تقنين اللا يقين .....المشهد السوداني الآن.....ودحطب الله

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 10:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-17-2019, 08:34 AM

محمد عبدالله حمدنا الله
<aمحمد عبدالله حمدنا الله
تاريخ التسجيل: 11-24-2009
مجموع المشاركات: 616

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تقنين اللا يقين .....المشهد السوداني الآن.....ودحطب الله

    08:34 AM April, 17 2019 سودانيز اون لاين
    محمد عبدالله حمدنا الله-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    مقالات كتبتها في فترات متقطعة و تم تداولها على بعض منصات التواصل الإجتماعي ....

    أعيد تجميعها هنا بغرض طرح الرأي و المشاركة..........
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .يتبع.....
    ودحطب الله

    (عدل بواسطة محمد عبدالله حمدنا الله on 04-17-2019, 01:30 PM)









                  

04-17-2019, 08:42 AM

محمد عبدالله حمدنا الله
<aمحمد عبدالله حمدنا الله
تاريخ التسجيل: 11-24-2009
مجموع المشاركات: 616

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقنين اللا يقين .....المشهد السوداني الآن.... (Re: محمد عبدالله حمدنا الله)

    الإنقلاب على الإنقلاب....البشير و إعادة التدوير *


    ما حدث في السودان خلال الأيام الماضية عبارة عن انقلاب "مكتمل النمو ...ميت الروح"...
    لم يبق للدكتاتور السبعيني من أوراق يمارس هوايته المحببة في التلاعب بها و اعادة تدويرها مرة أخرى فقد حارت به السبل و ضاقت عليه الذرائع و انفض من حوله كل منتفع "حريف" و كل موالي غير "ملوّث" و لم يبق سوى من "تتدلى رقابهم معه"....
    كما ان الدكتاتور السبعيني قد فقد ب"هبنّقيته" السياسية المعروفة عنه توازنه بين المحاور الداخلية و الخارجية التي كان يتأرجح بينها رافعآ أشرعته حسب اتجاه "الكاش" و عكس اتجاه "العصي" التي تلاحقه أينما حط ....فأصبح وضعه الآن محاصرآ في "طاحونة " التاريخ بين خيارين "صفريين" لا ثالث لهما...
    اما ان "يُفرم" في الداخل بين رحى الانتفاضة الشعبية ...او ان يخرج ليواجه "العصي" الدولية التي تنتظر خروجه من جحره...

    و لما لم يكن للرجل من شجاعة كافية و رغبة لتحمل المسئولية الكاملة عما اقترفه و اصراره الدائم على ربط مصيره الشخصي بمصير الأمة و الدولة...فقد آثر القيام بمناورة أخيرة تضمن له "خروج آمن" من "طاحونة" التاريخ...فكانت عملية "ولادة" هذا الانقلاب الذي و لأول مرة في تاريخ السودان يحتوي على جميع اركان الانقلاب من اعادة انتشار للجيش و الأجهزة الأمنية و عسكرة حكام الأقاليم و تطبيق قانون الطوارئ ...الا أنه ليس له بيان و لا مظالم و لا محو لآثار العهد البائد...!!!! ففرعون نفسه هو من قام بعزل فرعون ...و يتضح هذا من "الصورة الباهتة" لعسكر الدكتاتور المنوط بهم قيادة البلاد في هذه المرحلة ...فكلهم و بلا استثناء قد خلت وجوههم من "دماء" الثورجية و حماس الوطنيين المعهود و تحس كأنهم يؤدون واجبآ وظيفيآ ثقيلآ فرض عليهم...و لا استبعد هنا فرضية "التكليف التنظيمي" ف "جحور" الإسلاميين متشابكة و مخارجها الخفية اكثر من المعروفة خصوصآ و انه من غير الواضح حتى الان أين و في أي اتجاه تقبع ثعالب علي عثمان و الجاز و نافع و آخرين...لكن بكل تأكيد ليس ببعيد عن ما يجري الآن....
    و بما ان الانتفاضة هذه الأيام قد أتت بما لم يعهده التاريخ الثوري للسودان من تحركها "شبه العفوي" و حفاظها-حتى الآن- على سلميتها و عدم سماحها ل"ضباع" التنظيمات بانتشالها...هذا بالإضافة لكسر قانون "الموجة الثورية الواحدة" التي تميزت بها الثورات السودانية و التي ترتطم بزخم واحد في حائط النظام فإما كسرته و اما ارتدت...
    اما هذه الانتفاضة فقد اثبتت قدرتها على الاستمرارية و تتابعت موجاتها من غير تناقص بل أصبح الزخم الثوري يزداد كلما ازداد تعنت النظام...

    لكن يبقى السؤال...ما هو الحل؟..

    أولآ...يخطئ من يظن ان ذهاب رأس النظام يعني ذهاب النظام بالكامل...فثلاثين سنة من "التمكين" و قبلها بضع سنوات من "البروفات" الترابية...لا يمكن اجتثاثها بين يوم و ليلة..

    ثانيآ...الحركات الإسلامية بمختلف مسمياتها و توجهاتها جزء أصيل من المكون السياسي و الثقافي و الاجتماعي للسودان لذلك أي محاولة لربط اجتثاث النظام باجتثاث الحركات الإسلامية لن تؤدي الا الى مزيد من الصراعات و التشنج...و الأجدى التفكير في كيفية دمج الإسلاميين الوطنيين المنفتحين على التغيير و على الآخر و إعطاء الفرصة لكل من لم تتلوث يداه لمراجعة التجربة و الخروج بما ينفع أيديولوجيته و تطوره السياسي بنفس الكيفية التي أخذت به الأحزاب الشيوعية فرصتها في روسيا و أوروبا بعد خروجها من الحكم...فالإقصاء لا هو من مبادئ الديمقراطية و لا هو بالحل المطلوب...

    اذآ...و للحفاظ على البلاد و الدولة يجب التفكير بطريقة تجمع بين البراغماتية السياسية و الحفاظ على زخم الفعل الثوري ...هذه الفكرة يمكن تلخيصها كالآتي :

    ١- التنحي الفوري من غير أي محاولات للالتفاف و كسب الوقت و الفصل الآني بين مصير الدولة و مصير رئيسها...

