باب الامل للمساكين والضعفاء وصادق علي كل طلب قدم اليه لحل ضائقة السكن في بلاد تملك مساحة اكبر من دولتي المانيا وفرنسا ورغم ذلك تضن علي شعبها بمنح حق السكن فالشعب السوداني الذي لا يتجاوز في التعداد السكاني عدد سكان مدينة القاهرة ولكن بكل اسف بعد بارقة الامل للمواطنين بالحصول علي سكن اتي القرار الغريب من حكومة الثورة بتجميد ذلك الحلم كل يوم يتبين لنا اعدم رغبة الحكومة في اصلاح فساد النظام السابق وان ما يحدث اليوم في الساحة السودانية من تجاهل الحكومة لمعاناة الشعب وتركهم فريسة للتجار الجشعين يدخل الشك في عدم حدوث تغير حقيقي يجب انصاف عمال النظافة وزيادة رواتبهم حتي تتناسب مع مايحدث من زيادة في الاسعار وتقديم الرعاية الصحية لهم فهم احيانا يقومون باداء اعمال النطافة بدون ارتداء ملابس واقية لتجنب التعرض الي الاصابات التي قد تحدث لهم خلال العمل وتوفير الكمامات الواقية من انبعاث الروائح الكريهة وحرائق النفيات وتوفير القفازات لحماية الايادي من التعرض لخطر النفايات الطبية وتلك اخطر انواع النفايات فهل بعد كل تلك المخاطر الصحية يقدر رواتب هولاء المهمشين بثلاثة الف جنية ؟ طبقوا العدل. فالروح واحدة فعندما خرجنا ضد النظام السابق لم يصنف الثوار علي اساس ان هناك سادة وموالي. فلا يختلف التعامل والوعود قبل الثورة لتحل محلها وعود اخري لا علاقة لها بثورة الشعب الذي خرج لاجل العيش الكريم واقامة دولة القانون والمؤسسات واحترام حقوق الإنسان
ترس اخير وأهمية عامل النظافة للشعب الياباني، والحياة الكريمة التي يعيشها بسبب تقدير اليابانيين لجهوده. فعامل النظافة في اليابان من العيب مناداته بعامل النظافة لما يعتبر من امتهان لقدره، فالاسم المناسب له عندهم "مهندس الصحة والنظافة"، فهم ينظرون إليه باعتباره شخصا مسؤولا عن صحة المدينة، فالاهتمام بالنظافة يؤدي بالسكان إلى بيئة أفضل. ويخضع عامل النظافة في اليابان لعدة اختبارات تثبت قدرته على العمل، وفي النهاية يحصل على شهادة تؤكد صلاحيته للعمل، ولتأكيد اليابانيين على أهمية عامل النظافة أو مهندس الصحة (كما يطلقون عليه) قاموا بتخصيص راتب معين له نظرا لما يتعرض له في مهنته، حيث يبلغ راتبه ما بين 75 ألف - 100 ألف دولار سنوياً، بما يعني 8000 دولار شهرياً.ونجد منازل عمال النظافة مرتبة بالكامل، ويمتلك سيارة خاصة به، ويحتوي منزله على كافة الأجهزة الكهربائية التي تكفل له حياة كريمة. مقارنة مع الدول الاخري.نجد أن مرتب عامل النظافة لا يزيد عن 100 دولار شهرياً، مما يعكس عدم تقدير المجتمعات لمهنة النظافة. وفي المقابل نجد عامل النظافة في بلادنا وما يعانيه عمال النظافةمن امتلاك بعضهم لمنازل مهدمة لا تحتوي على أجهزة كهربائية ولا يستطيع أي إنسان أن يعيش بها حياة كريمة، بينما البعض الآخر لم يجدوا منازل لهم فلجئوا إلى السكن العشوائي . ولفت حرص الرسول -صلى الله عليه وسلم- على الاهتمام بعمال النظافة، أن إحدى السيدات التي كانت تقوم بتنظيف المسجد اختفت فسأل عنها الرسول( ص) لغيابها لمدة يومين وعندما عرف أنها ماتت ذهب إلى قبرها وصلى عليها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علاء الدين محمد ابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست