انطباعات عن ندوة مركز الدوحة للدراسات 18 فبراير 2019

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 02:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-18-2019, 10:55 PM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
انطباعات عن ندوة مركز الدوحة للدراسات 18 فبراير 2019

    09:55 PM February, 18 2019

    سودانيز اون لاين
    Amjad ibrahim-
    مكتبتى
    رابط مختصر







    انطباعات عن ندوة مركز الدوحة للدراسات
    18 فبراير 2019

    بقلم أمجد إبراهيم سلمان

    بدأت الندوة بعد دقائق معدودة من الوقت المحدد لها في مدرج محاضرات حديث و أنيق بشكل واضح ، أيضا كان التحضير جيدا حيث وضعت لوحات توجه الحضور إلى مكان القاعة كما تواجد شباب من المعهد قاموا بتنظيم عملية تسجيل ضيوف الندوة في أوراق معدة مسبقا لذلك الغرض.

    استهل الحديث الأستاذ عثمان ميرغني حيث نقل إلى الحضور انتشار الثورة في كل قطاعات الشعب السوداني و تغلغلها داخل منازل القيادات المتنفذة في الدولة ، و ذكر الباشمهندس عثمان ميرغني أن سقوط النظام اصبح أمر حتمي و هي مسألة وقت فقط ، لكنه تسال مستطرداً أن اسقاط النظام أسهل بكثير من إستلام مهامها ، و أن على الثوار أو من يمثلهم أن يمضوا قدما في تنظيم أنفسهم فالمسئولية التي ستقع على عاتقهم ستكون ضخمة للغاية ، و ذكر الأستاذ عثمان أن العنف الممارس من قبل أجهزة النظام الأمنية اكبر بكثير مما رصدته وسائل التواصل الاجتماعي و ما الصور التي يتم تداولها إلا قمة جبل جليد مقارنة بما حدث على أرض الواقع ، لكن كل تلك الممارسات لم تستطع لجم حصان الثورة الجامح ، و أن موجات التظاهر تزداد باستمرار ، و تعجب من دقة التوقيت التي تتم بها الاستجابة لنداء توقيت التظاهرات حيث صور الامر و كأن الأرض تنبت الثوار في ساعة الصفر التي يستجيب لها الكثيرين من مختلف أبناء الشعب في تناغم بديع. و عند سؤاله في نهاية الندوة من قبل الحضور عن دور الجيش اسهب الأستاذ عثمان أن الجيش مؤسسة ستتحرك بعد وصول الحشود إلى العدد الكافي و أسماه ( الكتلة الحرجة) و هي التي تستوجب انضمام العسكريين بصورة منظمة و انحيازهم للثورة و ذكر أنه من غير المنصف اعتبار الجيش جيشا عقائديا لان هناك انحياز واضح من قبل الكوادر الوسيطة و الجنود للثورة.

    أتي حديث الدكتور النور حمد عميقاً في تحليل المنطلقات الفكرية للجماعات الإسلامية خاصة جماعة الاخوان المسلمين للوثوب على السلطة و استخدام قوتها في تغيير المجتمع و استشهد بمواقف سيد قطب و أبو العلاء المودودي حيال التعامل مع السلطة القائمة و ضرورة تجييرها لخدمة المشروع الإسلامي ، لذا و حسب تحليله أن انقضاض تنظيمات الإسلام السياسي أمر حتمي لأنه مسألة بنيوية في فكر هذه التنظيمات و ما دخولها إلى ساحة العمل السياسي الديمقراطي إلا نوع من التمويه حتى تأتي اللحظة المناسبة للانقضاض على النظام الديمقراطي و افتراسه. مضى الدكتور النور حمد قدما في تحليل المكونات الاجتماعية للثورة الحالية و التي ذكر أنها فاجأت الحكومة و المعارضة على حد سواء و اسماها (تحول في البارادايم السياسي) في السودان منذ الاستقلال مما يؤشر لأننا بصدد قيام الجمهورية الثانية فعلا و اذا سارت الأمور في هذه الثورة لنهاياتها المأمولة فستنجح قطعا في بناء دولة المواطنة الحديثة ، طرحت على د. النور تساؤلات متعددة منها كيفية حماية الثورة من الاختطاف و أجاب بضرورة تطوير الشباب القائمون على هذه الثورة الحالية بتطوير أدائهم السياسي لدرجة تكوين التنظيم السياسي الخاص بهم لحماية مكتسبات الثورة ، أيضا ذكر د. النور أن الإسلاميين السودانيين لم يفهموا الخصوصية المميزة للمجتمع السوداني و هو مجتمع متفرد تتساوى فيه النساء و الرجال في توزع المهام الاجتماعية و الزراعية لذا كانت ممارساتهم تصطدم من أول ايامهم بروح المجتمع و ضرب مثلا بقوانين ركوب النساء من أبواب الباصات الامامية في بدايات الإنقاذ و كيف أن ذلك جوبه باستنكار من مجتمع لا يوجد في مزاجه الشعبي فصل بين النساء و الرجال. أوضح د. النور أنه على الرغم من فظاعة تجربة الاخوان المسلمين في الحكم إلا أنها رفعت وعي الشعب بضرورة عدم استغلال الدين و إلى الأبد في الكسب السياسي.

    أتت مشاركة الأستاذة سامية الهاشمي بأريحية بالغة حيث عكست تجربتها داخل السودان مع التظاهر و الدور المحوري للمرأة السودانية في المظاهرات ، و ذكرت تجارب شهدتها بحكم الممارسة من أن أهل المعتقلات كانوا يحضرون إلى اقسام الشرطة لاستلام بناتهم من
    المعتقلات و تتملكهم أحاسيس الفخار و الاعتزاز ، و هو تطور مذهل في العقلية التي تخطت ذهنية العيب حيث صارت الاعتقال السياسي حتى بالنسبة للنساء من دواعي الهمة و الشجاعة حتى في مجتمع محافظ لحد ما كالمجتمع السوداني ، أيضا وضحت الأستاذة سامية أن سلاح هذه الثورة الأمضى هو سلميتها ، هذه السلمية فاجأت بقوتها حتى المشككين في جدوى التظاهر السلمي في وجه سلطة قمعية مدججة بالسلاح ، مما يؤكد أن الاحتجاجات الشعبية السلمية لها قوة اجماع الجماهير و دوائر دعمها تزداد يوما بعد يوم.
    أتت الأسئلة من الحضور متنوعة و ركزت في معظمها على ضرورة حماية الثورة من الاختطاف بعد نجاحها ، و ضرورة المحاسبة لمن اجرم في حق السودانيين ، للأسف الشديد بالغ البعض في التعقيب مما حرم الحضور من ردود الضيوف لكن مقدم الندوة أدارها باقتدار حيث قام بتجميع الأسئلة و طرحها جملة على المتحدثين.

    حسب تقييمي الشخصي لم يتطرق الجميع لعنوان الندوة بشكل كاف حيث لم يحصل طرح لسيناريوهات التغيير المحتملة بصورة معمقة ، كما أن كلمة علمانية الدولة ظلت الغائب الأكبر في نقاش مستقبل النظام السياسي في السودان ، مع أن بعض المشاركين في النقاش اثاروها
    من باب حرية العقيدة و الحريات الشخصية في الدولة الوليدة ، أيضا طرحت مسألة الدستور الدائم للدولة السودانية الوليدة قدم من قبل عدد من المشاركين.

    اختتمت الندوة حوالي الساعة الثامنة و النصف مساءاً و تحلّق الضيوف حول المتحدثين لفترة طويلة بعد الندوة في حوارات جانبية تعكس مدى ارتباط السودانيين في المهجر بما يحدث في الوطن من أحداث تاريخية قد تدفعه إلى آفاق جديدة حقأ.









                  

02-19-2019, 00:29 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عن ندوة مركز الدوحة للدراسات 18 ف� (Re: Amjad ibrahim)

    مشكور يا دكتور على هذا التنوير الجيد بمحاور الندوة ..
    لفت انتباهي نقدك عدم تطرق الجميع لعنوان الندوة بشكل كاف ..
    وودت لو أنك أشرت لعنوانها على الرغم من أن قولك (لم يحصل طرح لسيناريوهات التغيير المحتملة بصورة معمقة ) ربما يفهم منه فضاء الندوة وغايتها..
    لا زلت اطمع في عرض موجز عن المركز وأثره في رسم السياسات الرسمية في الدولة ..
    ذلك لما لقطر من علاقة وثيقة بالشأن السوداني ..
    وليتك تنجح في الحصول على فيديو الندوة وجلبه هنا..
    مودتي.
                  

02-19-2019, 06:59 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عن ندوة مركز الدوحة للدراسات 18 ف� (Re: محمد على طه الملك)

    شكرا دكتور على تلخيصها وعكس صورة عن أجوائها.
    وفعلا، اقتبست شيئا من نقلك لحديث الأستاذة سامية الهاشمي.

    وهنا يا مولانا، من صفحة معاوية الزبير الذي بثها حيّة..
    الصورة، بنتعدل براها ههههه، ما تقلق..

                  

02-19-2019, 07:25 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عن ندوة مركز الدوحة للدراسات 18 ف� (Re: Amjad ibrahim)

    Quote: بضرورة تطوير الشباب القائمون على هذه الثورة الحالية بتطوير أدائهم السياسي لدرجة تكوين التنظيم السياسي الخاص بهم لحماية مكتسبات الثورة



    شكرا للنور حمد.

    ربما يكون الاقتباس اعلاه اهم ما ورد في تلخيص د. أمجد .. ويقرأ ذلك مع طول الفترة الانتقالية المتوافق عليها (4 سنوات) اذ يخدم هذا الطول مشروع بلورة حزب سياسي للشباب وغير مقصور عليهم (مهنيين وحرفيين) كامتداد لتجمع المهنيين مع تمثيل قوي للمرأة والكيانات ذات الطبيعة الفئوية المميزة..

    بروز هذا الجسم السياسي يخدم فضاء السياسة في السودان كثيرا. واعتقد أن بامكانه ان يحفز عملية مراجعة تكوين الاحزاب والتشوهات الكبيرة التي حدثت طوال ال 30 عام الماضية. ولربما كان مدخلا لعافية العمل السياسي واعادة تشكيل خارضة الاحزاب السياسية في السودان من خلال لافتات جديدة كوحدة اليسار السوداني كرد فعل منطقي لبروز مثل هذا الجسم السياسي القوى والجاذب لقطاعات كانت وبصورة تأريخية رصيدا لليسار السوداني. وهكذا الحال مع التيارات الليبرالية والنيوليبرالية واليسار الليبرالي الخ , وقد نشهد نشوء ما يشبه حزب المحافظين من بين تفاصيل الخريطة الطائفية والدينوسياسية.

    ما اقوله ان بروز هذا الجسم السياسي القوي, وبرصيده الثوري المكتسب يعمل ك Catalyst لعملية تطور العمل الحزبي في السودان والتخلص من تشوه المرجعيات التي افضت لهذا الانفلات والفوضى (اكثر من 100 حزب سياسي) ..

    مجرد افكار للمستقبل
                  

02-19-2019, 07:41 AM

Khalid Abbas

تاريخ التسجيل: 12-16-2017
مجموع المشاركات: 1993

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عن ندوة مركز الدوحة للدراسات 18 ف� (Re: Amjad ibrahim)

    قطر ومنبر للحديث ضد نظام إخواني ؟
    والناس دى سافرت كيف في ظل الأوضاع الأمنية الحاصلة لو كتبت بوست في الفيس ممكن يعتقلوك
    ناس السياسية اشرحوا لينا رؤيتكم الشغل ده ابولمبة ولا درب في نفس الإتجاه
                  

02-19-2019, 08:58 AM

صابر عابدين

تاريخ التسجيل: 06-04-2011
مجموع المشاركات: 935

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عن ندوة مركز الدوحة للدراسات 18 ف� (Re: Khalid Abbas)


    شكرا أخ أمجد علي التلخيص وإن كنت أتوقع إيراد ماقاله بقية المتحدثين !
    وثم حديث عثمان أوسامية أو النور كله منصب حول إن الثورة خلاص أكتملت عناصرها
    وقربت تؤتي أكلها , ولم يتطرقوا الي أسباب تاخر الثورة ومن ضمنها هو هذا العنف المفرط
    والترويع الحادث من مليشيا وكتاءب ملثمة تمتطي تاتشرات وبكاسي بلالوحات تقمع وترهب
    وتهين الشعب !
    ... ثم موقف حلفاء الحزب الحاكم من الاسلاميين وغيرهم كالاتحادي الاصل وابناء السادة
    الجالسين في القصر الي الان ...!
    ... ثم موقف الدول العربية المتخاذل ( بمعسكراتها المختلفة )من ثورة الشعب السودان, والاعلام العربي
    وقنواته لمتعددة من عدم عكس صورة حقيقية مماا يحدث في السودان !لمتظاهرين بالالاف يقولوا بالعشرات.!
                  

02-19-2019, 10:35 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48786

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عن ندوة مركز الدوحة للدراسات 18 ف� (Re: صابر عابدين)
                  

02-19-2019, 10:45 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48786

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عن ندوة مركز الدوحة للدراسات 18 ف� (Re: Yasir Elsharif)
                  

02-19-2019, 12:39 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48786

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عن ندوة مركز الدوحة للدراسات 18 ف� (Re: Yasir Elsharif)
                  

02-19-2019, 06:51 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عن ندوة مركز الدوحة للدراسات 18 ف� (Re: Yasir Elsharif)

    شكرا عزيزي ود الحسن على اتحافنا بالفيديو ..
    لكين غايتو الصور الفيديو ذكرني حكاية نميري مع كادر النشرة الجوية في التلفزيون ..
    لما قال كفاية تظهر عصايتهم ما مهم يظهروا هم .
                  

02-19-2019, 07:31 PM

عبدالعظيم عثمان
<aعبدالعظيم عثمان
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 8399

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عن ندوة مركز الدوحة للدراسات 18 ف� (Re: محمد على طه الملك)

    في نقطتين في كلام النور حمد (سمعت تسجيل)
    النقطة الأولى : ضرورة مراجعة تجربة مشروع الإسلام السياسي في الحكم
    يتحدث وكأنه يريد أن يرقع المشروع (انا فهمت كدا)..
    النقطة الثانية : النور حاول يربط بين الثورة السودانية الحالية والربيع العربي
    وحاول أن يهدي هذه الثورة ويجيرها ويقدمها كمنقذ لسقوط ثورات الربيع العربي
    ويريد أن يؤكد أن هذا الربيع العربي ما يزال مستمر
    المشكلة في نفس التسجيل يحاول النور أن يؤكد على تفرد الثورة السودانية وأنها بردايم جديد
    (من وجهة نظري ال نقطتين ديل بحاجة إلى توضيح أو تصحيح من النور)
                  

02-19-2019, 08:29 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عن ندوة مركز الدوحة للدراسات 18 ف� (Re: عبدالعظيم عثمان)

    Quote: ما اقوله ان بروز هذا الجسم السياسي القوي, وبرصيده الثوري المكتسب
    يعمل ك Catalyst لعملية تطور العمل الحزبي في السودان والتخلص من تشوه
    المرجعيات التي افضت لهذا الانفلات والفوضى (اكثر من 100 حزب سياسي) ..
    مجرد افكار للمستقبل

    م ح م،
    تحياتي،
    إذا قيدت هذا الجسم السياسي
    بالتزامه التام بالمبدئية الديمقراطية،
    وطرح نفسه كنموذج لترسيخها
    في بيئتنا السياسية،
    حنكون اتفقنا تماماً!
                  

02-19-2019, 10:11 PM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عن ندوة مركز الدوحة للدراسات 18 ف� (Re: صلاح عباس فقير)


    سلامات يا اعزائي

    مولانا عنوان الندوة الرئيس كان يتحدث عن مآلات الاوضاع في السودان لكن المتحدثين لم يسعفونا بتصورات
    عن ما يمكن أن يحدث و ده دور المفكرين في الغالب لان تحليل الاحداث التي تحدث هذا شيء سهل
    لكن وضع توقعات لمقبل الايام بناءا على معطيات هو أمر معقد و يقوم به من لهم قدرة و خبرة
    و اعتقد ان المتحدثين لا تنقصهم المعرفة لكن يبدو أن الاحداث فاجأتهم فصاروا يلهثون خلفها..

