ختان الصبيان زمان توجد سكسكانية وشعيرية ****

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 09:25 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-24-2019, 06:42 PM

حسن كجروس
<aحسن كجروس
تاريخ التسجيل: 12-06-2019
مجموع المشاركات: 77

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ختان الصبيان زمان توجد سكسكانية وشعيرية ****

    05:42 PM December, 24 2019

    سودانيز اون لاين
    حسن كجروس-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر



    ختان الصبيان زمان توجد سكسكانية وشعيرية ****

    كما ذهب الدكتور عبداللطيف سعيد في مؤلفه طابت الشمس غابت "كانت الازقة ضيقة ولكن كانت القلوب رحبة"
    كانت طابت الشيخ عبدالمحمود علي ايام صبانا الاولي بداية الثمانينات مثل طفلة ضاقت عليها ثياب القروية فلبست المدنية مظهرا لكنها تحسب مع اليافعات مخبرا.
    قرية هي في طباع اهلها وبساطتهم لكنها تمدنت في زيها وعمرانها.
    صارت الشفخانة مستشفى وعظم السوق واصبح يؤم جوفه خلق كثير من قري المنطقة. داهمت المدنية اطراف القرية لكن قلبها تمرد علي التغيير واصرت طابت القديمة علي قرويتها وطفولتها الوادعة.
    جال بخاطري الكثير وانا احمل ابني مبارك وهو وليد اسبوع من دار الطهار اسماعيل بودنوباوي بعد عملية ختان اقتضاها عرض صحي.
    كان ابني يبكي من الالم وجده لامه يقود بنا السيارة الي جهات الثورة شمالا وهي تهتز مثل كف الوداعية يمنة ويسرة ، وانا امسح العرق و الدموع عن خد ابني والالم واتحسر علي فرحة الختان التي لن يتذوق لها طعما.
    يتارجح وجههه الصغير علي حجري يمنة ويسرة في حركة رتيبة اتتبعها فاغرق في شبه غفوة. رجعت بذاكرتي لايامٍ خلت في طابت حين كان الختان امر جلل يرتعد من سيرته الجبناء ويتحسب لتكاليفه الاباء وتعد لطقوسه الامهات العدد .
    كنا صبية في أعمار متفاوتة، زمان كان اول المراهقة يعد طفولة نتحلق في ليل طابت المظلم واحدهم يتغني باهازيج الرعاة ومناجاتهم القمر، وحينا نترامي بمقاطع من دوبيت البوادي مثل حوار بامسيكا وكرار
    حين قال بامسيكا يبكي محبوبته زاد الخلا :

    تلاتة شهور تمام ما شفت المضمر عوده
    وما متع عيوني بي ريلا تضوي خدوده
    كيفن الزول يجاري الدنيا ينسي ودوده
    يترك ساحته يخلي في الفريق مريوده
    تلاته شهور ونحن من جبل لي وادي
    مرات نشرق ومرات نغرب نقبل غادي
    باقيلك بتطرانا ام وضيب ام قرينا نادي؟

