هذا موضوع شيّق و مفيد بخصوص الترجمة و لا يعني المترجمين فقط

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 01:22 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-03-2019, 08:45 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هذا موضوع شيّق و مفيد بخصوص الترجمة و لا يعني المترجمين فقط

    07:45 AM November, 03 2019

    سودانيز اون لاين
    محمد عبد الله الحسين-
    مكتبتى
    رابط مختصر




    الموضوع بعنوان:(تجربة في صُنعة المترجِم: مستويات “الخيانة” بين المبنى والمعنى )

    بقلم المترجم فؤاز الطرابلسي -صحيفة القدس

    جب أن أعترف بأني، عدا ملاحظات مقتضبة في مقدمات ترجماتي لإدوارد سعيد، لم أكتب في الترجمة، ولا أنا مطلّع بما فيه الكفاية على نظريات الترجمة وقد اكتسبتْ أبعاداً جديدة مع العولمة وباتت اختصاصا أكاديميا بذاتها وثيق الصلة بالهويات وبالتواصل بين اللغات والثقافات. كل ما لديّ هنا بعض السوانح والأفكار المستمدّة من تجربتي في هذه الصنعة.



    المترجم والنص واللغة

    فكرة خيانة النص فكرة مُغرية جدا في تشبيه فعل الترجمة، تقوم على لعبة لغوية بالإيطالية بين الترجمة والخيانة traduttori-trattori. ويمكن نسبها قبل ذلك إلى الروائي الإسباني العظيم ثرفنتس الذي شبّه النص الأصلي بسجادة والنص المترجم بقفاها. ولكن في حين أن الأمثولة الإيطالية ليست تعيّن درجات الخيانة، الا أن استعارة السجادة تصدر حكما بالإعدام على الترجمة لارتكابها الخيانة العظمى.

    في المقابل، يجدر بنا أن نستلهم فلسفة بورخيس الذي كان يقول لمدوّن كلماته “لا تكتب ما أقول، أكتب ما عنيت قولَه”. مع أن بورخيس، الأعمى، يتحدث عن “ترجمة” أقواله من الشفوي إلى الكتابي، فإن نصيحته تتجاوز ثنائية الإخلاص/الخيانة. أكدّ بورخيس على ترجمة المعنى لا المبنى. ماذا يمكن قوله في أولوية المعنى والمبنى، والشكل والمضمون؟ ما دام المعلّم بورخيس لا يفيدنا في الأمر كثيرا، يمكننا البقاء هنا على حد الالتباس باستعادة سؤال پول إيلوار الرائع “هل الجرّة أجمل من الماء؟”.

    في مقدمة مجموعة نصوصه في الترجمة، يعرّف أمبرتو إكّو الترجمة على أنها تقول الشيء ذاته تقريبا Dire presque la meme chose وكل الموضوع في هذا الـ”تقريبا”. إلى أين يصل التقريب؟ وهل أن الترجمة الأقرب إلى النص تسمح لنا باعتبارها الأنجح من سواها حتى لو تم ذلك على حساب أداء المعنى الدقيق واستخدام اللغة السليمة؟ وأين موقع الدقة والنقل ليكون المقياس هو التقريب؟ كأنما نحن هنا في معرض البحث في درجات الخيانة ودقائقها.

    في تقديم ترجمتي لـ”خارج المكان” لإدوارد سعيد، شبّهت عملية الترجمة بإعادة التوزيع بالنسبة للقطعة الموسيقية. على اعتبار أن الموسيقى لغة وعلى افتراض أن إعادة التوزيع قد تغيّر في الآلات والإيقاع أو أدوارها وتتلاعب في التنويع والتقسيم، إلا أننا نسمع في الحصيلة القطعة الأصلية تقريباً وليس تماما. وهذا منوّع آخر من منوّعات الـ”تقريبا”.

    يقال الكثير عن الترجمة على أنها حوار بين لغتين. وتنطلق الاستطرادات من هنا لتشمل الحوار والتفاعل بين اللغات والثقافات والحضارات.