    هناك موضوع نشر اليوم للدكتور النور حمد وضح فيه مداخلته في الندوة بصورة أكثر دقة فسأرسل لكم
    الموضوع كي تقرأوه

    تحياتي
                  

02-19-2019, 10:14 PM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عن ندوة مركز الدوحة للدراسات 18 ف� (Re: Amjad ibrahim)





    الثورة السودانية على سياسة ما بعد الاستقلال .. بقلم: د. النور حمد

    لا يبدو أن الهدف القريب للثورة الجارية الآن، في السودان، منحصرٌ فيهدِّ الركائز، الاستبدادية، التي قام عليها حكم الإسلاميين، الممتد منذ عام 1989، وحسب. إذ يتعدى الهدف، كما يظهر من حوارات الشباب، التي عكست رؤيتهم، وتطلعاتهم، إلى تطلُّعٍ لمراجعة مجمل حقبة ما بعد الاستقلال. بل هناك، من الدلائل ما يشير إلى أن الثورة المستمرة، منذ 19 ديسمبر 2018، تسعى، إلى ما هو أبعد من ذلك. فقد أخذت هذه الثورة، تستجمع طاقتها، منذ هبة سبتمبر 2013. وكان العمل الأهلي، الطوعي، هو البذرة التي انطلقت منها. وقد كان حراك العمل الطوعي، هذا، حريصًا على استقلاليته. مقاومًا لكل محاولات الحكومة، احتواءه، والهيمنة عليه. كما كان خارجًا، أيضًا، عن القنوات الحزبية. يضاف إلى ما تقدم، فإن الشباب، خاصةً الفتيات، هم الذين يمثلون عنصره الأبرز، المسيطر.
    يتمثل هدف هذه الثورة، قريب المدى، كما هو واضحٌ، من شعارها: "تسقط بس"، في تفكيك دعائم حكم الإسلاميين، الذي انتهى في يد فردٍ واحد. أما هدفها، متوسط المدى، فيتمثل، وفقًا لقراءتي للمشهد، في تغيير البنية المفاهيمية، التي حكمت الممارسة السياسية في السودان، منذ الاستقلال. وهي بنيةٌ تشكلت عبر القرون الخمسة الماضية، وتمثِّلها في المجمل، مراكز السلطة، والثروة، في الوسط، والشمال النيلي، التي سيطرت على العمل السياسي، في السودان، منذ فجر الاستقلال، وإلى اليوم.
    أما الأهداف البعيدة لهذه الثورة، كما تعكسها الحوارات المكثفة، التي دارت في الوسط الشبابي، في العقد الأخير، فيتمثل جانبٌ منها، في الخروج من دائرة الإذعان للسلطات التقليدية، وتقويض السيطرة، شبه المطلقة، لكبار السن، على مقاليد الأمور. وكذلك، تفكيك بنية الثقافة، الذكورية، التي أنتجها الانقلاب، التدريجي، للثقافة السودانية، من المتريركية، إلى البطريركية، الذي جرى، منذ أكثر من عشرة قرون. ولربما أمكنني أن أضيف، أن سؤال الهوية، الذي شغل الساحة السودانية، في العقود الثلاثة الماضية، وما قبلها، قد بدأ يتنزّل، الآن، من سماوات التنظير، ليلامس أرض الواقع. فقد امتلك بهذه الهبة الشبابية اللافتة، وباشتراك النساء فيها، بهذه الصورة الكبيرة، أرجلاً، فعليةً، أخذ يسعى بها على أرض الواقع.
    تدل المشاركة اللافتة للنساء، في هذا الحراك، أن التململ الذي ظل يعتمل تحت السطح، منذ قرون، بلغ نقطة الانفجار. بوصولها إلى السلطة، استهدفت "الحركة الإسلامية"، السودانية"، النساء، بالقمع، وعملت على قهر طيف الثقافات السودانية، وصب الجميع، في القالب
    السلفي، الوافد. أما الأسباب غير المباشرة، فيمكن تلخيصها في انتشار التعليم، وتشكُّل فضاءاتٍ جديدةٍ، للمعرفة وللتثاقف، المفتوح، نتيجةً لثورة المعلومات. وقد نشأ، في السودان، في العقدين الماضيين، مجتمعٌ رقميٌّ، بالغ الضخامة، شديد الحيوية. وقد خرج، هذا المجتمع الرقمي، من قبضة الإعلام الحكومي، المتراجع، أصلاً، مساحةً، وتأثيرا.

