د. عمر القراي: إقصاء الإسلاميين: نعم!! ولا!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 07:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-03-2019, 05:54 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د. عمر القراي: إقصاء الإسلاميين: نعم!! ولا!!

    05:54 AM April, 02 2019

    سودانيز اون لاين
    عبدالله عثمان-
    مكتبتى
    رابط مختصر




    الإقصاء.. نعم!! و لا!! (1-2)
    (وَيَحْلِفُونَ بالله إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ ولكنهم قَوْمٌ يَفْرَقُونَ)
    صدق الله العظيم

    كثر الحديث، في وسائل التواصل الاجتماعي، عن تخوف الإسلاميين، من الإقصاء بعد نجاح الثورة.. وكان بعض الإسلاميين، قد استنكر على الثوار هتافهم (أي كوز ندوسو دوس) !! ووصفوه بأنه هتاف اقصائي، يستهدف تصفية الإسلاميين، ويهدد وجودهم.. وأنه لا يتفق مع شعارات الثورة، التي انطلقت من اجل الحرية والديمقراطية، والتي منذ بدايتها، كانت تحتفل بأنواع التنوع في هذا الوطن العريض. وبدأت جماعة من الإسلاميين، الذين وإن كانوا قد أيدوا الإنقاذ طوال عهدها، أو شطراً كبيراً منه، يشيدون اليوم بالثورة، وينتقدون الحكومة، ويكشفون بعض فضائحها، ويعلنون مخالفتهم لها. وهؤلاء، في الغالب، لم يتلوثوا بممارسة جرائم الحكومة، ولم ينتفعوا كثيراً، مما جرى من نهب للمال العام.. كما أن هناك مجموعة من الشباب شديدة الحماس، تدعم الثورة عملياً، بالمشاركة فيها، والإعلام لها، وحشد الناس في اتجاهها، وهؤلاء بدأوا مع الإسلاميين، في شقهم الوطني أو الشعبي، وانتهى بهم موقفهم في الشارع مع الثوار.. هذا الواقع الجديد أزعج الإسلاميين، الذين لا زالوا مع الحكومة وضد الثورة.. لأن الاعتراض عليهم، جاءهم من داخل بيتهم، مما جعلهم يستيقنون أن الثورة ليست مظاهرة شيوعيين، أو بعثيين، أو مندسين، أو شذاذ آفاق.. وبدأوا لأول مرة يشعرون بالخطر، ويتصورون النهاية المرعبة، التي لا تعني فقدان السلطة والثروة فحسب، وإنما تعني أيضاً المحاسبة والعقوبة. لهذا بدأوا يجمعون قواهم، ويوجهون إعلامهم، ليخوف إخوانهم المنشقين من الثورة، ويصورها لهم، وكأنها ستقصي كل الإسلاميين، وتبطش بهم، لأنها ثورة يستغلها الشيوعيون والبعثيون الحاقدون على الإسلام، والحركة الإسلامية!! وإنها إذا نجحت فسوف تقتل الإسلاميين، ويذكرونهم ألا تسمعون لهم يقولون (أي كوز ندوسو دوس)؟! والذين استمعوا الى تخويف إخوانهم، وقعوا ضحية لهم مرة ثانية.. فأولئك منتفعون من بقاء البشير، ومرتبطون به، لأنهم متورطون معه في الجرائم، وفي الفساد، وعدد منهم مطلوب مثله للعدالة الدولية، فزوال حكمه، يعني زوالهم، ومحاكمتهم.. وهم حين يخوفوا المنشقين منهم من الثورة، لا يفعلون ذلك حرصاً عليهم، ولا حرصاً على الإسلام أو الدولة الإسلامية، وإنما حرصاً على أنفسهم.. وكما استغلوا الإسلاميين الشرفاء في بداية الانقلاب، وجعلوهم يدعمونه، على اعتبار أنه دولة الإسلام، يستغلونهم الآن، كدرع في وجه الثورة، حتى ينجوا بأنفسهم، ولو غرق كل الوطن في صراعات لا تنتهي بين الإسلاميين المضللين، وبين الثورة!! وهم حين يضللوا للإسلاميين، المنشقين، أو المترددين، ليتجمعوا، ويواجهوا ثورة الشعب، يضحون بهم، والمحرشون في مأمن، من وراء مقاعدهم الوثيرة، كما فعل حسين خوجلي، حين قال أنهم سيخرجون الى الشارع، ولكنه هو لا يخرج أبداً، أو حين أطلق علي عثمان كتائب الظل وجلس يتفرج عليها!!
    أول ما تجدر الإشارة إليه، هو أن هذه الثورة، هي ثورة الشعب السوداني.. وهي ثورة فريدة، ليس لها شبيه في تاريخ السودان الحديث.. لأنها شملت السودانيين، داخل وخارج السودان في اصقاع الدنيا، ولأنها شملت معظم المدن والقرى السودانية، وشارك فيها الرجال والنساء والأطفال، ولأنها استمرت لشهور ثورة سلمية، رغم المواجهة بالرصاص، وبالغاز، والعنف المفرط، والاعتقالات، والسجن بقانون الطوارئ.. وهذه الثورة لم تقم ضد الإسلام، ولا هي ضد المسلمين، أو عموم الإسلاميين!! وإنما هي ضد الإسلاميين، الذي قاموا بانقلاب، واستولوا على الحكم بالقوة في عام 1989م. ولقد ثار الشعب على هذه الجماعة، التي كونت لها حزباً أسمته المؤتمر الوطني مؤخراً، وكان اسمها الجبهة القومية الإسلامية، وقبل ذلك الاتجاه الإسلامي، وجبهة الميثاق الإسلامي، والإخوان المسلمين. والشعب لم يثر عليها لأنها إسلامية، ولكن لأنها قوضت نظاماً ديمقراطياً، وحكمت الشعب بالسيف والسوط .. واثارت الحروب، وقتلت آلاف السودانيين في الجنوب، وفي دارفور، وفي جبال النوبة، وفي النيل الأزرق، وفي بورتسودان، وفي شمال السودان في مناطق السدود، وحرقت القرى، واغتصبت النساء، وقصفت الأطفال بالطائرات، وقتلت طلاب المدارس، حين احتجوا على الغلاء، في شوارع الخرطوم في سبتمبر 2013م. ثم إن حكومة الاخوان المسلمين، صادرت الحريات، وكممت الأفواه، واعتقلت المعارضين السياسيين، وعذبتهم حتى الموت أو الإعاقة، في "بيوت الاشباح" .. ثم حين شعرت أنها ارهبت الشعب، خطفت الدولة السودانية، وسخرت إمكاناتها لمصلحة الحزب، وخاصة النافذين فيه، فسرقوا أموال البترول، وباعوا آلاف الاطنان من الذهب، دون أن تدخل هذه المليارات الى خزينة الدولة!! فعاش الاخوان المسلمون الحاكمون، في ثراء، وبذخ، وترف، وعاش الشعب، في فقر مدقع، وجوع ومسغبة!! بنوا القصور الشامخات داخل وخارج السودان، وركبوا المركبات الفارهات، واصبح المواطن السوداني، من غيرهم، لا يكاد يجد أكثر من وجبة في اليوم، في بيته أو في معسكرات اللجوء والنزوح.. ثم باعوا مؤسسات الدولة، ومشاريعها، واراضيها، ووضعوا الأموال في حساباتهم الخاصة، ودمروا التنمية، وخربوا الاقتصاد، حتى تفاقمت أزمة البنزين، وانعدمت السيولة في المصارف، ومنع الناس من سحب أموالهم من البنوك، وحين رفض الناس إيداع أموالهم، لعدم ثقتهم في النظام المصرفي، حاولوا اجبار التجار بحرق متاجرهم في سوق أمدرمان، ثم جاءت أزمة الخبز، التي عجزوا عن حلها، حتى اضطروا الى استلام دقيق مصري، يعلمون انه تالف، وملئ بالأمراض، وأن السلطات المصرية استلمته من روسيا، ورفضت توزيعه على المصريين!! وحين تردد أصحاب المخابز السودانيين، في استلام الدقيق القاتل، أتوا بالجيش المصري، ليشغل به مخابز في السودان!! ومعلوم أن غرض حكومة الاخوان المسلمين، أن تحل أزمة الخبز، التي تزكي نار الثورة، وأنها تسير الى هذا الهدف، على حساب أرواح المواطنين، الذين سيأكلون هذا الخبز القاتل!! أكثر من ذلك!! هي تستعين بالجيش المصري، ليحفظها من ثورة شعبها، تحت ستار تشغيل المخابز، مما يعد تدخلاً سافراً في السيادة الوطنية، ويعد السماح به من أكبر صورة الخيانة العظمى!! ترى بكم رغيفه باعت حكومة الاخوان المسلمين الصمت على حلايب وشلاتين؟! هذه هي القضية، لدى تجريدها الى حدودها الأساسية، حكومة فاجرة، وقاتلة، وسارقة، وخائنة، وظالمة لشعبها، وشعب مسالم، ومظلوم، يثور عليها بالتظاهر، فأي إسلامي له علاقة بالله، وبالإسلام، عليه أن يحدد الآن موقفه، هل هو مع الحكومة الظالمة، أم مع الشعب المظلوم؟!
    والذين تولوا الحكم من الاخوان المسلمين، وارتكبوا كل هذه الجرائم، لم يولدوا مجرمين، ولم يكن آباؤهم من الشياطين، ولكن ساقهم الى ارتكاب الجرائم، أفكار، ومبادئ، ورؤى، وتصورات خاطئة، كانوا يؤمنون بها، وهي قد دفعتهم أولاً الى الخطأ، وكل خطأ لا يصحح، ولا يواجه، يسوق الى الخطيئة.. وكل خطيئة تدخل ظلام على القلب، يوقع صاحبها، في خطيئة أكبر منها، حتى تكثر الخطايا، فتحيط بصاحبها، احاطة السوار بالمعصم، فلا يجد منها فكاكاً، حتى تورده المهالك، قال تعالى (بلى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فأولئك أَصْحَابُ النَّار هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
    نعم للإقصاء!! إذا كان المقصود منه، إقصاء هذه الأفكار، والمبادئ، والرؤى، والتصورات الخاطئة، التي نتجت عنها، كل هذه الجرائم، التي أشرنا إليها، وأكثر منها.. ولا للإقصاء!! إذا كان المقصود منه إبعاد أي مواطن سوداني بسبب انتمائه الفكري أو السياسي أو الديني.. ولكن السؤال هو: ماهي هذه الأفكار التي يجب إقصائها حتى نخرج من هذا الجب الذي أوقعتنا فيه حكومة الاخوان المسلمين؟!
    -نواصل-
    د. عمر القراي 2/4/2019م









                  

04-03-2019, 06:44 AM

بابكر قدور
<aبابكر قدور
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 1561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عمر القراي: إقصاء الإسلاميين: نعم!! ولا!! (Re: عبدالله عثمان)

    الأستاذ عبدالله عثمان
    لك الود والتحايا الطيبات
    هؤلاء (الكيزان) يجيدون استخدام استخدام المصطلحات الدقيقة جداً
    جداً مثل مصطلح (إسلاميين) وهو وعاء واسع يحمل في باطنه كل
    من ينتمي إلى الدين الإسلامي كمعتقد على الرغم من أنهم ليسوا
    بـ (كيزان) البتة .. إذا تنقلوا بين مصطلحات: الإخوان المسلمين .. ثم
    جبهة الميثاق .. فالجبهة الإسلامية .. لينتهوا إلى ارتداء ثوب (الإسلاميين)
    فالشعب السوداني العظيم قد حدد من يكون هؤلاء .. فوصفهم بأنهم
    (الكيزان) وليس غيرها ولذلك رفع شعار (أي كوز ندوسو دوس) ....
    بهذا المفهوم فقد أقصوا أنفسهم من قبل ومن بعد .... وبهذا المفهوم
    نعم لإقصاء (الكيزان) نهائياً وإلى الأبد من ساحة السياسة السودانية
    ودي ومحبتي ,,,,
                  