    ٢- القبول بالجيش رغم " علّاته الأيديولوجية " كضامن وحيد للدولة خلال فترة انتقالية محددة و واضحة المعالم .

    ٣- إدارة الدولة خلال الفترة الانتقالية بواسطة الكفاءات -و هنا اعني التكنوقراط الوطنيين- و ليس المتدثرين بثوبهم..

    ٤- حل جميع الأجهزة المسلحة و التنظيمية و الموازية و الإبقاء فقط على القوات المسلحة و الشرطة و جهاز الأمن الوطني تحت سلطة وزاراتهم المختصة و بإشراف المجلس العسكري للفترة الانتقالية

    ٥- اتفاق جميع الأحزاب و المكونات السياسية على برنامج "الحد الأدنى " و وضع ميثاق شرف سياسي يضمن عدم قيام أي مكون بدور "الضبع السياسي" لتحقيق مكاسب سياسية على حساب المكاسب الوطنية

    ٦-الحفاظ على الزخم الثوري خلال الفترة الانتقالية من خلال حراسة الانتفاضة و فتح المكونات السياسية لبرامجها لعكس اقرب صورة لنبض الشعب في الانتخابات البرلمانية و الرئاسية التي تلي الفترة الانتقالية..لان فترة الثلاثين سنة الماضية قد أتت على ما تبقى من ديناميكية الأحزاب و قدرتها على التطور الذاتي و بالتالي لم يبق في معظمها سوى قيادات تاريخية تجاوزها الزمن و حقائق السياسة و العصر...او عضوية ذات انتماء "نوستالجي"...لذا ففتح المناخ السياسي يتيح لهذه الأحزاب التحرر و التفكير في تطوير برامج ما بعد التنحي..و الدفع بافكار و قيادات جديدة اقرب لتطلعات و نبض الشارع..

    ٧- الاتفاق على ابعاد السلطات القضائية و الرقابية من دائرة أي صراع و اعادة تقويمها لضمان استعداد قيامها بدورها في المرحلة الانتقالية و مرحلة تداول السلطة بعد ذلك .

    هذا فيما يتعلق برؤية مآلات الثورة...اما سيناريوهات الرحيل و حسابات السياسية الدولية و الإقليمية ...سأتطرق لها في أقرب فرصة ممكنة ان شاء الله..

    .
    .
    .

    يتبع....

    ود حطب الله









    *مقال تم نشره في فبراير 2018 بعد اعلان حالة الطوارئ
                  

04-17-2019, 08:49 AM

محمد عبدالله حمدنا الله
<aمحمد عبدالله حمدنا الله
تاريخ التسجيل: 11-24-2009
مجموع المشاركات: 616

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقنين اللا يقين .....المشهد السوداني الآن.... (Re: محمد عبدالله حمدنا الله)

    تقنين اللا يقين - *المشهد السوداني الآن -١


    لا تزال الضبابية تسود الموقف السياسي السائد في السودان ليست في ما يتعلق بمآلات الأمور و ما ستستقبله قابل الأيام ...و إنما أيضآ في مجرياتها و إستعصاء فهم إتجاهات الأحداث و مساحات التقاطع بين الفاعلين الحقيقيين و المزيفين...بين الظاهر و الخفي ... و بين الداخل و الخارج...

    و محاولة فهم المشهد العام تتطلب تفكيك عناصره و تحليل كل منها على حدة و محاولة فهم منطلقاتها و امتداداتها و من ثم استقراء نقاط الالتقاء و التقاطع مع باقي مكونات المشهد... المكونات في المجمل يمكن تقسيمها الى مكون داخلي و خارجي ......
    يمكن للخارجي ان يتواءم و يوفق استراتيجياته مع مقتضيات المكون الداخلي الذي يمكن تقسيمه بالإضافة الى الشعب السوداني الى خمسة عناصر أساسية نحللها تباعآ:

    ١- القوات المسلحة
    ٢-الحركة الإسلامية
    ٣-الأجهزة الأمنية
    ٤- تجمع المهنيين
    ٥- التنظيمات السياسية

    هذه العناصر في ديناميكيتها و تفاعلاتها مع بعضها و مع المكون الخارجي جعلت المشهد السياسي اشبه بمسرح ضخم لا يرى المشاهدون سوى الستارة الأولى من الحراك الشعبي و إقالة البشير فقط اما باقي الستائر و التي ستزاح تباعآ لا تزال تخفي ورائها من السيناريوهات و التجهيزات ما لا يراه سوى من هم خلفها ...

    و في هذا السياق تأتي هذه السلسلة من التحليلات محاولة "استراق" البصر خلف كواليس هذا المشهد لفهم و توقع أو تأكيد بعض مما تخبئه سيناريوهات الأيام عسى ان تكون هذه الكوة منفذآ ينفذ منه من هم في تروس التاريخ الى مكانتهم التي يستحقونها من إمساكهم و تمكنهم من عجلته يوجهونها كيفما شاءت لهم أمانيهم و أحلامهم المشروعة بدلآ من ان يكونوا ضحايا لسماسرة الثورات و منتفعي القلاقل و ممتطي المكاسب المجانية........
    .
    .
    .
    .
    .
    يتبع.....
    ودحطب الله



    # الغافل من ظن الأشياء ...هي الأشياء


    *مقال تم نشره بتاريخ 11/04

    (عدل بواسطة محمد عبدالله حمدنا الله on 04-17-2019, 08:51 AM)
    (عدل بواسطة محمد عبدالله حمدنا الله on 04-17-2019, 08:52 AM)
    (عدل بواسطة محمد عبدالله حمدنا الله on 04-17-2019, 09:10 AM)

                  

04-17-2019, 08:58 AM

محمد عبدالله حمدنا الله
<aمحمد عبدالله حمدنا الله
تاريخ التسجيل: 11-24-2009
مجموع المشاركات: 616

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقنين اللا يقين .....المشهد السوداني الآن.... (Re: محمد عبدالله حمدنا الله)

    تقنين اللا يقين- المشهد السوداني الآن-٢
    ثورةٌ لأجل الدولة أم ثورةٌ ضد النظام؟



    المدخل الأساسي لفهم و تحليل عناصر المشهد السياسي الراهن هو فهم التاريخ و الإنسان و الفعل المُحَفِّز للمتغيرات السابقة و الحالية...