    يصحّ هذا القول على المستوى العام للعلاقات بين الحضارات والثقافات واللغات. في الصنعة نفسها، يتعدى الأمر مجرد الحوار. أرى إلى الترجمة على أنها صراع بين لغتين على المترجم. في الجولة الأولى للصراع لا بد أن تتغلّب اللغة الأصلية. وكم هي كثيرة الترجمات التي تخرج من المطابع وهي تحمل معالم الهزيمة في تلك الجولة الأولى، حيث يبقى النص العربي تحت رحمة الأصل، أشبه بنص إنكليزي أو فرنسي أو ألماني مكتوب بالعربية. في جولة ثانية أو بعد أكثر من جولة، لا بدّ للمترجم – المترجم الذي يأخذ صنعته على محمل الجدّ – من أن يخوض في الهجوم المعاكس، وهو ليس أقلّ من تفكيك النص الأصلي وإعادة تركيبه في اللغة المترجم إليها. لتحقيق ذلك، لا بدّ من الشغل على تطويع أدوات لغته نفسها لكي تؤدي تلك المهمة في تراكيبها والاصطلاحات والاستعارات. وهذا ما يقتضي مجموعة من الحيل والتحويرات هي أسرار المهنة عند كل مترجم.

    هل يتناقض هذا مع ما يقال عن ضرورة أن يتوارى المترجم خلف النص المترجَم؟ يصحّ ولا يصحّ. فمهما تفنّن المترجم في الاختفاء، فهو حاضر في لغته ونصه شاء أم أبى. يبحث عنه القارئ في النص المترجَم. حتى أن القارئ يقرأ للمترجِم قدر ما يقرأ للمؤلف في النص. يقرأ ويحاسب. لكن تبقى محاسبة القارئ للمترجِم في ذمة القارئ. لم يدرج لدينا تقليد نقدي يعمل على تقييم الترجمة ذاتها بما هي عملية إعادة إنتاج للنص الأصلي في لغة أخرى. وهذا فن ونوع أدبي بذاته. فالترجمة، في نهاية هذا المطاف، عملية إعادة إنتاج، عملية تصنيع مادة أولية، هي نص مكتوب بلغة، كائناً ما كانت روعة أسلوبه وأهمية المضمون، من أجل إنتاج منتوج جديد هو ذاك النص بلغة أخرى.

    هنا لا بد من القول إن الترجمة تفضح النص. وهذا ما يدركه كل مترجم وهو يتولى عملية التفكيك الواقعة في صلب عمله. وعكسا يمكن القول إن أفضل وأعمق طريقة لاستيعاب نص وتذوقه هو في ترجمته.

    كانت الترجمة عندي مناسبات للتعرّف إلى المؤلفين الذين ترجمت لهم، أو كنت على ألفة بكتاباتهم قبل فعل الترجمة. قرأت لهؤلاء المؤلفين فيما يتعدى النص قيد الترجمة. لم تستهوني مرة نظرية النص المستقل القائم بذاته، النص البلا مؤلف. خلال ترجمة ثلاثة كتب لإدوارد سعيد قرأت قسما كبيرا من مؤلفاته التي لم أكن قد قرأتها واكتشفت طبعاً أوجها لا تطل إطلاقا من كتاب “الاستشراق” ولا من كتاباته عن القضية الفلسطينية وهما الوجهان منه السائدان في المنطقة العربية. لم ينتج عن ذلك فهمٌ أعمق للنصوص التي ترجمتها وحسب، قادتني القراءات إلى التعرّف النقدي والمعمّق أيضا إلى أبرز نتاجات إدوارد في مجال الأدب المقارن والنقد الأدبي.

    والترجمة تثري اللغة عموما، رغم كل ما يقال على العكس من ذلك، وهي تثري لغة المترجم ثراء قد لا يعيه دوما أو لا يعترف به. والترجمة من التمارين العملية النادرة للاستزادة من هذه اللغة العربية الإعجازية التي نصل إلى آخر العمر وقد بدأنا بالكاد نلّم بها إلماما، ناهيك عن الأمل في التمكّن منها.

