· عندما كنا في المرحلة الابتدائية ، كان (جَدُّ) احد اترابنا على قول عادل امام (رجل ضخم الجثة ، عريض المنكعين ، مفتول العضلات، مشتهم الأبعاع، شنكول الحركات، مشرئب الفلنكات، شلولح).. فقد كان الرجل ذو (هيبة) لا تخفى على احد ، ولا ينقص من قدره هذا (شلولح) عادل امام تلك التى لا يعرف لها فصل ولا اصل ، مثل (صفرية) البشير التى كررها في خطابه الاخير اكثر من مرة .حيث ذكر البشير (الخيارات الصفرية) غير المفهومة 3 مرات في خطاب استمر لمدة 24 دقيقة.
· (جَدُّ) زميلنا هذا كان اذا رضى من شخص وجّه نحوه (مروحة التربيزة) وثبتها عليه تفضلا منه وتكرما ، واذا غضب من شخص منع (مروحة التربيزة) ان تقبل نحوه ،وحرمه من هواءها البارد ، حيث تدور (المروحة) وتدور على كل الاتجاهات ، عدا ذلك الاتجاه الذي يوجد فيه ذلك الشخص المغضوب عليه ،حينذاك كانت (مروحة التبريزة) اخر الابتكارات والاكتشافات التى وصلت لقريتنا الصغيرة ، وكان من باب الجاه ان توضع (مروحة التربيزة) على تربيزة (خضراء) تحديدا وتوجه حيث يكون (الضيف) قصدا عكس موضع (الراديو) تحسبا للشخشخة وعدم وضوح الصوت.
· ما فعله (جد) زميلنا ذاك ، يفعله البشير على مدى (30) عاما من (ما لدينا قد عملنا) ،و(هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه) مع اعضاء حزبه (المؤتمر الوطني) اذ يقرّب بعضهم ويبعد الاخر اعمالا لسياسة (فرق تسد) ،ويبدو واضحا للناس الآن ان هناك سياسة جديدة ظهرت في الكون ، ربما تكون متقدمة حتى على سياسة (فرق تسد) ، وهي سياسة (مروحة التربيزة) تمثلا باغنية (قبلي جاي وقبلي جاي) التى كانت تغني في السباتة للعروس وكنت قد حدثتكم عن كيفية عملها مع (جد) صديقنا ، وانتم ترون نتاجها الآن على ارض الواقع ، وتشعرون بحراكها الحالي تفضلا او تمنعا.
· للتوضيح - اخر المحرومين من (مروحة التربيزة) الفريق ركن بكري حسن صالح الذي تم الاطاحة به من منصب النائب الاول.
(2)
· لم اجد شبيها للبشير وهو رئيسا للجمهورية اقرب من رئيس نادي الهلال اشرف الكاردينال الذي ظل في كل فترة تسجيلات يبشر جماهير الهلال بتسجيلات (خرافية) ، فيها (ساماتا والاخطر من ساماتا)، معلنا ومؤكدا ان تجاربه السابقة في اختيار المحترفين وفشله فيهم كان بسبب اخرين اعتمد عليهم ولم يجد منهم غير تلك (المواسير) ، قاطعا دائما ان الاختيارات في هذه المرة سوف تكون على مسؤوليته الشخصية وان الاسماء القادمة للهلال سوف تجعل الازرق بطلا لدوري ابطال افريقيا، كما يفعل البشير تماما عندما يبشر ويعين حكومة جديدة واصفا لها في بداية التعيين بحكومة الوفاق الوطني او الحكومة الرشيقة او حكومة (الكفاءات) التى اعلن عنها مؤخرا .والتى تكون دائما رهانا له لتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد.
· ونحن لا نجد في الحالتين غير (تيتيه) في الحالة الاولى و(معتز موسى) في الحالة الثانية.