    القراءة المتأنية و المحايدة و الموضوعية لتاريخ السودان الحديث تثبت ان الجغرافيا الطبيعية و السياسية و البشرية قد جعلت من ارض السودان معملآ نشط التفاعلات لا يكاد يستقر عاملآ من عوامله الا و ينشط عامل آخر يغير احداثيات التفاعل مرة أخرى و هكذا دواليك حتى لكأن التاريخ و الشخصية السودانية قد أدمنت عدم استقرار التفاعلات أكثر من إدمانها للتغيرات نفسها....و قد انعكس هذا ايجابيآ في سرعة استدعاء "المُحَفِّز الحضاري" رغم ضعف التاريخ الموثق و الاعتماد على المرويات و خير دليل على ذلك ان جُلّ الذين خرجوا في الهبّة الأخيرة لم يكونوا قد ولدوا بعد في ابريل ١٩٨٥ لكنهم رغم ذلك استدعوها ك "محفّز" لخروجهم و ثباتهم على رغبة التغيير...

    لكن و في نفس السياق ...كان الأثر السلبي لإدمان عدم إستقرار التفاعلات و توقع التغيير هو عدم الصبر على نتائج التغيير الحضاري و السياسي و الإنساني حتى تكمل تجربتها...و هذه احدى العوامل التي أدخلت السودان في دوامة عدم الاستقرار و دورة الانقلابات العسكرية الخبيثة التي دائمآ ما تستقبل بالترحيب و تطرد باللعنات...فلا ينكر احد ان عبود و النميري و البشير قد وجدوا من يبارك قدومهم لا حبآ فيهم و لكن مللآ من مماحكات الساسة الذين لم يطقهم صبرا...بل و حتى هاشم العطا و الكدرو لا زالت بعض نوستالجياتهم تجوب الآفاق رغم أنهم في النهاية لم يكونوا سوى انقلابيين انقلبوا على انقلابيين غيرهم....بل و تطور الأمر الى ان الرئيس الراحل نميري قد عُزِل و بقي في المنفى ١٤ سنة فقط عاد بعدها ليجد من يستقبله بحفاوة من كان في مهمة وطنية!!!!!

    ظاهرة "القلق الحضاري" هذه انعكست وبالآ على السودانيين.. فكانت النتيجة ان أي نظام باطش يكون أسوأ من سابقه فنميري فاق عبود سوءآ و البشير تقدمهم جميعآ من حيث السوء و تطاوله الزماني...

    و لعل القاسم المشترك بين هذه الظواهر هو أن نفس الشخصية السودانية التي تبطش هي نفسها التي تثور...تغير الموقف لكن لنفس الإنسان ..
    و من هنا كان من خرج ثائرآ...سودانيآ...

    و من هو في الجيش و القوى الأمنية الأخرى ...أيضآ سودانيآ...

    و من ينتمي لليمين او الوسط او اليسار او حتى من لا ينتمي ...كلهم...كلهم...سودانيين..

    جمعتهم الشخصية و فرقتهم المواقف....


    و من هذه النقطة نبدأ ....
    .
    .
    .
    .
    .
    يتبع.....

    ودحطب الله




    # أعرفهم:...الضامرين كالسياط..
    الناشفين من شقى...
    اللازمين حدهم....
    الوعرين مرتقى



    *مقال تم نشره بتاريخ 12/04
                  

04-17-2019, 09:07 AM

محمد عبدالله حمدنا الله
<aمحمد عبدالله حمدنا الله
تاريخ التسجيل: 11-24-2009
مجموع المشاركات: 616

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقنين اللا يقين .....المشهد السوداني الآن.... (Re: محمد عبدالله حمدنا الله)

    تقنين اللا يقين ٣ - و هل يحتاج الأمر إلى "البرهان"؟*


    =================
    مقدمة و توضيح :

    فرضت التطورات المتسارعة في المشهد السوداني ان يتم تقديم هذا التحليل عن تنحي الفريق ابن عوف و تولي الفريق البرهان رئاسة المجلس العسكري الانتقالي قبل الحديث عن مكون القوات المسلحة و مواصلة سلسلة
    " تقنين اللا يقين" و التي ستتواصل بعد ذلك.

    ==================

    القوات المسلحة السودانية و منذ إنشاءها الحديث تحت ما يسمى "قوة دفاع السودان" كانت عنصرآ مؤثرآ في الفعل السياسي سلبآ و إيجابآ...
    هذا الفعل إستمد قدرته على التفاعل من أساس الشخصية السودانية التي تم ذكرها في الجزء الثاني من سلسلة "تلقين اللا يقين"..

    و قد قامت القوات المسلحة بأدوار إيجابية في التاريخ السوداني الحديث منذ ثورة اللواء الأبيض مرورآ بتضحيات الكثير من أفرادها للحفاظ عل مهنيتها و دورها القومي في الحفاظ على البلاد.
    لكن كمنت آفة القوات المسلحة في محاولة القوى السياسية المختلفة اختراقها و استغلال تفوقها النوعي في جعلها "حصان طروادة" لتمرير أجندتها السياسية و للأسف لم يسلم مكون تنظيمي سوداني من محاولة الاتصال بطريقة او بأخرى بالقوات المسلحة بدءآ بالقوى التقليدية و مرورآ بالوسط و إنتهاءآ "بالقوى الحديثة" يمينآ و يسارآ...

    و تجلى هذا الأمر في عملية تسليم و تسلم عبدالله خليل- عبود ...مرورآ بالنميري و تحالف العروبيين و اليساريين ....ثم اليساريين مع هاشم العطا...و بعدها الجبهة الوطنية حزب الأمة مع الإخوان المسلمين الى ان استفرد الإخوان المسلمين بالسلطة رغم بعض المحاولات التي قادتها بعض التنظيمات داخل القوات المسلحة كان ابرزها محاولة انقلاب البعثيين في العام ١٩٩٠... هذا غير المحاولات التي أجهضت و هي في رحم غيب القوات المسلحة..

