الى ضابط الامن السابق نبيل الصادق مالك مدير مكتب أمن الحيصاحيصا عام 1994

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 12:03 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-16-2019, 11:35 AM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الى ضابط الامن السابق نبيل الصادق مالك مدير مكتب أمن الحيصاحيصا عام 1994

    11:35 AM September, 16 2019

    سودانيز اون لاين
    wadalzain-
    مكتبتى
    رابط مختصر





    بحلول هذا اليوم السادس عشر من سبتمبر 2019 ، تكون مرت 25 عاما على وفاة الشهيد عبدالمنعم رحمة تحت التعذيب في زنزانة جهاز الامن بالحيصاحيصا ، في تلك الأيام العصيبة من تاريخ السودان ، عربد الاخوان المسلمين فوق جماجم الناس ، انتفخوا صلفا وغرورا وعنجهية ، لم يكن يردعهم رادع ولا يعصمهم خلق ولا دين ولا إنسانية ، اسكرتهم السلطة وانتشوا بخمرها فكانوا يدخلون البيوت الآمنة يروعون الاسر والحرائر في خدورها ، يضربون ويبطشون غلا وفجورا لايأبهون لقانون ، فالقانون قانونهم يصنعه الأخ المسلم وفرد الامن والضابط في لحظته ويطبقه في لحظته ، ما اسهل اطلاق الرصاص على من يرغبون في ايذائه ، ما اسهل ان يقبضون الشخص ويدخلونه في مكان لا يسمع فيه احد ولا يعرف عنه احد دون تهمة ودون اى سبب ودون اى مبرر ، في تلك الأيام كان الأجواء مشحونة بهذا الصديد الآدمى الذى اشاعوه ، ما اسهل ان تتهم بأنك طابور خامس ، او تتهم بأنك ضد الشريعة التي جاءوا به ربطا لقيم السماء بالأرض ، كانت وسائل الاعلام تشحن وتعبى الناس بالاكاذيب ، الغيوم التي تظلل المجاهدين ، القرود التي تفجر الألغام ، الرؤيا التي تظهر للمجاهد تكشف له تحركات المتمردين ، الاعلام يضلل ، الخطب الحماسية تستثير في الناس الحمية الدينية للجهاد ، لا يمكنك ان تعارض وان تستهزأ بحفر ترعتى الرهد وكنانة بواسطة المحافر والمعاول والا عدوك مخالف لشرع الله ، لا يمكنك ان تعارض زيارة الرئيس الايرانى وقتها والذى وعد الوعود ومن اجله ازالوا الكنيسة من امام القصر والا ذهبوا بك الى مكان وراء الشمس ، كانوا يلتقطون الشباب من الشوارع والذهاب بهم الى المعسكرات والى محرقة الحرب ، الحرب الجهادية التي دعوا لها ، كانت الاسر مذعورة من تأخر فلذات اكبادها ومن ذهابهم للمدارس والى الأسواق والا سمعوا بهم وقد اركبوا عنوة الى الجهاد المقدس في الجنوب ، كم من شاب اخذ من السوق وهو يحمل أغراض اهله ، كان التفتيش على الناس في البصات والتفرس في الوجوه واخذ الشباب من داخل البصات ، في تلك الأيام تم تعيين مقرر حقوق الانسان كاسبرو بيرو والذى اصدر تقريرا صادما عن حالة حقوق الانسان في السودان ، قرى بأكملها في جبال النوبة تم حرقها بأهلها داخلها ولا ينجوا طفل ولا امرأة ، كانت محاكم الطوارئ العسكرية تعمل مثل الساعة ، شكلوها من عساكر السجون والقوات المسلحة والشرطة في خيم بالأسواق ، كانت تحكم في كل شيء ، في الإيجارات ، في الخمور ، في الشيكات ، الداخل اليها مفقود مفقود ، في هذا الزمن بدات تغيير أسماء المحلات لتوافق فقه الحاكمين وبدأ من أراد ان يلحق بركبهم في تركيب اللحى وغرة الصلاة من أرادها انتهازية فقد فعلها ومن أرادها تقية فعلها ، واطلق عليها الجمع الشعبى " دعونى أعيش " ، تلك كانت مرحلة الخوف الذى تفشى ، زرعوا الجواسيس في قريبك وجارك وزميلك ، ارسلوا ناسهم الى ايران للتدرب والتعلم على القتل والقمع والسحل والفتك بالمعارضين ، والمختلفين في الرأي ، وعلى كيفية التحسس والتجسس ، وعلى امتلاك أدوات التجسس والتحسس والتنصت .
