الأستاذ محمود محمد طه: عبدالله جعفر ميرغني و"سماوات الجيلي"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 07:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-27-2020, 05:49 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأستاذ محمود محمد طه: عبدالله جعفر ميرغني و"سماوات الجيلي"

    04:49 AM January, 26 2020

    سودانيز اون لاين
    عبدالله عثمان-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    ———— الحزن القديم ————

    (قبل أسبوع بديت أكتب المقال دا في ذكرى رحيل محمود محمّد طه، أصف ما له وما عليه من وجهة نظر تجربة خاصّة خضتها؛ بس كنت مضغوط في ديدلاين مهم في الشغل، فما قدرت أكمّله؛ لكن أمس الصباح حصلت حاجة ح أحكيها تحت خلّتني أقرّر أكمّل البوست وأنشره)

    بفضل مصاهرتي لأسرة جمهوريّة فيه ناس كتار فاكرينّي جمهوري، ف حسّة من العنوان ح يكونوا فرضوا صورة عن المحتوى؛ أتمنّى الناس تقرا النص دا بعيداً عن أيّ افتراضات مسبقة، لأنّي ح أتناول الموضوع من وجهة نظر غالباً ح تكون مختلفة عن كلّ الاتقال؛

    كنت طفل أيّام محاكمة محمود محمّد طه الشغلت الراي العام في ٨٥؛
    كان فيه استقطاب كبير في البلد وكتها، ما بين ناس بيقدّسوه، وناس بيكفّروه؛
    في المجتمع الحولي كانت الصورة أقرب للنص التاني؛
    رغم إنّه ما حصل اتفتح الموضوع بجدّية، مجرّد ونسات وقصص جداد من نوع "سألوه اسم الكريم منو قال الله"؛

    مرّت السنوات، وساقتني الأقدار للارتباط بزميلة من أسرة جمهوريّة، فلقيت نفسي محتاج أعرف أكتر، شان أقدر اتعامل مع أيّ فوارق ثقافيّة؛
    بديت أقرا بعض كتب الجمهوريّين؛
    ورغم إنّه كتير من الكلام ما أقنعني، لكن لقيته متّسق مع بعضه بصورة أكبر من إنّك تختزله في إنّه زول بنظّر والسلام، أو "بهرطق" كما يراه السلفيّين؛

    أعجبني بشكل خاص توفيق محمود بين فكرة التنزّل العند الصوفيّة، وبين نظريّة التطوّر العند داروين؛
    واستوقفني بشكل كبير وجهة نظره في مسألة القدر، وخلاصتها بأنّ الإنسان مسيّر نحو التخيير، إن جاز التعبير، وإنّه تجويد العبادة بيقود الإنسان نحو التخيير؛
    واستشهد على كلامه دا استشهاد قوي وذكي بحديث: "وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتّى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها"، أو كما روى ‎رسول الله ﷺ عن ربّه؛

    دا لا يمنع برضو إنّه كان عندي تحفّظات كتيرة على محمود وبعض ما نسب إليه؛

    مطالعة نصوص الفكرة الجمهوريّة كان بالنسبة لي مدخل لعالم كنت أجهله تماما، وهو عالم الصوفيّة؛
    قبلها كانت فكرتي عن التصوّف دراويش ونوبات، ما أكتر؛
    ما كنت قايل الموضوع فيه عمق فلسفي قدر دا؛