    و يجب الإشارة هنا إلى أن الإنتماء التنظيمي لا يعيب أفراد القوات المسلحة فهم مواطنون مثلهم و مثل غيرهم و من حقهم ان يمارسوا حقهم في التعبير السياسي لكن بدون استغلال ميزة التفوق النوعي و بدون خرق لمهنية و دور القوات المسلحة.

    و من هنا كانت مشكلة القوات المسلحة السودانية انها ابتليت بالتسييس منذ إنشاءها و تقاذفتها أهواء الساسة رغم محاولة الكثير من قادتها الوطنيين في العهود السابقة النأي بها عن ذلك و بلغ هذا الأمر تجلياته في عهد البشير و الاسلامويين فقد تمت عملية تصفية و غربلة للجيش ليس فقط على مستوى الأفراد و الانتماءات التنظيمية و إنما أيضا على مستوى العقيدة القتالية و دوره في الفعل السياسي...

    و بإسقاط ما ذكر أعلاه على الواقع السياسي الآن نجد ان القوات المسلحة نجد ان دوائر الانتماء التنظيمي و النزعة الوطنية و التحالفات الخارجية تتقاطع بشدة بين أفراد القوات المسلحة التي يجب ان نشير هنا الى حقيقة يعرفها الجميع و لكنهم يتجنبون الإشارة لها بوضوح...هذه الحقيقة هي ان القوات المسلحة السودانية على مستوى الأفراد و التنظيمات و خصوصآ مفاتيح العمل العسكري و مفاصل التركيبة العسكرية تتكون كلها من أفراد ينتمون الى الحركة الإسلامية و كلما زادت أهمية و حساسية الموقع العسكري كلما زاد التزام الفرد التنظيمي و هذا مما لا يمكن نفيه بعد ٣٠ سنة من العمل التنظيمي داخل القوات المسلحة....

    لكن هذه الحقيقة عند تقاطعها مع دوائر الانتماء الوطني و التنظيمات الأخرى و التحالفات الخارجية نجدها تقسم أفراد القوات المسلحة الى أربعة أنواع:

    ١- أفراد منتمون و ملتزمون تنظيميآ للحركة الإسلامية يعرفون أنفسهم و يعرفهم الآخرون و هم كثيرون ..

    ٢- أفراد يظهرون عدم الانتماء او المهنية فقط لكنهم ينتمون للحركة الإسلامية ..

    ٣- أفراد يعرفهم الجميع كمنتمين للحركة لكنهم في الحقيقةينتمون لتنظيمات أخرى تم زرعهم داخل جسم القوات المسلحة و هؤلاء يتم تصفيتهم أول بأول...

    ٤- أفراد تم تبنيهم من جهات داخلية و خارجية و هم في الغالب يكونون في هامش المشهد او في حالة كمون انتظارآ لدور محدد في لحظة تاريخية محددة.....

    لكن و بحكم الطبيعة المغلقة للتنظيم العسكري الإسلامي جعل احتكاك أفراد الجيش بالخارج خصوصآ على مستوى القيادات تحت رقابة اجهزة الحركة الأمنية مما يجعل عملية الاختراق المخابراتي للأفراد يمر بمرحلة غربلة إضافية ...

    و الدليل على ذلك و رغم الأخبار الواردة عن وجود اكثر من ٤ انقلابات على البشير ظهر على سطحها انقلاب ابن عوف -تسليم و تسلم- و الآن انقلاب انقلاب البرهان و الذي هو أيضآ عبارة عن عملية "تسليم و تسلم" لكن الترتيب و الإخراج الخارجي يتضح فيه بصورة أكثر لكن رغم ذلك يتفق ابن عوف و البرهان على ثلاثة أشياء لا ينكرها الا من ليست له دراية بالعقلية العسكرية السودانية مهما اختلفت توجهاتها:

    ١- القوات المسلحة بتشكيلها الحالي لن تسمح بتسليم و اذلال البشير لأي جهة و أي محاولة لذلك ستكون دونها بحور من الدماء... قد يكون هنالك بعض التنازلات في شكل محاكمات محلية هادئة و لكن ليس قبل استقرار الوضع السياسي السائل و اطمئنان الجيش الى قادة البلاد الجدد و هذا امر قد يموت دونه البعير و الفقير و الأمير جميعآ..


    ٢- العلاقات مع الأجهزة الأمنية و الدعم السريع يجب ان تظل مستقرة و هذه نتيجة طبيعية لطبيعة توزيع و تجهيز و مهام القوات على الأرض و يدل على الطبيعة التنظيمية للضباط المنوط بهم إصدار و تنفيذ سلسلة الأوامر

    ٣- يجب عزل القوات المسلحة عن أي محاولة احتكاك او اختراق خارجي من باقي التنظيمات بغض النظر عن مآلات الأمور السياسية و هذا ما يعزز نظرية عملية التحول التنظيمي المتدرج للحركة الإسلامية من هرم السلطة ..

    و من غير الخوض في بركة التشكيك في الوطنية المعلومات الواردة عن الفريق البرهان تجعل من المرجح تصنيفه ضمن الفئة الثانية من الضباط الذين يظهرون مهنيتهم اكثر من انتمائهم التنظيمي فليس من السهولة لشخص وصل لرتبة الفريق أول و مفتش عام القوات المسلحة و احد أفراد "المطبخ العسكري" ان يمر من "فلاتر" الأجهزة الأمنية للحركة الإسلامية ان كان ذو انتماء مخالف ما لم يكن هنالك اختراق خطير ليس فقط من الجهات التي خلفه و إنما حتى على مستوى الجهات العليا داخل المنظومة الأمنية للحركة الإسلامية و هذا ما يضعف إمكانية انتمائه للفئتين الثالثة و الرابعة لكنه لا ينفيها تمامآ...فالعمل المضاد له ايضآ من التكتيكات ما يمكنه من ذلك..

