ليلة واسيني الأعرج .. إهداء إلى الحبيب محمد عبدالله الحسين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 06:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-07-2020, 08:10 AM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ليلة واسيني الأعرج .. إهداء إلى الحبيب محمد عبدالله الحسين

    07:10 AM January, 07 2020

    سودانيز اون لاين
    علي عبدالوهاب عثمان-جدة
    مكتبتى
    رابط مختصر



    الحبيب محمد تحياتي
    البوست جاء امتداد لمداخلتي في بوست كامو
    عن المغرب العربي ..
    لست مختصصاً في أي شيء في هذه الدنيا
    ولكني أكتب هكذا واجتهد واصيب واخيب احياناً
    ===================

    كانت الليلة في اثنينية عبدالمقصود خوجه في جدة
    واثنينية عبدالمقصود كانت من المنتديات ذات القيمة
    استضافت الكثير من الكتاب والشعرء والمفكرين

    في تلك الليلة حلق بنا واسيني إلى عوالم الابداع

    وكانت هذه المحاولة المتواضعة لتوثيق تلك الليلة

    نواصل















                  

01-07-2020, 08:11 AM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة واسيني الأعرج .. إهداء إلى الحبيب محم� (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    بدأها واسيني بقصة حياته منذ نعومة أظفاره ، تحدث عن والده بتأثر ونبرة حزينة جداً لأنه لم يهنأ برفقته لكونه كان سجيناً ضمن ثوار الجزائر المعتقلين وإستشهد في سجنه تحت طائل تعذيب القوات الفرنسية ، ثم جاء دور أمه فإعتدل في جلسته وأزاح من أمامه قارورة المياه ودفتر الملاحظات ليتفرغ تماماً في ذكرى هذه المرأة العصامية التي أهدتنا هذا الاديب الرائع .. وبدأ حديثه في نبرة لا تخلو من الخيلاء والفخر المحبب إلى النفس ، ورسم صورة نموذجية لتلك الانثى المقاتلة الصامدة التي قضت بعض عمرها ما بين زيارة زوجها خلف القضبان وما بين أبنائها ، فكانت عند زيارة زوجها في السجن تكون في حضرته جبلاً من الهموم والحزن مدعومة بقوة التحميل والإرادة ومع أبنائها أملاً وشمساً ساطعة تنير طريقهم إلى مسالك هذه الحياة .. فكانت الانثى التي كرمها الله لا تعرف المستحيل أبداً في سبيل أن تكفكف الدمعة من على خد أبنائها .. هي السلم والملجأ في كل الأحوال ، هي الطعام والماء عند الجوع والعطش هي الكساء وهي النسيم عند القيظ والدفء عند الزمهرير ، هكذا خلق الله سبحانه وتعالى الأنثى لا تعرف اليأس والاستسلام تصنع الكثير من اللاشيء .. ولا يغيب عنا موقف الخليفة عمر رضي الله عنه ( عند تلك السيدة التي كانت تغلي الحجارة في القدر حتى ينام أطفالها ) وهذا نموذج وقراءة لابداع الأنثي التي لا تستسلم أبداً عندما يكون الأمر مرتبطاً بأبنائها فتلك السيدة صنعت أملاً لطعام قادم من بين الحصوات والحجارة حتى يغشى النعاس أطفالها لأن في النوم هدأة وسعد مؤقت ومهلة يمكن معها أن تبحث قوتاً لأطفالها .. هذه كانت قراءتي بين سطور واسيني وهو يتحدث عن والدته التي قادته إلى هذا العالم الذي يعيش فيه بعمقه وسعته ، ولكنه أرجع الفضل في علمه وتفتح مواهبه الى تلك ( الجدة) التي مثلت الحكمة الحقيقية لكونها أصرت على واسيني أن يتعلم العربية مع أن التعليم العربي كان من المحاذير التي وضعها الاستعمار الفرنسي ، فإلتحق بمسجد مجاور لسكنه وظل يتردد عليه لحفظ القرآن الكريم والحروف العربية ، ثمة ملاحظة أن واسيني متشبع بالقيم الاسلامية رغم الظاهر الذي لا يطابق مع هذه الدواخل ، فالاستماع للمبدع ومتابعة نبراته وخلجاته وحركته الجسدية التعبيرية وتقاطيع وجه تقودك إلى سبر غوره أكثر مما تقرأ له عبر الحروف وما وراء العبارات والكلمات المكتوبة .. فكأنه أراد أن يبلغ رسالة للحضور – الذي كان خليطاً من الجنسين – أن المجتمع الأنثوي يمكن له أن يصنع الابداع والتفرد اكثر من المجتمع الذكوري وإمعاناً في ذلك أتى ببعض غلظة جده وكأني به يريد أن يبلغ رسالة لهذا المجتمع المحافظ أن يتخطى بعض المحاذير وأن يفسح المجال للأنثى للمشاركة في بناء المجتمع وأنه هو نموذج من النتاج إلابداع الأنثوي المتمثلة في أمه وجدته ،
                  

