فوز الرواية التي تتسأل (كيف نظلّ إنسانيين في عالم غير إنساني؟

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 05:29 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-06-2019, 10:41 AM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فوز الرواية التي تتسأل (كيف نظلّ إنسانيين في عالم غير إنساني؟

    09:41 AM November, 06 2019

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر



    باريس ـ «القدس العربي»:

    فاز الروائي الفرنسي جان بول دُوبْوَا (69 عامًا) بجائزة غونكور الأدبيّة الشهيرة التي يرأس لجنة تحكيمها الإعلامي والمثقّف الفرنسي برنار بيفو، وذلك عن روايته «كل الرجال لا يستوطنون العالم بالطريقة نفسِها» الصادرة عن دار لُولٍيفْيِيه بعد أن حظيَ بستة أصوات مقابل أربعة لزميلته آميلي نوتومب صاحبة رواية «عطش». وقد سَبَقَ لدُوبوا أن فاز عام 1997 بجائزة «فرانس تليفيزيون» عن روايته «كينيدي وأنا» التي تحوّلت إلى فيلم، كما نال جائزة «فيمينا» سنة 2004 عن روايته «حياة فرنسية». عمل هذا الروائيّ منذ شبابه في الصحافة الثقافية الفرنسية على غرار «لو ماتان دو باري» و»لو نوفيل أوبسيرفاتور»، وأصدر 22 كتابا بمعدّل كتاب كلّ سنة، يفعل ذلك بتحفُّظٍ كبير، وبعيدًا عن أضواء المشهد الثقافي الفرنسيّ.
    https://up.top4top.net/
    وما يُميّز روايات دوبوا هو تماهي أحوالُ شخصياتها الرئيسة بأحواله هو، بل ومع تاريخه العائليّ ذاته، وذلك من حيث الإحساسُ بالوحدة، والنفورُ من الواقع، والهروبُ إلى الخيال نشدانًا للرّاحة النفسيّة، ناهيك عن الاستغراقِ في القلق على حدّ قوله في أحد حواراته: «إني أعيش حالة من القلق، وسأموت في حالة من القلق، لذلك أنا أكتب قلقي». هذا، إضافة إلى حرصِه في جلّ رواياته على تسمية أبطالِها اسمَ «بول» (وهو اسمه)، وتسمية بطلاتها اسمَ «آنّا»، ولكلّ هؤلاء شغفٌ بالسيّارات ذات الماركات العالميّة، وميلٌ إلى تربية الكلاب وركوب الطائرات الصغيرة، وهم يسعون دومًا إلى الاعتناء بحدائق بيوتهم وتأمّل عبثية الوجود البشريّ، والبحث عن سبيل إلى تحقيق سعادة ممكنة، وفي هذا يقول دوبوا: «الأمرُ الوحيد الذي يعنيني هو أن أعيش، الوظيفة الحقيقية الوحيدة هي أن أعيش، إنها أسوأ وظيفة، وهي أيضا أفضل وظيفة، وتستغرِقُ منّي بعض الوقتِ، لذلك أنا أكتب لأشتري الوقت»، ولذلك فقد اختار أن يكتب من الساعة العاشرة من كلّ يوم إلى الساعة الثالثة من اليوم القادم.
    والسؤال المحوري لرواية دوبوا المتوَّجة بغونكور هو التالي: «كيف نظلّ إنسانيين في عالم غير إنساني؟» وهو سؤال وجوديّ حاول الكاتب الإجابة عنه عبر حكاية الشاب «بول هانسن» وهو من عائلة يسودها الاختلاف والخصام فأبوه قسّ دنماركي من جوتلاند فقد إيمانَه، وأمّه امرأة من مدينة تولوز الفرنسية متحرّرة ومحبّة للسينما، وقد توزّعت مشاهد هذه الحكاية على فضاءيْن: أما الفضاء الأول فهو داخل سجن مونتريال بكندا أين قضّى بول سنتيْن في عنبر ضيّق مع أحد أعضاء فرقة «ملائكة الجحيم» ويدعى باتريك هورتون، الذي وإن بدا في جلّ وقته مثل بركان يستعدّ للانفجار في أيّ لحظة فإنّ الحديث معه يكشف عن أنّ له قلبا طفوليًّا متسامحا.