    في هذا الجو الزنخ كان هناك رجال ونساء لا يخافون في الحق لومة لائم ، لم تلن لهم قناة ، ولم تنثن لهم عزيمة في مقاومة الطغيان وكسر شوكته ، من هؤلاء الشهيد عبدالمنعم رحمة ، عامل من غمار الناس الا انه له مبادئ وقيم عصمته عن السكوت وعن الانحناء ، فصار يقاوم بطريقته ما استطاع الى ذلك سبيلا ، فرصدته عيون الضباع الجائعة والوحشية ، فتسللوا الى بيته في ودمدنى ليلا ، عصابة من المجرمين مدججين بالأسلحة ورتل من العربات وهو نائم بين اطفاله وزوجته ، تسوروا المنزل واخذوا عنوة وظلما وهو الاعزل الا من فكره ، اخذوه الى زنازينهم بودمدنى بالقرب من مبانى مائة وأربعة عشر وهناك صاروا يتناوبون عليه مثل الوحوش الكاسرة تعذيبا واهانة ، كان مدير الامن بودمدنى وقتها شخص اسمه هجو يعقوب ، شخص احقر من بعرة بعير في قارعة الطريق لكنه دموى ، يأخذون عبدالمنعم ليلا ويعذبونه حتى تقرح ظهره ويحضرونه الى الزنزانة منهك ، لكنه كان قوى العزيمة ، يحضر ويرفع من معنويات من كانوا معه بالغناء الثورى ، ولما لم يجدوا الى عزيمته مخرجا قاموا بترحيله ليلا وسلموه الى كلاب ووحوش الامن بالحيصاحيصا ، كان مدير وحدة الامن وقتها نبيل الصادق مالك الذى يعمل حاليا الأمين العام لمجلس المحاسبة والمراجعة بالخرطوم ومقره شارع التجانى الماحى بالقرب من جريدة السودانى ، كان يعمل معه وقتها من الافراد زمرة قميئة من كلاب الامن اختيروا بعناية من شرار الناس ، مشروخى النفوس ، منهم صديق عبدالمطلب من قرية المناصير ، وصديق يوسف من قرية الطالباب ، وحسن من قرية دلوت ، وكثر آخرون مثل جمال ود حلوة من الحيصاحيصا ، هنا بالحيصا حيصا تناوبوا عليه بالتعذيب حتى فاضت روحه الطاهرة ، وهنا اسقط في يدهم ،وبذاك الليل تم ترحيل جثمانه الى ودمدنى ، ووضع في مكاتب الامن بودمدنى ، ثم تم اخطار حسن عبدالعزيز الذى كان مسؤولا في وزارة الأوقاف بودمدنى وله برنامج دينى في التلفزيون ، طلبوا منه ان يخبر اهله في حى القبة بودمدنى ، وهناك ذهب وقابل عمه الخليفة وابلغه بوفاة ابنهم متأثرا بالملاريا ( كذبا ونفاقا وبهتانا ) ، عرفت مدينة ودمدنى بالخبر ، فخرجت عن بكرة ابيها تحمل الجثمان وتنادى بالقصاص ، كان وقتها حاكم الجزيرة الدكتور إبراهيم عبيدالله الذى انحنى للعاصفة ، وطلب من القوات النظامية بعدم التصدي لها ، ولكنه اذا فعل غير ذلك لصاب مدنى كلها حريق ثورة الغضب ، عند غسيل الجثمان ، كانت ىثار التعذيب والضرب والكدمات ظاهرة على الجسد ، بالضغط من اسرته ومن اصدقاءه وزملاءه ورفاقه تكونت لجنة تحقيق مبدءيه للتعرف على الجناة ومن ثم فتح البلاغ ، تم التحرى المبدئى وتم التعرف على الجناة من افراد الامن ، ولكن بالطبع وقتها كان لكى تفتح بلاغ في اى فرد من الامن لابد ان تطلب رفع الحصانة منه والا لن تسير الإجراءات قيد انملة ،، تم طلب رفع الحصانة ,, وها نحن في العام 2019 ومنذ ذلك التاريخ 1994 وحتى اليوم لم يتم رفع الحصانة ولم تتحقق العدالة ، فهل يضيع عبدالمنعم هدرا ويمرح قاتلوه ويفلتون من العقاب ؟
    ________________________________
    ظللت اكتب الرسالة ادناه سنويا في هذا التوقيت من السنة ، عل ضابط الامن هذا يصحوا ضميره ، او اى احد من شاركوا في هذه الجريمة ان يصحوا ضميره ، وان يقرأ هذه الرسالة اهاليهم ، اسرهم ، معارفهم ، اصدقاءهم ، جيرانهم في السكن ، زملاءهم في العمل ، وان ينظروا في عيونهم ويحدقوا فيهم بعيون ملأها الاتهام .
    -----------------------------------------------------------------------------------------------------------
    الى ضابط الامن السابق نبيل الصادق مدير مكتب أمن الحيصاحيصا عام 1994