    وتضيق الدائرة حين يبدأ احدهم في تمثيل قصة فاطمة السمحه والغول باصوات مختلفة ،تصورها عقولنا الصغيرة في ذاك الظلام لكن الخوف يتلاشي سريعا لانك تسمع مناغاة ام لطفلها الباكي في ظلام بيوت القرية فتبدد لذة رعب احاجي الغول والعفاريت وتراجيديا قصص الظلام او لمرور كبار القرية بمجلسنا وهم يتسامرون في تزاورهم بين الدور والبيوت الملتصقة باهمال هنا وهناك فيبعث ضجيجهم الشجاعة فيمن خانته بذرة الرجولة.
    كنت اعشق ليل طابت بمزاميره واحاجيه، وبصياح الرعاة عند اوبتهم اول الليل من المراعي،وكنت اعشق مناداة ذوات الخدور لجاراتهن يتجاذبن اطراف الحديث من فوق جدران الحيشان او من وراء النوافذ والابواب. كنت اطرب لهدير النوبات وانشاد المداح ليلة الخميس وعصر الجمعة ويحملني بساط النشوة حيث حلقات الراتب وعناق الحيران في حب وصفاء صادق.
    كنت في ايام الصبا اتمني هبوط الظلام خصوصا في الليالي المقمرة حين تندلق النجوم صقيلة بيضاء لامعة علي كتف طابت ونراها قريبة في متناول ايادينا نتقافز مثل الشياطين فنكاد نلمسها. امتع مافي ليل طابت كان عندما ينفض سامرنا ويعود كل لداره بعد هزيمة وانتصار ، فيجد عشاءه لبنا مدخرا.
    كان منظر القمر والنجوم وانا مستلقٍ علي ظهري مثل شاشة السينما ثلاثية الابعاد. النجوم من حولي كأنها معلقة في الافق والقمر يجري بين السحب في حركة مسلية تشدني للسماء. اتتبع نجما بعيدا هناك كانه يغمز عينه بالتحية واتشاغل عن نجم قريب يلمع بين الفينة والاخرى ليلفت انتباهي.
    لم اكن امل هذا الروتين الليلي علي رتابته لاني كنت اغرق في النوم قبل ان اشبع منه كلية، لذلك كان دوما يستهويني حتي في زياراتي لطابت وانا رجل في عقدي الرابع.
    كنا في جلساتنا تلك نجهر بكل حكي ومدح وغناء لكن الدائرة تضيق علي غير العادة حين يحكي من ذاق شرف الختان ما مر به خلال مراسم الختان. كان الختان تاجا يتمايز به الصبية فيما بينهم مثله مثل شرف سباحة النهر مقارنة بسباحةالترعة وركوب الخيل مقارنة بركوب الحمير ولكل درجة. يتفاوت ويتفاضل الصبية في مجالسهم فليس من زار المقابر ليلا كمن عبرها نهارا ،فللشجاعة معايير اولها الختان. المختون في مجالس الصبية يحظي باحترام بالغ لا ينافسه فيه الا من ذاق نعمة الختان.
    عدت تلك الليلة بعد ان عايرني احدهم بلفظة مطابقة للجبن تطلق علي الصبي قبل الختان. عدت ليلتها والغم يملاء صدري ونادرا ما كان الصبية يتضايقون في
    زماننا ذاك.
    ارتميت علي فراشي اتقلب يمنة ويسرة واحساس المهانة يطرد النوم عن عيني فتكاد تطفر دمعا. اقتربت مني امي لما احست عزوفي عن عشاء اللبن كعادتي .وكان الطعام وقتها مقياس الامهات لتغير حالة الصبية ومرضهم. تحسست امي راسي وسألتني ان كنت اشعر بصداع او حمي .
    سألت امي مباشرة:
    متي ستختنونني؟.
    ابتسمت امي بذكاء، لعلها ادركت ما يكدر صفو صغيرها فحمدت الله في سرها علي سلامته واستدركت بالسؤال عن سبب رغبتي في الختان.
    اخبرتها اني اصبحت اضحوكة اقراني وان فلان ابن فلانة صار يعايرني وانه وجب الختان حتي استرد مكانتي في المجلس.