    السؤال المحوري لرواية دوبوا المتوَّجة بغونكور هو التالي: «كيف نظلّ إنسانيين في عالم غير إنساني؟» وهو سؤال وجوديّ حاول الكاتب الإجابة عنه عبر حكاية الشاب «بول هانسن» وهو من عائلة يسودها الاختلاف والخصام

    وفي هذا السجن يستثمر بول كلّ وقته لتذكّر موت جدّه وجدّته اللذيْن توفيّا على إثر حادث مروري أليم. وأما الفضاء الثاني فهو خارج السجن، وفيه نتعرّف رحلةَ بول هانسن من تولوز إلى كندا مرورا بالدانمارك، إذِ نراه يقرّر بعد وفاة جدّه الالتحاق بوالده الذي استقرّ بكندا وتزوّج امرأة ثانية بعد أن تخلّى عن زوجته الفرنسية.
    وفي بلدة صناعية صغيرة في كندا، يحضر بول موعظة والده الأخيرة بعد أن فقد إيمانه وعاد إلى حياته الدنيوية، وقد قال فيها: «سوف تعلمون عني، بلا شك، أشياء غير حميدة، وكلها حقيقيّة. […] لتعلموا أنه خلال كل هذه السنوات التي قضّيتها هنا في الكنيسة، تصرفت كموظف مخلص لمهنته. […] حتى وإن كان الإيمان قد تخلّى عني منذ فترة طويلة. قريباً سيكون لديكم متسع من الوقت للحكم عليّ وإدانتي والتشفّي مني. الآن أطلب منكم فقط أن تتذكّروا هذه العبارة البسيطة التي حفظتُها عن والدي الذي كان يستخدمها لتقليل أخطاء كل منّا إلى الحد الأدنى: «جميع الرجال لا يعيشون بالطريقة نفسها في العالم». وبسماعه لهذا الاعتراف، يفقد بول والده. ويبقى وحيدا في كندا، وقد صادف أن زار ديرا كبيرًا في مونتريال به حديقة وحمام سباحة يُستخدم كإقامة فاخرة للمتقاعدين الأثرياء، وهناك وجد عملا، إذْ تمّ تكليفه بحراسة الدّير والاعتناء بمَن فيه. وجرت أيامه هناك على أحسن ما يبتغي، إلى أن تعكّر جوّ الحكاية، فوجد بول نفسه في عنبر ضيّق بالسجن حيث تنتشر الظلمةُ وتشيعُ رائحة الأوساخ.
    لا يُخفي بول أنه وجد في الدّير نوعًا من التوازن النفسي والاجتماعيّ، وعاش فيه حياة منظمة ومرفّهة، ومنّ عليه حظُّه بشابة هنديّة جميلة تُدعى «وينونا» فتزوّجها، وربّى كلبة ذكيّة تدعى «نوك»، غير أنّ هذه الهناءة سرعان ما انقطعت، حيث ماتت زوجته وكلبته في حادث تحطّم طائرة صغيرة، ثم نشأ لديه هوس بالأرباح المادية لم يعهده من قبل، وتنامت لهفته على الدنيا، وهو ما أدّى به إلى تدمير حياته الهادئة بالدّير ليكون السجن في انتظاره. وفي ضوء حالته هذه نسمعه يقول: «هناك طرق لا حصر لها ليدمر المرء حياته. كان جدي قد اختار الموت بسيارة ستروين DS19. واختار أبي التضحية بإيمانه من أجل دنياه. ومن ناحيتي، فضّلت الخروج من هذا الدّير بعد أن كان قد نظّم لي مجرى حياتي». ولا شكّ في أن سنتيْ السجن كانت بالنسبة إلى بول فرصة لإعادة النظر في العالم، وفي حياته، وفي التعايش مع فكرة الموت، والسكن في الماضي لفهم الكثير من الأشياء التي تقع في الحاضر المليء بالتناقضات والفوضى وبرودة العلائق وقلّة تثمين كلّ ما هو إنسانيّ في الإنسان.
    وقد اتفقت الصحافة الثقافية الفرنسيّة على التنويه بالقيمة الفنية والمضمونية لرواية دوبوا، من ذلك أنّ برنار بيفو قد أشار إلى قلّة الاهتمام الفرنسيّ بروايات دوبوا، حيث قال ساخرا: «لو كانت روايات جان بول دوبوا مترجمة من اللغة الإنجليزية، لكانت لها في فرنسا مكانة مماثلة لروايات الأمريكي جون إيرفينج أو البريطاني وليام بويد».








                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de