    تمر هذه الايام وفى هذا الشهر الذكرى الخامسة و العشرين لاستشهاد الشهيد عبدالمنعم رحمة داخل زنزانة من زنزاناتكم وكنت أنت آنذاك على رأس مجموعة أفراد ألأمن العاملين فى هذا المكتب ، سقط عبدالمنعم بعد أن مورس عليه أبشع أنواع التعذيب الوحشى وكان أعزلا مجردا من الحول والقوة وكان قتلته الجبناء تقطر اظافرهم وأنيابهم دما ، كان صموده البطولى بوجه أساليب التعذيب الوحشية فى مدينة ودمدنى قد أصاب جلاديه من جلاوزة القتل بالهستيريا مما استدعى لنقله على وجه السرعة لمكتبكم وأقبية زنازينكم بالحيصاحيصا ، لماذا ؟ هل ترى صدر قرار بتصفيته بعيدا عن منطقة اهله وعشيرته واختاروكم انتم لتكونوا أداة التنفيذ ؟ لم يثنه هذا الانتقال عن مواقفه وصموده فقد ظل صامدا عنيدا شجاعا بمواقفه ومبادئه وفضل الموت والشهادة تحت التعذيب ليظل شعلة تنير طريق المناضلين الشرفاء وليشكل الهاما فى العمل من أجل الديمقراطية والتقدم الاجتماعى والعدالة
    أتمنى أن تكون بعد أن مرت عليك هذه السنين وقد جرت مياه كثيرة تحت الجسر أن تكون راجعت مواقفك وأفعالك ، وأتمنى أن يستيقظ ضميرك على ألاقل فى هذه الايام ويتمثل لك فى صحوك ومنامك الجسد النبيل للشهيد عبدالمنعم وهو مسجى داخل زنزانتك وقد فارقت جسده آخر آهة وآخر نفس استنشقه الجسد المتعب المكدود ، هل تشعر بالذنب ؟ الم تفكر لمرة واحدة كيف ولماذا سلبتم روح هذا الانسان ؟ هل تستطيع أن تنظر فى عيون أبنائه الذين كبروا حاليا وعند استشهاده كانوا اطفالا زغب الحواصل تيتموا دون ذنب جنوه ودون ذنب جناه والدهم وترملت زوجته دون ذنب جنته ودون ذنب جناه زوجها ، والام المكلومة جاءها ابنها جثة هامدة فقدت فلذة كبدها ولم تجد حتى الآن من يقول لها من جانبكم السبب الذى من أجله حرمتوه الحياة ، لم يكن يحمل سلاحا ولم يؤذى أحدا فى حياته ، أنت تنعم بالحياة الهانئة وفى كنفك أبناءك وأبناء الشهيد عبدالمنعم اختطفت الضحكات من افواهههم وانتزع الفرح من قلوبهم ، اننى أتساءل ما هى المعايير التى تم بها اختياركم أنتم بالذات لتقوموا بهذه الاعمال ؟ هل انتزعت الرحمة والانسانية من قلوبكم ؟ هل تملكون نسبة كبيرة من مفارقتكم لعرف وتقاليد ألاهل ؟ أنتم فصبلة نادرة اختاركم النظام لنشر الرعب والخوف والتنكيل ثم بعد ذلك أستغرب كيف تمشون بين الناس ؟ وكيف تقبلون أطفالكم ؟ وتحادثون زوجاتكم وتضعون أقنعة الرقة والحنان ؟ أنتم لا تقرأون التاريخ ولا تعرفون شيئا عن مواثيق حقوق الانسان واذا عرفتوها دستم عليها بأقدامكم وأحذيتكم الغليظة .هل تستمعون بالسادية ؟ ما هى مقاييس الرجولة والشرف عندكم ؟هل من الرجولة ان يتحلق الرجال حول رجل أسير واعزل فيشبعوه ضربا وركلا حتى الموت ؟هل تستمتعون بتهشيم العظام لأسراكم المجردين من أى قوة وأى غطاء قانونى سوى قوة عزمهم وايمانهم بقضيتهم وقضية شعبهم ؟ أنت تعرف أن قتلة عبدالمنعم هم أحط وأخس نماذج من البشرية وأن عبدالمنعم كان من أنبل النماذج البشرية