    ارادت امي تخفيف الامر بان من عايرني يكبرني بثلاث سنوات واني لازلت صغيرا علي الختان .غضبت ليلتها واخبرت امي ان تقنع ابي بختاني والا سافعلها بنفسي ولا حاجة لطبيب.
    لم تأخذني امي ماخذ الجد ليلتها وتركتني في غضبتي تلك. قضيت الليلة اتقلب علي جمر المهانة لا ادري كيف ساواجه صبية القرية ان انا لم احسم امر الختان.
    الجزء الثاني
    في صبيحة اليوم التالي لحديثي لامي خرجت من الدار مهموما مغموما والقرية تدفع باغنامها نحو الحقول. اخذت ادور بين بيوت القرية ابحث عن سلوي.
    كنت اتوهم ان كل ضحكة انما هي شماتة علي خيبتي،فكأن كل القرية،كل القرية تسخر من امر ختاني.
    صادفت صبيا يكبرني وكان صديقا لاخي الاكبر ،سالني
    عن ما يكدر صفوي فصارحته بنيتي في ختان نفسي .
    اخبرته ان امي لا تريد اخبار ابي ويظنون اني لا زلت صغيرا علي الختان.تشاغل عني بعصاة كان يهش بها اغنامه ،تردد قليلا لكنه سريعا ما استجاب تحت نظرات إلحاحي. همس في اذني ان اذهب للدار وابحث عن شفرة حلاقة قديمة في خزانة ابي ودلني علي طريقة الختان بتفصيل دقيق واكد علي ان لا اخبر احدا انه من دلني علي هذا السر الكبير.
    عدت للدار وقلبي يرتج من الخوف، تلصصت شفرة حلاقة من حقيبة ابي المهيبة وخرجت ابحث عن مكان آمن لاجراء العملية. تسرب خبري بسرعة بين البيوت وهكذا اسرار القرية دائما .فالقري لا تعرف اسرارا ولا حواجز فالقلوب مفتوحة علي بعضها والاسرار مفضوحة. علم ابي وغضب علي طريقته وناداني بالمسدود كعادته كلما ضل احدنا الجادة،لكنه كان متفهما لاسبابي ودوافع ذلك السلوك الغريب فلم يضربني لكنه وبخني وذاك كان يعد انتصارا حين يعاملك الكبار باحترام واهتمام و يستمعون .
    يومها انتصرت بذرة الرجولة في جسدي الصغير. حتي وان لم استطع ختان نفسي لكني ضمنت تعهدا من الوالد بتحديد الختان الاسبوع التالي،فعادت بالتالي مكانتي وسط اقراني بعد ان شاع امر محاولتي الجريئة لختان نفسي، وبعد ان زاد بعضهم اقراني بطولات اخري كاذبة لتعضيد رواياتهم عن امر شجاعتي.
    كنت في الاسبوع الذي سبق الختان اخرج مساءا لمجلس الصبية وانا اختال زهوا يزفني بعض الصبية ممن لم يحن وقت ختانهم بعد، يمشون خلفي ويرمقونني بنظرات الحسد والغيرة. وعندما اعود للدار استفسر امي عن سير الاعداد ليوم الختان .كنت لا ابارحها حتي تعطيني دليلا قاطعا بسير الامور علي ما يرام.
    حتي جاء اليوم الثاني قبل الختان عندما نادتني جارتنا وصديقة امي بالعريس. كدت اطير من الغبطة يومها وشعرت بجلبابي الصغير يضيق بي علي اتساعه. كانت عبارة العريس ذات مدلول كبير ففيها إيحاء بقبول وتبجيل لبذرة الرجولة في طفولتي. شعرت حينها ان الارض تتمايل تحت خطواتي وقت اخبرتني اختي الكبري انها وقريناتها سيضعن الحناء ايذانا ببدء مراسم الختان.
    في ليلة الحنة الاولي خرجت للساحة في العراقي الناصع الذي كان يعكس لون سمرتي الداكنة كاني عنترة بن شداد احمل العصا بيدٍ واهزها لاقراني ان ابشروا بالخير.