04-04-2019, 09:08 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عمر القراي: إقصاء الإسلاميين: نعم!! ولا!! (Re: بابكر قدور)

    الإقصاء.. نعم!! و لا!! (2-2)
    (وَيَحْلِفُونَ بالله إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ ولكنهم قَوْمٌ يَفْرَقُونَ)
    صدق الله العظيم

    كنت قد كتبت، في آخر الجزء الأول، من هذا المقال (نعم للإقصاء!! إذا كان المقصود منه، إقصاء هذه الأفكار، والمبادئ، والرؤى، والتصورات الخاطئة، التي نتجت عنها، كل هذه الجرائم، التي أشرنا إليها، وأكثر منها.. ولا للإقصاء!! إذا كان المقصود منه إبعاد أي مواطن سوداني، بسبب انتمائه الفكري، أو السياسي، أو الديني.. ولكن السؤال هو: ماهي هذه الأفكار، التي يجب إقصائها، حتى نخرج من هذا الجب، الذي أوقعتنا فيه حكومة الاخوان المسلمين؟!).
    حينما جاءت حكومة الاخوان المسلمين بانقلابها، زعمت أنها جاءت لتطبق الشريعة الإسلامية، وسمت ذلك "المشروع الحضاري"!! وكانوا يظنون أنهم سيطبقون الحكومة الإسلامية في السودان، ويزحفون بها الى العالم، ولشدة سطحيتهم، وقصور تصورهم، ظنوا أنهم لو رفعوا الشعارات الإسلامية، وكبروا وصاحوا (لا لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء)، سيصبحون مثل الاصحاب رضوان الله عليهم، وسيطبقون شرع الله، كما فعل الاصحاب، وينشرون الإسلام بالسلاح، كما نشره الاصحاب بالسيف !! ولهذا صعدوا الحرب في الجنوب، وفي جبال النوبة، وأعلنوا أنها جهاد في سبيل الله، وفتحوا السودان، لكل الجماعات الإسلامية المتطرفة، وسعوا الى اغتيال الرئيس حسني مبارك، لينقلوا الحكم الإسلامي لمصر!! وكانت الحصيلة من هذه الفكرة، فكرة الحكومة الإسلامية، قتل المواطنين بسبب الاختلاف الديني، ونشر الإرهاب في الإقليم، بغرض توسيع رقعة الدولة الإسلامية. وهكذا تسببت الفكرة الخاطئة، في ضياع أرواح زكية، لمواطنين سودانيين في جنوب السودان، وجبال النوبة، وشباب مضلل حشد من الشمال!! كما أنها أيضاً، فتحت البلد لجماعات متطرفة، ومهووسة، ومرفوضة من العالم المتحضر، مما وضع السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب، وأدى الى حصاره اقتصادياً، وعدم جدولة ديونه، أو منحه قروضاً جديدة.. وبعد كل هذا، لم تحقق كل هذه الممارسات، التي عادت وبالاً على السودان، أي زيادة في دين الشعب، أو قيمه الروحية والأخلاقية، بل أن السودان أصبح أسوأ أخلاقياً، حين فشلت شعارات المشروع الحضاري مثل (نأكل مما نزرع) وتدهور الاقتصاد، وعطلت التنمية، وارتفعت الأسعار وصار الناس في فقر وجوع شديد.. ولو أنهم كانوا صادقين، وعملوا عملاً جاداً في اصلاح نفوسهم، لساقهم ذلك ليعلموا أن الشريعة في المعاملات، ليست أصل الإسلام، وهي قد كانت حكيمة، ومناسبة، ومتأثرة بمستوى البشرية في القرن السابع الميلادي، والقرون التي تلته مما هي مثله. ولكنها، قولاً واحداً، لم تأت للبشرية الحاضرة. ولعلموا أنهم لا يمكن أن يحكموا الإنسان المعاصر، بتشريع نزل قبل حوالي ألفي عام، ويهملوا كل ما حققته البشرية، من معرفة، وتجارب طوال هذا الوقت. إن فكرة الحكومة الإسلامية، لا تحقق الحرية، لأنها تريد أن ترغم غير المسلمين على الإسلام، وهي لا تحقق السلام، لأنها تعلن الحرب على غير المسلمين، ولا تحقق العدالة، لأنها لا تساوي بين المسلم وغير المسلم، فتمنح الرتب العالية للمسلمين، وتحرم منها غيرهم، لأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين. وهي لا تحقق العدالة أيضاً لأنها لا تساوي بين الرجال والنساء.. أما هذه الثورة فشعارها الأساسي هو (حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب)!! لهذا أقول نعم لإقصاء فكرة الحكومة الدينية!! فإن الشعب الذي تأذى، كل هذا الأذى، من تجربة الحكومة الدينية، لن يقبل بها مرة أخرى.. وإنما الذي يناسب شعبنا، وهو قد عانى من العنصرية، والجهوية، والتمييز الديني، نظام حكم ديمقراطي، يقوم على حق المواطنة، وحقوق الإنسان، ويحقق الحرية، والمساواة، والعدالة، والسلام.. فإن لم يكن للإخوان المسلمين، فكرة للحكم، غير الحكومة الدينية، فإنهم يكونوا قد أقصوا أنفسهم، عن الواقع الجديد!! ولكنهم لو اجتهدوا، وقدموا بصدق، برنامجاً يقبل مبادئ الثورة التي أشرنا إليها، ولا يزعم بأنه يريد إقامة حكومة دينية، فإنهم لن يعزلوا، وإنما سيساهمون كغيرهم، في وضع تصوراتهم للبرامج المفصلة، التي تحل مشاكل السودان.. هذا مع ملاحظة أن الذين أجرموا منهم، في حق هذا الشعب، سيقدمون لمحاكمات عادلة.
    في مقابلة د. الترابي رحمه الله، مع قناة الجزيرة، تحدث عن فساد تلاميذه، ونهبهم للمال العام، وبرره بأنهم وجدوا تحت أيديهم، فجأة، أموالاً طائلة، لم يكن لهم خبرة في التعامل معها، من قبل، فضعفت نفوسهم أمام إغرائها!! والحق أن التنظيم، تحت قيادة الترابي، انشغل بالوصول للسلطة، والتخطيط لها، والتآمر على الديمقراطية، عن تربية أفراده على الاخلاق والدين.. أكثر من ذلك!! رباهم تربية عكسية، أذهبت ما حصلوه في بيوتهم من قيم، وذلك بأن أوهمهم، بأنهم خير من بقية الناس!! فقد كان الترابي يقول في الشهور الأولى لحكومتهم، أنهم اعادوا دولة الإسلام، مرة أخرى!! وسمى أصحابه "أهل الأيادي المتوضئة"!! ومن قبله، وصف حسن البنا، رحمه الله، تلاميذه، بأنهم مثل الاصحاب رضوان الله عليهم!! ونتج عن ذلك، بعدهم عن التواضع، واحتقارهم لغيرهم من الناس، بل إنهم صنفوا من يعارض أفكارهم مثل الشيوعيين، والبعثيين، والناصريين، والجمهوريين، بأنهم كفار، يجب القضاء عليهم!! والذين لا يهاجمون أفكارهم، ولكنهم ليسوا في حزبهم، مثل حزب الأمة، والاتحاديين، والمستقلين، اعتبروهم ضالين، ولكن يمكن أن يؤلفوا بالمناصب، والأموال، لخدمة تنظيمهم من خارجه.. وكانت نتيجة هذا التصور الخاطئ، أن آثروا أعضاء تنظيمهم بالوظائف العامة، وأبعدوا عنها من عداهم، فشردوا آلاف الموظفين، وقطعوا أرزاقهم، وسموا هذه الجريمة النكراء "إحالة للصالح العام"!! والحق أنها