    يعكس هذا الحراك الشبابي، سعيًا لإعادة الثقافة السودانية، إلى طبيعتها، الأولى، التي قُمعت، بتحالف السلطة، والثروة، عقب وفود، نمط التدين المؤسسي، الفقهي، السلطوي، مع الغزو الخديوي للسودان. أضعف الخديويون عبر 64 سنة، من احتلال السودان، (1821 -1885)، مراكز التصوف. وأـتوا بنمط المؤسسة الدينية، الفقهية، التابعة للسلطة. وتجدد نفس هذا النمط، مرةً أخرى، في فترة الحكم البريطاني (1898 – 1956).، فحاربوا الطرق الصوفية، ورفعوا، من شأن المؤسسة الدينية، الفقهية، التي سبق أن شرعنت الاستعمار الخديوي، ووقفت إلى جانبه، ضد الثورة المهدية. وقد ورثت الأنظمة الوطنية، عقب الاستقلال هذه الصيغة، وأصبح تحالف السلطة، والثروة، والمؤسسة الدينية، هو الأيديولوجيا الحارسة، لمصالح النخب المسيطرة.
    لم يكن التوق، إلى إقامة دولة دينية في السودان، منحصرًا وسط الجماعة، التي اصطُلح على تسميتها، "الحركة الإسلامية السودانية". وإنما شمل ذلك التوق، الأحزاب السياسية الأخرى. فمع فجر الاستقلال، ظهر مقترحٌ بتضمين لقب "الإسلامية"، إلى مسمى جمهورية السودان، الوليدة. وقد اعترض، على ذلك المقترح، الساسة المسيحيون. وناصرهم، في الاعتراض عليه، ساسةٌ مسلمون، بارزون، مدركون لخطر تلك التسمية، على الوحدة الوطنية، لأن السودان، قطرٌ متعدد الأديان، والأعراق، والألسن. وبالفعل، أُبعد ذلك المقترح. لكن، بقيت "الحركة الإسلامية السودانية"، تراهن على نزعة "أسلمة" الدولة. واستطاعت عقب ثورة أكتوبر 1964، التي أطاحت نظام الفريق عبود العسكري، أن تجر وراءها الحزبين الطائفيين، الكبيرين، (الأمة، والاتحادي. وكانت أُولى، تعيُّنات ذلك الانجرار، نجاح ما كانت تُسمى، "جبهة الميثاق الإسلامي"، في اقناع الحزبين، الطائفيين، الكبيرين، في الحقبة البرلمانية، الثانية، (1965 -1969)، بالموافقة، على تعديل مادة الحريات، في الدستور، ما مكَّنهم، من حل الحزب الشيوعي السوداني، وطرد نوابه المنتخبين، من البرلمان. ثم تواصل الانجرار، بانخراط الحزبين الكبيرين، عقب ذلك، في مشروع كتابة، ما سُمي، "الدستور الإسلامي". وأوشك ذلك الدستور، أن يُجاز، في مرحلة القراءة الثانية، في البرلمان، لولا أن قطع عليه الطريق، انقلاب، العقيد، جعفر نميري، في مايو/أيار، 1969.
    أثبتت مجريات السياسة السودانية، منذ فجر الاستقلال، ألا وجود لفروقٍ جوهريةٍ، في التباس المفاهيم، وضبابية الرؤية، وضعف الإيمان بالحقوق الدستورية، وضآلة الشغف بالتحديث، وضمور القدرة على إدارة الدولة، بين جماعة "الحركة الإسلامية"، وبين الحزبين الطائفيين الكبيرين. كما أن الفرق بين هذين الفريقين، وبين طيف أحزاب اليسار، ليس كبيرًا، أيضا. فقد اشتركت كل هذه القوى الحزبية، في النزوع إلى الوصاية والإملاء الفوقي، واتخاذ العنف وسيلةً للوصول إلى السلطة. قام الشيوعيون في يوليو 1971، بانقلاب عسكري على نظام جعفر نميري. وقامت الجبهة الوطنية، المكونة من حزب الأمة، والحزب الاتحادي الديمقراطي، والجبهة القومية الإسلامية، بغزو مسلح للخرطوم، منطلقةً من ليبيا، بدعمٍ ضخمٍ من الرئيس معمر القذافي، من أجل اقتلاع نظام جعفر نميري. وقام الإسلاميون في يونيو 1989 بالانقلاب، على الحقبة البرلمانية الثالثة. وقام البعثيون، في عام 1991، بالانقلاب، على انقلاب الإسلاميين. وهناك محاولات انقلابية كثيرة، وقفت وراءها مختلف القوى الحزبية.
    مثلت الفترة الممتدة، منذ الاستقلال، وإلى اليوم، بكل طيفها السياسي، يمينه، ويساره، ووسطه، برادايمًا، واحدًا، سمته الأساسية، الفوقية، والعنف، والإقصاء العرقي، والجهوي، والجندري، إضافة إلى العجز، والفشل في تنمية موارد البلاد، وإدارة الدولة، بكفاءة. والثورة
    الجارية الآن إنما تمثل، فيما أحسب، محاولةً لاستيلاد برادايمٍ، جديدٍ خارجٍ عن مجمل الإطار السابق. لكن، ربما جاز القول، إن ملامح هذا البرادايم الجديد، المنتظر، وأبعاده المفاهيمية، لم تتبلور بعد، بالمستوى المطلوب. كما لم يكتمل، بعد تشكُّل القوة التنظيمية، الحاملة له، والقادرة على وضعه، مكان البرادايم القديم.

    مما يميز ثورة الشباب السوداني، الجارية حاليًا، عن كل ما سبقها من ثورات، هو سلميتها الصارمة، التي تميزت بها، وما أبدته، حتى الآن، من طولٍ في النفس. ونرجو أن تحافظ على كليهما. ورغم أن شعار الشباب، المرفوع، هو: "تسقط بس"، إلا أن تحقُّق هذا الشعار، ربما جرى على مراحل. فلربما لا يسقط النظام، سريعًا، بالضربة القاضية. لكن، من الواضح جدًاًّ، أن هذا الحراك الشبابي، جاء ليبقى. ويبدو أن الحكومة، التي فقدت مساحة المناورة، أصبحت تدرك، أن هذه الهبَّة، لا تشبه سابقاتها. يدل على ذلك، تراجع القتل، وتغيُّر لغة الخطاب، ومحاولة تقديم بعض التنازلات، للشباب.

    لكن، المرجح ألا يقبل الشباب، تنازلات النظام، الشكلية، هذه. فالنظام لم يفهم، بعد، طبيعة هذا الحراك. بل، هو ليس قادرًاٍ، أصلاً، على فهمها. يضاف إلى ذلك، أن الشباب، لن يرضى بتغييرٍ سياسي، تمسك فيه بزمام الأمور، القوى الحزبية، مرةً أخرى، مثلما جرى بعد ثورتي أكتوبر 1964، وأبريل 1985. فقد تخطت حركة الشباب، البرادايم القديم، برمته؛ حكومةً ومعارضةً، وأصبحت عينها مصوبةً، على أفقٍ جديد. لكن، لربما اضطر الواقع العملي القائم، الآن، الشباب، للقبول بسيطرة الأحزاب، لفترة من الوقت، قد تطول، وقد تقصر. لكن، فيما يبدو، أن هذه الثورة، سوف تستمر، بصورةٍ ما، حتى بعد سقوط النظام. ومن الراجح جدًا، أن تمتلك، عبر الصراع، الرؤية الاستراتيجية الشاملة، بكل مكوناتها. وأن تمتلك، التنظيم، والطاقة المتجددة، التي تضمن لها الاستدامة، التي تبلغ أن تجعل، من الشباب، قوةً انتخابيةً رئيسةً، تسهم، عبر صندوق الاقتراع، في تشكيل صورة سودان المستقبل.