· معتز الذي فشل في (الكهرباء) فرفّع ليكون وزيرا للمالية ورئيسا للوزراء بعد ان سن لنا في وزارة الكهرباء خروج التيار الكهربائي من الشبكة القومية مرتين في الشهر ليخرج الحكومة كلها بعد ان اصبح الدولار بـ (75) جنيها زايدا (40) جنيها من وضعيته التى وجدها فيه معتز موسى عندما جاء على رأس حكومته في سبتمبر الماضي.
· الكاردينال ظل بعد كل 3 اشهر يطيح بالمدير الفني للهلال وطنيا كان او اجنبيا لاعنا له ومنتقدا ،ومحملا له المسؤولية ، ومبشرا بخلفه الذي يحمل الشهادات والخبرات الكبيرة – مدرب البطولات والانجازات ، ثم لا يبقى الحال على ما هو جديد كثيرا اذ يتم الاطاحة بالمدرب الذي كان قد بشر به ويحمّل كما اعتدنا كل اخفاقات الفريق وكل خسائره.
· رئيس نادي الهلال اطاح بالمدير الفني للفريق وهو في رحلة خارجية حيث فعل ذلك مع كامبوس البرازيلي وهو مع الهلال في الكنغو قبل بداية عهد الكاردينال في الهلال، وفعل نفس الشيء الآن مع الزعفوري وهو مع الهلال في زامبيا.
· ورئيس نادي الهلال ينهي تعاقدات الهلال مع المحترفين الاجانب اثناء الموسم تارة باتهامات اخلاقية وتارة اخرى لمستواهم الفني المتواضع الذي كان يراهن هو عليه.
· ورئيس نادي الهلال ظل طوال فترته في الهلال يقيّل رئيس القطاع الرياضي ثم يعيده مرة اخرى ، فعل ذلك حتى مع نفسه اذ كان رئيسا للقطاع الرياضي اكثر من مرة في الهلال مع ذلك اقال نفسه ، وعاد من جديد ، وفعل نفس الشيء مع محمد عبد اللطيف هارون.
· ورئيس الهلال اعتاد على اقالة مدير الكرة في الهلال كل خميس بحجة فشل مدير الكرة وكتاباته لتقارير غير صحيحة تسببت في تضليلهم في مجلس ادارة الهلال.
· الكاردينال يعتبر لاعبي الهلال الكبار (طابور خامس) لصلاح ادريس لذلك ظل كابتن الهلال في فترة الكاردينال لا يستمر في الهلال وهو يحمل شارة القيادة اكثر من موسم.
· ما يفعله الكاردينال في الهلال يفعله البشير في الشعب السوداني ، الذي ظل يبشر بعد كل ازمة بحكومة جديدة تحقق رغبات الشعب السوداني وتحدّث نهضة اقتصادية في البلاد كما يبشر الكاردينال بالمحترفين قبل كل فترة تسجيلات.
· لا يعلم الكاردينال ولا يعلم البشير ان المشكلة في (الرئيس) ، وليس هناك دليلا على ذلك اكثر من ان البشير بعد 30 سنة اعلن عن انه سوف يكون رئيسا (قوميّا) وسوف يقف على مسافة واحدة من كل الاطراف...والسؤال الذي يفرض نفسه اين كان يقف الرئيس طوال تلك المدة؟.
(3)
· في العشر سنوات الاولى للانقاذ كانت التعبئة الروحية كبيرة ، كانوا يحدثوننا عن الجهاد وعن (امريكا روسيا قد دنا عذابها) و(نخلة وسيفين) ، كانت اناشيد الحهاد تصرف في المدارس وفي عرس الشهيد ،وتضرب (خيم العزاء) في الاسواق والاحياء ،كان شهيدنا يزوج آنيا بسبعين حورية (قولا واحدا).وقتها دخل نصف الشعب السوداني ما تبقى منه للدفاع الشعبي ودخل النصف الاخر للشرطة الشعبية بحجة الدفاع عن الدين وقدمت البلاد اكثر من 18 الف شهيدا في حرب الجنوب ،في الوقت الذي هاجرت فيه الكوادر العلمية والشبابية من السودان.