    في كل الأحوال، يجدر تقييم الكتّاب العرب بناء على عدد المفردات التي يستخدمونها في كتبهم كما هو الحال في النقد الأدبي عبر العالم.

    المفردات؟ نعم. الترجمة شغل قواميس. والقاموس معلّم اللغة الذي لا غنى عنه. لا تغنيك عنه أمهات النصوص. هو معين لا ينضب. كان محمود درويش يفتح القاموس يوميا على طريقة الاستخارة، أي عشوائيا (ومرجعه “لسان العرب” أو “المحكم” لابن سيده) ليتعلّم مفردة واحدة على الأقل من قبيل الواجب اليومي. ودوماً تفاجئك لغتك. خلال ترجمة “خارج المكان” كان المؤلف يكثر في استخدام نعت finicky. استعصى الأمر عليّ. قلت لنفسي إن المفردة تشبه مفردة “نِيْقَة” بالعامية اللبنانية. راجعتُ القاموس، فعثرت على المعادل الفصيح: نَيّق، ونَيّقة في المؤنث.

    وكان زمن نشطت فيه مدرسة كاملة في ردّ العامي إلى الفصيح. أين أيامك يا مارون عبّود؟!

    ويحصل أن لا يتوفّق المترجم بالعثور على المفردة المُحكمة في كل الأحوال. للمناسبة، ترجمة Out of Place بـ”خارج المكان” ليس عنوانا موفّقا. هي ترجمة حرفية لا تؤدي المعنى الاستعاري في الانكليزية. عند البحث في العنوان، وردتْ اقتراحات من مثل “كان لا مكان”، في تحريف لـ”كان يا ما كان”، طالما أن في الأمر سيرة؛ و”خارج السرب” وهو من قبيل أقرب التقريب، وغيرها. ولكن بعد مداولات ومشاورات جمّة شارك فيها الناشر، استسلمنا للترجمة الحَرفية وهي أضعف الإيمان.

    المقياس في نهاية الأمر واضح وحاسم: النجاح في أن يُقرأ النص المترجم وكأنه مكتوب أصلا باللغة العربية. أو تفشل المهمّة. كل الباقي أعذار.

    وهنا يقع الفرق بين الترجمة والتعريب.

    كاتب وأكاديمي لبناني








                  

11-03-2019, 10:01 AM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا موضوع شيّق و مفيد بخصوص الترجمة و لا ي� (Re: محمد عبد الله الحسين)






    تحية سلام و عدالة لأستاذي ود الحسين.
    أولن تعذرني لهذا المداخلة المطولة حد الملل
    مفروض أكتفي بالىابط لكن خذلني الموبايل
    فلعل يكون فيها ما يجلب فائدة عٍوَض التثاؤب.

    ترجمات رعناء

    يشمئزُّ مها منظق اللغة ولا لغةالمنطق

    ترجمات رعناء
    نحن هنا لا نشق غباراً لشاعر فحل أو ناثر فذ ، فهو حر فيما يكتب و يهرطق.
    بل نتساءل عن حال السامع أو القارئ الذييتلقى الكلام كما الخردة من الأسافين والبراغي ،
    وهي تدق في نعشه قبل أن يتفاعل معهاتحت حالة من الخدر الدماغي ، دون أن يسأل نفسه لماذا؟
    وهنا العيب الأكبر. فلطالما سمعنافي مجالات كثيرة تعابير تفتقر إلى المنطق يرددها المرددون بل
    يتنطعون ويتعنتون في استعمالها حمقاً وجهلاً وصلفاً وكبرياء، فيتلقفها الجاهل وكأن الدر يخرج من
    أحشائهم. ومنها ردود الأفعال التي تخالف قوانينالطبيعة ومنطق اللغة. إذ أن لكل فعل رد فعل أو ردود
    فعل متباينة. فإن أطلقنا هذا القانونعلى أمور أخرى شتى من الحياة لوجدنا أن هناك رد فعل وردود فعل،
    نحو قولهم: كان للعربردودُ فعلٍ مختلفةٌ تجاه إعدام الرئيسِ العراقي السابقِ صدام حسين. فالإعدام فعل
    واحدومواقفُ الناس منه المتعددةُ هي ردود عليه. وقد يختلط الأمر على معظمهم ظناً منهم أنرد الفعل
    هو فعل الرد( أي تكرار لفعل عين الفعلِ ) وهذا بالطبع خلط غير مقصود وخطأ شائع.بل هو كما
    عرضنا في موضع آخر ، ترجمة سيئة مغلوطة للفظ الإنجليزي(reactions) لعدم دراية
    المترجم بشروط الاشتقاق في لغة أجنبية وما يقابلها من شروط في لغتنا الأم.





