الإساءة للآخرين في ضوء المعالجة القرآنية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 02:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-01-2020, 06:42 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإساءة للآخرين في ضوء المعالجة القرآنية

    05:42 PM February, 01 2020

    سودانيز اون لاين
    سيف اليزل برعي البدوي-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    لم يزل خلق الله منذ النشأة الأولى مختلفين فيما بينهم أعراقا وقبائل وإثنيات؛ ومن ثم نزعات وتوجهات وأفكارا، وقد نبهت نصوص الوحي المحفوظ إلى سرمدية هذا الاختلاف وأنه من السنن الكونية التي غرسها الله في نفوس ساكنة هذه الدار الدنيا؛ فهم لن يزالوا مختلفين حتى ينتقلوا إلى دار الفصل والجزاء؛ قال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} [هود: 118، 119]، إذا فالخلق وجميع أمم العالم لن تتوحد أفكارهم مهما بذلنا السبيل لذلك لأن الإرادة الإلهية لم تشأ ذلك بل جعلت الخلق ممتدين في هذه الدار على سماطين ومتفرقين على نجدين طريق للخير وأخرى للشر، وستقوم الساعة عندما يتمحض الشر في الدنيا ولا يبقى فيها إلا شرار الناس يتهارجون تهارج الحُمُر كما دلت على ذلك نصوص السنة النبوية المطهرة .

    لكن مع ذلك فالخلق على اختلاف مشاربهم مضطرون إلى التعامل مع بعضهم البعض ومحتاجون إلى إعانة بعضهم بعضا، ليَلْتئم قِوام العالَم، لأجل ذلك كان لا بد من دساتير عامة تحكم التعاملات بين الناس جميعا مسلمهم وكافرهم فاسقهم ومهتديهم وإذا ما تلمسنا منهج الإسلام في ضبط التعاملات التي تتعلق بالآخر - مهما كان حجم الاختلاف معه - فسنجد أنها كانت إرشادات حكيمة في غاية النبل والرقي؛ تكبح الجماح عن التسلط والاستبداد على حرمات الغير أو الإساءة إلى معتقداتهم وإن لم تكن مقدسة في المنظور الإسلامي، كل ذلك جاء مسطورا في نصوص محكمة من الوحيين الكتاب والسنة؛ نستعرض في الأسطر التالية قراءة تحليلية لنماذج من هذه النصوص التي ترسم حدود المعالجة الإسلامية لنزوة الاعتداء والإساءة إلى الآخرين المكبوتة في نزعات النفس البشرية:

    قال الله تعالى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 108] .
    تضمنت هذه الآية الكريمة نهي للمسلمين عن سبّ معبودات المشركين وعقائدهم، وتنبيه إلى أن هذا قد يحملهم على المقابلة فيسبون الله تعالى بغيا وجهلا واندفاعا في العصبية والحمية الجاهلية، وتقرير بأن الله تعالى قد جبل الناس على طبيعة استحسان ما يعملون أو أن من مقتضى النظام الذي أقام الله عليه الاجتماع البشري أن يستحسن الناس ما يعملون، وأن مرد الجميع إليه حيث ينبئهم بما عملوا ويوفيهم عليه بما استحقوا.
    وهنا مبدأ آخر – بعد مبدأ عدم جواز سب عقيدة الآخر – يعتبر من مبادئ الاجتماع الإنساني وهو أن الله قد زين لكل جماعة اجتمعت على حق أو باطل عملهم من خير أو شر ومن ثم فإنهم حساسون تجاه المساس بمقدساتهم أو تحقيرها فليس من الحكمة مهاجمتها أو الإساءة إليها وإنما المجادلة بالتي هي أحسن .

    وهذا المبدأ السامي الذي تنوه به هذه الآية الكريمة من الواضح أنه يستهدف تحقيق غايات عدة منها:
     - صيانة جناب الذات الإلهية ومقدسات الإسلام عن أن تطالها ألسنة السفهاء جهلا منهم بعظيم حرمتها .
    - سد الوسائل والسبل التي قد تؤدي إلى فتح باب السفاهة والمشاتمة لأن المبدأ القرآني صريح في دفع خطاب الجهالة من لدن السفهاء بالإعراض والإغضاء والسلام .
    - اكتساب احترام الآخرين وعدم تنفيرهم عن قبول الدين أو إدخال الغيظ والغضب في قلوبهم لأن الغاية الأسمى لدعوة الإسلام تتمثل في استخلاص الناس من حبالة الشيطان وإنقاذهم من الضلالة إلى الهدى ومن الغي إلى الرشاد لا إيغار صدورهم وإثارة نعراتهم .

    الإساءة إلى الآخرين والسب والشتم لا تترتب عليها مصلحة دنيوية ولا دينية لأن المقصود من الدعوة هو الاستدلال على إبطال الباطل وفساد حججه، فذلك هو الذي يتميز به الحق عن الباطل، وينهض به المحق ولا يستطيعه المبطل، فأما السب فإنه مقدور للمحق وللمبطل فيظهر بمظهر التساوي بينهما، بل ربما استطاع المبطل بوقاحته وفحشه ما لا يستطيعه المحق فيلوح للناس أنه تغلب على المحق.
    وليست هذه الآية التي ذكرنا وحيدة في مجال إثبات هذا المبدإ الإسلامي النبيل فقد روى ابن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه، قيل يا رسول الله: كيف ذلك؟ قال: يلعن أبا الرجل فيلعن أباه ويلعن أمه فيلعن أمه "، أخرجه: أحمد (2/216، رقم 7029)، والبخاري (5/2228، رقم 5628) .

    من كل ذلك نستنتج أن نصوص الوحي جعلت المتسبب في الفعل فاعلا، وغير المحترز من تبعات ردة أفعاله فاعلا، وأحاطت معتقدات ومقدسات الآخرين بسياج متين من الحرمة فلم تسمح بسبها بمبرر فسادها أو ضلالها – رغم أنها كذلك في ما نعتقد - أو حتى بمبرر الدعوة إلى الله، وفي هذا قدر كبير من الجلال والروعة التأديبية التي تهدف إلى إبعاد المسلم عن الفحش والبذاءة وإثارة الغير وجرح عاطفته الدينية مهما كانت، كذلك يمكننا أن نلمح أن المعالجة الإسلامية لهذه الركيزة الأساسية من ركائز الاجتماع الإنساني كانت متميزة فلم تقع في وحل الازدواجية الذي وقعت فيه الدعوات الحقوقية المعاصرة التي سمحت بالإساءة لمعتقدات بعض المخالفين بحجة أن ذلك من قبيل حرية الرأي التي لا تحدها حدود، ومنعته في حق البعض الآخر بحجة أن فيه معاداة للسامية وتغذية لمشاعر الكراهية والعنف .
    على أنه لا بد هنا من التنبيه إلى أنه ليس من السب ولا يعتبر من الإساءة النسبة إلى خطأ في الرأي أو العمل، وليس منه إبطال ما يخالف الإسلام من عقائد ونسبتها إلى الضلال في مقام المجادلة ولكن السب أن نباشرهم في غير مقام المناظرة بذلك .
    -------------------------------------------------------------------------------
    ظاهرة التناصح والمراجعة بل والنقد من الظواهر السليمة والصحيّة في المجتمعات الفاضلة، ومنارة باسقة تدل على فلاح الأمم ونجاحها، وعامل أساسي للتطوّر والتقدّم وتجاوز السلبيات والإخفاقات. وهي ظاهرة وأمرٌ ندبت إليه الشريعة الإسلامية، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ}[الحشر: 18]. وهذه إشارة ربانية إلى المراجعة الشخصية ونقد الذات قبل المثول أمام الله يوم القيامة.
    وهاهي نظريّة عمر الفاروق -رضي الله عنه- تصدح في كل زمان عبر التاريخ: "رحم الله امرأً أهدى إليّ عيوبي"، وهو هنا يتكلم على مستوى الدولة، أما على مستوى الأفراد فيقول: "حاسبوا أنفسكم قبل أنْ تُحاسبوا، وزِنوا أعمالكم قبل أنْ توزنوا؛ فإنّ اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل".
    فالنقد والمراجعة والتناصح ظاهرةٌ إسلاميّة أصيلة قبل أنْ تكون ظاهرةً مستوردة، وخلقٌ إسلاميّ عاشه صالحوا هذه الأمّة من القادة والعلماء والمفكرين قبل أنْ يكون ممارسةً لدى دول الغرب الديمقراطي، فلا خلاف ولا إشكال إذاً في مشروعيّة وأهميّة المصارحة والمراجعة وتصحيح المسار، بل سر أزمات المجتمعات في تجاهل هذه الظاهرة وتميع مواقفها تجاه السلبيات ومحاولة خلق الأعذار، دون حسم الإخفاقات باقتدار.