    [email protected]
                  

02-20-2019, 06:19 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عن ندوة مركز الدوحة للدراسات 18 ف� (Re: Amjad ibrahim)



    ص ع ف
    التحايا والاحترام..

    Quote: تحياتي،
    إذا قيدت هذا الجسم السياسي
    بالتزامه التام بالمبدئية الديمقراطية،
    وطرح نفسه كنموذج لترسيخها
    في بيئتنا السياسية،
    حنكون اتفقنا تماماً!


    بكل تأكيد, ويدخل ذلك من نافلة القول, قدما بقدم المحافظة على مكتسبات الثورة واهدافها ..
                  

02-20-2019, 08:05 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48786

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عن ندوة مركز الدوحة للدراسات 18 ف� (Re: محمد حيدر المشرف)

    بمناسبة مقال الأخ النور حمد الذي وضعه الأخ أمجد هذه محاضرة ممتعة للأخ عبد الله الفكي البشير في مدينة كالقاري في ذكرى الأستاذ محمود في يناير الماضي. وهي في موضوع هذا البوست تماما.محمود محمد طه ـ ذكرى تجسيد المعارف ـ نحو الثورة الكبرى والتغيير الشامل


                  

02-25-2019, 06:50 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48786

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انطباعات عن ندوة مركز الدوحة للدراسات 18 ف� (Re: Yasir Elsharif)

    سلام للجميع

    كنت أريد وضع رابط هذا المقال في مداخلتي بعاليه فوضعت الرابط الخطأ.. الآن أستدرك وأضع المقال نفسه:

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

    صراع البقاء بين السودان وعمر البشير. بقلم الأخ المسلم الموريتاني محمد مختار الشنقيطي


    06:18 AM February, 19 2019

    سودانيز اون لاين
    Yasir Elsharif-Germany
    مكتبتى
    رابط مختصر


    مدونات الجزيرة
    محمد مختار الشنقيطي
    أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان
    أوراق الربيع (43).. صراع البقاء بين السودان وعمر البشير

    في ديسبمر 2010 بعد حادثة البوعزيزي ببضعة أيام، نشرتُ مقالا على الموقع عن الوضع في اليمن بعنوان: "صراع البقاء بين اليمن وعلي عبد الله صالح"، كشفتُ فيه جوانب من حالة الانسداد في ذلك البلد العربي العريق، وانتهيتُ إلى خلاصة هي أن "الصراع الأكبر في اليمن اليوم ليس صراع التجزئة بين شمال وجنوب، أو صراع الطائفية بين سنَّة وزيدية، أو صراع القوة بين القاعدة وأميركا.. وإنما هو صراع البقاء بين اليمن وعلي عبد الله صالح".

    لم تكن الشرارة التي اندلعت في تونس قبل نشر المقال بأيام قد أسفرت عن وجهها في شكل ثورة عارمة في تونس ولا في غيرها، ولا كنتُ أتصور أن تلك الشرارة ستسري في الجسد العربي كله، بما فيه اليمن. لكن كان من الواضح لي يومها أن اليمن يسير في طريق كارثة سياسية وإنسانية.

    وأتمنى ألا أعود إلى مقالي هذا بعد ثمان سنين، ثم أجد السودان في حال مأساوي كحال اليمن اليوم، كما أتمنى ألا تكون ثمار صراع البقاء بين السودان وعمر البشير مماثلة لما تكشَّف عنه صراع البقاء بين اليمن وعلي عبد الله صالح من ثمار مريرة. وتتسم حالة عمر البشير بمفارقة غريبة في سياق الحالة العربية الراهنة: فبينما تتصدر الحركات الإسلامية ثورات الشعوب في جل البلدان العربية، وتوفر الرافعة الاجتماعية والأخلاقية لحركة التغيير في تلك البلدان، تمْسِك الحركة الإسلامية في السودان بزمام السلطة منذ نحو ثلاثة عقود.

    "
    إذا كانت وراء الانقلاب العسكري على البشير قوى الثورة المضادة العربية (السعودية والإمارات ومصر) فستكون المصيبة مضاعَفة
    "

    إن أسوأ الظلمة المستبدين –من منظور إسلامي- هو الذي يسوّغ ظلمه واستبداده بلغة إسلامية، فيظلم الأمة والملة معاً، كما يفعل الآن عمر حسن البشير اليوم. ويبدو البشير مزيجا غريبا من الجهل بالشرع الإسلامي وتجاهل التاريخ السوداني. والحقيقة أني ما رأيتُ أقلَّ فقهاً في دين الإسلام من عمر البشير، حين يطلق يد شرطته لقتل المتظاهرين السلميين بدم بارد، ثم يعتبر ذلك قصاصا شرعيا! وكأنه لا يدرك أن القصاص في شريعة الإسلام يستلزم تقديمَ اتهام ابتداءً، وتحقيقا نزيها محايداً، ثم حكما قضائيا عادلاً، لا إطلاق الرصاص العشوائي على مسلمين مسالمين.. أو حين يعزِّي السودانيين في أزمتهم الاقتصادية الحالية بأن الصحابة رضي الله عنهم اضطروا لأكل أوراق الشجر، وهو كلام صحيح، لكن سببه كان حصار المشركين، لا تحكُّم قادة سارقين.