    الخلاصة...

    ظهور الفريق البرهان على الساحة كان نتيجة لتفاعلات و تقاطعات و توازنات كان العامل الخارجي فيها مؤثرآ و بقوة بحيث سحب المبادرة من قوى التغيير و أعادها للقوات المسلحة مرة أخرى...
    أما أبعاد و أجندة التحرك الأخير فستتضح معالمه بعد رؤية الآتي :

    ١- رد الفعل الدولي خصوصآ و أن البلاد الآن لا تحتاج فقط لدعم سياسي و إنما دعم اقتصادي عاجل جدآ ...

    ٢- رد فعل قوى التغيير بعد مبادرة البرهان و هل ستحافظ على المسافة الغير مرئية -حتى الآن- بين تكتيكات الفاعلين السياسيين التنظيمية و بين ديناميكية الحراك الشعبي ..

    ٣- قدرة الفريق البرهان على السيطرة و ظهور اجندة و نوعية الداعمين له من داخل الجيش

    ٤- رد فعل الفريق البرهان على عملية "التحول التدريجي" و "تغيير الجلد" الذي تمارسه الحركة الإسلامية الآن...

    في المرة القادمة ان شاء الله نكتب عن قوى التغيير و دورها المطلوب في التحول من الحالة الثورية الى حالة الدولة...
    .
    .
    .
    .
    .
    .

    يتبع....

    ودحطب الله.....


    # يا وطني....يا وطن الأحرار و الصراع...













    *مقال تم نشره بتاريخ 13/04
                  

04-17-2019, 09:17 AM

محمد عبدالله حمدنا الله
<aمحمد عبدالله حمدنا الله
تاريخ التسجيل: 11-24-2009
مجموع المشاركات: 616

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقنين اللا يقين .....المشهد السوداني الآن.... (Re: محمد عبدالله حمدنا الله)

    إسلامويو السودان و صيد الأَصَلَة*





    من الوسائل البدائية لصيد الثعبان الضخم أو كما يعرف محليآ بالأَصَلَة هي أن يستلقي الصياد على ظهره في مكان تواجد الأصلة هذه حاملآ في يده آلة مدببة كاتمآ أنفاسه كالميت فهو يعرف نقاط قوة عدوه و تفوقه من حيث الحجم و القوة الا أنه يدرك تمامآ ان نقطة ضعف عدوه هي عدم امتلاكه لأنياب و ضعفه في المناورة و المراوغة و في المقابل تكمن قوة الصياد البدائي في سلاحه و تدربه على الضرب في مقتل حتى إذا ما ابتلعته الأصلة حتى منتصفه استخدم سلاحه و بضربة واحدة لا تحتمل الخطأ يضربها في رأسها ضربة تقضي عليها...اما ان تردد او أفلتت ضربته فستكمل الأصلة إبتلاعه و ينتهي به الأمر ممزقآ في أحشائها ...

    و هذا بالضبط ما يبدو عليه شكل المناورات التي يقوم بها النظام الآن ...ف "أصلة" الجماهير لا قبل له بها...يدرك النظام تمامآ ان لهذه الأصلة رأس يحركها و لكنه للمرة الأولى و رغم تمرسه في "تحطيم الرؤوس" لم يستطع الوصل و تحديد رأس هذه الأصلة حتى يحطمه فيفصل الجسد عن الرأس و يسهل باقي المهمة عليه فما زال لديه السلاح "المدبب" .....و لما لم يجد بدآ سوى هذا الحل...قام النظام بكتم انفاسه و جعل "أصلة" الثورة تبتلعه لكن حتى نصفه فقط ...اما يده التي تمسك السلاح فلا زالت طليقة ....و رأسه الذي يخطط له لا يزال بعيدآ عن المتناول...

    و لنا عودة فيما يتعلق برأس هذه "الأَصَلَة".....
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    يتبع....

    ودحطب الله.....











    *مقال تم نشره بتاريخ11/04





                  

04-17-2019, 10:30 AM

محمد عبدالله حمدنا الله
<aمحمد عبدالله حمدنا الله
تاريخ التسجيل: 11-24-2009
مجموع المشاركات: 616

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقنين اللا يقين .....المشهد السوداني الآن.... (Re: محمد عبدالله حمدنا الله)

    تقنين اللا يقين.. ٤
    الوضع السياسي الآن في نقاط
    *


    ====================================

    -الوضع الآن:

    ١- وضع سائل جدآ..

    ٢- حالة توهان تام من الفاعل الأساسي للتغيير و هم الجماهير..

    ٣- حالة غموض و التباس من طرف النظام السابق و ابنه "غير الشرعي" -المجلس العسكري

    ٤-حالة "خلعة" و عدم ثقة و "صعقة" سياسية من طرف التنظيمات السياسية

    -الأسباب:

    ١- عملية التحول المفاجئ للحركة الإسلامية من هيئة الدولة الى هيئة التنظيم "الباطني" مرة أخرى

    ٢- سرعة تنفيذ عملية التحول المفاجئ هذه و عدم القدرة على معرفة ابعاد و أغراض و إمتدادات هذه العملية

    ٣- الفرق الواضح بين القدرات التنظيمية بين مكونات القوى السياسية الفاعلة و بين قدراتها الجماهيرية على الأرض فالسواد الأعظم من الجماهير الثائرة لا تنتمي لأي تنظيم سياسي معروف

    ٤- حتى في إطار التنظيمات نفسها هنالك فرق واضح في تسارع الفعل الثوري بين القيادات القديمة و الشباب

    -النتائج :

    ١- المجلس العسكري يعمل في اتجاهين احدهما فقط واضح للعيان و هو اتجاه التعامل مع القوى السياسية و الجماهير اما الاتجاه الخلفي و الخفي مع النظام السابق فهو صفحة مبهمة تمامآ..