    انقضت الليلة ولم اذق طعما للنوم هما، بعدما سمعت ما يكفي من حكايات صبية هزمهم البكاء في يوم الختان بعد ذهاب تاثير المخدر. كنت حتي الامس اثق بشجاعتي لكني تذكرت صبيا اعرفه جيدا، كان يبكي بكاءا مرا وينادي علي امه يوم ختانه. ان تبكي شيئا لكن ان تنادي باسم امك باكيا فهذا كان بمثابة اعلانك انسلاخك عن جنس الرجال وذاك كان فضيحة لا تنسي في عرف طفولة ذاك الزمان.
    اصبح الهم خانقا في اليوم الذي سبق الختان مباشرة رغما عن الحركة الدؤوب التي انتظمت دارنا وتقاطر الخالات والعمات والجدة واحفادها وحفيداتها والجارات والصبيان وكل يعرض خدماته ويساهم في الاعداد لليوم الكبير.
    انسحبت من المشهد خلسة واختبأت بالزريبة مع الماشية. كنت انظر للكبش الذي احضره ابي ليذبحه غدا لختاني. شعرت بتعاطف مع الكبش وان حالي مثل حاله كلانا سيتألم وسيدمي غدا. ولعل ما بعث الطمأنينة في قلبي الكسير اني علي غير حالته، سأعيش بعد الالم لاري قمر تلك الليلة.
    في صباح يوم الختان تقاطرت جموع الجيران لوداع السيرة.نظرت من نافذة الغرفة لاستمع لاغاني البنات وصياح الصبية خارج الغرفة وهذه الجلبة التي تثير فضولي وتطرد الخوف عن قلبي الصغير. تناوبت عماتي وخالاتي في اعدادي لزفة الختان وضعن الجلباب الابيض علي جسدي المرتعش و الضريرة علي راسي والهلال علي جبيني وعلي صدري تتدلي مسبحة الجرتق بحباتها السوداء والحمراء، وحُلِي الذهب تحيط معصمي الايمن واصابع كفي الايسر واحمل سيفا كبيرا في طولي ان انا اعتدلتُ واقفا. خرجت بتمهل المضطرب لكن خوفا اكبر من العيب شجعني علي التماسك والثبات.
    ركبت السيارة من المقدمة واجلسني خالي ابن عم امي علي حجره جهة النافذةوخالي الاخر يقود السيارة وابي يتوسطهما.
    كنت انظر من الزجاج الخلفي واري صبية القرية يغنون ويتبادلون النظرات كانهم يراهنون علي خيبتي .فهل سيشهدوا اليوم انهيار بذرة رجولتي ام ساعبر الي طبقة المختونين بنجاح وتماسك.
    نظرت الي يميني وعلي ظل صباح الثامنة السخي رأيت جدي لامي يلوح بعصاه علامة دعم وثقة في شجاعتي. كان جدي لامي يتوشحُ ثوبه الابيض وعمامته البيضاء والي يمينه يجلس جدي عم والدتي. كانا يجلسان كنسخة متطابقة كانهما هبطا للتو من السماء. في هيبة ووقار ابتسما ابتسامة تشجيع دلت علي عظمة ما انا مقدم عليه.
    وقبل ان ينزلق الموكب نحو المستشفي تقدمت امي نحوي بحنو ورفق وهمست في عبارات قوية ان الامر سينقضي بسرعة، واني اصبحت اليوم رجلا وهزت كتفي في مشهد وداع بعث في جسدي قشعريرة وفي قلبي رهبة وفي نفسي حبا لا ينتهي لهذه الام الشفوق.
    سار الموكب باتجاه الشمال نحو المستشفي مارا بدور الموظفين مخترقا شارعا تحفه الاشجار بين مدرستين. نهب الموكب المسافة بين دارنا والمستشفي في سرعة ازعجتني لكن ضجيج الصبية وغناء البنات وهدير ماكينات السيارات ورائحة الوقود المحترق وما ارتديه من زبنة الختان وهذه السيف بيميني كل هذا وذاك كان ملهاة عن التفكير في ما انا مقدم عليه.
    نزلت من السيارة وخالي ابن عم امي (من اطلقت اسمه علي ابني تيمنا فيما بعد) كان يمشي بيميني وابي بيساري وخطواتي المرتجفة بينهما كالمقدم علي الاعدام. سرنا حتي وصلنا غرفة العمليات الصغري وهناك استقبلنا عم( بابكر الجراح) وهو طهار طابت المعروف.