    استوقفني في كلام محمود تعبير "الإنسان الكامل"؛
    واستبعدت إنّه يكون من اختراع محمود محمّد طه؛
    سألت قوقل؛
    لقيت مقالات معاصرة، فيها إشارات لابن عربي؛
    ودلّاني قوقل برضو على واحد اسمه عبد الكريم الجيلي، من عصر سابق، عنده كتاب اسمه "الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل"؛
    لقيت نقد ومهاترات عن كتابه على لسان بعض السلفيّين؛
    بعضها فيه طرافة، مثلا لقيت واحد يكتب ساخراً: "بالله عليكم أيّها المسلمون هل سمع أحدكم من قبل بنبيّ اسمه جرجيس؟ ها هو الجيلي يلتقيه في السماء الرابعة؛ كما التقى بملكٍ يدعى توحائيل!"
    ضحكت، لكن برضو جاني فضول أشوف الكتاب؛
    لقيته في البوستة ام درمان، فاشتريته وبديت أقرا فيو؛
    في بداية الكتاب بينصحك ما تنكر حاجة؛
    لو ما وقعت ليك خلّيها بس؛
    اللي هو كلام فيه شبهة زول ناوي يخمّك 😄؛
    عموما محتوى الكتاب كان غريب؛
    من جانب، اللغة فصيحة والأسلوب بليغ شديد؛
    لكن بالمقابل، معظمه الكلام بدا لي خارم بارم؛
    كيف الخضر رافق الاسكندر وأرسطو، واغتسل من ماء الحياة، وفجأة تلقى نفسك في مكان في بلاد البلغار، لا تجب فيه صلاة العشاء، وبعدين تلقى نفسك في سماء المرّيخ، صاحب العداوة والتوبيخ، وبعدين تدخل في حضرة إلهيّة في زبيد، اجتمع للجيلي فيها من العلوم ما لا يسع الوجود أن يذكرها فيه!
    ياها دي اللاقى فيها جرجيس وتوحائيل؛
    كنت مواصل بقرا في الكلام كونسة؛
    لكن توقّفت كثيرا، جدّا، في الحوار القصير الدار بين الجيلي وموسى عليه السلام؛
    حين سأله، بحسب وصفه، عن قوله ﴿رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ﴾؛
    ما متذكّر نصّ الكلام بالضبط، والكتاب اتفقد للأسف ما متذكّر وين؛
    لكن ملخّص الحوار الموصوف بلغة أدبيّة بليغة ومقتضبة، إنّه "الجبل" في ﴿انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي﴾ مقصود بيها المادّة، البنية، ومنها كلمة "جُبل" على حاجة، يعني اتصبّ عليها؛
    فالمعنى إنّه عاين لي جسدك لو بتحمّل ح تشوفني؛
    ﴿فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ﴾ فلمّا انكشفت الحجب، موسى ما قدر يتحمّل فعلا عظمة الله، فانهار؛
    يللا الزيت في إنّه ﴿جَعَلَهُ دَكًّا﴾ ﴿وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا﴾ ديل نفس الحاجة؛
    يعني الجبل الاتدكّ دا جسد موسى عليه السلام؛
    مش جبل قدّامه "شاف" الله قام انهار، وموسى غمر من الخلعة!
    وااااااو؛ قويييييية!
    قويّة وللا ما قويّة؟
    قريبات دي حكيتها للصديق الحبيب Mogahid Osman Slyman، فوقف نفس وقفة إعجابي لمن قريتها؛

    دي ما كانت الحاجة الوحيدة الأذهلتني في الكتاب؛
    فخلاصة تجربة القراية في الكتاب الصغيّر دا إنّه الصوفيّة ديل خلّي بالك عندهم زوايا تانية بشوفوا بيها؛
    بتورّيهم حاجات نحن ما بننتبه ليها؛

    دارت الأيّام؛
    وحصلت لي تجارب صادمة في حياتي، كلّ تجربة بتخلّيني أتأمّل وافكّر أكتر واعمق؛
    سنة ٢٠١٧ كتبت عدد من المقالات الفلسفيّة؛
    ومن ضمنها واحد اسمه "نظريّة الوجود" [١]، وآخر عنونته "نظريّة المسرح" [٢]؛
    الفلسفة الفي المقالين استخلصتها من تأمّلات في الحياة، ما عندها صلة مباشرة بـ"الدين"؛
    في نظريّة المسرح وصفت كيف الزول لمن بيبدا حياته ككومبارس بس، ما عنده فرصة حتّى في اختيار إسمه؛
    وبعدين بيبدا يتدرّج في الأدوار، لحدّي ما يبدا ياخد أدوار بطولة في مسرحيّاته البتخصّه، ويلعب أدوار رئيسيّة في مسرحيّات ناس تانين؛
    وفي النهاية خلصت لأنّه عبر تجويد أداءك للأدوار البتاخدها بيبدا نفوذك يزيد، فتبدا تفاوض في الأدوار، وبعد شويّة في الـ plot، وبعد شويّة ممكن تشارك في الإخراج، أو تكتب قصص وسيناريوهات عديل في الحياة!
    وبمجرّد ما فرغت من كتابة البوست دا ونشرته وقفت متأمّلاً الكلام الكتبته؛
    الكلام دا ماااا غريب علي؛
    مش دي ياها ذاتا فكرة "مسيّر نحو التخيير" القالها محمود؟
    الفرق بس إنّه هو رابط الموضوع بتجويد العبادة، وانا رابطه بتجويد أداء الأدوار المسندة ليك؛
    مسارين مختلفات جدّا ساقوا لنفس النتيجة؛ interesting!

    لمن كتبت البوست كانت فكرة إنّه ممكن الزول يكتب سيناريو عديل دي فكرة نظريّة بس؛
    لكن كنت على قدر إنّي أجرّبها عمليّا على نهاية السنة؛
    في رحلة تشبه حكايات الجيلي؛
    رافقتني فيها صديقة من الجيل الجميل؛
    بدأت بتساؤلات فلسفيّة عريضة، وانتهت بتجربة صوفيّة مكتملة الأركان؛
    حصل لي فيها "فتوحات" معرفيّة كبيرة شديد، ما ح أقول زي الجيلي "لا يسع الوجود أن نذكرها فيه"، لكن على الأقل البوست دا ما بشيلها، ولا عشرة بوستات؛
    فناخد بس البيلينا في موضوعنا الهنا؛

    قبل ما أدخل التجربة دي كان صديقي الحبيب Mohamed Sameer بيونّسني مرّات عن الـ meditation؛
    فمرّة حكى لي إنّه الـ ultimate في الحاجة دي إنّك to vanish، تتلاشى الأنا، ويفضل الوجود بس؛
    بالنسبة لي الكلام ما خلق معنى، لأنّه ما بشبه لي حاجة بعرفها؛
    لكن في نص تجربتي الروحيّة القلتها دي، وسط ساعات التأمّل الطويلة والعميقة القضّيتها وانا بتجوّل في شوارع كونستانز، ضربت مرّة لمحمّد؛
    + متذكّر كلامك بتاع التلاشي؟ يللا مش بيقولوا ما لانهاية وسالب ما لانهاية بيتلاقوا، باعتبارهم انعكاس لنفس النقطة؟ أظنّني وصلت للحاجة البتقولها دي من خلال المشي في الاتّجاه المعاكس تماما: وصلت مكان تلاشي فيه الوجود تماما، وفضلت أنا بس، الله ورقبتي!
    - قادر أصدّقك، لكن ما قادر اتخيّل الانت شايفه؛
    تجدر الإشارة إلى إنّي حرصت من البداية أخلّي محمّد في الصورة، باعتباره زول بثق فيو فممكن يسلّفني عيونه أشوف بيهن لو طشّيت؛

    أنا وصديقتي كنّا بنسمي المكان الوصلنا ليو "هناك"؛
    وفي خلال الرحلة لهناك مرّ قدّامي تاريخ الإنسان كلّه!
    وصفته بأكتر من عبارة، أذكر منها:
    ـ "حيث لا شيء، وكلّ شيء"، و
    ـ "مكان ما اتخلقت لغة شان توصفه"؛

    فيما بعد قدرت أشرح أكتر العلاقة بين التعبيرين الاستلهمتهن لوصف المكان دا؛
    الفكرة إنّك بتبدا تدريجيّا تتحلحل من قيود اللغة، وتشوف الحقيقة بدقّة أكبر؛
    لكن المشكلة إنّك كلّما تعمل كدا بيكون عندك شح في اللغة الممكن تصف بيها الإنت شايفه؛
    لحدّي ما تصل مرحلة تكون شايف كلّ حاجة، لكن عاجز عن وصف أيّ حاجة؛
    بتبقى محتاج تحكي قصص طويلة جدّا عشان كلامك يخلق معنى، زي ما أنا حسّة بسرد في السرد دا كلّه شان الخلاصات التحت دي تخلق معنى؛

    + محمّد، أنا شكلي ابتديت أعبر!
    قلت لمحمّد سمير ذات مرّة، قصدي أجن؛
    - قادر اتخيّل!
    ياخ أ***ك 😆، بدل ما تطمّني وتقول لي بعد الشر 😪؛

    كمّيّة السكينة والجمال "هناك" لا توصف؛
    شان كدا بتلقى نفسك ما داير ترجع هنا؛
    فبتقعد جوّاك كتير؛
    الأيّام ديك كنت ببكي كتير جدّا، ونقصت ١٠ كيلو!