    وتواصوا بالحق
    قال تعالى: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْاْ بالحق وَتَوَاصَوْاْ بالصبر}[سورة العصر] .. هذه الآيات فيها وعيد شديد، وذلك لأنه تعالى حكم بالخسارة على جميع الناس إلا من كان آتياً بهذه السلوكيات الأربعة، وهي الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، فدل ذلك على أن النجاة معلقة بمجموع هذه الأمور، وإنه كما يلزم المكلف تحصيل ما يخص نفسه فكذلك يلزمه في غيره أمور، منها: الدعاء إلى الدين، والنصيحة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وأن يحب له ما يحب لنفسه، ثم كرر التواصي ليضمن الأول الدعاء إلى الله، والثاني الثبات عليه، والأول الأمر بالمعروف، والثاني النهي عن المنكر، ومنه قوله: {وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [لقمان:17] (تفسير الرازي:17/201بتصرف)
    ومما يدل أيضًا على عِظَم مقام النُّصح في الدين ولزومه وتأكُّده وضرورة إشاعته بين أبناء المجتمع المسلم أنه -صلوات الله وسلامه عليه- كان يشرُطُه على من يُبايِعه على الإسلام، كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري عن زياد بن علاقة أنه قال: سمعت جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- يقول يوم مات المغيرة بن شعبة: إني أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلتُ: أُبايِعُك على الإسلام، فشَرَط عليَّ: «والنُّصح [أي: وعلى النُّصح] لكل مسلم»، فبايعتُه على هذا.
    وقد أخبر رسول الهدى -صلى الله عليه وسلم- عن عِظَم مقام النُّصح في دين الله تعالى، وعن شرف منزلته في حديثٍ عظيمٍ هو من جوامع كلِمِه، فقال -صلى الله عليه وسلم-: «الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة». قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله عز وجل، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم» [أخرجه مسلم]

    لا تحبون الناصحين
    يقول ابن قدامة عن صفتي «المصارحة والمناصحة»: "وقد عز في هذا الزمان وجود صديق على هذه الصفة، لأنه قل في الأصدقاء من يترك المداهنة فيخبر بالعيب. وقد كان السلف يحبون من ينبههم على عيوبهم، ونحن الآن في الغالب أبغض الناس إلينا من يعرفنا عيوبنا، وهذا دليل على ضعف الإيمان". [منهاج القاصدين]
    ويبدو أن عدم حب الناصحين سمة على مستوى البشر والمؤسسات والكيانات والأمم، لكن تفاقم هذا الكره للنصح أصابنا بأزمات مزمنة وصرنا نعيش بين أزمتين رئيسيتين، بين مريض لا يدري أنه مريض، وبالتالي لا يريد أن يسمع لنصح الطبيب، وبين معافى لا يرغب في انتشال المريض من مرضه.
    الأول: لا يعلم ويتصرف كالأصحاء والمرض يسري في بدنه ويحمله للهلكة، والثاني: يعلم لكنه يتكاسل أن يعمل بما يمليه عليه علمه.
    الأول: لا يعبأ بالثاني، والثاني: يترقب الأول! ولا أحد يريد أن يغير قواعد تلك المنظومة المشئومة، ولا أن يشق مسارا آخر في الإصلاح! أو يكسر هذا الجمود الضارب في أعماق الأزمات .. في جدلية أشبه ما تكون بالهزلية التي لا تنتهي ..

    ويبقى السؤال: أي فارس يجسر بصهوة جواده هذه الهوة؟! أم سننتظر حتى يدفع الأول والثاني الثمن غاليا، وبعد فوات الأوان ربما يقتنع الأول أنه في محنة حقيقية، وينتفض الثاني لينتشل الأول! ولكن هيهات النجاة .. تلك أزمة أمتنا الكبرى!
    البصيرة العمياء
    من نعمة الله على العبد أن يقيض له الناصحين الذين يرشدونه إلى الخير، ويأمرونه بالمعروف وينهونه عن المنكر، ويسعون في سعادته وفلاحه، ثم من تمام هذه النعمة أن يُوفَّق لطاعتهم، ولا يتشبه بمن قال الله فيهم: {وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف: 79].
    فأشر ما في النفس الإعراض عن الحق وكره أهله والإعجاب بخاصة رأيه .. قال الشوكاني: "والمتعصب وإن كان بصره صحيحاً، فبصيرته عمياء وأذنه عن سماع الحق صماء، يدفع الحق، وهو يظن أنه ما دفع غير الباطل، ويحسب أن ما نشأ عليه هو الحق، غفلة منه وجهلاً بما أوجبه الله عليه من النظر الصحيح، وتلقي ما جاء به الكتاب والسنة بالإذعان والتسليم، وما أقل المنصفين بعد ظهور هذه المذاهب في الأصول والفروع، فإنه صار بها باب الحق مرتجاً، وطريق الإنصاف مستوعرة، والأمر لله سبحانه والهداية منه، يأبى الفتى إلا إتباع الهوى ومنهج الحق له واضح".
    إن المتعصب إنسان غارق في أوهامه وقناعاته التي يُغلّبها على عقله أو بالأحرى يطوع تفكيره العقلي لتنسجم مع هذه الأوهام، فتسوغها وتبررها في إطار عقلي منطقي، وهو يأنف من المناصحة ويعرض عن المناظرة لأنه يرى أوهامه الحق المبين الذي لا يعوزه الدليل.
    أما الجدال بالباطل فهو السمة الغالبة للمتعصبين، وهو نقاش يقوم على أسس غير موضوعية ولا عقلانية .. جدال يغلفه الجمود ويشوبه التشبث بعتيق الآراء وتقاليد الآباء، دون بارقة أمل في الانفتاح على تنوع الآراء، واستيعاب ما جد من النظريات والدراسات.

    وفي الجملة تشير الدراسات الحديثة إلى أن العقلية المتعصبة تنشأ نتيجة الانحراف عن عدة معايير، منها «العقلانية» التي تتسم بإطلاق الأحكام المتعجلة غير المبنية على معلومات موثقة أو يأخذ شكل الشائعة، أو الحكم المسبق. أو يأخذ شكل القوالب النمطية الجاهزة، كالتقاليد الموروثة التي أحيانا ما تكبل تعاملنا مع واقعنا المعاصر، كما يتضمن الانحراف عن معيار العقلانية التعميم المفرط، ويعني تعميم فكرة معينة على فئة من الناس، ورفض تعديل الرأي في ظل ظهور دلائل جديدة. ويتضمن كذلك تغليب عاطفة الكره تجاه الآخر، حيث يعتمل البغض في نفس صاحبه حتى يرى في الأشياء أضدادها، وفي الرجال عيوبها، وفي العيون أقذاءها.
    ومن المعايير التي يصيبها الانحراف معيار «العدالة» الذي يقوم على وجوب المساواة في المعاملة بين الأشخاص في مجالات الاهتمامات العامة وفي الحقوق، بحيث تخلو المعاملات من التمييز المبني على اللون أو الجنس أو القبيلة.
    فضلاً عن انحراف معيار «العاطفة» أو المشاعر الإنسانية الراقية، الذي يجعلنا أكثر إحساسا بالآخرين، ويمكننا من مشاركتهم والتعاطف معهم.