    كذلك، شاع مؤخرأ|استعمال التعبير (عدد الضحايا مرشح للارتفاع).
    و يتكرر على ألسن المراسلين والمذيعينوالصحفيين وغيرهم من إعلاميين
    وسياسيين. و لو نظرنا إلى معنى (رَشَّح) لوجدنا الآتي:رَشَّحَ يُرَشِّحُ تَرْشِيحاًفلاناً :
    رَبَّاه ونَمَّاه؛ نحو رَشَّح الوالدُ وَلَده، يفيد الخير. ورشَحَّهٌ للشيْءِ:أَهَّلَه له وأعدَّه؛ ورشَّح
    فلاناً لوظيفةٍ ما: زكَّاه لها بمعني؛ ورشّحت الأمُ ولدَها: عوَّدته المشيَ ؛ ورشّحَ السَّائلَ :
    فَصلَ الأجسامَ العالقةَ فيه باستخدام مادة مسامِّيةتسمح للسائل بالنفاذ خلالها محتجزة الأجسام
    الصلبة.فكيف يمكن للعدد الضحايا أن يكونمُرَشَّحاً للارتفاع؟ فكأن ذاك المراسل اختطف معنى
    "انتخب" بمعنى((short-listing))،دون أن ينظر في مضامينه الإيجابية. و لعل الأمر اختلط
    على أول من استعمله بين"مرجح" و"مرشح" في حالة تعرف في الإنجليزية بـ(malapropism).

    فذهب مثلاً يحتذى به. أو لعلها مجرد فزلقة منخاحبها.كما يشيع في العربية المعاصرةكذلك مصطلح
    (اللغة الكونية)، وهو ترجمـة عوراء للمصطلح الإنجليـزي(universal language)، بدلاً من اللغة
    العالمية مثلاً، نحو: الإسبرانتو لغة كونية. ولم يسألناقل المصطلح إلى العربية فيما إذا كانت هذه اللغة
    الكونية ستستعمل لمخاطبة أهل المريخ أو كوكب آخر في مجرّة أخرى. بل راح يردده بكل فخر وثقة
    واعتزاز و حماقة، ودون رقيب ذاتيأ و خارجي في مؤسسات ومنظمات على قدر من الإدعاء برفعة
    المستويات ورقيها، وفي وسائل إعلام أخذت على عاتقها مسؤولية تثقيف الناس وتسييسهم و قولبة
    أدمغتهم، فأصابها العنت والصلف والغرور، فراح بعضهم يتمرد على المشاهدين وي ستهزئ بهم
    و يتمادى في طغيانه وفرض منهجه و نظرته عليهم. وهذا من أدبيات الذين ينادون بالتخلص من
    العَسْف والظلم والاستبداد.فهل يعقل أن تكون هناك لغة كونية؟فالإسبرانتو أو(lingua-franca)
    لغة أممية غايتها توحيد وسيلة التواصل بين مجاميع بشرية في الأرض وليس مع معشر الجن
    أو العفاريت في ناموس الكون بأسره. ولطالما كان شعار ومشروع المروجين لتلك اللغة
    الموضوعة المصطنعة هو (عولمة الأنجلوأمركانية)فتـتأتى للقارئ الدلالة بأن القصد
    ليس الكون بل العالم. ومن هذا القبيل القرية الكونية نقلاً مغلوطاً للتعبير الإنجليزي
    (global village). وينسحب على هذه العبارة الكلام السابق نفسه، فاللفظ
    (global) مشتق من(globe) و هو الكرة الأرضية، لا الكونية.

    مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِق بقلم/ دفع الله ود الأصيل


    و سواء أكان القصد من كونية هو ما ينسب إلى الكون، وبخاصّة
    مايتصل بتركيبه الفلكي ، والناموس الكَوْني هو الكَوْنُ، أم كانت النية
    هي ما ينسب إلى الكينونة ، فإن مصطلح القرية الكونية وكذا اللغة الكونية
    عيب منطقي و تشوه خلقي عجيب. و من الجديد في الأمثلة على المنطق الأعور
    الأعوج عند أهلنا العربان المصطلح الجديد "عقيدة بلير للمجتمع الدولي ترجمة
    لـ(Blair's 'international community' doctrine). فصاحبنا لم يميز بين
    المفردات التي سردها له (عم غوغل) أو منير البعلبكي على أحسن الفروض، فاختار
    (عقيدة) بدلاً لـ (مبدأ)، فالعقيدة هي ما يُستوثق به من حكم ثابت و دائم لا يَقبل المعتقِدُ
    الشكَّ فيه ولا يحيد عنه ،لدرجة أن يقر في القلب و تخضع له الجوارح و؛ فيما المبدأ
    هو القاعدة ، وهي الأصلُ و القانونُ و الضابط ، و هو أمر قابل للتغيير و الجرح
    والتعديل والحذف و الإبدال والإهمال و الإسقاط إلى ما هنالك حسب المقتضيات
    والمتغيرات. وكأنما الوحي قد هبط على طوني بلير كما نزل على
    غيره من قبله فأوحى إليه أن يفرض علينا اعتناق ما اعتقد.

    مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِق بقلم/ دفع الله ود الأصيل)


    @ ولعل منه كذلك التعبير الذي يترددا ليوم كثيراً لدى رجالات الإعلام والترجمة،
    وهو "التقدم إلى الأمام"، ترجمة ركيكة لـ move forward. ويكمن الخلل المنطقي
    في هذه الترجمة العوراء في ضعفها و إطنابها اللفظي القبيح ،حيث إن التقدم لا يكون
    بداهةً، إلا باتجاه واحد وهوالأمام. أم أنه حشو غير مفيد وتنطع في إيضاح ماهو بدهي؟
    ثم سق على ذلك من الأمثلة الكثيرة ما يصيبك حتما بتليف في طبلة أذينك الأيسر
    ومغص شديد تحت السرة. فكلما نطق هؤلاء بمثل تلك الترهات، كلما ثبت قطعاً
    أن هناك تشوهاً عقلياً مزمناً لا يقبل الجدل في لغتنا المعاصرة.

    # و يُعزى ذلك، في جانب كبير من النشاط المعرفي ، إلى أمرين متداخلين
    ومتشابكين لا يمكن فصلهما إلا بتدخل جراحي مضمون الفشل: الأول، هو نظم
    تصنيف المفاهيم عند الفرد وا لمجتمع، في معاجم ثنائية فكرية ، أي في ذاكرة الإنسان،
    وفي المعاجم المادية ، أي المطبوعة في الكتب و غيرها من الوسائل المدركة بالحس.
    فالإنسان الذي يتعلم لغة أخرى يصنف المفاهيم في ذاكرته يحسب مصادرها اللغوية
    الأجنبية فيقابل ويطابق تبعاً لذلك. و ينحصر الأمر في أغلبه في المعاني المعجمية
    للكلام. ويعزز عمليةَ المقابلةِ والمطابقة المعاجمُ الثنائيةُ التي يعتمدها المرء للتحقق
    من معاني المفردات، و التي تضع المعاني في قوالب جامدة لا محيد عنها. و هذا
    الأمر يصيب نظم التصنيف بالخلل والاضطراب. فلو عدنا إلى المصطلح
    (universal) لوجدنا الخلل في مطابقته بالكوني لعدم تجاوزه إلى السياق
    العام. و هذه علة مستفحلة كأحد أسباب التخلف المعرفي و
    الفكري والحضاري والتقني عند الشعوب المتخلفة و
    (المستنمية أو الزاحفة على طريق التنمية.

    مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِق بقلم/ دفع الله ود الأصيل


    @ و الأمر المثير الثاني هو علل الترجمات. فقد أصبحت الترجمة وهي
    كما لاصحافة تماماً ، مهنة من لا مهتةَ له، اصبحت عند كثير من المتستبطين
    العرب منهجاً و إطاراً فكرياً مشهماً و مصدراً عقيماً لهبوط الإبداع و ضحالة المادة
    المستقاة. فقلما تجد من يجدد من واقع بيئته العربية الراهنة. فهناك طائفة تستقي مناهجها
    الفكرية و رموزها اللغوية من تراث قديم فتحسبها ما تزال في قرونها الحجرية؛ و طائفة
    تتلقف المعارف بحرفية لغاتها الأجنبية من ملازم مقصوصة ثم ملزوقة ، أو من خلال بعض
    مطالعاتنا الفردية المتعجلة لبحوث مبتورة . والأغرب في ذلك ظهورحملة مسعورة لتحديث
    المناهج و إمعان في تغريبها كتركة متوارثة عن الاستدمار( وليس الاستعمار)الغربي، لا سيما
    مناهج منذ مطلع القرن العشرين، والمصممة بالدرجة الأولى لتمكين الأثرياء والنخب الاجتماعية
    والطغم الاقطاعية من السيطرة على مقدرات الأمة على حساب الوطن والمواطنين والانتماء
    — فتجدها تترجم ما حفظته و أودعته بواطن الذاكرة بشكل تلقائي يتراءى في الكتابات
    المختلفة و في التعابير المقتبسة من تلك المصادر. و هذا الانفصام الفكري و عملياته
    الإخصائية المشوهة عند العربيتسبب في نقل تراكيب تخالف المنطق اللغوي،
    دون و عيو إدراك لأبعادها الحضارية وانعكاساته

    مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِق بقلم/ دفع الله ود الأصيل


    عميلٌ مزوجٌ
    وفي معرض حملة هوجاء لتحديث وتبسيط
    وتسهيل اللغة العربية و ترميم ما أفسده الدهر، فألحقه
    بقواعد صرفها و نحوها ، التي كانت بلغت ذروتها في مطلع
    السبعينات، فقد سارع أحد الباحثين و علماء اللغة في لبنان
    (يبدوأ نه عميل مزدوج) إلى شن هجمة شعواء على اللغة
    العربية واصفاً إياها بأنها لغة ضرب و قتل وعنف ، مستشهداً
    بعدد قليل من التعابير الاصطلاحية نحو قولهم: (ضرب به
    عرض الحائط )و (ضرب الله مثلاً ما بعوضة فما فوقها....)
    و لم أجد ناطقاً واحداً باللغة الإنجليزية يعيب عليها تعابير
    اصطلاحية مشابهة فيصفها بأنها لغة ضرب و عنف.
    ومنها على سبيل المثال لا الحصر الآتي:

    Hit it big
    Hit it off
    Hit the books
    Hit the bottle
    Hit thehay
    Hit the jackpot
    Hit the road
    Hit the roof
    Hit the sack
    Hit the spot
    Strikea balance
    Strikea deal
    Strikea match
    Strike down
    Strike hands
    Strikeit lucky
    Strke it rich
    Strike out
    Strike up

    مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِق بقلم(/دفع الله ود الأصيل