    الجزء الثالث
    كان عم الجراح رجلا صلبا قويا نظيف، يدل تعرق كفيه علي انه مزارع ضل طريقه الي الطب. استقبلني بحغاوة وبشر ابعد عني الخوف.
    لكن احدا لم يخبرني بامر المخدر إنما هو حقنة في العضل قبل الختان. رفضت الحقنة رفضا باتا. حجتي كانت اني لست مريضا ولاحاجة لي بالدواء اختنوني بلا حقن ولا مخدر وان كان لابد اعطوني اياها شرابا. هنا تبدل وجه الجراح ومال للحزم ودعمه ابي. لكن خالي ابن عم امي اختار جانبي وتلطف بي مشفقا وضمني اليه في تبادل ادوار عجيب. اقنعني خالي بلطف ان اجلس للحقنة حتي لا اخيب ظنه في رجولتي.
    غرس الجراح الحقنة في ذراعي بسرعة افقدتني التركيز وسري المخدر في جسدي وما عاد للالم اثر.
    شعرت حينها بالزهو صعدت منضدة الجراح رافعا جلبابي.
    نظرت الي مركز الغرفة ورأيت الابخرةتتصاعد من تلك الغلاية البيضاءحيث يتم تعقيم المقصات والمشارط والحقن.
    كانت رائحة الديتول والمطهرات الطبية قوية نفاذه تسد انفاسي. وجلبة الحضور من حولي، الجراح ومساعداه، ابي، وخالي ابن عم امي، وخالي شقيق، امي وصديق والدي .وانا اجتهد في تتبع ما يحدث من حولي من اصوات الجمع نظرت الي اسفل حيث الاناء الابيض اللامع فاذا بكف الجراح تمسك بمقص يرمي قطعة صغيرة سوداء من جسدي هي كل ما نحن بصدد ازالته.
    تعجبت من سرعة الامر وتذكرت امي واختي الكبري واخواني وصبيان القرية .شريط من الوجوه مر امامي بسرعة خاطفة حني هزني ابي ان انهض الان تم لك ما تريد. همس خالي ابن عم امي في اذني اني رفعت راسهم عاليا ولم اجبن ومن باب التحفيز نفحني بورقة عملة كبيرة تشتري في وقتها حمارا.
    ثم تناوب الرجال في منحي اوراق النقود كانت اوراقا خضراء كبيره لم احصل عليها من قبل.
    ثم سار موكبنا نحو السيارات وانا اشد بيمناي الجلباب الي الامام حتي لا يلمس الجرح.
    ركبنا السيارات وصيحات الصبية تعضد شجاعتي يومها وتشهد ان الفارس لم ينكسر وغنت البنات لشحذ الشجاعة في نفسي فهذا لايهم، الاهم الثبات عند ذهاب المخدر هكذا صاح من جرب الختان من الصبية.
    دلفنا الدار واستقبلتني جموع النساء بالغناء والزغاريد. امي كانت تجري مشفقة لكنها كانت مهمومة بالضيوف واعداد وجبة الفطور.
    رائحة الاكل كانت طاغية اقداح العصيدة بادام الشرموط والنعيميه واكوام من اللحوم وللحلاوة شعيرية وسكسكانيه. كانت الفتيات يقدمن الماء والتمر للضيوف والكل يجد في الاكرام.
    دخلت الغرفة واستلقيت علي ظهري تساندني امي وخالتي اختها الصغري. لم تمضي، ثوان حتي تدافعت جموع القرية نساءا ورجالا وصبية الكل يعطيني نقودا كثيرة بعضها اوراقا وبعضها عملات معدنية. تزاحم الخلق حولي وبعضهم يمد يده بالمال ولا اري وجوه البعض من شدة الزحام فقط كفوف تمتد بالمال. كثر العطاء ولم تعد جيوبي تسع كل هذا المال .كانت خالتي تشرف عليّ فاخذت تدفع بالاموال اسفل برش السعف الملون الذي ارقد عليه .لقد كان حقا مالا وفيرا ربما استطيع شرء قطار بكل هذا المال.
    ثم بدا التدافع يخف شيئا فشيئا لكن شيئا اخر بدأ يخف.
    المخدر بدأ يفقد مفعوله وشعرت بطعنات الم مكان القطع .بدأ الالم يتزايد تدربجيا وانا اتلوي في رقدتي وعرقي يتصبب.
    هنا تذكرت ذاك الصبي وهمست لخالتي بصوت خافت ان تنادي امي. كنت اريد ان اري وجهها بعد ان لاحظت انها تتجنبني. دخلت امي مسرعة واكدت لي ان المخدر لا يزول بهذه السرعة وان علي ان لا اتوهم الالم .كانت عباراتها سحرية لاني صدقتها وطننت اني اتوجع لالم خفيف والمخدر لا زال يعمل.
    عادت خالتي واحاطتني بثوبها وبدأت في تدخين سيجارة برينجي. كان للسيجارة مفعولا قويا حينها فهي اولا تعطي خدرا خفيفا في جسد الطفل ثم اشعلت سبجارة اخري واخذت تتناوب معي تدخينها مما اشعرني برجولة حقة. لا مكان لبكاء الان بل العكس اخذت اكبر واكبر في جلبابي حتي ضاقت علي الغرفة وانا اري نظرات اعجاب اقراني واحترامهم لثباتي.
    قضيت الظهيرة اعد ما جاد به زواري من اموال اشعرتني بقوة واستقلالية عظيمة. تخيلت وانا جالس علي الفراش والسيف علي يميني والقلائد علي جيدي وكل هذا المال من تحتي ان ملكي اصبح كبيرا يضاهي ملك كسري وقيصر. وبينما خالاتي والصبية يتحلقون حولنا كانت امي تحرك قطعة قماش يمنة ويسرة لتلطف من حرارة الجو وتحرك الهواء الساكن وانا غارق في نشوة ملكي وحاشيتي اشعر بخفة في روحي وغبطة لا تعدلها سعادة في الكون انها سيجارة برينجي كاملة.
    هاهي امي تحرك يدها يمنة ويسرة وحركة السيارة تخف بنا في ام درمان وبكاء ابني يعيدني من سحيق الذكريات وسيارة جده تتوقف امام الدار هنا في الثورة ام درمان .