    نفسية خاصة
    الناس تتفاوت أنصبتهم من التعصب بحسب شخصيتهم ونفسيتهم، فالتعصب أبعد ما يكون عن الإنسان السمح الهين اللين العقلاني الحيادي، وأقرب ما يكون من أصحاب الشخصيات المتصلبة على كافة أنواعها ومواصفاتها، ومنها:
    (الشخصية التسلطية) التي تدمن الهيمنة والرغبة في الخضوع المطلق لها، وتعشق الطبقية والنظر إلى الناس بدونية.
    (الشخصية العدوانية) التي تفتقر لسعة الصدر واحتواء الآخرين، مع فقر معرفي واندفاع في الحكم على الناس.
    (الشخصية الفوضوية) التي لا تجيد ترتيب أوراقها ولا أفكارها فضلا عن سلوكياتها.
    -----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
    من أكبر الخطأ الاعتقاد بأن الناس لابد أن يكونوا على نمط واحد، ونغفل التنوع الذي أراده الله ليصنع عالما متكاملا .. فلقد أراد الله -سبحانه وتعال- وشاءت قدرته أن يكون منا القوى بدنيا والقوى عقليا، ومنا المتفوق رياضيا أو علميا أو اجتماعيا، ولذلك ينبغي أن لا نقصر تصورنا ورؤيتنا لذواتنا على مفهوم واحد.
    وفي تتبع أحوال الآخرين بإمكانك أن تلاحظ كثيراً ممن يعرف الناس ولا يعرف نفسه!! .. إن معرفة الإنسان لنفسه هي المنطلق لقدرته على التعايش مع النفس؛ مالها وما عليها، فالنفس عالم هائل ضخم, تكتنفها الطلاسم وتحوطها الألغاز والأسرار، والكثير لا يتقنون قراءة أنفسهم بشكل جيد، قال تعالى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} [الذريات/21]، فقد يظن الإنسان نفسه أوسع الناس صدراً, وأطولهم حبلاً, وأبعدهم أناة وحكماً ومداراة؛ وأفعاله تنم عن غير هذا.
    إن ثمة دعوة ملحة تفرض نفسها كبديل عن بث التهم في كل اتجاه، مؤدى هذه الدعوة: أن افهم نفسك وأقبل عليها، فأنتَ بالنَّفسِ لا بالجِسمِ إنسانُ .. قبل أن نلقي بالتبعات واللوم على غيرنا ينبغي أن نلوم أنفسنا أولاً, وليس معناه أن نكون قساة مع أنفسنا، مُفْرِطِين أو مفَرّطين، بل على العدل قامت السماوات والأرض، فالنظر في أدواء النفس هو أول سبيل البصيرة، وإلا فالعمى والتيه.
    ولذلك حاول أن تجتهد لتجد نفسك وتحقق ذاتك وتتعرف على قدراتك .. تعرف على ما تحبه وما يمكنك الإبداع فيه .. واصل إنجازك في المجال الذي تحبه، وتذكر أن الإنجاز يعين على مزيد من الإنجاز، وأن بداية الإنجاز تبدأ بالعزم على تنفيذ عمل ما.

    الطريق من هنا:
    • اعرف المقياس أو المعيار الذي تقيس به الأمور، ولتكن لديك مسطرة تقيس بها، وإلاّ تشابكت عليك الأمور واختلطت، إذ لا بدّ للوعي من معايير يعتمدها وإلاّ لما قيل عنه إنّه وعي.
    • ليس هناك ضير من أحلام اليقظة إذا ما اقترنت بالعمل والإنجاز وحب الإتقان.
    • لا تسخر من إنجازاتك، ومن كل ما وصلت إليه، بل شجع نفسك بنتائجك، وتحفّز لتحقيق المزيد من الطموحات.
    • من المهم جدا الجرأة على التقييم الذاتي (أي قم أنت بذلك مع ذاتك) بعد كل مشروع أو مرحلة أو محطة استراحة.
    • لا تجعل الأسف عند التعرّض للمواقف الصعبة هو كل أسلحتك. لأنك بالفعل قادر على التغلب على الأزمات بإذن الله تعالى؛ فالله يقويك ويعينك لتجتاز كل المحن والصعاب.

    • لا تقلّل من قدراتك - فلماذا تقارن نقاط ضعفك بنقاط قوة غيرك المبهرة؟! جرّب العكس وسترى كم أنك بالفعل موهوب!
    • قرّر أن تواجه القرارات الصعبة بنفسك، ولا تؤجل قراراً يجب أن تتخذه.
    • أكثر علماء النفس ومدربي الهندسة النفسية يؤكدون على أهمية المحادثة مع الذات، لذلك لا تنسى هذه الفضيلة، فإن فيها بركات جمّة وخيرات كثيرة.
    • عبّر عن ضيقك ولكن بشكل غير مبالغ فيه. وبغير انفعال زائد يقودك إلى الخطأ.
    • لا تعامل نفسك بحدة أو بشدة، طالما أنك لم تقِّصر في شئ.
    • لا تكثر من توبيخ نفسك بالنقد المتواصل.
    • ما يعطيك القوة والقدرة على العطاء والبقاء في حالة شعورية مريحة على الدوام هو المحافظة على ما يسمى (بخزان الطاقة) وهذا الخزان إذا أردنا أن نحيا الحياة الجميلة فلا بد له من منابع وموارد، وفي المقابل المحافظة على ما فيه من طاقات، مع التنبه واليقظة للثقوب الصغيرة التي قد تسرب الكثير من الطاقة دون أن ندري .. والمقصود بالثقوب الصغيرة المشاكل البسيطة التي قد تتراكم عليك فتستنزف طاقتك (سداد بعض الفواتير، ترتيب مكتبتك الخاصة، مراجعة طبيب الأسنان ...)

    • لا تتسرّع في إصدار أحكامك على الآخرين.
    • حاول أن ترى جوانب مشرقة مبهجة في حياتك وستجد حتما، لأن الله هو خالق هذه الحياة وهو يهتم بك.
    • لا تبحث عن الناقص عندك، بل اشكر الله على ما بين يديك من نعم؛ وتقدّم للأمام.
    • اقبل نفسك وشخصيتك جملة، واعترف بالنقاط السلبية فيك .. يقول "ديل كارنيجي" صاحب الكتاب المشهور (دع القلق وابدأ الحياة) والذي أفرد فيه فصلاً بكاملة بعنوان (كن نفسك) يقول فيه: «علمتني التجربة أن أسقط فورًا من حسابي الأشخاص الذين يتظاهرون بغير ما هم في الحقيقة».
    • تعرّف على مشاعرك السلبية من حقد، غيرة، حسد .. لا تنكرها، ولكن اعمل على تغييرها واطلب من الله عوناً على ذلك.
    • اعرف «كل» نقاط قوتك، ولا تسمح لأحد بأن يجادلك بشأنها.
    • لأننا راشدون فإننا نختار تلك الرسائل التي نقبلها عن أنفسنا وتلك التي نرفضها. فلا يوجد إنسان على وجه الأرض يمكنه أن يجعلك تشعر شعورا متدنيا عن ذاتك، إلا إذا سمحت أنت له بذلك، ورضيت عنه.
    • لا تقلّل من شأن نفسك أمام نفسك أو أمام الآخرين.
    -------------------------------------------------------------
    من أكبر الخطأ الاعتقاد بأن الناس لابد أن يكونوا على نمط واحد، ونغفل التنوع الذي أراده الله ليصنع عالما متكاملا .. فلقد أراد الله -سبحانه وتعال- وشاءت قدرته أن يكون منا القوى بدنيا والقوى عقليا، ومنا المتفوق رياضيا أو علميا أو اجتماعيا، ولذلك ينبغي أن لا نقصر تصورنا ورؤيتنا لذواتنا على مفهوم واحد.
    وفي تتبع أحوال الآخرين بإمكانك أن تلاحظ كثيراً ممن يعرف الناس ولا يعرف نفسه!! .. إن معرفة الإنسان لنفسه هي المنطلق لقدرته على التعايش مع النفس؛ مالها وما عليها، فالنفس عالم هائل ضخم, تكتنفها الطلاسم وتحوطها الألغاز والأسرار، والكثير لا يتقنون قراءة أنفسهم بشكل جيد، قال تعالى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} [الذريات/21]، فقد يظن الإنسان نفسه أوسع الناس صدراً, وأطولهم حبلاً, وأبعدهم أناة وحكماً ومداراة؛ وأفعاله تنم عن غير هذا.
    إن ثمة دعوة ملحة تفرض نفسها كبديل عن بث التهم في كل اتجاه، مؤدى هذه الدعوة: أن افهم نفسك وأقبل عليها، فأنتَ بالنَّفسِ لا بالجِسمِ إنسانُ .. قبل أن نلقي بالتبعات واللوم على غيرنا ينبغي أن نلوم أنفسنا أولاً, وليس معناه أن نكون قساة مع أنفسنا، مُفْرِطِين أو مفَرّطين، بل على العدل قامت السماوات والأرض، فالنظر في أدواء النفس هو أول سبيل البصيرة، وإلا فالعمى والتيه.
    ولذلك حاول أن تجتهد لتجد نفسك وتحقق ذاتك وتتعرف على قدراتك .. تعرف على ما تحبه وما يمكنك الإبداع فيه .. واصل إنجازك في المجال الذي تحبه، وتذكر أن الإنجاز يعين على مزيد من الإنجاز، وأن بداية الإنجاز تبدأ بالعزم على تنفيذ عمل ما.

    الطريق من هنا:
    • اعرف المقياس أو المعيار الذي تقيس به الأمور، ولتكن لديك مسطرة تقيس بها، وإلاّ تشابكت عليك الأمور واختلطت، إذ لا بدّ للوعي من معايير يعتمدها وإلاّ لما قيل عنه إنّه وعي.
    • ليس هناك ضير من أحلام اليقظة إذا ما اقترنت بالعمل والإنجاز وحب الإتقان.
    • لا تسخر من إنجازاتك، ومن كل ما وصلت إليه، بل شجع نفسك بنتائجك، وتحفّز لتحقيق المزيد من الطموحات.
    • من المهم جدا الجرأة على التقييم الذاتي (أي قم أنت بذلك مع ذاتك) بعد كل مشروع أو مرحلة أو محطة استراحة.
    • لا تجعل الأسف عند التعرّض للمواقف الصعبة هو كل أسلحتك. لأنك بالفعل قادر على التغلب على الأزمات بإذن الله تعالى؛ فالله يقويك ويعينك لتجتاز كل المحن والصعاب.

    • لا تقلّل من قدراتك - فلماذا تقارن نقاط ضعفك بنقاط قوة غيرك المبهرة؟! جرّب العكس وسترى كم أنك بالفعل موهوب!
    • قرّر أن تواجه القرارات الصعبة بنفسك، ولا تؤجل قراراً يجب أن تتخذه.
    • أكثر علماء النفس ومدربي الهندسة النفسية يؤكدون على أهمية المحادثة مع الذات، لذلك لا تنسى هذه الفضيلة، فإن فيها بركات جمّة وخيرات كثيرة.
    • عبّر عن ضيقك ولكن بشكل غير مبالغ فيه. وبغير انفعال زائد يقودك إلى الخطأ.
    • لا تعامل نفسك بحدة أو بشدة، طالما أنك لم تقِّصر في شئ.
    • لا تكثر من توبيخ نفسك بالنقد المتواصل.
    • ما يعطيك القوة والقدرة على العطاء والبقاء في حالة شعورية مريحة على الدوام هو المحافظة على ما يسمى (بخزان الطاقة) وهذا الخزان إذا أردنا أن نحيا الحياة الجميلة فلا بد له من منابع وموارد، وفي المقابل المحافظة على ما فيه من طاقات، مع التنبه واليقظة للثقوب الصغيرة التي قد تسرب الكثير من الطاقة دون أن ندري .. والمقصود بالثقوب الصغيرة المشاكل البسيطة التي قد تتراكم عليك فتستنزف طاقتك (سداد بعض الفواتير، ترتيب مكتبتك الخاصة، مراجعة طبيب الأسنان ...)

    • لا تتسرّع في إصدار أحكامك على الآخرين.
    • حاول أن ترى جوانب مشرقة مبهجة في حياتك وستجد حتما، لأن الله هو خالق هذه الحياة وهو يهتم بك.
    • لا تبحث عن الناقص عندك، بل اشكر الله على ما بين يديك من نعم؛ وتقدّم للأمام.
    • اقبل نفسك وشخصيتك جملة، واعترف بالنقاط السلبية فيك .. يقول "ديل كارنيجي" صاحب الكتاب المشهور (دع القلق وابدأ الحياة) والذي أفرد فيه فصلاً بكاملة بعنوان (كن نفسك) يقول فيه: «علمتني التجربة أن أسقط فورًا من حسابي الأشخاص الذين يتظاهرون بغير ما هم في الحقيقة».
    • تعرّف على مشاعرك السلبية من حقد، غيرة، حسد .. لا تنكرها، ولكن اعمل على تغييرها واطلب من الله عوناً على ذلك.
    • اعرف «كل» نقاط قوتك، ولا تسمح لأحد بأن يجادلك بشأنها.
    • لأننا راشدون فإننا نختار تلك الرسائل التي نقبلها عن أنفسنا وتلك التي نرفضها. فلا يوجد إنسان على وجه الأرض يمكنه أن يجعلك تشعر شعورا متدنيا عن ذاتك، إلا إذا سمحت أنت له بذلك، ورضيت عنه.
    • لا تقلّل من شأن نفسك أمام نفسك أو أمام الآخرين.
    ------------------------------------------------------------------------
    - حب الحياة فطرة، والمؤمن يكره الموت غالبًا، وفي الحديث القدسي: "..المؤمنُ يكره الموتَ، وأنا أكرهُ مَساءَتَه" ( البخاري ).
    وقالت عائشة رضي الله عنها: "كلنا نكره الموت" ( البخاري، ومسلم).
    ولكن يجب أن يكون حب الله ورسوله أقوى وأشد..

    - من حب الحياة الإحسان إلى الأبناء.
    وكما قيل:
    لقد زاد الحياةَ إليَّ حُبًّا *** بناتي إنَّهنَّ من الضِّعافِ
    مخافةَ أن يذقن الفقرَ بعدي *** وأن يشربنَ رَنْقًا غير صافِ

    الإحسان إلى الوالدين، وهما أوسط أبواب الجنة.
    الإحسان إلى الزوجة، وبناء الأسرة الصالحة.

    الإحسان إلى الضعفاء والمساكين والمرضى والغرباء والمعوزين.. وما أكثرهم في العالم، وفي العالم المسلم خاصة!

    - إن الزواج استجابة لغريزة فطرية، ولكنك ترضي ربك، وتقتدي برسولك صلى الله عليه وسلم، وتنفع مسلمة، وتفيد صاحب البيت الذي تستأجره، وصاحب البقالة التي إلى جوارك، وتعزِّز العائلة التي صاهرتها، وتتيح عملًا لسائق أو خادمة في أحيان كثيرة، وتنفع صاحب السيارة، وتتدرَّب على تحمل المسؤوليات، وقد تنجب ذرية، تكون ذكرًا لك في الأرض، ورفعة لك في السماء.

    - إن الرفض المطلق للحياة ومشاريعها لا يصنع شيئًا، والمشاركة هي الأفضل والأبقى والأتقى.
    والله تعالى جعل الليل والنهار خلفة لـمَن أراد أن يذكَّر أو أراد شكورًا.
    فكم في الحياة من فرص التعبد والاقتراب من الله، ومناجاته، وإشباع العقل والقلب والروح بذكره، وتسبيحه، وتلاوة كتابه، والتدرُّب على القيام، والصلاة، والاستحضار والخشوع، وهذه مقامات جليلة، يرفع الله بها عباده المصطَفين الأخيار، ولذا أحبوا الحياة من أجل صف الأقدام بين يدي الملك العلَّام في جنح الظلام، ومن أجل ظمأ الهواجر في اليوم الصائف، بعيد ما بين الطرفين، ومن أجل بذل المعروف والنَّدى، وكف الأذى، وتدارك النفس من آفاتها وعيوبها الباطنة قبل الظاهرة.

    - طول الحياة يسمح لك بتجديد النية، وتصحيح المقصد، وقد يغلب على الشاب حب الظهور، أو الاستعجال، أو الإعجاب بالنفس، أو ما سوى ذلك من الشهوات الخفية، وكم من قتيل بين الصفين الله أعلم بنيته، وإنما الأعمالُ بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى.
    وكان بعض السلف يقول: "طلبنا العلم لغير الله، فأَبَى إلا أن يكون لله".
    أن يمهلك الله حتى تسدِّد، وتقارب، وتحاول، وتتسع تجربتك، وتعطي الأشياء مقدارها، دون غلو أو اجحاف، وتصحِّح نواياك ومقاصدك التي يراها الله ولا يراها الناس؛ فهو من فضل الله عليك.

    - بينما جهاد الإحسان إلى الناس لا يفتقر إلى نية، كما ذكر أهل العلم، أن تغيث ذا الحاجة الملهوف، أو تعين صانعًا، أو تصنع لأخرقَ، أو تسقي أخاك من مائك، أو تميط شوكًا عن طريق الناس.. فذلك كله من الخير الممدوح عند الله، حتى لو لم تحضرك فيه نية، وما ذلك إلا تسهيلًا لفعله، وتحفيزًا إليه دون تردد.

    - التوازن إذًا بين صناعة الموت في ميدانها وبشرطها ونيتها، وهي الاستثناء الذي لابد منه لحفظ الأمة وديانتها وحياتها، وبين صناعة الحياة التي هي المشروع الأصل الذي نضحِّي من أجله ونحميه، فتلك قضية تربوية وأخلاقية، يجب أن يقف عندها الشاب المخلص لنفسه ولأمته طويلًا، قبل أن يتخذ قرار وجهته!

    - الأب الحاني، والصديق الوفي، والأستاذ المشفق، والخطيب الموفَّق، كلهم عون على بناء الحياة، وتجنب المغامرات غير المحسوبة، التي قد يندفع إليها شاب لم تكتمل خبرته، ولم تنضج تجربته، ولا زال في مدارج الحياة الأولى، وربما سبقت إليه فكرة، فتشبَّع بها، ولم ير غيرها، حتى لم يعد في عقله وقلبه متسع إلا لمشروعه الوحيد، الذي يظنه قضاءً على كل المشكلات، وحلًّا لكل المعضلات.
    ولو أنه أقبل على برامج الحياة الإيجابية، وتلمَّس مقعده منها؛ لوجد من وراء ذلك خيرًا كثيرًا، والموفَّق مَن وفَّقه الله، والله يحول بين المرء وقلبه، وإليه المصير.
    --------------------------------------------------------------------------
    تعرضت الأمة الإسلامية في تاريخها الطويل إلى العديد من المصاعب بل والقواصم، ولكنها في كل مرة تخرج أقوى مما كانت، وقل أن تجد أمة من الأمم واجهت ما وجهته هذه الأمة من النكبات وبقيت صامدة، ولكن الأمة الإسلامية رغم كل ما لاقته فلم ولن تؤثر فيها الأحداث، مهما تنوعت الأحوال ومهما اشتدت ظروف الزمان والمكان.

    إن أعظم ما يمكن أن يصيب الأمة الإسلامية أو ما أصابها فعلاً هو ما نراه في أيامنا سيطرة روح الانهزام عليها أمام أعدائها، مما أدى إلى ضعف همتها، وعجزها عن مجرد التفكير في عوامل نهضتها، نعم لقد بلغت الأمة الإسلامية مبلغاً من التقهقر والهوان جعلها تتنقل من نكبة إلى نكبة، وتهوي من نكسة إلى أخرى.

    ولكن من مصائبنا في هذا الزمان أن هذه الأمة التي أراد الله لها أن تكون خير أمة أخرجت للناس، امتثالاً لأمره سبحانه حيث يقول: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) [آل عمران: 110] وقوله: سبحانه: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) [البقرة: 143] أبت إلا أن تكون في ذيل القافلة، ويأبى القائمون عليها إلا أن تكون مكسورة الجناح، بانغماسهم في الترف الذي غرقوا في أوحاله، وبكونهم يحملون روح الانهزام بعد أن كان أجدادهم وأسلافهم يحملون مشاعل النور، ومصابيح الهدى، عندما كانوا يتبعون قدوتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جعله الله رحمة للعالمين، من هنا فإن حاجة الأمة أصبحت ماسة لأن تعرف كنه المرض الذي أصابها وحقيقته، وأن تقف على التشخيص الصحيح لحالتها التي باتت لا تسر أحداً من أبنائها.

    نعم قد تنهزم هذه الأمة، وقد تضعف، ويصل بها الضعف إلى المستوى الذي نحن فيه، ولكنها بإذن الله تعالى لن تموت، ولن تنهزم أبداً، فإن حصل أن انهزمت في ميدان المعركة، فليس معنى هذا أنها تنهزم في كل الميادين، نعم قد تخسر جولة من الجوالات، وقد تتيه حقبة من الزمان، وقد ينتصر عليها أعداؤها في ميدان معركة نفسية، أو فكرية، ولكنها ستبقى دائما أمة متجددة، بكون رسالتها خاتمة الرسالات، وستبقى تمثل الظاهرة الفريدة في تاريخ الإنسانية، فكل الأمم والامبراطوريات كانت تصعد وتقوى، حتى تصل إلى درجة معينة ثم سرعان ما تعود إلى ما كانت عليه، وقد تندثر، كما حصل هذا مع دولة الفرس، والروم، ومع الحضارات كلها، إلا هذه الأمة الإسلامية، فهي أمة الثبات والصمود، استطاعت أن تؤثر على المتغلب عليها، فقد حولت المغول المتوحشين إلى مسلمين، وكانت تجربتها معهم ومع التتار تجربة فريدة، تأثر فيها الغالب من المغلوب، ودخل المنتصر في دين المنهزم حين دخلوا في لإسلام عن طواعية.

    انقسمت هذه الأمة وتفرقت في عقيدتها إلى عشرات الفرق، ودخل عليها عبر تاريخها العديد من الأفكار والآراء الباطلة، وكان منها العديد من الحركات الباطنية التي نعرفها والتي ظهرت في فترات الضعف، ولكن هذه الأمة بقيت وستبقى شامخة بإذن الله تعالى، بقيت تعتز وتحتفظ بكتاب الله تعالى (القرآن الكريم)، لم تبدله ولم تقبل أن يتغير منه حرف واحد، وحافظت على السنة النبوية الصحيحة، وحفظ علماؤها لها الصحيح من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، وبقيت سيرته العطرة، مرجعاً ومنبعاً لكل من يريد أن يتأسى به صلى الله عليه سلم، وظلت هذه الأمة وستبقى أمة حية، قادرة على العطاء في كل ميادين الحياة، لكل من ينشد الصفاء والنور في جميع مجالات الحياة، في الفكر والقيم والأخلاق، وفي شتى ميادين الحياة.

    تعرضت هذه الأمة العظيمة إلى كافة أنواع الغزو، الغزو الفكري والعسكري، والثقافي، والاقتصادي، وشن عليها الأعداء من أنواع التشويه والتضليل مالا يحصى، ورموهم بكل ما أمكنهم من سهام الغدر والخديعة، وحاربوهم بكل أنواع الأسلحة التي استهدفت دينهم وثقافتهم قبل تستهدف أجسادهم وأبدانهم، ولكن هذا التضليل السياسي والفكري الذي مارسوه ويمارسونه ليل نهار في عالم المسلمين سيكون في نهاية المطاف لمصلحة الإسلام والمسلمين، يصدق فيه قول الله سبحانه وتعالى: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ) [النور:11].

    فرغم كل هذا التشويه والتضليل، ورغم قسوة العداء الذي يمارسونه، فإن أبناء هذه الأمة ما زالوا ثباتين لم يستسلموا، ولم يهنوا، إنما القلة القليلة هم من استسلم وخنع، ولم يتعد هذا الخنوع أفراداً من أبناء هذه الأمة، قد يكثرون في بعض الأوقات، ولكنهم مهما ازداد عددهم فهم شرذمة، أما الكثرة الكاثرة فكانت ولا تزال عصية عن الخضوع، وستبقى تتلمس طرق الخلاص، وتبحث عن سبل النهوض، وعن المخارج التي يمكن من خلالها أن تحقق ما تصبوا إليه من علميات الإنقاذ لهذه الأمة، مما تواجهه من غزو في شتى المجالات.

    ولا شك أن أنجع الطرق وأسلها للخروج من هذا التيه الذي تعيشه هذه الأمة، بل وأسرعها على الإطلاق هو بالرجوع إلى تعاليم ديننا الحنيف، بأن ندور مع القرآن الكريم حيث دار، وأن نستقي منه ومن السنة الصحيحة ومن سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومن تجارب العظماء في تاريخنا العظيم، ومن سجل حضارتنا القويم، وأن نستلهم من جميع ذلك أنواع الهداية وطرق الرشاد، ونأخذ منه العبر التي نستنير بها في مثل هذه الظروف العصيبة التي نمر بها، أملاً في الخروج منه، في محاولة لتجديد الحقائق التي عايشها أسلافنا، بأسلوب يتماشى مع معطيات هذا الواقع الجديد.

    إن مهمة هذه الأمة مهمة عظيمة، فهي الأمة التي اختارها الله لقيادة الإنسانية وتوجيه البشرية نحو النور والخير، فعليها أن تُعطي الحياة دفعة قوية من معين خزائنها المليئة بأنواع الشموخ والانتصارات، وأن تضيء لهم من منارات الهدى، وأن تسير بهم إلى مدارج النهوض والرقي الحسي والمعنوي، دفعة تحقق للبشرية النفع والخير في مجال الأخلاق والسلوك، قبل أن تحقق لهم نهضة في مجال المصنع والألة، نهضة تعنى الإنسان جسماً وروحاً، نهضة تسهم بكل ما حباها الله تعالى في حل مشاكل هذا العالم المتأزم، لأنها هي الأمة الوحيدة التي تملك هذا النصاب من مثل هذه القيم والتعاليم، فهي الأمة الوحيدة القادرة على إحداث مثل هذه النهضة، نهضة لا تستقل بالأدوات بعيداً عن عالم الروح والأخلاق، ذلك لأن أي نهضة يمكن أن تحصل للبشرية لا تعنى بالأخلاق والقيم إنما هي نكسة على الإنسان، وستكون طريقاً يوصل البشر إلى التنازع والاقتتال بلا شك، إن ما تحتاج إليه البشرية في أيامنا هذه هو نهضة تقوم على الأخلاق قبل أن تقوم على المصانع والآلات، نهضة تسعى إلى تحقيق إنسانية الإنسان قبل كل شيء، نهضة تستجيب إلى دواعي الفطرة السليمة.
    لا شك أن مثل هذه الحضارة التي تقوم على مثل هذه المعاني والقيم لا يمكن أن تقوم إلا باسم الإسلام، ولا يملك زمامها وأدوات إنتاجها إلى تعاليم القرآن المتمثلة في قيمه وأحكامه، والمنطلقة من قول الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء: 107] وقوله صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) [متفق عليه] هذه الأمة فقط هي الوحيدة التي تملك مثل هذا التصور، ولا شك أن هذا المعنى هو عنوان النصر الذي لا يمكن أن يهزم، النصر الذي يدخل في بنية الحياة وأهدافها، النصر الذي يغيّر ويعدل مجرى التاريخ ويبقى يتجدد مع تجدد الزمان والمكان.

    مخطئ كل الخطأ من توهم أو يتوهم أن بإمكانه أن يلحق الهزيمة بأمة هذه مواصفاتها، أمة ذات حضارة وقيم إنسانية سامية، أمة لعبت وما زال بإمكانها أن تلعب دوراً كبيراً ورائداً في بناء حضارة جديدة، يمكنها أن تخلص الإنسانية كل الإنسانية من أشكال الضياع والتيه الذي تعيشه في ظل حضارة المادة، تلك الحضارة التي أفقدت الإنسان قيمته، وما زالت تسعى بكل قوة إلى أن تفقد أمنه واستقراره واطمئنانه، لأنها لا تركض إلا خلف المال وتوابعه، من أشكال المادة المحسوسة.

    ويبقى السؤال الكبير: كيف يمكن أن تعود الأمة الإسلامية إلى ما كانت عليه ؟ أو إلى ما ينبغي أن تكون عليه، لا شك أن هذه الأمة الإسلامية تملك خصائص رئيسية تتمثل في فكرها الإسلامي، بأنواعه الثقافي والاقتصادي وغيره، ما يمكنها أن تستخدمه كسلاح ضد التحديات الفكرية الأيديولوجية، ذلك أن النموذج الإسلامي يتصف بالنظرة الكلية والتوازن وبتحقيق مصلحة المجتمع، ومصلحة الفرد معاً.
    ومما ينبغي التنبيه إليه في هذا المقام أن التدافع والصراع الحضاري هو سنة من سنن الحياة، وهو أمر لازم لنمو الحياة وامتدادها، واستمرار التاريخ، لذلك كان لا بد منه ليتميز البشر بعضهم من بعض، ويظهر الحق على الباطل، وتختبر وجهة الإنسان وصبره واختياره، قال تعالى: (كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) [الرعد: 17].

    ولهذا فإن المطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى أن يعود القائمون على قضايا الإسلام من القادة والعلماء إلى عملية التعبئة العامة للمسلمين في كافة الميادين، وذلك لمواجهة الهجمة الشرسة التي تتعرض لها أمتنا هذه الأيام، وأن ندرك أبعاد وسائل الغزو بانواعه ، التي يعمل بها في بلاد المسلمين، في حقبة الاستكبار الصهيوني العالمي، وذلك في محاولة منا إلى تحقيق النهوض الحضاري، والوصول إلى الحصانة الحضارية، والمناعة الفكرية للأمة، والحيلولة دون سقوطها، بما يراد لها في هذا الزمان، وهو الخطر الذي يتعاظم يوماً بعد يوم، والله تعالى نسأل أن يوفق القائمين على أمر هذه الأمة من العلماء الصادقين وأولى الأمر الذين تعنيهم مكانة هذه الامة ويسعون إلى أسباب نهضتها وعلو مكانتها، بأن يلهمهم الرشد ويهديهم ويوفقهم إلى سواء السبيل، ويسدد على طريق الحق خطاهم أجمعين.
    --------------------------------------------------------------------------------------------------------------
    في عالمنا الإسلامي - العربي منه وغير العربي - مخلوقات غريبة تريد أن تجمع بين المتناقضات ولا تريد مع ذلك أن يعترض على تناقضها معترض. يريدون أن يقولوا لإخوانهم الذين كفروا من أهل الغرب إنما نحن مثلكم ننتقد الدين كما تنتقدون، ولا نلتزم به كما أنكم لا تلتزمون، ولا نترك فرصة للسخرية منه ومن المستمسكين به إلا اهتبلناها كما تهتبلون. ونرى كما ترون أن من حق الأديب والفنان أن ينتقد قيم المجتمع ومعتقداته ويدعو إلى نبذها، لأنه لا يكون أديبا أو فنانا مبدعا إلا إذا فعل كل هذا بحرية كاملة كما تفعلون.

    لكن الفرق بين مخلوقاتنا الغريبة الممسوخة المقلدة هذه، وبين من هم أسوة لهم من إخوانهم الذين كفروا في الغرب، أن أولئك إذا قيل للواحد منهم إنك كافر بالمسيحية أو اليهودية اعترف بهذا وعده من تحصيل الحاصل. لكن مخلوقنا الممسوخ يرتجف ويولول ويطلب النجدة إذا قيل عن كلام كتبه هو أو أحد من شاكلته إنه كفر وخروج عن دين الإسلام. إنه يريد أن يكون كافرا حقا، لكنه يرتعد حين يوصف بالكفر المعبر عن تلك الحقيقة. يريد أن يكون كافرا لكنه يريد أن يعيش في أمن، وأن يكون ذا سمعة حسنة في المجتمع الذي يتنكر لأحسن ما فيه من معتقدات وقيم، ويريد - شأن كل منافق - أن يتخذ من انتمائه للإسلام حصنا لهدمه، وهيهات.

    وهو حين يواجه هذا الخطر على نفسه وعلى سمعته يتحول إلى واعظ يذكر من رموه بتهمة الكفر بقول الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل : 125] وهي الآية التي لا يكاد الواحد منهم يحفظ من كتاب الله تعالى غيرها. يحفظها ليحتمي بها بعد أن يحرف معناها ويؤولها على غير تأويلها. نعم نحن مأمورون بأن ندعو بالحكمة والموعظة الحسنة، لكن الذي نحن مأمورون بالدعوة إليه هو سبيل ربنا، وهو أمر واضح المعالم، بيِّن الحدود. فنحن لا نفهم من الدعوة بالحكمة وبالتي هي أحسن أن نميع حقائق هذا الدين، أو أن نطمس معالمه، أو نزيل الحدود التي تميزه عن غيره. فيكون شيئا هلاميا لا يعرف أوله من آخره، ولا يعثر فيه على ما يميزه عن غيره، فلا يمكن لذلك أن يُحكَم على إنسان بأنه داخل فيه أو خارج عنه. وما هكذا يكون الدين المنزل من عند الله، بل ما هكذا يكون أي مذهب حقا كان أم باطلا. لا بد لكل مذهب من معالم تحدد هويته، وتميزه عن غيره، حتى يقال عن إنسان إنه منتمٍ إليه أو ليس بمنتمٍ، وأنه مؤمن به أو كافر به. إن المذهب الذي ليس فيه ما يميزه عن غيره ليس بمذهب. والإسلام دين منزل من عند الله مرتكز على مجموعة من الحقائق، من آمن بها كان مسلما، ومن أنكرها أو سخر منها أو استهزأ بها كان كافراً. فإمكانية الحكم على إنسان بالكفر أمر لازم لهوية الدين. فالدين الذي لا إكفار فيه ليس بدين، لأنه لا هوية له. إذا لم تكن للدين هوية ولم تكن له معالم، فإلى أي شيء تكون الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة؟ والآية الكريمة التي يستدل بها هؤلاء الممسوخون تبطل دعواهم، وتدل على تحريفهم. وذلك أنها تبدأ كما قلنا بقوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ} [النحل : 125] وسبيل الله هو مجموعة الحقائق والقيم المبيَّنة في كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. إنها دعوة إلى توحيد الله تعالى وعدم الإشراك به، دعوة إلى حبه وتقديره حق قدره، دعوة إلى الإيمان برسوله وتعزيرِه وتوقيرِه، دعوة إلى الإيمان بأن ما قرره الإسلام حق لا ريب فيه، وما أمر به فعدل لا ظلم فيه {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} [الأنعام : 115]. فكل قول أو فعل يتناقض مع هذا فهو كفر، وكل قائل به وعامل به على بصيرة فهو كافر خارج عن ملة الإسلام، روائيّاً كان أم ممثلا أم فناناً، ناطقاً بالشهادتين أو غير ناطق.

    لكن المخلوقات الممسوخة تريد أن تتستر بكفرها وراء الأدب والفن، فتزعم تارة أننا لم نفهم ما قيل على أنه عمل أدبي فني. هكذا قال المدافعون عن سلمان رشدي في آياته الشيطانية في البلاد الغربية، وهكذا يقول المدافعون عن حيدر حيدر في وليمته لأعشاب البحر. وإن المرء ليعجب إذا كان جماهير الناس، بل خاصتهم لا يفهمون القصص والروايات، فيا ليت شعري ما ذا يفهمون؟ ثم هل يعقل أن يكتب كاتب قصة لا تفهمها الجماهير؟ إذن من الذي سيشتريها، ومن ذا الذي يقرؤها؟

    وتزعم أخرى بأن الفنان لا يحاكَم بالمعايير نفسها التي يحاكَم بها سائر عباد الله. أي إنه من حقه - وليس من حق السياسي مثلا - أن يظهر الكفر ويدعو إلى التهتك مادام يعرض علينا كفره وتهتكه في صورة أدبية أو فنية، ومادام الكلام ليس صادرا منه هو مباشرة وإنما يقال على لسان شخصيات روايته أو قصته. فهنيئا إذن لكل فاحش بذيء. إذ ما عليه - لكي ينجو من كل محاسبة - إلا أن يضع شتمه وبذاءته على لسان شخصية يخترعها، في قصة أو رواية أو قصيدة يكتبها.

    ماذا يعني هذا؟ أيعني أن الأعمال الفنية إنما هي أشكال لا محتوي لها؟ وأنها إنما يُحكَم عليها لذلك بشكلها لا بمضمونها؟ هل هذا صحيح؟ هل هذا هو الذي يفعله النقاد في تقويمهم للأعمال الفنية؟ وهل الشكل وحده هو الذي يبتغيه متعاطوا هذه الأعمال؟ وهل معنى هذا أنه إذا كان كاتب ذو مواهب فنية رائعة أنه يجوز له أن يكتب قصة فحواها الاستسلام لإسرائيل، وأنه لا يحق للفلسطينيين ولا غيرهم أن يعترضوا على ما فيها لأنها عمل فني؟ أم أن المحتوى الوحيد الذي لا يجوز الاعتراض عليه هو الاستهزاء بدين الله وتنقص أنبياء الله؟

    وإذا كان بعض الناس يضعون الجمال الفني فوق الحق وفوق القيم، فما هكذا يرى المسلم المهتدي بكتاب ربه الذي يعلي من قدر الصدق والعدل، ويذم الكذب والجور في شكل جاء هذا أو ذاك. ولهذا حكم على الشعر بمحتواه لا بمجرد شكله.

    {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} [الشعراء: 224 - 227]
    -----------------------------------------------------------------
    لا شك في صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان، بل إن هذا من المعلوم من الدين بالضرورة، أجمع عليه العلماء قديماً وحديثاً، فشريعة الإسلام هي خاتمة الشرائع، أوجب الله التحاكُمَ إليها، ونسخ بها ما قبلها، فقال سبحانه: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [الجاثية:18] وقال صلى الله عليه وسلم: (تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك) رواه ابن ماجه، فلا بد أن تكون صلاحية الشريعة تلبي حاجات الناس، وتحقق مصالحهم في كل زمان ومكان، وقد حذَّر الله تعالى من العُدولِ عنها إلى غيرها، فقال: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ} [المائدة:49]، وقال سبحانه: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء:65].

    ومما هو معلوم أن جوهر الإسلام هو الثبات، ونصوص الشريعة محدودة متناهية، اكتملت قبل انتقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة:3] بينما الإنسان حاجاته متجددة، فكيف للشريعة المحدودة أن تلبي هذه الحاجات المتجددة، من هنا كانت صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان مثار جدل بين علمائها ومفكريها، وكان من اللازم بيان ثوابت هذا الدين ومتغيراته، وما ينبغي أن لا نتزحزح عنه، وما يمكن من تعاليم الإسلام أن يتطور مع تطور الزمان وتغير المكان، وهذا ما نسعى لبيانه في هذا المقال.

    لم يسبق أن واجهت أمة من الأمم، أو ديانة من الديانات، ما واجهه الإسلام من تشويه لحقيقته، ومحاولة صرفٍ لوجوه الناس عنه، سواء في ذلك من خصومها وأعدائها الحقيقيين، أو من أبنائها المحسوبين عليها، ممن يتكلمون لغتها ويدينون دينها، ويعيشون بين أحضانها. ونظرة فاحصة دقيقة في تاريخنا الطويل توقفنا على حجم المأساة في ذلك، وعلى شراسة الجهود التي يبذلها أعداء الإسلام في كل زمان ومكان لصد الناس عن دينهم، من خلال الوسائل المتعددة والأساليب المتنوعة، من أجل منع الإسلام من أن يكون فاعلاً يمارس حقه في حياة الناس ومعاشهم. ساعدهم في ذلك وسهّل لهم مهماتهم أتباعهم من أبناء هذه الأمة، الذين تربوا على موائد الغرب، وتتلمذوا لثقافته، وتقلبوا في نعيمه من خلال الدعم المادي والمعنوي لمواقفهم وأقوالهم، فكانت عداوتهم أشد من عداوة أسيادهم؛ لأنهم أعرف بأمتهم واحتياجاتها منهم، وأعرف بحقيقة مواطن الضعف والقوة فيها.

    نشأ هذا الجيل من أمثال هؤلاء المثقفين وهم يجهلون تاريخ أمتهم، بقصد أو دون قصد، وينكرون حقها في أن تعيش حياة كريمة، ورفعوا شعارات واضحة الاتجاه والمعالم، ونادوا بضرورة إصلاح الأمة إصلاحاً يتماشى مع تطلعاتهم، إصلاحاً يقوم قبل كل شيء على طمس معالم التاريخ، المتمثل في أصالة القيم الإسلامية وعمق جذورها، إصلاحاً يُعلي من شأن الارتماء في أحضان حضارة الغرب.

    من هنا نراهم في محاضراتهم وندواتهم يحاولون رسم صورة يقارنون فيها بين قيم الإسلام وبين الغرب، وهي في حقيقة الأمر مقارنة بين شيء يعرفونه تماماً وهو (حضارة الغرب بوجهها المشرق المضيء) وبين شيء يجهلونه وهو (تاريخ الإسلام وقيمه وتعاليمه بوجهه المظلم بحسب نظرتهم) وحين يقارن المرء بين أشياء يعلمها وأشياء يجهلها؛ لا شك أنه سيفضل الأشياء التي يعلمها على التي يجهلها، ويكون في جانب ما يعلم.

    يطعن العلمانيون واللبراليون الذين تربوا في أحضان الغرب في صميم تعاليم الإسلام، وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعاً؛ لأنهم يظنون أن الخلاص كل الخلاص يكمن فيما عند الغرب، ويعتمدون في هذا على مناهج التفكير الغربي في حل الأزمات، ويرفعون رايات الانعتاق من الدين، كما انعتق أهل الغرب من ديانتهم، وانتصروا عليها أيام جاليلو وغيره، ويريدون لهذه الأمة بكل ما فيها أن تلحق بحضارة الغرب الذي تقدم في العلم والتكنولوجيا، وتقدم كذلك في كل شؤون الحياة، فالغرب في نظرهم يستحق أن يُقلد، والأمة الإسلامة والعربية ينبغي لها أن تنبذ من الدين والأخلاق ما نبذ أولئك؛ لأن الدين كان معوقاً لهم عن تقدمهم، وما كان لهم أن يتقدموا لولا انسلاخهم وانعتاقهم منه، فإن أردنا أن نتقدم فما علينا إلا أن نفعل ما فعلوا، فهم يرون أن هذا الظلام الذي تعيشه الأمة، إنما هو بسبب تمسكها بدينها وإسلامها، وأن الخلاص يكمن في ترك هذا الدين والانعتاق منه!

    هكذا ينظر هؤلاء إلى قضايا الأمة وجرحاتها، فهي في نظرهم أمة تسير في متاهات ليل مدلهم، ويظنون أن من واجبهم كأبناء لهذه الأمة أن يُنقذوها مما هي فيه، ويرون أن بريق الأمل الذي لمسوه وعايشوه في الغرب، وساروا خلفه مع أسيادهم وأساتذتهم كفيلٌ بأن يخرج الأمة العربية والإسلامية من التيه الذي تعيش فيه.

    وليت هؤلاء وأسيادهم يعترفون بجهلهم بحقيقة الإسلام وقيمه، وليتهم لا يسمون جهلهم هذا علماً وتميزاً على غيرهم من أبناء أمتهم، فما من أحد من هؤلاء العلمانيين إلا ويظن نفسه أكثر عمقاً في فهم الإسلام، حتى من علماء الإسلام أنفسهم، ولذلك تجدهم يرددون بكل جرأة وصراحة: (هذا ليس من الدين في شيء) و(هذا شيء لا يقبله الإسلام)، و(هذا أمر الإسلام منه بريء) وأمثال هذه العبارات، التي يظن من يسمعها أنهم يعرفون الإسلام، ويعرفون ما يجب أن يكون عليه الإسلام، ولو جاءهم حقاً من هو على منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكان بغضهم له أشد، ومحاربتهم له أعظم.

    وسبب هذا البغض وهذه الكراهية لأهذا الدين أنه يضر بمصالحهم، ويؤثر على أوضاعهم، فكلما استقامت الأمور، تضررت مصالح المنتفعين من بقاء الأحوال على ما هي عليه، وهؤلاء ينطلقون من هذا المنطلق في بغضهم لكل من يحمل الإسلام، ويسعى لتحقيق تعاليم الإسلام.

    ليت هؤلاء يعترفون أنهم لا يعرفون حقيقة الإسلام، ويعترفون أن ما يرونه من أخطاء بعض المسلمين لا يعني أن مثل هذه الأخطاء هي أخطاء يتحملها الإسلام، وليتهم يعترفون أنهم يتمنون أن يرجع الإسلام إلى نصاعته وإشراقه، ويقرون بأن الإسلام فيه الخير الذي يحتاجون إليه، وأنه قادر على حل مشاكل الأمة وأزماتها، وليتهم يقولون ويصرحون بأنهم لو رؤوا الجانب المشرق للإسلام لقبلوه، وليتهم يعترفون بأن توجههم إلى الغرب كان بعد أن افتقدوا الإجابة الصحيحة من جانب الإسلام وعلماء الإسلام، أقول: لو قالوا ذلك واعترفوا به لاعترفنا بأنهم حريصون على صلاح أمتهم، وقلنا حينئذ أن الخطأ واللوم على علماء الإسلام، حيث عجزوا عن بيان حقائقه والدعوة إليه كما يفعل الآخرون، وقلنا: إن من أسباب ضياع هذا الدين جهل أبنائه وعجز علمائه.

    أما المصيبة كل المصيبة فهي أن يقف هؤلاء بكل طاقاتهم في وجه الإسلام، يطعنون فيه ويشككون، وكأنهم أعرف الناس به، فهذه هي المأساة، وهذا هو الإشكال الحقيقي الذي نعيشه في أيامنا هذه.

    يكثر على لسان الكثير من هؤلاء: إن الإسلام جاء في زمن غير زماننا، وإن الزمان قد تغير، وما صلح في ذلك الزمان لا يعني أنه يصلح في كل زمان، ويرون أن ما يصلح في زماننا هذا هو ما نراه قائماً في الغرب، من ابتعاد كامل عن إقامة الدين في حياة الناس.

    نكتفي في في هذا المقام ببيان مسألتين مهمتين، هما: مسألة القضاء، ومسألة الشورى، كنموذج بين الثابت والمتغير فيهما، وما ينطبق عليهما ينطبق على غيرها من تعاليم الإسلام وأحكامه. يشهد كثير من المستشرقين وعلماء الغرب أن الشريعة الإسلامية هي أصلح نظام قانوني للحياة، قادر على الاستجابة لحاجات الناس المتجددة، ولو أردنا الاستشهاد بأقوال هؤلاء لضاق بنا المجال، وهي موجودة في مظانها من كتب الفكر والثقافة.

    جاء الإسلام بمبادئ في مختلف شؤون الحياة هي الأقدر على تحقيق العدل والخير، والقابلة للتجديد والتغيير بما يحقق أحسن النتائج، فالإسلام يجعل العدل المطلق أصلاً من أصول الحياة، ويمنع الظلم والجور منعاً باتاً، حتى لو كان هذا الظلم في حق الأعداء، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة:108]. والله سبحانه يأمر بالعدل والإحسان، هذا من ناحية مبدأ العدل في ذاته، أما وسائل تحقيق العدل فهي غير محدودة، وهي قابلة للتجديد حسب الظروف، وحسب البيئة، والتجارب البشرية النافعة، فعدالة التقاضي قد تتحقق بوجود محكمة واحدة، وقد تتحقق بعدة درجات من المحاكم، وقد تتحقق بفصل السلطات الثلاث، ومن هنا فإن الوسائل متروكة للأصلح من تجارب البشرية، وللآراء المتجددة حسب الظروف المتجددة في كل زمان ومكان.

    وكذلك الأمر بالنسبة لمسألة الشورى؛ فإن الإسلام يجعل الشورى أساساً من أسس الحكم، قال تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران:159]. وقال سبحانه: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشورى:38]. ولكنه سبحانه ترك كيفية تحقيق الشورى على الوجه الأمثل لاجتهاد عباده وفقاً لظروف البيئة وتجارب الناس، في مثل هذا المجال، ويراعي المجتمع المسلم في ذلك ما يجد من تطورات، وما يبتكر من وسائل. وهناك قضايا كثيرة وضع الإسلام فيها مبادئ ثابتة، واجبة التطبيق، وترك للأمة أن تأخذ بما تراه مفيداً من الوسائل لتحقيق تلك المبادئ وتطبيقاتها.

    من هنا نستطيع أن نقرر بكل وضوح: إن الإسلام جاء بمبادئ ثابتة، فيها كل ألوان السعادة التي يطلبها الإنسان، وبإمكان هذه التعاليم والقيم أن تأخذ بيده وتخلصه من أدران الشقاء، بيد أن الشرع الحكيم ترك للبشر الأساليب والوسائل التي يحققون من خلالها تلك المبادئ حسب ظروف حياتهم، وحسب التطورات والتغيرات التي يواجهونها في واقعهم، قال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78].

    إسلام ويب...








                  

02-02-2020, 01:41 AM

محمد أحمد الريح

تاريخ التسجيل: 01-22-2008
مجموع المشاركات: 3051

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإساءة للآخرين في ضوء المعالجة القرآنية (Re: سيف اليزل برعي البدوي)


    لا اعتقد أن الكلام الفارغ الممل الذى تكتبه يمكن لأى فرد عاقل أن يقرأه.
    لذلك أرى أن جميع ما تكتبه لآيوجد فرد واحد يرد عليه.
    أنا أرد عليك من العنوان فقط!!!
    أسمع كلامك أصدّقك أشوف عمايلك أستعجب!!!لقد إتهمتنى باللواط من دون دليل ولم تعتذر وتتكلّم فى الدين بدون خجل.
                  

02-02-2020, 01:41 AM

محمد أحمد الريح

تاريخ التسجيل: 01-22-2008
مجموع المشاركات: 3051

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإساءة للآخرين في ضوء المعالجة القرآنية (Re: سيف اليزل برعي البدوي)


    لا اعتقد أن الكلام الفارغ الممل الذى تكتبه يمكن لأى فرد عاقل أن يقرأه.
    لذلك أرى أن جميع ما تكتبه لآيوجد فرد واحد يرد عليه.
    أنا أرد عليك من العنوان فقط!!!
    أسمع كلامك أصدّقك أشوف عمايلك أستعجب!!!لقد إتهمتنى باللواط من دون دليل ولم تعتذر وتتكلّم فى الدين بدون خجل.
                  

02-02-2020, 01:41 AM

محمد أحمد الريح

تاريخ التسجيل: 01-22-2008
مجموع المشاركات: 3051

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإساءة للآخرين في ضوء المعالجة القرآنية (Re: سيف اليزل برعي البدوي)


    لا اعتقد أن الكلام الفارغ الممل الذى تكتبه يمكن لأى فرد عاقل أن يقرأه.
    لذلك أرى أن جميع ما تكتبه لآيوجد فرد واحد يرد عليه.
    أنا أرد عليك من العنوان فقط!!!
    أسمع كلامك أصدّقك أشوف عمايلك أستعجب!!!لقد إتهمتنى باللواط من دون دليل ولم تعتذر وتتكلّم فى الدين بدون خجل.
                  

02-02-2020, 01:41 AM

محمد أحمد الريح

تاريخ التسجيل: 01-22-2008
مجموع المشاركات: 3051

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإساءة للآخرين في ضوء المعالجة القرآنية (Re: سيف اليزل برعي البدوي)


    لا اعتقد أن الكلام الفارغ الممل الذى تكتبه يمكن لأى فرد عاقل أن يقرأه.
    لذلك أرى أن جميع ما تكتبه لآيوجد فرد واحد يرد عليه.
    أنا أرد عليك من العنوان فقط!!!
    أسمع كلامك أصدّقك أشوف عمايلك أستعجب!!!لقد إتهمتنى باللواط من دون دليل ولم تعتذر وتتكلّم فى الدين بدون خجل.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de