    فتى مات بين الطعن والضرب ميتة
    يقوم مقام النصر إن فاتـه النصـر
    تردى ثياب الموت حمراً فما دجـى
    له الليل إلا وهي من سُندسٍ خضـرُ
    مضى طاهر الأثواب لم يبق روضةً
    غداة ثوى إلا اشتهـت أنّهـا قبـر
    كان شريانه ينبض بحب الناس والشمس وقلبه مطبوع على لسانه وصدره مسكون بهاجس الكادحين ويداه تفيضان بندى المسؤولية ، ما أهون أن يموت الجسد ويعيش الموقف والمبدأ والاختيار الحر النبيل ،.
    أنت تعرف لقد عربدت من فوقه الوحوش الآدمية المستهينة بكرامة الانسان وحياته ولم يستطيعوا أن يزحزحوه عن مبادئه قيد أنملة وهو اذا كانت البطولة كاللواء المخضب بالدماء ستنتصب عالية فوق رؤوس جلاديه ، ساح دمه الزكى وشهد نياشين الشرف التى تتزاحم فوق وجهه كما شهد اكليل الغار الذى أحاط بوجهه رغم برودة الموت . وانتم اصابكم الفزع آنذاك وصرتم تبحثون فى المخارج والسبل ، كانت الحيصاحيصا ليلتئذ صامتة ومرت عليها سحابة حزن ونعق غراب الشؤم من مكاتبكم المواجهة للنهر ، وفى جنح الظلام دبرتم التقارير الطبية المزيفة واستعنتم بمن لا يخاف الله ومنعدمى الضمير لكتابة التقرير ومن يحمل الخبر والجثمان لذويه فى ودمدنى حى القبة .
    اننى اخاطبك اليوم وعلى ملأ متوسما أن يكون قد عاد اليك رشدك خاصة بعدما عرفت انك تركت الجهاز ( على الأقل كما هو ظاهر ، ان لم تكن تعمل متخفيا في وظيفتك الجديدة ) .اتمنى ان يصحوا ضميرك لتقول الحقيقة كاملة وان تطهر عقلك وقلبك وضميرك من هذا الفعل ، هل تنتابك كوابيس آخر الليل ، لقد كانت تنتاب راسكولينكوف بطل رواية الجريمة والعقاب لدستوفسكى الهواجس والكوابيس بعد جريمة القتل وكان يعانى من الحيرة والقلق وتأنيب الضمير والتمزق الداخلى وكان يعانى من نوبات حمى وهذيان بالاضافة الى الأزمات النفسية التي هزت كيانه وقادته في النهاية الى الاعتراف ، أن تأتى متأخرا خير من ألا تأتى أصلا .
    أتمنى ألا تأخذك العزة بالخطأ والاثم واعلم ان هناك كثير من الناس من الطغاة الصغار والكبار مارسوا القتل والتنكيل بالنصل والنار والفكرة المتعصبة والخديعة من الذى يتذكرهم منذ بدء الخليقة ؟ فى نهاية ألامر اصبحوا عظاما نخرة وعليهم لعنات آلاف البشر ، تدربوا على الدم وتجردوا من كل المشاعر الانسانية ، وانت تعرف أن قضايا التعذيب لا تسقط بالتقادم مهما دبج الطغاة قوانينهم سوف يأتى اليوم للمثول أمام العدالة ، لا سبيل الى الافلات من العدالة , لا تخدع نفسك أو يخدعوك بالحصانات ، ثم قل لى اذا فلت من عدالة القانون المعيب كيف لك أن تنجوا من عذاب الضمير ؟ أم أن من أولى أوليات تدريبكم أن تنزعوا ضميركم وتلقوا به فى اول سلة مهملات ؟ وتصيرون بلا ضمير ولكن هيهات ، نحن يمكن أن نغفر ولكننا لــن ننــسى كــما قال ما نديلا بشرط ذكر الحقيقة كاملة وطلب الغفران من ذوى الضحايا .