    ٢- حكم البلاد أصبح ك "جنازة البحر" الكل يتجنبها ابتداءآ من النظام السابق نفسه مرورآ بالمجلس العسكري و قادة التنظيمات الا من يريد الانتحار سياسيآ فالكل يعرف الآن أن أزمات البلاد تعمقت اكثر فاكثر و أن الجماهير حين ينفض سامرها ستجد ازماتها في انتظارها من وقود و خبز و انسداد في الأفق و حينها تكون قد نسيت النظام السابق و لن تسأل الا من يتولى المسئولية الآن

    ٣- القوى السياسية تدرك في قرارة نفسها ان ال ٣٠ سنة من النظام السابق قد "جرفت" قواعدها كمآ و نوعآ و أنها مخترقة ...و تحتاج لكثير من الزمن و الجهد لإعادة تأهيل برامجها و كوادرها و هذا تحدي كبير يصعب انجازه بالتوازي مع الالتزامات السياسية التنفيذية في إطار التحول الانتقالي

    ٤- أي شخص يتولى حكم البلاد في هذه الأيام يجب ان يسدد باقي فواتير نظام البشير بالإضافة الى فواتير الاعتراف او على الأقل عدم التعرض
    .
    .
    .
    .
    .


    يتبع....

    ود حطب الله



    # "ليت قومي يعلمون"







    *مقال تم نشره بتاريخ 14/04
                  

04-17-2019, 01:11 PM

محمد عبدالله حمدنا الله
<aمحمد عبدالله حمدنا الله
تاريخ التسجيل: 11-24-2009
مجموع المشاركات: 616

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقنين اللا يقين .....المشهد السوداني الآن.... (Re: محمد عبدالله حمدنا الله)

    تقنين اللا يقين 5
    لأجل الثورة*....





    عزيزي المواطن الكريم...

    تمر ثورتك الآن بمنعرج خطير في مرحلة التحول من الحالة الثورية إلى حالة الدولة و في هذه المرحلة تكثر الأجندات و تقاطعات المصالح و محاولات إختطاف الثورة....لذلك يجب عليك أن تذكر نفسك و الآخرين بالآتي:

    ١- هذه الثورة ثورتك أنت ...و هذه البلاد بلادك أنت.... و هي تسع الناس جميعآ إذا ما اتفقوا على هدف النهوض بها مهما تعددت سبلهم طالما أخلصوا نواياهم و إرتضوا الحلول السلمية وسيلة لذلك ...فلا تدع أبدآ كائنآ من كان أن يتحدث بإسمك أو يختطف إرادتك دون إدراك..

    ٢- لا تغفل أبدآ عن حراسة ثورتك إبتداءآ من منزلك و أهلك و أصدقائك و كن منتبهآ لأي ظاهرة مريبة و دع ما يصلك من الأقوال المتناقلة و الإشاعات يتوقف عندك

    ٣- تعامل مع الأشياء بروح التفاؤل و أن غدآ سيكون أفضل مهما بدا اليوم مظلما..

    ٤- لا تتوقع أن تحمل الثورة عصا سحرية لحل جميع مشاكل السودان المعقدة بين يوم و ليلة فالمهم الآن هو وضع قطار الثورة على مساره الصحيح

    ٥- يجب أن تتذكر ايضآ أن العملية الثورية لا زالت في بداياتها و أن هنالك ضريبة إضافية من الصبر يجب أن تكون مستعدآ لدفعها طالما أن المقابل سيكون صالح هذا الوطن...

    ٦- و يجب أن لا تنسى أيضآ أن حماية الثورة تتم بالعمل و الإنتاج و أن البلاد لا تتطور بالهتاف و الصراخ ...فإجعل فرحتك بثورتك حافزآ لك لزيادة عملك و إنتاجيتك و لك بعد ذلك.... أن تشرع أبواب كل الساحات للتعبير عن رأيك و مساهمتك في الحراك السياسي...

    ٧- التمييز بين الدولة و النظام......و بين الأفراد و الكيانات..... مهم جدآ في هذه المرحلة و يجب ألا ننسى أن حساب النظام السابق يجب ألا يكون على حساب الدولة فإبتعد عن الانفعال و التعبير الإقصائي و ركز فقط على ما يصلح الدولة في هذه المرحلة و ترفع عن مراراتك الشخصية فكل هذا سيأتي يوم حسابه إذا قامت الدولة بطريقة سليمة...
    .
    .
    .
    .


    يتبع....

    ود حطب الله














    *مقال تم نشره بتاريخ 15/04
                  

04-18-2019, 08:01 AM

محمد عبدالله حمدنا الله
<aمحمد عبدالله حمدنا الله
تاريخ التسجيل: 11-24-2009
مجموع المشاركات: 616

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقنين اللا يقين .....المشهد السوداني الآن.... (Re: محمد عبدالله حمدنا الله)

    تقنين اللا يقين 5
    لأجل الثورة.......محاذير
    *....





    العوامل الدولية و الإقليمية و المحلية التي تحاول الإستفادة او الإلتفاف على التحول السياسي في السودان كثيرة و متعددة خصوصآ و أن مرحلة التحول من الحالة الثورية إلى حالة الدولة تجعل من الممكن إستغلال مرحلة إنعدام الوزن هذه لتمرير الكثير من مياه الأجندات تحت جسور الثورة لذلك وجب الإحتراس و الإنتباه و الحكمة في التعامل معها..

    هذه العوامل يمكن معرفة مدى نشاطها و إمتداداتها من رؤية أذرعها الممتدة داخل الجسد السوداني ...و يمكن تلخيص هذه الأذرع في التالي:


    ١- التيارات السلفية المتشددة:

    و هؤلاء سيجدون لهم بيئة خصبة في حالة عدم وضوح الرؤية السياسية خصوصآ و أن حكام آل سعود و عيال زايد قد دخلوا على الخط و يمكنهم اللجوء لتمويل هذا الخط إذا لم تأخذ الثورة السودانية المنحنى الذي يريدونه لها ....... هذا المنحنى أكيد ليست له علاقة بالديموقراطية و لا بأي شئ له علاقة بمشتقاتها ...