    (76/200)
    ويتضح لنا عند التحليل والتدقيق كيف يسارع العرب إلىالتملص
    من هويتهم بالتخلي عن لسان أمهاتهم ، وتظهر لنا النفسية المتخاذلة
    والضائعةو التائهة عند أغلبهم و التي تبني ، و لا تؤسس، على معرفة
    مجتزئة و قواعد واهية وتطلعات واهمة . ولا ريبة أن ثمة تصلباً وتحجراً
    في الآراء والمواقف سببه حالة انفصام على النفس و إخصاء فكري تعيشها
    نخبنا للأسف ، وتحاملاً على لغتنا نتبرع به بحجة التجديد والتحديث والعولمة.
    وما هو في الواقع سوى غطاء صغير لستر العجز اللغوي والمنطقي الكبير، فكأنه
    (يوشك إن أخفي الصدر يفضح ما تحت السرة و العكس صحيح) . و على ضوء ما
    تقدم فإن الترجمة من العربية المعاصرة إلى الإنجليزية من الأمور التي لا تشكل عائقاً
    كبيراً إذا كان المترجم على دراية بمصادر الكلام. فما يكتب و ما يسمع فيها لا يتجاوز
    التراكيب وا لتعابير الأصلية و المنطق اللغوي لتلك المصادر وا لذي يخالف كما
    رأينا منطق اللغة العربية. وقد يكون هذا جَسْراً للهوة الحضارية ، كما يحلو
    لبعض المساكين أن يترجم (bridge the gap) ، ولكنها
    تبقى فاغرة فاهاً. ولا يسمع منها إلاثغاء و رغاء.



    مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِق بقلم/ دفع الله ود الأصيل
    حواشي:
    - شاهد عِيَان : تكون بكسر العين لا فتحها ، وتخفيف الياء لا تشديدها كما يشيع في الإعلام العربي المعاصر.
    - يُعزى العيب في النطق أحياناً إلى عدم تمكن المرء من قواعد اللغة فلا تأتيه طوع خاطره. لذا يلجأ إلى مط
    الكلام ليعطي نفسه فرصة لاستدراك الحالة النحوية فيما إذا كانت رفعاً أم نصباً أم جراً ، تسكيناً لزوم السلامة.
    وقد يكون سببه المفهوم المغلوطب أن على المذيع أن يظهر أواخر الكلمات للوضوح ، تبعاً للمدرسة الإعلامية
    الأجنبية،فيلتبس عليهم الفرق بين الإيضاح وا لتشديد و المط والغمط و الاستطالة . فيخلطون ما بين إظهار وإخفاء
    وإ دغام و إقلاب.يحكى أن أعرابياً صلى الجمعة خلف إمام أعجمي مفوه. فتقدم غليه يثني على خطبته ، ثم تجرأ
    للفت نظره إلى أنه ضخم و استعلى باللام في لفظ الجلالة (بعد الجر) ، فيما استفل بالطاء في الشيطان ،
    في "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم". فزجره الخطيب:آنتمو الأربو تفاخمون الشيتان وطخافيفون
    "الآآآه." و لا يبتعد هؤلاء العرب عن صاحبنا الأعاجم في بعض تلفظهم للأصواتالعربية.

    مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِق بقلم/ دفع الله ود الأصيل