كانت مصلحة التنظيم، على حساب مصلحة الوطن.. ولما كان التنظيم، لا يحوي عدداً كافياً من المؤهلين، ليملأوا هذه الوظائف، وظفوا اتباعهم غير المؤهلين، في مناصب تحتاج الى معرفة وخبرة لا يملكونها!! وسموا ذلك بسياسة "التمكين".. فتدهورت الخدمة المدنية، وفشلت التنمية، وساءت سمعة السودان، في الخارج، من ضعف مستوى الدبلوماسيين، الفني والأخلاقي، وأصبحت مؤسسات التعليم العالي، حاضنة للولاءات، فتدهور التعليم، واضطرت الكفاءات للهجرة، ففقدت البلد كوادرها المؤهلة. والتساهل مع الفساد، ونهب المال العام، دون ورع، جاء أيضاً من هذا التصور الخاطئ.. لأنهم لا يعطون وزناً لأحد غيرهم، وما داموا هم وحدهم المسلمين، فإن هذه الأموال يجب ان تكون لهم، ولهم الحق أن يأخذوا منها ما شاءوا، وأن يعطوا منها من يشاؤوا، ويجب ان يحرم منها خصومهم، الذين يعتبرونهم، غير مسلمين، حتى لا يقووا على مناهضتهم، وإزالة حكمهم. وكما أعطوا اتباعهم مناصب لا يستحقونها، منحوهم شهادات عليا بغير حق. لهذا أقول نعم للإقصاء!! إذا كان يعني إقصاء هذا التصور الخاطئ، تصور أن هناك جماعة، أو حزب، أو مجموعة، هم أفضل من بقية الناس، بسبب عرقهم، أو دينهم، أو أصلهم، أو وضعهم الاجتماعي، وأن لهم في هذا الوطن حقوقاً زائدة. ويعني هذا الإقصاء، فيما يعني، أن تراجع الخدمة المدنية، فيرجع كل من أبعد بغير حق، أو يعوض زويه إذا كان قد توفى، أو كبر، ويبعد أي شخص غير مؤهل، من الوظيفة التي نالها بالولاء لا الكفاءة، كما تراجع كل الشهادات، ويعاد تقييمها.
    خلاصة الأمر، أن الإقصاء لابد منه، وهو يعني تنفيذ أهداف الثورة في الواقع.. ولكنه يعني إقصاء مفاهيم، وأفكار، وتصورات، وقوانين، ونظم، كانت السبب، فيما لحق بالشعب من مآسي، خلال الثلاثين عاماً الماضية.. وفي نفس الوقت، لابد من التأكيد، على عدم إقصاء مواطنين سودانيين، من المشاركة التامة، المتساوية، في إدارة أمر بلادهم، بدعوى أنهم كانوا في حزب المؤتمر الوطني أو الشعبي، مالم تكن عليهم، أحكاماً قضائية، تودعهم السجن، أو تقضي بإعدامهم، بسبب الجرائم التي ارتكبوها. والذين أعلنوا خروجهم على الحزب الحاكم، من الإسلاميين، وأدانوا فساده، وبطشه بالمتظاهرين، وانحازوا الى الثورة، يجب أن يستقبلوا وسط جموع الثوار، دون تشكيك، أو تخوين، بنفس مبدأ الحرية لنا ولسوانا، فهم أحرار في تبني أفكار جديدة، ومواقف جديدة، ولا يحاكموا بماضيهم، وقد تخلوا عنه، وإنما بواقعهم الحالي. ويجب أن نعتبرهم من أبناء هذا الشعب، بخلاف الإسلاميين الذين لا زالوا يدافعون عن الحكومة، والذين يصرون على ضرب المتظاهرين، واعتقالهم.. فهؤلاء ليسوا سودانيين، لأنهم لم يثوروا معكم، هم ليسوا منكم، ولو ادعوا غير ذلك!! اقرأ إن شئت قوله تبارك وتعالى (وَيَحْلِفُونَ بالله إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ ولكنهم قَوْمٌ يَفْرَقُونَ)!!
    د. عمر القراي 3/4/2019م
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de