                  

12-24-2019, 07:28 PM

حسن كجروس
<aحسن كجروس
تاريخ التسجيل: 12-06-2019
مجموع المشاركات: 77

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ختان الصبيان زمان توجد سكسكانية وشعيرية ** (Re: حسن كجروس)

    شريط من الاحداث الحقيقية استرجعته ذاكرتي بعد مكالمة من صديقة زاملتني في شعبة علم النفس جامعة الخرطوم.
    كانت تستعد لرسالة دكتوراة في تاثير الختان وطقوسه التقليدية في تشكيل شخصية الرجل و المرأة في السودان.
    بعد حديث مع كثيرممن مر بالتجربة اتضح لي فعلا الاثر الكبير لعملية الختان في شخصية انسان السودان.
                  

12-24-2019, 07:57 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ختان الصبيان زمان توجد سكسكانية وشعيرية ** (Re: حسن كجروس)

    تحياتي اخي حسن

    اولا مرحب بك في هذا الحوش الماهل

    سافرت بي ذكرياتك لايام ذلك الزمان الجميل

    ووقفت هنا طويلا

    تلاتة شهور تمام ما شفت المضمر عوده
    وما متع عيوني بي ريلا تضوي خدوده
    كيفن الزول يجاري الدنيا ينسي ودوده
    يترك ساحته يخلي في الفريق مريوده
    تلاته شهور ونحن من جبل لي وادي
    مرات نشرق ومرات نغرب نقبل غادي
    باقيلك بتطرانا ام وضيب ام قرينا نادي؟