    أنت تعرف جيدا فى مثل هذه الايام صعدت روح الشهيد عبدالمنعم الى بارئها وهو بين ايديكم بعد أن خرجت كل الهمجية المخبأة دفعة واحدة مثل القيح الذى كان ينام طويلا تحت الجلد ، كان قتل عبدالمنعم داخل زنزانته قتل اختزل دفعة واحدة كل البشاعات والجنازات ، كانت واقعة لم يستطع ان يستوعبها الناس آنذاك ولا يمكن فهمها الى البشر البشر دون ان يفقدوا عقولهم ورزانتهم ، لذلك خرجت ودمدنى كلها فى ذلك اليوم تحمل الجثمان مما جعل سلطاتكم تنحنى للعاصفة التى كانت سوف تدمر كل شىء اذا تمت مقاومتها مما جعل دكتور ابراهيم عبيدالله وكان واليا لودمدنى ان يستكين داخل مكتبه . ذهب ابراهيم عبيدالله الى بارئه لمحاسبته وبقيتم انتم لعذاب الضمير فى الدنيا والهواجس والكوابيس ، ماذا كنتم ترغبون فى تلك الايام ؟ هل كنتم ترغبون ان تقتلوا كل الناس وتحكمون الرماد ؟ وعندما لا تجدون ما تقتلونه تلفتون لبعضكم البعض وتتآكلون هكذا هم القتلة دوما لا قضية لهم الا التأويل والدم ، الذى يملك السلطان يملك حق التأويل . وهذا ما حدث بعد مفاصلتكم التى جعلتكم تأكلون بعضكم البعض ، فى تلك الايام احكمتم قبضتكم على الناس بالحديد والنار والذهن المنغلق ، لكم فى كل مدينة او قرية امهات مثكولات وارامل وكهول لم ينفعهم عمرهم من كرابيجكم ورجال ونساء اورثتموهم الضغط والسكرى والجلطات ، تعب القلب ، شباب شابوا فى القبور والزنازين ، حبيبات انتظرن أحبة لن يعودوا ابدا ، احلام كثيرة اغتلتموها ، كتب مصادرة ، لكم فى الشتاء أضلع تتقلص تحت سياط القر ، وفى الصيف دماء تنزف من فوق عرق الحر ، لكم مخبولون أفقدتموهم عقولهم ، شوهتم اجساد وتركتم على اجساد كثيرة ندوب وعلى كل خاصرة ارث لسوط وعصا وعلى كل خد أثر للطمة لا زالت ترن فى الاذن ، هل هذا ما يعجبكم ويجعل الدماء تجرى فى عروقكم .
    لا تعتقد أن الناس قد نست وتناست ، لا زال نشيد ضحايكم يصدح ولا زالت قصائد هجاءكم تكتب ، لا زلتم حديث العلن ومادة الصباح وفى الخفية والظلمات .
    هل تملك الشجاعة لتحكى او تكتب أم تخاف من زملاءك ورفاق افعالكم ومن نفسك الامارة بالسوء ؟ هل ما زالت انوفكم تستنشق رائحة الكراهية للناس ؟ وللافكار الاخرى والآراء الاخرى ؟ هل ما زلت فى الفئة المعاندة والظالمة ام علمتك الايام والتاريخ ؟