· هذه التعبئة (العسكرية) وقتها جلبت للسودان الحصار وجعلت امريكا تتهمه بالارهاب لنصنف من جنس ذلك ،حيث ضرب مصنع الشفاء في 20 اغسطس 1998م وقبلها كانت هناك عقوبات امريكية على السودان بدأت في 12 اغسطس 1993م وذلك عندما ادرج السودان ضمن اسماء الدول الراعية للارهاب ، وبعدها كانت محاولة اغتيال حسني مبارك في اديس ابابا في يونيو 1995م ، وفي عام 1997 فرضت الولايات المتحدة الامريكية عقوبات اقتصادية على السودان.
· من بعد ذلك كان لا بد للبشير بالتضحية بالترابي حتى لا تغرق سفينة (الانقاذ)، فالتخلص منه يمنح الحكومة اسعافيا (كرت قبول) جديد، ولم يكن لهم ذلك إلّا عن طريق انقلاب (التلامذة) على (الاستاذ) ،و(الحواريين) على (الشيخ) لتحدث المفاصلة التى لعب فيها علي عثمان محمد طه دورا كبيرا والتى كانت في الرابع من (رمضان) الموافق للثاني عشر من شهر ديسمبر عام 1999م.
· ولأن الايام دول - بمثلما اطيح بالترابي وهو رئيسا للبرلمان ، تم في 8 ديسمبر 2013 اقالة على عثمان محمد طه من منصبه كنائب اول لرئيس الجمهورية وفي نفس العام تم اعفاء نافع علي نافع من منصبه في الحزب كنائبا للرئيس ومنصبه في القصر كمساعد اول له.
· الاطاحة بنافع وطه منحت البشير (قبلة الحياة) ، خاصة بعد الصراع الذي كان دائرا بينهما وهما في السلطة.
· كل هذه (الاطاحات) تؤكد ان البشير يغيّر في كل مرحلة (جلده) ويستمد (اوكسجين) البقاء بتلك التغييرات التى يحدثها بعد كل ازمة تتعرض لها البلاد...فهو تارة الرئيس (الوطني) ،وتارة رئيس حكومة (الحوار الوطني) وقبل ذلك رئيس حكومة (الوحدة الوطنية) وقبل كل تلك المسميات كان هو الرئيس الذى قدمته السماء (هدية) للشعب السوداني ، حيث سبق ذلك انه كان (الضابط) الجلجال الذي قام بانقلاب 30 يونيو 1989 لانقاذ السودان ،والآن بعد (30) سنة هو الرئيس (القومي) الذي يقف على مسافة واحدة من الجميع!!.
· سيدي الرئيس دعني اخطابك بكل المنطق دون تجاوزات او تعدي ؛اذا ذهبت للقصر رئيسا في 30 يونيو 1989م وذهب الترابي الذي كان وراء الانقلاب سجينا لكوبر ، في (المسرحية الشهيرة) ،هل يمكننا الآن ان نصدق تلك العودة التى عدت بنا بها الى الوراء ومدير جهاز الامن والمخابرات الوطني يعلن عن تنحيك عن رئاسة حزب المؤتمر الوطني وتعلن انت في خطابك وقوفك على مسافة واحدة من الجميع وابتعادك عن (المؤتمر الوطني) الذي كنت قد اعلنت ان لا علاقة لك به عشية انقلاب ثورة الانقاذ بل وضعت كبير الحركة الاسلامية وشيخها خلف القضبان للتمويه؟.
· هل إلزاما علينا ان نصدق الفصل الثاني من المسرحية وانتم من اعترف بالكذب في فصلها الاول؟.
· في عام 2004م عيّن الفريق صلاح قوش مديراً عاماً لجهاز الأمن الوطني وتم الاطاحة به في اغسطس 2009 ليتهم في عام 2012 بضلوعه في (المحاولة التخريبة) واعتقاله لمدة 8 اشهر ليعود صلاح قوش نفسه الى نفس منصبه السابق في فبرائر 2018م.