    *******

    دمتم
                  

12-25-2019, 02:25 AM

حسن كجروس
<aحسن كجروس
تاريخ التسجيل: 12-06-2019
مجموع المشاركات: 77

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ختان الصبيان زمان توجد سكسكانية وشعيرية ** (Re: ابو جهينة)

    يا الهي ابو جهينة مر من هنا!!!!
    ده كلام مفرح شديد أسعدني توقفك مهما.
    تلك كانت فعلا اسعد الأيام وكانت فيها المعرفة الأدبية والفنية تجري فينا مجري الماء في الزرع وكانت الاوقات والعقول تتسع للكثير ومنه مساجلات شعرية لفرسان ذاك الزمان أمثال ود حجاج والبخيت:

    ودحجاج:

    يوم الأحد حدي الحمارو مسدد

    ولا بهجس ولا جاري الحدايا بيرقُد

    ده الخلاني دايما في هواك مُتردد

    البخيت :

    يوم الإثنين هاج بي الغرام وشقاني

    هاج بي الغرام وسوطو فوقي قلاني

    جلدك قرمصيص يا خلقة الرماني

    يجمعني بلماك السيد السماني


                  

12-25-2019, 10:08 AM

ياسر السر
<aياسر السر
تاريخ التسجيل: 08-06-2010
مجموع المشاركات: 3204

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ختان الصبيان زمان توجد سكسكانية وشعيرية ** (Re: حسن كجروس)

    حنيني العشتو في طابت يا حليلو دي الشمس غااابت ,,,, حنيني

    كلام جميل ينساب على العقل كانسياب الماء على الجدول الوريف ,,, شاكر ومقدر لك اخي الأستاذ حسن كجروس هذا الالق وهذا الجمال الذي حلق بي في ذكريات أيضا عشناها في العيلفون في تلك الفترة الندية قبل ان تصبح العيلفون مدينة مترامية الأطراف ومتعالية في البنيان ...

    شكرا جميلا اخي ...


    تحياتي : ياسر العيلفون .....
                  

12-26-2019, 03:42 AM

حسن كجروس
<aحسن كجروس
تاريخ التسجيل: 12-06-2019
مجموع المشاركات: 77

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ختان الصبيان زمان توجد سكسكانية وشعيرية ** (Re: ياسر السر)

    شكرا جميلا اخي ياسر العيلفون اهل وقربي وطن أبناء عمومتي السواراب الدبيبة الجيلي العيلفون نفس أخضر الأماكن وانضر الازمان وناس مثل الملائكة .
    شكرا علي الإطراء كلمات التشجيع اسعدتني جدا.
                  

12-26-2019, 04:08 AM

ترهاقا
<aترهاقا
تاريخ التسجيل: 07-04-2003
مجموع المشاركات: 8422

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ختان الصبيان زمان توجد سكسكانية وشعيرية ** (Re: حسن كجروس)

    تعرف يا استاذ حسن ، لو في إضافة مفيدة لهذا المنبر، فأنت إضافة حقيقية
    مفيدة على الاقل لشخصي الضعيف في هذا المنبر
                  

12-26-2019, 05:04 AM

حسن كجروس
<aحسن كجروس
تاريخ التسجيل: 12-06-2019
مجموع المشاركات: 77

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ختان الصبيان زمان توجد سكسكانية وشعيرية ** (Re: ترهاقا)

    يا ترهاقا ياخ كده كتير شديد،شكرا ليك كتير
    طبعا ان وعدت بكري صاحبنا اعوض العشرة سنة الوقفت فيها من سودانيز أونلاين ببوستات اوفر تايم .
    لكن بس بي شهادتك دي انا عازم روحي غداء مع بكري أبوبكر في فينيكس ههههههه
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de