    هل تذكر تلك الليلة ؟ هل تذكرها جيدا ؟ هل ما زالت صورة الشهيد عبدالمنعم منطبعة داخل عقلك وخيالك ؟

    مضى عبدالمنعم

    آثر أن يمضى ولا يترك عارا
    ترك العمر لمن يكمله نبلا وثارا
    ترك الحب لمن يحمله نورا ونارا
    كان فى ظلمة جلاديه عملاقا منارا
    يلفظ الانفاس تحتج وتمتد شرارا
    وتمادت قبضة البطش عذابا وحصارا
    ورأوه يرفع الروح وقد فاضت شعارا

    مضى عبدالمتعم

    صار سنبلة قمح ناضجة بالرواء والدماء ، صار عطرا اتحد بالشمس والهواء وتغلغل فى الروح والدماء ، تضحياته لم تذهب هباء ، كل عظم تحطم ، كل نبض انتفض كلها ساهمت وتساهم فى تحولات الوطن .

    وقفت وما في الموت شك لواقف............... كأنك في جفن الردى وهو نائم

    عليك ان تعرف انه لا سبيل ابدا للنسيان ، لا تعولوا على فقداننا الذاكرة ، سنرضع هذا التاريخ للأطفال والاجيال القادمة ، لا سبيل ابدا لكل طاغية او جلاد او مارس تعذيب للبشر ان ينام هانئا وان كل من تلطخت يداه بدماء الانسانية عليه أن يغتسل بالاعتراف وطلب الصفح والعدالة والا سوف تظل تطارده الكوابيس فى صبحه ومساءه ليله ونهاره وسوف يطارده الضحايا فى كل وقت وبأى منعرج من منعرجات الحياة ، سوف تظل الاسماء محفورة فى الذاكرة وفى الاوراق وفى الاجهزة الالكترونية ، سوف ننغص عليه فى بيته وفى مجتمعه وفى مكان عمله وفى حله وترحاله ، سوف يعتقد أن كل شخصين يتهامسان يتحدثان عنه ، سوف يعتقد ان كل تقطيبة وجه تعنيه ، سوف يعرف أبناءه عاجلا او آجلا وسوف يقرأ التساؤل فى أعينهم لماذا ؟ وسوف يرون يداه تقطر دما وهو يصافحهم ويعانقهم ، وفى اللحظة التى تنزع فيها الروح للخروج سوف يشتاق للغفران وسوف يبحث عن الضحايا وذويهم ولن يجدهم .

    أتمنى أن تبلغك رسالتى هذه وقد استيقظ ضميرك وأن تكشف كل الحقيقة لا غير الحقيقة وان تكشف كل من ساهم وشارك وحرض فى تعذيب وقتل الشهيد عبدالمنعم بحكم مسؤوليتك فى قيادة مكتب الامن آنذاك بالحيصاحيصا ، ولتعلم أن كثير من الشهود ما زالوا أحياء وما زالت وقائع تلك الايام محفورة فى الذاكرة .































                  

09-16-2019, 01:21 PM

مرتضي عبد الجليل
<aمرتضي عبد الجليل
تاريخ التسجيل: 10-04-2010
مجموع المشاركات: 3097

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى ضابط الامن السابق نبيل الصادق مالك مد (Re: wadalzain)

    ya wadezain,salam
    it's high time to go back to khartoum or Hasahisa and lodge an official court proceedings against this criminal
    !I know the need for writing now, but we need to be more practical and tactful before they escape to turkey
                  

09-17-2019, 06:07 AM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى ضابط الامن السابق نبيل الصادق مالك مد (Re: مرتضي عبد الجليل)



    thanks Murtada
    I assure you there are people acting now on this issue

    regards
                  

09-17-2019, 06:19 AM

Al Sunda
<aAl Sunda
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 1854

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى ضابط الامن السابق نبيل الصادق مالك مد (Re: wadalzain)

    هنالك ارشيف كامل لهكذا بوستات
    ومن حق الكل البدء في اجراءات ضد ممارسات ذلك الجهاز
    بكل اسف الاستناد الى سابقة حل جهاز امن مايو في القرار بعدم حل الجهاز الحالي هو عين الخطأ
    فجهاز امن مايو كان على الاقل قوميا وبدرجة اقل امنا للنظام اما الجهاز الحالي فهو جهاز لامن النظام 100% وبإمتياز حسب تجربة السنوات ال 30
    وعليه فان قرار استمراره له تأثير على الثورة على المدى الطويل
                  