01-07-2020, 08:12 AM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة واسيني الأعرج .. إهداء إلى الحبيب محم� (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    ثم تطرق إلى الهوية التي مثلت له الانتماء والمرجعية خلال مسيرته الابداعية ، فهو يميل إلى العروبة كأساس لكل مكوناته ومن خلالها يركز على الجزائر ولكن ليس أصلاً بل يعمد إلى سيرة جده القادم من الاندلس ويبدو أن نهاية دورة حياة واسيني وجذوره التاريخيه والوعي العرقي منبته الاندلس فهو خلال سرده يلجأ إلى اللقب الذي كان يطلقه عليه جدته ( الطفل الاحمر ) كرمزية لفرز العروبة التي ينتمي لها ولأن لونه مائل إلى الحمرة فأن عروبته ( أندلسية ) ، وفي بعض المواقف يتحدث وكأنه حل طارئاً - وليس بمفهوم ( اللاجيء) - قبل اربعة قرون نتيجة لحرب الابادة ومحاكم التفتيش ضد العرب وفي إشارة رمزية لجأ إلى تلك الرواية التي سمعها من جدته ( بأن جدهم الأكبر عندما ضاق به المقام وتعرض للخطر في الأندلس عبر البحر من خلال قطعة خشب صغيرة حتى سواحل الجزائر ) وقد قصدت جدته إضافة نوع من القداسة والعمق الروحاني لقدوم جده بباخرة ايطالية رست على شواطئ الشمال الافريقي ، فقد لاحظت أثناء حديثه أن العروبة والانتماء العروبي لدى واسيني ومع كل هذا الفخر والاعتزاز هو متكأ تعويضي للخروج من الدائرة التقليدية للعروبة واللجوء إلى تبرير التمدد في فضاءات ومساحات رحبة لإشباع بعض من شوقه وشغفه بأصوله الأندلسيه , عندها إستحضرت كتابات (الكاتب النوبي إدريس علي .. الذي تقمص شخصية عبدالرحيم .. الذي كان يحلم ببعث المجد النوبي وإعادة تاريخه المجيد إنطلاقاً من نهاية أرض احلامه .. دنقلا .. لأن الأصل هو المنطلق ) وكل منهم يمثل حالة في عالمه ومجتمعه فهكذا كانت توارد الأفكار وتناص الأمنيات ولو اختلفت العبارات والأمكنة والجغرافيا ، ولأول مرة إستمع إلى أديب أو مفكر عربي الهوى يحملك على التعاطف مع اليهود بتصوير واقعهم بأنهم كانوا في ذات الدرجة من المعاناة أثناء حرب الإبادة في الاسبانية ..
    فكانت لحظات إرتقى فيها واسيني بالجمع إلى فضاء إنساني فيه طهر ونقاء فكان هذا قمة الشعور الانساني والعمق في قراءة هذا العالم بدون أي فوارق أو تفاوت أو عداوات وهو السمو الذي يبلغه مثل واسيني الذي يحمل رسالة إلى هذا الشرق ليست مكتوبة او منمقة بحواشي من التبريرات بل تخرج من دواخله ومكنوناته بعفوية وصدق وبسبب تلك الخلفية والمبررات الانسانية التي ساقها واسيني لم يتذمر أحد بقول أو إنتقاد أو حتى بتجهم وجه للتعبير عن موقفه من اليهود في تلك الحقبة ،
                  