    ءأسف للإطالة ودمتم،،،،،،
    و ختاماً لهذه الجزئية، يبقى هذا المجهود المتواضع ليس سوى:
    إما قفزة في الظلام متهورة جداً و إما محاولة خجولة و محتشمة جداً،
    نظراً للظروف الزمنية المشددة من جهة ولندرة الكتب التي ستساعدنا
    في هذا الباب من جهة أخرى، خاصة و أننا في مضمار عويص جداً،
    إن لم نقل إنه مستحيل أحيانا ألا وهوميدان الترجمة.
    وحينما نتحدث عن الترجمة فنحن أمام لغتين مختلفتين إن لم تكوناعلى
    طرفي نقيض و ليست ثمة صلة للقربى بينهما على أي صعيد سواءأكان بنيوياً،
    صرفياً أو نحوياً أو دلالياً وما إلى غير ذلك.. و للاختلاف الصرفي كلمته في موضوعنا
    قيد الدرس، إذ إن اللغة العربية ذات صرف سلسليأ و بالأحرى سلالياً(dynastique)أي:
    (باعتبار أن للمفردة الواحدةعديد من الاشتقاقات تعود بها إلى سلالة أو قبيلة واحدة)، هذا
    علاوة بطبيعة الحال على كونها لغة سامية يمكن وصفها بأنها ودود ولود من ذوات الدم
    الحار و بالتالي فهي دوماً حبلى بالجديد ،و اللغة الفرنسية،م ن اللغات ذات الصرف غير
    السلسلي، إلى جانب انتمائها إلى اللغات الحامية ناهيك عن تباين الخلفية الثقافية. و لكل
    هذا شأن عظيم في جعل التمكن من إجراء استعارة مكنية مهمة أشق على النفس من
    صعود الهملايا. ولعل من خفايا خصوصيات بنت عدنان أنها وهي من أقدم لغات
    الأرض أن تكنولوجيا العصر الحديثة أثبتت علمياً أنها تكاد الوحيدة، بخلاف
    سواها، التي يقبل الحاسوب - تلك الآلة الصماء-استيعاب المفردة منها
    لتؤدي بدلالاتها تماماً كما يراد لها، من حيث البناء والإعراب
    و كذلك التثنية و الأفراد و الجمع والتعريف و التنكير وما
    إلى ذلك. وذاك متشعب طويل دونه العرق، و باب
    واسع لعل مجالاً آخر يتسع لقتله بحثاً.
    محبتي الخالصة
    * ود الحيشان التلاتة ،،،
                  

11-04-2019, 06:34 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا موضوع شيّق و مفيد بخصوص الترجمة و لا ي� (Re: دفع الله ود الأصيل)

    الأخ أبو الدفاع ود الأصيل

    شكرا يا جميل على هذا الاندياح اللغوي العميق

    و على هذه السياحة الثقافية الممتعة..

    فأنت دائما صاحب الصعب الممتنع( هذا ليس قدح و لكنه مدح)

    تسلم يا بديع
                  

11-04-2019, 07:32 AM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا موضوع شيّق و مفيد بخصوص الترجمة و لا ي� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    معقولة (قدح)يا صاحب القدح المُعلَّى؟!!
    اللهم إلا يكون بس قدح لقمة بي ويكابة كاااربة
    و فوق عنفريب هباب شناطو مكطع ؛ و مجدوع
    في ضل ضحى تحت نيمة مرشوشة بي ريحة دعاش
    مطر الرشاش الرشا . ياخي وينك؛ من امس نشيل في
    راسنا و نخت . تخيل، حدستني نفسي بأمرين أحلامها
    مر. قلت إما بكون ححددولك الكوتة ودا بعد المشرقين
    و أما يكون مداخلتي زاتا كرهتك بنبر من لا (بامبر ) له.
    و في الفرضية دي بقيت مجهز ردة فعلي أقول ليك:
    خلاس يا أستاذ (طَرْد) البريد الالكتروني وصل"
                  

11-04-2019, 07:39 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا موضوع شيّق و مفيد بخصوص الترجمة و لا ي� (Re: دفع الله ود الأصيل)

    Quote: ياخي وينك؛ من امس نشيل في
    راسنا و نخت . تخيل، حدستني نفسي بأمرين أحلامها
    مر. قلت إما بكون ححددولك الكوتة ودا بعد المشرقين
    و أما يكون مداخلتي زاتا كرهتك بنبر من لا (بامبر ) له.
    و في الفرضية دي بقيت مجهز ردة فعلي أقول ليك:
    خلاس يا أستاذ (طَرْد) البريد الالكتروني وصل"


    ههههههههه.....معقولة لكن يا ود الأصيل؟

    هو نحن لاقينك وين؟
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de