· كل هذه الاسماء تعتبر من ركائز الحركة الاسلامية ومن قيادات المؤتمر الوطني التى يدور بينها صراعا داخليا معلوما للجميع.
· البشير ضحى بكل هذه (الكوادر) في بعض الاوقات والبلاد تتعرض لازمات طاحنة ،وكان في كل مرة يطيل من عمر بقائه في السلطة ، ليبدو البشير الآن انه قريبا من التضحية بالحركة الاسلامية نفسها ،وهو يعلن في خطابه الاخير انه سيقف على مسافة واحدة من كل اطياف العمل السياسي والحزبي في البلاد بعد (30) سنة صرفت فيها موارد البلاد وثوراتها في تمكين الحزب الحكام وفي تدمير وتفريغ الاحزاب الاخرى.
· حيث تم (الاطاحة) بالحزب كله من اجل بقاء البشير في السلطة على طريقة التضحية بالام من اجل انقاذ الجنين عكس ما يحدث دائما في عمليات الولادة الصعبة والقيصرية التى يتم فيها التضحية بالجنين وليس الام!!.
(4)
· من خطاب الرئيس نعلق على هذه النقاط :
· قال الرئيس في استهلالية خطابه : (أخاطبكم اليوم وبلادنا تجتاز مرحلة صعبة ومعقدة في تاريخها الوطني)..مع تجاوز بلادنا لمرحلة صعبة إلّا ان رئيس الجمهورية اعلن عن هذه القرارات :
· فرض حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة عام واحد .
· حل حكومة الوفاق الوطني.
· حل الحكومات الولائية.
· حل مجلس الوزراء القومي وتكليف وزراء وأمناء عامين وإعفاء ولاة ولايات وحل الحكومات الولائية وتكليف (18) والايا عكسريا لولايات السودان التى تحكم حكما لا مركزيا.
· يحدث كل ذلك بعد ان تجاوزت بلادنا مرحلة صعبة.
· جاء في الخطاب (التبشيري) للبشير عن الحكومة الجديدة بوضوح العبارة وقطعيتها قوله : (سأكلف بها فريق عمل تنفيذي من كفاءات وطنية مقتدرة لإنجازها إلى حين إستكمال العملية الحوارية لوقتها الضروري) . مع ذلك تم تعيين 18 واليا (عسكريا) من تلك (الكفاءات) التى قصدها البشير وعاد حامد محمد النور ممتاز و أحمد سعد عمر وغيرهن من الحكومة المنحلة فعن أية كفاءات مقتدرة يتحدث السيد الرئيس!!.
· هل يعتبر ممتاز من الكفاءات الآن؟.
· في افتتاحية خطاب رئيس الجمهورية ترحم السيد الرئيس على شهداء الثورة ، وقال في نهاية خطابه : (رحم الله من فقدناهم في الأحداث والتعازي لأسرهم المكلومة وللوطن أجمع وفي إنتظار نتائج تحقيقات النيابة العامة ولجان التحقيق الأخرى وتوصياتها .. وأتعهد أن يكون العدل والقانون هما الفيصل .)...كيف سوف يكون (حال) الطاهر حسن التوم مع رئيس الجمهورية ؟ وكيف سوف يتصرف (خادم الفكي) بعد ترحم (الفكي) نفسه على شهداء ثورة ديسمبر، لا سيما وان الخطاب بثته قناة سودانية 24.
· اتوقع ان ينسلخ الطاهر حسن التوم واخرين من (المؤتمر الوطني) ،ليظهروا في ثوب الاعلام (القومي) الذي يقف على مسافة واحدة من الجميع في المرحلة الجديدة.
(5)
· الشعب يجب ألا يخاف من قانون الطواريء ، لأن حالة الطواريء التى اعلنها رئيس الجمهورية في 22 فبرائر 2019 تعني ان (النظام) هو الخائف وليس العكس.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الفاتح الدنقلاوى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست