البرجوازية الصغيرة بين نقد الحزب الشيوعي وتكتيك التفاوض والدفاع عن الغُرف المُغلقة

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 04:49 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-14-2019, 02:13 PM

عبد الله حسين

تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 3827

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
البرجوازية الصغيرة بين نقد الحزب الشيوعي وتكتيك التفاوض والدفاع عن الغُرف المُغلقة

    02:13 PM July, 14 2019

    سودانيز اون لاين
    عبد الله حسين-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    البرجوازية الصغيرة بين نقد الحزب الشيوعي وتكتيك التفاوض والدفاع عن الغُرف المُغلقة


    كلما أصدر الحزب الشيوعي بيان أو تصريح بشأن قضية من قضايا الساعة، تتكالب عليه البرجوازية الصغيرة التي تملأ الأسافير صراخاً وزعيقاً، مستنكرة ومنددة بموقف الحزب تحت مزاعم ودعاوى مختلفة يمكن تلخيصها في أن بيانات الحزب تضر بوحدة قوى الحرية والتغيير وأن المجلس العسكري الانقلابي الجنجويدي المجرم ربما يستغل ذلك لصالحه، والرد البسيط والمباشر على هؤلاء هو أن الحزب الشيوعي حزب مستقل، ظل منذ تأسيسه قبل سبعين عاماً وسيظل يصدر البيانات والتصريحات في مختلف القضايا من منابره الحزبية بشأن جميع القضايا الوطنية والعالمية، سواء كان منضوي في تحالف أو وحيداً في الساحة، شاء من شاء وأبى من أبى والماعاجبو يشرب من البحر المالح، كما أن الأهم هو وحدة الشعب السوداني على الأرض وليس وحدة قوى الحرية والتغيير، فعند اندلاع ثورة ديسمبر العظيمة في التاسع عشر من ديسمبر لم تكن المعارضة موحدة ولم تكن هناك قوى اسمها قوى الحرية والتغيير، حيث كانت قوى نداء السودان قد يئست من كل عمل جماهيري وفقدت أي أمل في الشعب السوداني وهرولت إلى أديس أبابا لمواصلة مفاوضاتها مع نظام الإنقاذ المُباد عبر آلية الهبوط الناعم المُسماة بالآلية الأفريقية تبع الفاسد أمبيكي، وبقيت قوى الإجماع الوطني، وفي قلبها الحزب الشيوعي، وحيدة في الداخل تقاتل نظام الإنقاذ على الأرض وترفع شعار إسقاطه عبر الانتفاضة الشعبية والذي تحقق في ثورة ديسمبر العظيمة، بينما عادت قوى نداء السودان وغيرت مواقفها 180 درجة وهرولت للحاق بباذار الثورة دون تقديم أي نقد لمواقفها السياسية السابقة، بل وهرعت إلى تقديم نفسها وكأنها صانعة ثورة ديسمبر العظيمة، وظلت منذ ذلك الوقت تتهافت كلما رأت مايك في منبر إعلامي أو جماهيري، لتلميع نفسها وتقديمها في مظهر بطولي زائف وكاذب. إذن نخلص من هذه الحقائق الصلدة الصلبة التي لا تقبل الدحض، أن الثورة مستمرة سواء كانت قوى الحرية والتغيير موجودة أو غير موجودة، والمهم هو أن يتخذ الحزب أو التحالف المحدد الموقف التاريخي الصحيح المُنحاز للجماهير، وليس تغييب إرادتها في غُرف التفاوض المُغلقة.
    الجانب الآخر الذي يفضح جهل البرجوازية الصغيرة الذي تعرض به في الأسافير هو عدم معرفتها بتاكتيكات المفاوضات، سواء كان هذا التكتيك مبني على خُطة مُحكمة أو نابع من الحس السليم والتقدير السياسي الصحيح، فمن أهم تاكتيكات التفاوض المعروفة هو رفع سقف المطالب إلى أعلى درجة، حتى إذا ما أُجبرت على تقديم تنازلات أثناء المفاوضات أن يكون التنازل في مستوى الحد الأدنى الذي وضعته لنفسك بشكل مُسبق، وهذا عكس ما تفعله بعض القوى داخل " الحرية والتغيير"، بحيث تقدم التنازلات تلو التنازلات حتى قبل بداية التفاوض، مثل القول بأنها لا تمانع أن يكون رئيس مجلس السيادة عسكرياً، التكتيك الثاني هو تقديم الحُجج المُقنعة، مثل لماذا نريد مجلس سيادة مدني، والإجابة هي لأن الثورة اندلعت وقدمت مئات الشهداء من أجل حكم مدني وليس لاستبدال عسكر بعسكر، كما أن وجود عساكر في السلطة يفتح الباب واسعاً لفرض عقوبات من الإتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي، وأن الرد على حُجة الخصم التي ساقها لتبرير تمسكه برئاسة وأغلبية مجلس السيادة هو أن وجود أعضاء المجلس العسكري شخصياً ليس مهم لحماية الثورة وتأمين الفترة الانتقالية، وأن كثير من الشرفاء من العسكريين داخل القوات المسلحة وخارجها يمكنهم حماية الثورة وتأمين الفترة الانتقالية، والتكتيك الثالث هو وضع الشروط المُسبقة، مثل وضع شروط منطقية قبل عملية التفاوض كالمطالبة بإطلاق المعتقلين السياسيين وغيرها من الشروط، وهو ما نجحت فيه لحد ما قوى الحرية والتغيير، التكتيك الرابع هو ممارسة الضغط والتهديد، وهو إعلام الخصم بشكل صريح بأنه في حالة فشل التفاوض فإن جميع الخيارات مفتوحة، مثل القول بأن الحكم أولاً وأخيراً للشعب الذي سيعلن الإضراب العام والعصيان المدني ويخرج في مسيرات مليونية لتقتلع النظام من جذوره، وذلك عكس ما يفعله حزب الأمة تحديداً، بالوقوف ضد العصيان المدني أو الخروج في مليونيات. هذه بعض تاكتيكات التفاوض المعروفة عالمياً، والتي نجح الحزب الشيوعي وتجمع المهنيين في تبنيها بشكل ناجح تماماً خلال الفترة الماضية، سواء كان هذا التبني مستنداً على خُطة مُحكمة أو نابعاً من الحس السليم والتقدير السياسي الصحيح، فقد رأينا أعلى سقف للمطالب هو الذي طرحه الحزب الشيوعي وتجمع المهنيين، وأيضاً تبنيهما لتكتيك ممارسة الضغط التي نجحت نجاحاً منقطع النظير في الثلاثين من يونيو، بخروج الملايين من جماهير الشعب السوداني، والتي أرعبت المجلس الانقلابي وأجبرته إلى العودة مائدة التفاوض.
    خلاصة القول هي أن البرجوازية الصغيرة، تلك التي تعرض بجهلها في الأسافير، وتتهافت على نقد الحزب الشيوعي وتسجن نفسها في موقف ردود الفعل، في انتظار بيانات الحزب الشيوعي، لتسقط عليه سايكلوجية فشلها المزمن، بدلاً من ممارسة الفعل وأخذ زمام المُبادرة والسعي إلى تخطي الحزب الشيوعي عملياً بالنزول من أبراجها العاجية الإسفيرية إلى الأرض وإقناع الجماهير بطرحها، تسعي إلى سجن المفاوضات في الغرف المغلقة وتغييب جماهير الشعب السوداني صاحبة الحق، وتجريم الحزب الشيوعي وشيطنته، بسبب من عداء مرضي مستحكم لا علاج له، عوضاً عن تصويب سهام نقدها على تلك القوى داخل " الحرية والتغيير "، التي تنزل بسقوف التفاوض إلى أدنى حد، مما يُغري المجلس الانقلابي للضغط للحصول على مزيد من التنازلات. ستظل البرجوازية الصغيرة الإسفيرية أسيرة عداءها المرضي للحزب الشيوعي لزمن طويل قادم، إذ أن مشاعر الحب والكره نابعة من العاطفة وليس من العقل، فتناول القضايا السياسية وإبداء الرأي فيها تحتاج إلى إعمال العقل بدل تحكيم العاطفة، بالنظر إلى مضمون تلك القضايا بدلاً من الجهة التي تصدرها، سواء كان الحزب الشيوعي أو غيره، وهو ما تفتقر إليه البرجوازية الصغيرة الإسفيرية.








                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de