    ٢- التنظيمات السلفية -جناح السلاطين:

    و هؤلاء مهما أنكر الناس عليهم "انبطاحهم" الا أن لهم قاعدة عريضة و قدرة على الحشد و سيكون لهم دور في أي إنتخابات نزيهة قادمة...لذلك وجب الحرص على استقطابهم و خلق برنامج وطني مشترك معهم بدلآ من تركهم لآل سعود و عيال زايد يستفردون بهم..

    ٣- البيوتات السياسية و ديناصورات الأحزاب....:

    و هنا يجب التذكير دومآ بأن هذه الثورة ثورة شباب..... و أن هؤلاء الديناصورات قد عفا عليهم الدهر و جربهم الشعب اكثر من مرة....
    لذلك وجب تجربة شئ آخر... مع كامل احترامنا لتجربتهم التي يمكن الإستفادة منها ك "إستشارات" ليس أكثر ...أما أبنائهم و أربابهم الذين يسيرون على نفس خطهم السياسي فيجب عليهم إفساح المجال لآخرين في احزابهم من القيادات و الشباب الذين ظلوا مكبوتين تحت سيف التعيين بالوراثة و بالإشارة ....

    خصوصآ و أن معظم هذه البيوتات قد شاركت أو ساهمت مع النظام السابق بطريقة أو بأخرى حتى و إن أنكروها ظاهريآ و لم يتأذوا كما تأذت قواعدهم التي كانت في الصف الأول ضد النظام...


    ٤- "مُلاح" الحركة الشعبية مع "عصيدة" اليسار....:

    اليسار السوداني مكون سياسي سوداني أصيل و له مساهماته و يمكنه ك "عصيدة" أن يقبل التعامل مع "ملاح" أي مكون سوداني داخلي...أما خلطته مع بقايا الحركة الشعبية قطاع الشمال فهذا ليس وقته على الإطلاق و غير مستساغ البتة الآن و يضعف الثورة جدآ...لأن الجيش له حساسية خاصة ضد هذا الموضوع بالإضافة إلى أنه يعطي مسوغ للجماعات الإسلامية المعتدلة و الراديكالية للتوحد ضد الخيار الثوري..

    أما الحركة الشعبية مثلها و مثل باقي التنظيمات السياسية لها كامل الحق و الحرية في المشاركة السيايية و طرحها لبرامجها في الهواء الطلق طالما إرتضت العمل السياسي السلمي وسيلة لذلك....أما إذا أصرت على إحتفاظها ب "تنظيماتها المسلحة" فهذا لن يزيد الوضع إلا تأزمآ و تعقيدآ.....

    .
    .
    .
    .
    يتبع....

    ود حطب الله














    *مقال تم نشره بتاريخ 15/04


                  

04-30-2019, 04:01 PM

محمد عبدالله حمدنا الله
<aمحمد عبدالله حمدنا الله
تاريخ التسجيل: 11-24-2009
مجموع المشاركات: 616

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقنين اللا يقين .....المشهد السوداني الآن.... (Re: محمد عبدالله حمدنا الله)

    تقنين اللا يقين.....أسماءٌ ليست للنسيان




    الفريق/ ياسر عبد الرحمن حسن العطا

    يبدو أن مشوارك لن ينتهي فقط عند محطة " عضو المجلس العسكري الإنتقالي" ...

    أو لربما كانت هذه هي البداية....


    ود حطب الله


                  

05-31-2019, 11:29 AM

محمد عبدالله حمدنا الله
<aمحمد عبدالله حمدنا الله
تاريخ التسجيل: 11-24-2009
مجموع المشاركات: 616

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقنين اللا يقين .....المشهد السوداني الآن.... (Re: محمد عبدالله حمدنا الله)


    تقنين اللا يقين -٧- .. و ما لنا نحن و ما بين الفرس و العرب..؟...-١-


    ===========================================================================

    بعيدآ عن التفسيرات الأنثروبولوجية و المسارد التاريخية عن علاقة بلاد السودان قديمآ و حديثآ..ببلاد العرب إثنيآ و عقديآ و سياسيآ..

    يحضرني هنا سؤال قبل ان أواصل السرد...أترك إجابته للقارئ..

    - ماذا لو لم يكن يجمع "أغلبنا" بهذه البلاد دين واحد؟

    - هل السياسة و العلاقات الدولية و التقاطعات الجيوبوليتيكية تجعلنا نتعامل بمثل هذه السذاجة السياسية و البحث عن "فتات" المكاسب اللحظية بغض النظر عن المكاسب الوطنية و حتمية "تموضع" الدولة السودانية بناءآ على مصالحها و مقتضيات استراتيجياتها فقط لا غير و من غير التأثر بإحداثيات أي محور أو طرف...؟

    للأسف ظلت السياسية السودانية بعد الإستقلال تتأرجح بين المحاور دون الثبات على إستراتيجية واضحة و ثابتة لا تتأثر بتغير الأفراد و الحكومات و إنما تزداد ثباتآ من حيث وضوح الهدف و قد تزداد مرونة تكتكيكية حسب مقتضيات الواقع...

    و لعل التقلب بين المحاور من غير استراتيجية واضحة لم يكن سمة علاقتنا مع بلاد العرب فقط و إنما شملت كل المحاور الدولية من شرق و غرب و قوى عظمى و قوى صاعدة...الخ...الخ..
    و كنتيجة لهذه السياسات -غير الرشيدة- كان تراكم الفشل السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي السوداني الذي لا يزال ثمنه يُدفع دمآ و حروبآ و تمزق و تبآطؤ عن اللحاق بركاب التنمية و التقدم..

    من غير الخوض أكثر من ذلك في ما يختزنه تاريخ السودان السياسي من "مخازي" و لأن المقام مقام ثورة و تغيير...
    و كإسقاط آني لمجريات الأمور في السودان...يبدو أن القفزة المفاجئة التي قام بها نظام البشير من محور التحالف الإيراني الى محور التحالف السعودي لا تزال تحكم المشهد السياسي السوداني حتى الآن و لا تزال حساباتها السياسية "الساذجة" تربك المشهد السياسي السوداني و ستظل كذلك إلى أن تحدث مفآجأة ليست في الحسبان ..