01-07-2020, 08:13 AM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة واسيني الأعرج .. إهداء إلى الحبيب محم� (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    وفي بعض فترات الندوة كنت أشعر أن واسيني يريد أن يعايش المناخ الذي حوله وهو يدرك تماماً هذا المحيط وتلك المحاذير والخطوط فظل يكرر بأنه بعيد عن الهواجس السياسية وأن الهوية هي الأساس والتي شكلت له الهاجس الدائم ولذلك فقد كان حريصاً أن تكون مبادئه في الإطار الأدبي الابداعي غير سياسي أو سلطوي وأنه ينطلق من عمق إنساني عروبي وإسلامي مبرراً ذلك بأنه دافع عن عروبة الجزائر ووقف ضد طمس هويتها العربية والاسلامية ، ومن القسم النسائي في الندوة جاء السؤال الذي كنت أنتظره طويلاً وهو عن رأيه في النقد ، وأبدى أسفه بأن النقد على نطاق العالم العربي غير فعال إلا في الإطار الأكاديمي الذي لا يخضع ولا يميل إلى الآراء والاتجاهات أو النزعات الذاتية كرد فعل آني من قاريء عادي ، ولم يقلل من أهمية ذلك النقد الاكاديمي ولكن مأخذه أنه يبقى في إطار المكتبات لقلة حركة النشر ، ومن سياق حديثه أحسست أن النقد أو بالأحرى القراءات والاجتهادات الفردية هي تعطي للمبدع مدى تقبل القراء ومعرفة موقع إنتاجه في المسار الأدبي ، وجاء طرح أحد الحضور متسائلاً : هل الرواية الشرقية هي الطاغية وهل هناك إنكفاء في رواية ( المغرب العربي ) وأشار إلى نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس وغيرهم من الكتاب المصريين ، فكان رده دبلوماسياً بالمطلق على عكس ما قرأت عنه عن جائزة نوبل التي منحت لنجيب محفوظ والتي قالها عنها وبدون مواربة بأن الجائزة منحت له في فترة طغى فيها الشأن الدبلوماسي والمصالح السياسية على كل التحركات والنشاطات العالمية فإن مباركة نجيب محفوظ لزيارة السادات للقدس ودعمه له هي المعطيات التي ساعدته للحصول على الجائزة وقد كنت قرأت أيضاً وفي ذات السياق بأن الشاعر الفلسطيني محمود دوريش تم حرمانه من الجائزة بعد أن تم ترشيح الكاتب اليهودي عاموس ، وشددت إنتباهي نحو المنصة وحدقت في ملامحه وأنتظرت منه أن يكرر تلك الاستنتاجات التي أوردها في مناسبات أخرى ولكن ربما قرأ واسيني الظرف والمكان والحضور وإنصرف إلى الحديث عن بنية الرواية مع عدم إبداء القناعة الواضحة بهذه الجائزة ، ثم تناول الكاتبة أحلام مستغانمي كنموذج لإنتشار كتب المغرب العربي ،
                  