09-19-2019, 07:06 AM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى ضابط الامن السابق نبيل الصادق مالك مد (Re: Al Sunda)


    فوق لمزيد الاطلاع
                  

09-19-2019, 08:13 AM

محمد بدرالدين
<aمحمد بدرالدين
تاريخ التسجيل: 01-15-2018
مجموع المشاركات: 2185

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى ضابط الامن السابق نبيل الصادق مالك مد (Re: wadalzain)

    بارك الله فيك ود الزين
    و تقبله الله شهيدا .. و كذا كل شهدائنا
    ..
    الان يجب رفع القضية او متابعة البلاغ المفتوح اصلا
    و الحمد لله اؤلياء الدم (اولاده) ربنا يحفظهم بيكونو كبروا و فوق السن القانونية
    عليهم متابعة القضية حتى ياخذو حقهم كاملا غير منقوص
    و علينا جميعا محاصرة القتلة و تقديمهم للمحاكمات
    و اهلنا قالو قاتل الروح ما بيرتاح
    القصاص آت لا ريب
    و المجد و الخلود لشهدائنا الابرار .. و الخزى و العار و الويل للقتلة الاشرار
    ..
    تقديرى و احترامى
                  

09-19-2019, 08:00 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20360

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى ضابط الامن السابق نبيل الصادق مالك مد (Re: wadalzain)


    أذكر, في العام 94, استمعت لقصيدة شعرية تستحق ان تعلق في أستار الثورة السودانية ..
    القاها على مسامعها شاعرها ويدعى سيف الدولة
    وكان يصف فيها جريمة القتل البشعة التي تعرض لها الشهيد منعم رحمه. ويحكي عن الشهيد جميل نضاله وذلك الثبات الاسطوري.

    لم التق الشاعر من بعد ذلك يا ودالزين ..

    ليتنا نبحث عن ذلك النص ..
    ونحيي تلك السيرة النضالية و .. نقتص
                  

09-21-2019, 02:40 PM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى ضابط الامن السابق نبيل الصادق مالك مد (Re: محمد حيدر المشرف)

    فوق
                  

09-23-2019, 01:15 PM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى ضابط الامن السابق نبيل الصادق مالك مد (Re: wadalzain)


    حتى تتحقق العدالة
                  

09-24-2019, 03:05 AM

النذير حجازي
<aالنذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى ضابط الامن السابق نبيل الصادق مالك مد (Re: wadalzain)

    فوووق
                  

09-24-2019, 03:41 AM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى ضابط الامن السابق نبيل الصادق مالك مد (Re: النذير حجازي)

    مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ
    مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ
    فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا
    النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ
    إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ
                  

09-24-2019, 05:37 AM

عبدالمنعم الطيب حسن
<aعبدالمنعم الطيب حسن
تاريخ التسجيل: 11-15-2012
مجموع المشاركات: 4485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى ضابط الامن السابق نبيل الصادق مالك مد (Re: دفع الله ود الأصيل)

    Up
                  

09-26-2019, 06:13 AM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى ضابط الامن السابق نبيل الصادق مالك مد (Re: عبدالمنعم الطيب حسن)


    لا تصالح وان منحوك الذهب
                  

09-26-2019, 09:26 AM

محمد بدرالدين
<aمحمد بدرالدين
تاريخ التسجيل: 01-15-2018
مجموع المشاركات: 2185

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى ضابط الامن السابق نبيل الصادق مالك مد (Re: wadalzain)

    بعد تعيين النائب العام
    يجب رفع الشكاوى و تحريك القضايا المفتوحة
    ...
    العدل لشهدائنا الابرار
    و فضح و محاكمة الجناة واجب وطنى
    و ان تقاعس عنه اولياء الدم
    ليعلم المستهترون و القتلة حرمة النفس و مدى شناعة و فظاعة الجرم الذى ارتكبوه
    و لتكون عبرة و عظة
    و لنقطع دابر الذين يستبحون الدم حتى ف هذا العهد الدمقراطى
    ..
    و المجد و الخلود لشهدائنا الاحباب
                  

09-28-2019, 04:46 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48828

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى ضابط الامن السابق نبيل الصادق مالك مد (Re: wadalzain)

    فوق
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de