    هذه "القفزة" السياسية نظر لها النظام السابق كطوق نجاة يفلت به من قبضة الصعوبات الاقتصادية و السياسية و محاولة منه لفك الحصار الخارجي و تنفيس الاحتقان الداخلي بعد ان بدا واضحآ انسداد الأفق و عدم قدرة النظام على ايجاد الحلول اللازمة فقد إهترأ داخليآ و لم يعد له من الخيارات الكثير...
    حينها بنى النظام استراتيجيته على التالي:

    ١- إيران و ان ساعدته -أيام الحماس و الحلم بالمشروع الحضاري العضود- إلا أنها و في النهاية لها أيضآ أهدافها الخاصة التي تتقاطع معه و كلما انغمست مخالبها في داخل النظام السوداني أكثر ...كلما صعب معه تقدير مدى أذاها...فهي نظام خبيث و براغماتي و يعرف تمامآ كيف "يؤذي" ...علاوة على ذلك فإيران الدولة نفسها تبحث عن الدعم الاقتصادي فكيف لها أن تدعم السودان؟

    ٢- المحور السعودي يمتلك المال و القدرة على التأثير السياسي في المنطقة و على مستوى الدول العظمى و قد كانت ضربته "الموجعة" للثورة المصرية رسالة واضحة و قوية للنظام السوداني مفادها "أرعى بي قيدك"..
    لذلك يمكن بالتحالف معهم ضرب "شجرة عصافير" بحجر واحد-أو هكذا ظن النظام السابق- ....
    الحصول على المال...فك الحصار ...التسويق الدولي و إرخاء قبضة اليانكي من عنق النظام...

    لكن الأمور لم تسر كما تمناها النظام و كانت النتائج كالتالي:

    ١- طريقة "هرولة" النظام نحو المحور السعودي من دون إدارة أوراقه بطريقة إحترافية و إنما رميها كلها في سلة التحالف السعودي جعله "مُسترخصآ" و أجيرآ "بالسخرة" ...و لاهثآ وراء سراب الوعود على حساب تورطه في حرب لا ناقة له فيها و لا جمل بل و ازداد تشوهآ بقيامه بدور الارتزاق بدماء ابناءه و رميهم في محرقة يظل أصحابها يتدثرون بحدودهم و يستظلون بصواريخهم و يقاتلون ان شاءوا من علٍ...

    ٢- قامت إيران و بخبثها السياسي المعهود بإعادة "تشبيك" تحالفاتها مع قطر و تركيا و بعد حصار قطر مع عمان و الكويت ففقد السعوديون و حلفاءهم زمام المبادرة و بقي السودان مكشوفآ رغم محاولات النظام اللعب على الحبلين الا أن النتيجة كانت فقدانه للطرفين التي أدت به في النهاية الى السقوط غير مأسوفٍ عليه لا لهؤلاء و لا لهؤلاء...



    يتبع....

    ودحطب الله
                  

05-31-2019, 12:27 PM

محمد عبدالله حمدنا الله
<aمحمد عبدالله حمدنا الله
تاريخ التسجيل: 11-24-2009
مجموع المشاركات: 616

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقنين اللا يقين .....المشهد السوداني الآن.... (Re: محمد عبدالله حمدنا الله)

    تقنين اللا يقين-٨-

    و ما لنا نحن و ما بين الفرس و العرب؟ -٢-


    ==========================================================================

    مواصلةً لما سبق ...تخلص المحور السعودي الإماراتي المصري من البشير غير مأسوفٍ عليه على أمل الحفاظ على مكاسبهم عن طريق "مُغفّل" آخر... و هنا تظهر على السطح روايتان :

    - الأولى أن نظام البشير المهترئ قد انهار فعلآ و أن على دور المحور السعودي الإسراع بإحتواء التغيير حفاظآ على مكاسبها...

    - الثانية ...أن بعض دوائر المعلومات تشير إلى أن إسلامويو السودان يخططون لشئ ما قد يغير خريطة الحكم في السودان و هنا يجب أيضآ الإسراع بإحتواء التغيير و الحفاظ على موطئ قدم في أي معادلة سياسية قادمة...

    الملاحظ من الروايتين أعلاه و إن إختلفتا في الدوافع إلا أن المحور السعودي كان من الفاعلين الرئيسيين في عملية إسقاط البشير و هذا مما لا ينكره أي مراقب للوضع و مما يفسر الكثير من الأمور إبتداءآ من :

    -تأخر بيان عوض بن عوف
    - ازاحة عوض بن عوف و كمال معروف في ظرف ٢٤ ساعة
    -الظهور اللافت لحميدتي...

    و مرورآ ب...:

    - اخفاء صلاح قوش من المشهد و تحويله لما يشبه "الزعيم رقم صفر"

    - اعادة شك و ترتيب أوراق المجلس العسكري

    - استقبال بعض الكيانات السياسية المعارضة لتليين مواقفها ..

    - الضغط على زر "تنشيط السيسي" و الاستفادة من وضعه كرئيس للاتحاد الأفريقي في رفع سيف عقوبات الاتحاد على المجلس العسكري و الدخول في دوامة التمديدات و المماطلات التي لا تنتهي و ان كان على الارض لا تأثير لعقوبات الاتحاد الأفريقي و إنما فقط لقيمتها السياسية و المعنوية ..
    لكن في النهاية كيف لاتحاد زعيمه نفسه إنقلابي أن يمتلك المسوغ الأخلاقي لإدانة إنقلابيين آخرين؟

    و أخيرآ و ليس آخرآ:

    - الدعم "بالتنقيط" للسودان بحيث تظل أطراف الصراع في حوجة دائمة لهذا المحاور بغض النظر عن موضعها في الصراع..

    - تنشيط البدائل المحتملة من قوى الإسلام السياسي "المستأنسة" لكي ترجح احدى قوتي الصراع الأخريات متى ما رضي عنها "طويل العمر" أو جعلها "خميرة عكننة" و بؤرة توتر دائمة تضمن عدم استقرار الأوضاع ..

    - التعامل مع البرهان و حميدتي كممثلين شرعيين للدولة السودانية و فتح المجال لهما للتمدد...


    يتبع ....

    ود حطب الله
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de