01-07-2020, 08:14 AM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة واسيني الأعرج .. إهداء إلى الحبيب محم� (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    في هذا المنعطف من حديث واسيني دخلت في لحظة تأمل وعمق فوجه الشبه في السيرة الحياتية بين أحلام مستغانمي وبينه تكاد تكون فيها نوع التشابه فهي كما واسيني إبنة مناضل جزائري كان في غياهب السجون ، ثم رحيلها إلى فرنسا وهناك تزوجت من لبناني وأقامت في بيروت ، أما واسيني فكانت دمشق هي قبلته وبقي بها عشر سنوا ت حتى نال منها الدكتوراه ، لذا تجد العروبة مجسدة حتى إيقاع لغته العامية وإلى جانب التنغيم المغاربي المحبب إلى النفس يأتي ببعض الإمالة من لهجة الشامية وهذه مقارنة فقط في الرحلة الحياتية ولكن من الناحية الإبداعية الروائية فلا مقارنة بالمطلق لأن واسيني يدخل ضمن مبدعي القرن في الوطن العربي عموماً ، ورغم ماضية المؤلم مع إستعمار الفرنسي فإنه خلال محاضرته تناول الفرنسية بحميمية وجعل منها تجربة أضافت إليه الكثير من القيم العالمية وهكذا تكون روعة المبدع الذي يحمل في جنباته مساحات من التسامح وقبول الآخر حتى إذا كان هذا الآخر من قتل والده وفي إعتقادي هذه هي الروح الايمانية لواسيني الذي يستحضر قيمة وعمق قوله تعالى ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) مما يجسد حقيقة النشأة القرآنية لواسيني لأن القيم عندما تكون ثقافية ومكتسبة تستقر في اللاشعور هي التي تستحضر ذاتها بدون إستدعاء وكأنها على دراية بمواقيتها وأزمانها ، فإن هذه المعطيات الجغرافية والاجتماعية والمتمثلة في الحداثة الاوربية والقيم العربية والافرقانية المجاورة التي تكون جزءاً من التقاليد والنظام الاجتماعي لتلك الدول مع حيادية العناصر الامازيغية عن العروبة بإستحياء وعن الافرقانية بصمت محبب ، كل هذه المكونات جعلت من إنسان المغرب العربي نموذجاً لسعة الافق والابداع ، فنحن في السودان رغم البعد الجغرافي للمغرب العربي والقرب الجغرافي للمشرق العربي والتأثير السياسي والثقافي للجوار المصري ، نجد أن هذا المغرب هو الأقرب إلى الوجداننا لأن منتوجنا الأدبي لم يجد الانصاف والقيمة الحقيقية إلا في ذلك المغرب القريب البعيد ، فكان تكريم الروائي الطيب صالح في اصيلة وأطلاق إسمه على الشوارع في بعض المدن ، والدكتور عبدالله الطيب الذي وجد التكريم والتفرد في حسنية الملك المغربي ولم نعرف المفكر والاديب أبوالقاسم حاج حمد إلا عندما جاءتنا بشرياته من المغرب العربي حتى الغزو والاحتلال الذي أتى من المغرب العربي كان له بشرياته ونتاجه الأنفع للمشرق من أي فتوحات أو غزوات أخرى إذا استثنينا الفتح الاسلامي الأول ، فمثال الفاطميون وقائدهم جوهر الصقلي الذي أول ما بدأ تأسيس القاهرة بالأزهر كأول صرح علمي جامع في المشرق على خطى القيروان وجاء ذلك في سياق خلاف الفكري والعقدي مع بغداد وبغض النظر عن إتجاه هؤلاء كعلويين أو شيعة فإن إقامة هذا الصرح العلمي الضخم أضاف للشرق الكثير أما تلك الغزوات التي أتت من الشرق فلم يجني منها مصر إلا الخراب والهتك وأحسب أن المفكر مالك بن نبي كان صادقاً وقارئاً حاذقاً حين وصف تلك القرون من الحكم التركي بسياسة الدروشة لأن الغزو كان خالياً من أي إتكاءة فكرية أو رسالية بل جنحت إلى الشوفنية والسلطوية لإشباع الغريزة ، لم يأت واسيني بهذه القراءة أثناء إجابته عن المشرق والمغرب لأن الزمان والمكان والمقام لا يطلق العنان لأفكاره ولا يساعده في الاندياح بذات الفكر والقيم التي يحملها في دواخله وكأني تحدثت على لسانه لأنني من فرط تفاعلي معه ذهبت إلى درجة أنني تقمصت شخصيته ومن الدواخلي بدأت أتلقى حديثه الفكري بعمق وأضيف إليه من ذاتي ما قام ببتره مراعاة للمقام ، فالفكر لا يجوز حبسه وكبته داخل أي إطار حتى لو كان إطاراً مذهباً مرصعاً باللؤلؤ والماس ولهذا لم يستطيع واسيني أن ينداح حتى النهاية ، وعندما تحدث عن الأمة العربية ومستقبلها توقف في أواسط الوسط مع إيحاءات بعدم توفر مناخ الحرية والإبداع وإستعان بتاريخ أمريكا الحديث وتحدث عن الهنود الحمر كأمة منقرضة ثقافياً وإثنياً وأحسب أنه جاء بهذا النموذج الذي يثير الخوف والفزع ليصور للحضور هول الموقف والواقع المزري للعرب , ولمواصلة التفاعل الخفي بيني وبين هذا المفكر العملاق أخذت استحضر مالك بن النبي وآخذ من معينه لبلورة الرأي النهائي هو أن الأمة العربية هي أكثر الأمم في الأرض لديها قابلية الاستعمار فهي التي تقدم الاغراءات المثيرة للآخر القوي ليأتي بجحافله إلى أرض العرب ثم وبعد الهزيمة والاستعمار ينطبق عليهم نظرية تقليد المهزوم لثقافة المنتصر ، وهذه ربما تكملة لما كان يدور في خلد واسيني ويصف حال العرب وأن نهاية التاريخ لدى العربي سيكون هو نفس مصير الهنود الحمر ..
                  