    أما تجاهل تاريخ السودان المعاصر، فهو غفلة البشير عن أن شعب السودان هو الشعب الوحيد من بين الشعوب العربية الذي أطاح بحاكمه العسكري مرتين، لكن البشير لم يتعلم –فيما يبدو- من سقوط عبُّود والنميري رغم أنه يفترض أن يكون أحسن منهما تعليما، ولا تعلَّم من زهد سوار الذهب وكرامته، رغم ما يرفعه من شعارات الإسلام وقيمه السياسية الخالدة على مدى ثلاثة عقود، ومن هذه القيم السياسية "منْع طلب الإمارة والحرص عليها."

    وتبدو المسارات المحتملة في السودان اليوم منحصرة في أربعة مسارات:
    أولها: مسار التوافق الوطني على إجراءات انتقال سياسي سلمي بين القوى السياسية السودانية في السلطة والمعارضة، تبدأ بتخلي البشير (فعلاً لا قولاً) عن حُلم فترة رئاسية جديدة، والالتزام بالأفق الزمني الدستوري لعام 2020، ثم تشكيل ائتلاف حكومي يركز على تحسين الظروف المعيشية، وعلى بناء التوافقات السياسية والإصلاحات الدستورية، وتقليص سلطات البشير واختزالها في الجانب البروتوكولي، تمهيداً لانسحابه من المشهد السياسي بعد انتهاء فترة ولايته الحالية في العام القادم، مع إعطائه الضمانات التي تحميه من المثول أمام محكمة الجنايات الدولية مقابل تخليه عن السلطة، باعتبار إنقاذ المستقبل أهمَّ -شرعاً وعقلاً- من المحاسبة على الماضي. وهذا المسار هو أفضل المسارات في تقديري، وهو أرفقُ بالسودان وشعبه، وأخفُّ ثمنا في الدماء والأموال، لكن نجاحه يستلزم الكثير من الحكمة السياسية، وأولها تخلي البشير وبطانته عن حُلم البقاء في السلطة بعد أن أصبح الأمر مستحيلاً إلا على أشلاء السودان، وتخلِّي المعارضين السودانيين –خصوصا ذوو المنزع اليساري- عن حُلم اجتثاث الحركة الإسلامية على طريقة اجتثاث حزب البعث العراقي، فأيّ مسعى اجتثاثيٍّ ضد أي قوة سياسية أو اجتماعية سيفشَل، وسيُفشِل معه مطامح الشعب السوداني إلى التحرر من الفساد والاستبداد.

    ثانيها: مسار الانقلاب العسكري الديمقراطي من داخل بنية السلطة السودانية، على شاكلة انقلاب سوار الذهب عام 1985، يقوده ضباط الجيش الموالين للجناح الدستوري من الحركة الإسلامية السودانية الذي كان دائما يدافع عن ضرورة العودة إلى الديمقراطية في السودان. وستكون غاية هذا المسار -إن حدث- إنقاذ السودان من (ثورة الإنقاذ) بإرجاعه إلى الحكم المدني الديمقراطي، وإنقاذ الحركة الإسلامية السودانية من اللوثة الأخلاقية التي جرَّتها عليها مصادرة البشير لرصيدها الأخلاقي ورسالتها الإسلامية، واتخاذ كل ذلك مطية لحكم عسكري مستبد فاسد. وبما أن الحركة الإسلامية ذات حضور كثيف في الجيش والأمن منذ انقلاب عام 1989، وفيها طيفٌ واسع ومتنوع من الآراء الآن حول مصائر السودان ومستقبله السياسي، فإن هذا المسار ممكن وواردٌ، إذا اتسم الإسلاميون الدستوريون في السودان بالشجاعة والمبادرة وسعَة الخيال السياسي. وهو مسارٌ أسوأ من المسار الأول، وأفضل من المسارين الثالث والرابع.

    ثالثها: مسار الانقلاب العسكري الاستبدادي من داخل بنية السلطة السودانية على شاكلة انقلاب السيسي، يقوده ضباط الأمن الموالون للسعودية والإمارات ومصر، وينتهي بتنصيب نسخة سودانية من السيسي في الخرطوم، يتم من خلالها سحب السودان إلى معسكر الثورة المضادة والتطبيع والتبعية. وإذا كان لهذا المسار أن يتم فسيكون علي أيدي ضباط أمنٍ فرضتْ الإمارات والسعودية على البشير تصعيدَهم في الأعوام الأخيرة مقابل دعمهم المالي له. ولا يزال بعض هؤلاء يتصدرون المشهد الأمني والعسكري (وحتى السياسي والإعلامي) في السودان إلى اليوم، وبعضهم ممَّن اتُّهموا بارتكاب جرائم حرب في دارفور من قبل، وعُرفوا بدورهم في تصفية الجناح الدستوري في الحركة الإسلامية السوادنية الذي كان يقوده الدكتور حسن الترابي -وهو الجناح الذي كان يطمح إلى إرجاع السودان للحكم المدني منذ منتصف التسعينات- وتغليب الجناح الانقلابي المتشبث بالسلطة العسكرية وتأبيدها، وهو الجناح الذي يقوده عمر البشير وعلي عثمان طه وغيرهما. وهذا المسار الثالث ممكن وواردٌ أيضا، خصوصا إذا ساءت الحالة الاجتماعية أكثر، وتمادى البشير في قتل المتظاهرين، مما قد يدفع الشعب إلى القبول بأي بديل عنه مهما يكن سيئا.