01-07-2020, 08:15 AM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة واسيني الأعرج .. إهداء إلى الحبيب محم� (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    في هذا المنعطف من حديث واسيني دخلت في لحظة تأمل وعمق فوجه الشبه في السيرة الحياتية بين أحلام مستغانمي وبينه تكاد تكون فيها نوع التشابه فهي كما واسيني إبنة مناضل جزائري كان في غياهب السجون ، ثم رحيلها إلى فرنسا وهناك تزوجت من لبناني وأقامت في بيروت ، أما واسيني فكانت دمشق هي قبلته وبقي بها عشر سنوا ت حتى نال منها الدكتوراه ، لذا تجد العروبة مجسدة حتى إيقاع لغته العامية وإلى جانب التنغيم المغاربي المحبب إلى النفس يأتي ببعض الإمالة من لهجة الشامية وهذه مقارنة فقط في الرحلة الحياتية ولكن من الناحية الإبداعية الروائية فلا مقارنة بالمطلق لأن واسيني يدخل ضمن مبدعي القرن في الوطن العربي عموماً ، ورغم ماضية المؤلم مع إستعمار الفرنسي فإنه خلال محاضرته تناول الفرنسية بحميمية وجعل منها تجربة أضافت إليه الكثير من القيم العالمية وهكذا تكون روعة المبدع الذي يحمل في جنباته مساحات من التسامح وقبول الآخر حتى إذا كان هذا الآخر من قتل والده وفي إعتقادي هذه هي الروح الايمانية لواسيني الذي يستحضر قيمة وعمق قوله تعالى ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) مما يجسد حقيقة النشأة القرآنية لواسيني لأن القيم عندما تكون ثقافية ومكتسبة تستقر في اللاشعور هي التي تستحضر ذاتها بدون إستدعاء وكأنها على دراية بمواقيتها وأزمانها ، فإن هذه المعطيات الجغرافية والاجتماعية والمتمثلة في الحداثة الاوربية والقيم العربية والافرقانية المجاورة التي تكون جزءاً من التقاليد والنظام الاجتماعي لتلك الدول مع حيادية العناصر الامازيغية عن العروبة بإستحياء وعن الافرقانية بصمت محبب ، كل هذه المكونات جعلت من إنسان المغرب العربي نموذجاً لسعة الافق والابداع ، فنحن في السودان رغم البعد الجغرافي للمغرب العربي والقرب الجغرافي للمشرق العربي والتأثير السياسي والثقافي للجوار المصري ، نجد أن هذا المغرب هو الأقرب إلى الوجداننا لأن منتوجنا الأدبي لم يجد الانصاف والقيمة الحقيقية إلا في ذلك المغرب القريب البعيد ، فكان تكريم الروائي الطيب صالح في اصيلة وأطلاق إسمه على الشوارع في بعض المدن ، والدكتور عبدالله الطيب الذي وجد التكريم والتفرد في حسنية الملك المغربي ولم نعرف المفكر والاديب أبوالقاسم حاج حمد إلا عندما جاءتنا بشرياته من المغرب العربي حتى الغزو والاحتلال الذي أتى من المغرب العربي كان له بشرياته ونتاجه الأنفع للمشرق من أي فتوحات أو غزوات أخرى إذا استثنينا الفتح الاسلامي الأول ، فمثال الفاطميون وقائدهم جوهر الصقلي الذي أول ما بدأ تأسيس القاهرة بالأزهر كأول صرح علمي جامع في المشرق على خطى القيروان وجاء ذلك في سياق خلاف الفكري والعقدي مع بغداد وبغض النظر عن إتجاه هؤلاء كعلويين أو شيعة فإن إقامة هذا الصرح العلمي الضخم أضاف للشرق الكثير أما تلك الغزوات التي أتت من الشرق فلم يجني منها مصر إلا الخراب والهتك وأحسب أن المفكر مالك بن نبي كان صادقاً وقارئاً حاذقاً حين وصف تلك القرون من الحكم التركي بسياسة الدروشة لأن الغزو كان خالياً من أي إتكاءة فكرية أو رسالية بل جنحت إلى الشوفنية والسلطوية لإشباع الغريزة ، لم يأت واسيني بهذه القراءة أثناء إجابته عن المشرق والمغرب لأن الزمان والمكان والمقام لا يطلق العنان لأفكاره ولا يساعده في الاندياح بذات الفكر والقيم التي يحملها في دواخله وكأني تحدثت على لسانه لأنني من فرط تفاعلي معه ذهبت إلى درجة أنني تقمصت شخصيته ومن الدواخلي بدأت أتلقى حديثه الفكري بعمق وأضيف إليه من ذاتي ما قام ببتره مراعاة للمقام ، فالفكر لا يجوز حبسه وكبته داخل أي إطار حتى لو كان إطاراً مذهباً مرصعاً باللؤلؤ والماس ولهذا لم يستطيع واسيني أن ينداح حتى النهاية ، وعندما تحدث عن الأمة العربية ومستقبلها توقف في أواسط الوسط مع إيحاءات بعدم توفر مناخ الحرية والإبداع وإستعان بتاريخ أمريكا الحديث وتحدث عن الهنود الحمر كأمة منقرضة ثقافياً وإثنياً وأحسب أنه جاء بهذا النموذج الذي يثير الخوف والفزع ليصور للحضور هول الموقف والواقع المزري للعرب , ولمواصلة التفاعل الخفي بيني وبين هذا المفكر العملاق أخذت استحضر مالك بن النبي وآخذ من معينه لبلورة الرأي النهائي هو أن الأمة العربية هي أكثر الأمم في الأرض لديها قابلية الاستعمار فهي التي تقدم الاغراءات المثيرة للآخر القوي ليأتي بجحافله إلى أرض العرب ثم وبعد الهزيمة والاستعمار ينطبق عليهم نظرية تقليد المهزوم لثقافة المنتصر ، وهذه ربما تكملة لما كان يدور في خلد واسيني ويصف حال العرب وأن نهاية التاريخ لدى العربي سيكون هو نفس مصير الهنود الحمر ..
                  