    رابعها: مسار الانفجار الشامل، الذي يجعل السودان دولة فاشلة، ويمزق شعبه شرَّ ممزَّق، ويفتح الباب للنزعات المناطقية والقبلية للازدهار بعد أن تتخلخل بنية الدولة، وتتآكل السلطة المركزية. وهذا المسار كارثيٌّ على السودان، وعلى الجوار العربي والأفريقي، وعلى أوربا أيضا، لأنه سيزيد من فيض اللجوء والكوارث الإنسانية على الضفة الجنوبية للبحر المتوسط عبر الأراضي الليبية المتاخمة للسودان. ومن أعراض قِصَر النظر وسوء التقدير والأنانية السياسية لدى عمر البشير أنه يهدد السودانيين بهذا المسار الكارثي، ويقدِّمه بديلا وحيدا عن بقائه في السلطة، اتباعاً للمقولة الفرنسية سيئة الصيت: "مِن بعدي الطوفان" Après moi, le déluge، وهي مقولة منسوبة لملك فرنسا (لويس الخامس عشر). وقد تم تفسير هذه المقولة بمعنيين: معنى التهديد والوعيد الذي يهدد صاحبه بحلول الكوارث بالشعب إذا ثار عليه وأسقطه، ومعنى الوعد والتنبؤ بحلول تلك الكوارث بالشعب في حالة غيابه، وكأن مصائر الأمم مرتبطة بشخصه العابر.. ويبدو أن البشير مؤمن بهذه المقولة بمعنييْها السيئيْن كليهما.

    "
    إن بادرتْ الحركة الإسلامية إلى التخلص من البشير وأركان حكمه، وأرجعتْ أمر الشعب السوداني إليه دون وصاية، فيمكنها المحافظة على الحد الأدنى من ماء وجهها، ورصيدها الأخلاقي المتآكل
    "
    فإذا تأملنا المسارات الأربعة، وقارنا بينها من حيث الإمكان والتوقع، فالذي يترجح لدينا أن المسار الأول متوسط الاحتمال، رغم أنه المسار الأسلم والأحكم للسودان وأهله، لكن قد تعوقه عوائق منها: نفاذ صبر الشعب مع البشير، والضائقة المرهِقة التي يعيشها اليوم، وافتراق كلمة القوى السياسية السودانية، ثم خوف البشير من المثول أمام محكمة الجنايات الدولية، ووفرة المتملقين والمتسلقين من حوله، ممن يريدون تغيير الدستور لتأبيد حكمه.

    أما المسار الثاني والثالث (وكلاهما انقلاب عسكري لكن بدوافع متباينة) فهما راجحَا الاحتمال من الناحية العملية، بحكم طغيان الطابع العسكري على الحياة السودانية في العقود الثلاثة الماضية، والصراع المكتوم بين القوى الإسلامية في السودان والقوى الإقليمية التي تتبنى منهج الثورة المضادة. لكن تحرير السودان من انقلاب عسكري قديم بانقلاب عسكري جديد -حتى ولو كانت وراءه دوافع ديمقراطية- مخاطرة كبيرة، وهو رجوع إلى الباب الذي دخل منه البشير أصلا، وأدخل عبره السودان في نفق مظلم. أما إذا كانت وراء الانقلاب العسكري على البشير قوى الثورة المضادة العربية (السعودية والإمارات ومصر) فستكون المصيبة مضاعَفة، وسيكون البديل أسوأ من البشير، لأنه سيجمع بين سوأة القمع الداخلي والعمالة الخارجية.

    أما مسار الانفجار الشامل، فإن عبرة التاريخ السياسي السوداني الحديث تجعله مستبعَداً، حتى ولو أراد البشير تطبيقه كما طبَّقه صديقه بشار الأسد. لأن الجيش السوداني والقوى السياسية السودانية لن تترك الأمور على أعنَّـتها كما يشتهي البشير، بل ستخلِّص السودان منه حالما تبدو بوادر سيره في هذا المسار الكارثي. وقد تخلص الشعب والجيش في السودان من قادة عسكريين من قبلُ، حالما وضعوا البلاد على حافة الهاوية.

    وتبقى الحركة الإسلامية في السودان بألوانها وظلالها المختلفة –الموالية والمعارضة- هي العنصر الأهم في المعادلة السياسية السودانية، وهي المرجِّح الأكبر للخروج من حالة التأرجح والانتقال السياسي الأليم الذي بدأ الآن في السودان. ومن المفارقات أن الحركة الإسلامية في السودان هي الداء والدواء: فهي المسؤولة عن جلب عمر البشير إلى السلطة، وبالتالي عن كل المصائب السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي نتجت عن حكمه، وهي الأحسن تأهيلاً وخبرة وقدرة على تخليص السودان من عمر البشير، بحكم تحكمها في الدولة السودانية العميقة.

    فإن بادرتْ الحركة الإسلامية إلى التخلص من البشير وأركان حكمه، وأرجعتْ أمر الشعب السوداني إليه دون وصاية، فيمكنها المحافظة على الحد الأدنى من ماء وجهها، ورصيدها الأخلاقي المتآكل، وعلى مساحة لها في المستقبل السياسي السوداني. وإن لم تبادر إلى ذلك فستتحول وَقوداً لحرب أهلية تدمِّر ما بقيَ من السودان، أو تكون الضحية الأولى لاجتثاث سياسي مُريع تنفِّذه أيدٍ سودانية بقرار من صُنَّاع لعبة الأمم الدوليين، ورعاية من الثورة المضادة العربية، على نحو ما حدث للحركة الإسلامية في مصر. وفي الحالتين سيكون ذلك نهاية الحركة الإسلامية في السودان ومكتسباتها لأجيال قادمة، فلا يبقى منها سوى ظلٍّ باهت لحُلْم نبيل خذَله أصحابه يوم التطبيق وحين جَــدَّ الجِدُّ.

    وعوداً على بدء أقول عن السودان ما قتله عن اليمن منذ ثمان سنين: فالصراع الأكبر في السودان اليوم ليس الصراع الداخلي بين الإسلاميين والعلمانيين، أو الصراع الإقليمي بين الثورة والثورة المضادة، وإنما هو صراع البقاء بين السودان وعمر البشير.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de