01-07-2020, 08:16 AM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة واسيني الأعرج .. إهداء إلى الحبيب محم� (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    فالحل والمفتاح السحري الذي قدمه للحضور هو الفكر وأن يكون الاطار الفكري هو الداعم لكل حركات الانسان لأن الخواء يولد العنف والكراهية وعدم التسامح مع الآخر وهي الإرهاصات التي تبدو مثار نقعها في الأفق البعيد بل وبعض بوادرها أصبحت في المتناول في بؤر من الوطن العربي ، وحنكة واسيني تظهر جلياً في إستحضار النماذج الحية للشخوص والرموز كمثال يحتذى ، فقد أتى بالثائر الامير عبدالقادر الجزائري ورغم أنه من خلال كتابه ( الامير) أفاض واستفاض في سرد حياة الأمير عبدالقادر ولكنه في هذا المقام كان لزاماً عليه أن يجسد شخصية هذا الأمير بصورة بعيدة عن الفرسنة والقوة والشجاعة خارج الرمزية المعتادة (السيف والخيل ) وجاء بشخصية الأمير عبدالقادر في إطار الحداثة والتسامح وفي نموذج الشخص المعتدل الذي يقبل الآخر بل ويجعله تابعاً له بحسن المعاملة وقيم التسامح ، فحين أورد في كتابه قصة ذلك القسيس الفرنسي الذي لجأ إلى الأمير لإطلاق سراح أحد الضابط الفرنسيين الذي كان معتقلاً لدى الثوار لأن زوجته الفرنسية جاءت إلى الكنسية مكشوفة الصدر .. أطلق سراح الضابط المسجون مراعاة للجانب الانساني بغض النظر عن خطورة هذه الخطوة .. فقد تكرر الحدث بعد أن سلم نفسه للجيش الفرنسي فداءاً لأهله ، جاءه الخلاص من ذات القسيس الذي كان يتمنى للأمير أن يدخل المسيحية وكما كان الأمير بدوره يتمنى دخول القسيس إلى الاسلام ، فقد صور واسيني شخصية الأمير على عكس النموذج العربي للفارس - الموشح بالسيف والرمح - بشخصية المتسامح والمحب للآخر وربما أراد ان يبلغ رسالة يمكن معها تغيير الصورة النمطية للفارس أو القائد في مفهوم الانسان العربي بأن الفارس ليس هو القوي القاهر بل هو ذلك الذي يتسلح بالعلم والمعرفة والفكر والقيم الانسانية وأن نمطية النوع التقليدي من الفرسان قد تجاوزها الزمن والواقع ،
    وفي سياق الحديث عن بداية تكوينه المعرفي لفت إنتباهي حديثه عن قصة الف ليلة وليلة وتأثيرها عليه وخاصة أنه تناول الكتاب - عن طريق الصدفة وبعدم معرفة - من المسجد الذي كان يقرأ فيه القرآن فيروي أنه كالعادة ذهب إلى المكان الذي تتكدس فيه أجزاء القرآن في المسجد ولم يجد إلا هذا الكتاب وكان مازال يافعاً وأخذ الكتاب على أساس أنه قرآن وحفظ منه فقرات وظل يقرأ فيه حتى أتى إلى حلقة الدرس وعرف أنه كتاب مختلف وليس قرآناً .. ومن فرط إعجابه بالكتاب كان قد سرق الكتاب من المسجد بعد أن أرجعه ومازال محتفظاً به حتى اليوم فكانت أول وآخر حادثة سرقة في حياته ومقابل ذلك قام بترميم المسجد وتجديده في قريته في الجزائر ، سؤالي هنا هل مازال معجباً بكتاب الف ليلة وليلة أو أن ذلك الإعجاب كان في تلك المرحلة من العمر وأحسب أن إثارتي لهذا الموضوع لم يأت من فراغ لأن المفكر الجزائري مالك بن نبي أخذ قصة ألف ليلة وليلة كمنوذج لإنحطاط الفكر العربي والذي بلغ الدرك الأسفل ما بعد عصر الموحدين فكان خفوت الفكر والادب الراقي وراجت معها قصص وحكايات الف ليلة وليلة ،
    ومن خلال الليلة كان طيف الطيب صالح حاضراً في ثنايا مداخلات واسيني خاصة عندما تنقل في أزقة الحارة التي نشأ فيها وصور راكبي الحمير وجسد شخصية جده بكل دقة وكذلك في وصف جدته تلك المرأة القوية الشخصية والبعيدة النظرة والتي كانت واحدة من أهم أسباب تكون هذا المبدع وكذلك عندما قدم صورة من نضال أمه .. فطريقة الطرح والإمعان في الغوص في نقل تلك الخصوصية التي تدهش الآخر المستمع أو القاريء هي السمة التي أورثها الطيب صالح للمبدعين من بعده ، ولم يكن وقوفه على قبر الطيب صالح عند زيارة للسودان ترفاً أو مظهراً سطحياً بل إجلالاً لهذا العملاق الذي أبتدع طرقاً ومسارات للابداع غير مسبوق .. ورغم أن مقدم الندوة لم يذكر جائزة الطيب الصالح التي نالها واسيني إلا أن طيفه كان حاضراً في الندوة وهذا هو القرب الوجداني ووحدة التصوف والتواصل الخفي ما بين بلاد المغرب والسودان ، ورغم توهج هذه الليلة الفكرية وبلوغها الذروة خاصة عندما كان ينداح واسيني بعيداً عن كل خطوط الطول والعرض إلا أنني قد أخذت على البعض إغداق هالة من الألقاب مثل ( لفظ سعادة الكاتب ) وتكرار عبارة ( سعادتكم ) ولا أدري كيف تسللت هذه العبارات إلى الساحات الفكرية والمنتديات لأن فيها تحجيم لفكر المبدع ويخرج الحدث من المضمون الفكري إلى عالم من وجاهات والبروتكولات الجافة التي تقود إلى التراتبية وتنميط شخصيات الحضور ولم تكن هذه الألقاب متناغمة مع تصرفات واسيني ولا حتى مع زيه البسيط الذي توشح بشال أسود وقبعة وبدلة سوداء عادية بدون ربطة عنق وجلسة عادية دون تمدد إو إتكاءة إرستقراطية فمن الخطأ وضع أمثال هؤلاء المبدعين في مثل هذا الإطار كما ذكرت سابقاً حتى لو كان ذهبياً ومرصعاً باللؤلؤ والماس فالمبدع لا بد أن يطلق حديث كما يشاء وعلى عواهنه لأن هذا الاندياح هو الذي يسمح لنا بقراءة حقيقية للمبدع ..
                  

01-07-2020, 08:45 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10914

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة واسيني الأعرج .. إهداء إلى الحبيب محم� (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    الحبيب أبو علوة
    أخجلتنا بأريحيتك

    عاجزين عن الشكر و أنت الرجل الذي يفيض جمالا و حبا للحياة
    أنت رجل عجيب تحوز كل ما جميل تاريخ و ادب و ثقافة

    و تبدع في التراث و تتذوق كل جمال...و ذلك لمعمري نابع من حب للحياة و للجمال و من روح صافية و
    ذائقة نقية و فطرية..

    ألف شكر على ما تفضلت به و على ما تسبغه علينا من كرم و جمال و حب و مودة..

    أرجو التواصل على الخاص
    0097466579037
    أو
    0097477173410
    مودتي
                  

01-07-2020, 09:36 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10914

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة واسيني الأعرج .. إهداء إلى الحبيب محم� (Re: محمد عبد الله الحسين)


    فوق للأهمية و الإعجاب
                  

01-07-2020, 09:58 AM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة واسيني الأعرج .. إهداء إلى الحبيب محم� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    حبيبنا محمد .. تحياتي ..
    شكراً على الحضور ..
    تحياتي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de