    يلّلا بمجرّد ما تعود من جولاتك دي بتكون متحمّس شديد تبشّر الناس بالعالم الجميل الشفته؛
    لتصطدم بالواقع الأليم؛
    بديت وكتها أكتب بحماس شديد، لأتفاجأ بأنّه ردود الفعل كانت مزيج من الارتياب والرفض، من أقرب الأقربين!
    الكلام دا كان على نهاية ٢٠١٧؛
    إيماني بحسن نيتي، وقيمة الثروة الجيت بيها وداير أملّكها للناس، خلّوني اتحدّى ردود الأفعال، واواصل؛
    بينما محمّد سمير ظلّ يعظني وعظ الزول الفعلا خايف عليك،،
    - يا عبد الله حقّو ما تكتب كتير في السوشيال ميديا؛
    - يا عبد الله أنا يادووب من خلال تجربتك دي بديت أفهم كلام الصوفيّة بتاع كتمان السر؛
    محمّد هو الربط تجربتي دي بالتجارب الصوفيّة، براي ما كنت ح أنتبه؛
    وكان أحيانا بيجيب لي كلام السهروردي وشمس التبريزي أقارن بيهم؛
    في واحد من أحلك الأوقات، وانا محبط شديد من ردود أفعال الناس القاسية، استقبلت واحدة من ألطف الرسايل من محمّد:
    - يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا!
    أثلجت صدري، في واحد من أكتر الأيّام البكيت فيها؛
    زي ما قلت، التجربة دي يضيق المكان هنا عن وصفها، لكن أدّيكم بس جانب قد يشرح كلام محمّد عن كتمان السر، عشان تاخدوا فكرة عن تلازم الفرح والحزن في تجربة زي دي؛
    واحدة من أبسط الحاجات مثلا، حاول تتخيّل بس إنّك وصلت مكان بالوصف البقول عليه دا، شعورك شنو ح يكون تجاه الزولة الرافقتك في الرحلة دي؟
    اتخيّلت؟
    لكن للأسف، تلقى نفسك مازلت عايش في كوكب الأرض، وما قادر تشرح حتّى لأكتر زول في الدنيا ممكن يثق فيك نبل العلاقة البيناتكم؛ وتحس بالارتياب في عيون الناس وهم بيسقطوا عليك أسوأ ما بداخلهم؛

    في تلك الأيّام بالذات اكتشفت أغنية الحزن القديم، وصارت ورد يومي، بسمعها وأعيدها ولا أملّها؛
    ما عندي ذرّة شك إنّه الدوش وصل هناك، وغالبا وصل مشى أبعد، وأبدع في وصف الرحلة:
    تجيني
    ويجيني معاك زمن
    وامتّع نفسي بالدهشة
    طبول بتدق
    وساحات لي فرح
    نوّر
    وجمّل للحزن ممشى!
    وتمشي معاي
    خطانا الإلفة والوحشة
    وتمشي معايا وتروحي
    وتمشي معاي وسط روحي
    ولا البلقاه بعرفني
    ولا بعرف معاك روحي!

    سعدت بوجه خاص لمن عرفت إنّه كتبها من داخل التجاني الماحي، تقريبا كان بيتعالج من الإدمان؛
    دا بيدّي فكرة عن الممكن يحصل؛

    ممكن أحكي أكتر في وكت أرحب؛
    لكن نحن حسّة بنتكلّم عن محمود محمّد طه؛
    فأقوم أقتطف جزو من أحد حواراتنا تطرّق لمحمود:
    + بالمناسبة، كتير من كلامه، وكلام الصوفيّة، Non-blockable، يعني حتّى لو ما أخدت بيو بتلقى نفسك ما قادر ترفضه؛
    -ـ Yes ..they usually have a point..
    + من خلال تجربتنا أنا وإنتي دي، بقيت بميل للاعتقاد بأنّه محمود عاش تجربة مشابهة؛ لكن المشكلة حصلت لمن حاول يعمّم التجربة؛ To mass-reproduce it؛ عمل الطريقة الوصل بيها هي "الطريق"؛ الحاجة الوصل ليها هي "الأصل"؛
    - عايز يوّصل الناس كلهم "هناك" بتاعته ..
    + نحن كنّا محظوظين خاااالص بالمناسبة ..
    - يمكن لانه كان براهو!
    + لأنّنا مشينا هناك بي طريقة non-conventional خالص؛
    + "يمكن لانه كان براهو!" 😍؛ تمااااما، ديه واحدة من الـ pitfalls
    + والمشكلة التانية هي اللغة المتاحة ليو؛ يعني هو جايي من خلفيّة صوفيّة؛ فتصوّر "المعارف" الوصل ليها دي بأنّها "علم لدنّي"
    + نحن مثلا عندنا خلفيّة computer science، فحاولنا نستوعب البيحصل لينا بي إنّه computational model؛
    + لكن بالمناسبة، عدد من الـ conclusions مشابهة؛
    + بس ح تلقيو موصّفها بي لغة مختلفة؛
    + اللغة بالجد قيد!
    + زول كان هناك براو ح يقول للناس شنو؟
    + لي روحه ذاتها ح يقول شنو؟
    + ح يقول في حضرة الله؟
    + حضرة رسول الله؟
    + يمكن فعلا كان مستحضر رسول الله!

    زي ما قلت قبيل، مرّ قدّامي تاريخ الإنسان كلّه؛
    ومن الضمن قادر اتخيّل بدرجة كبيرة الممكن يكون حصل لمحمود شنو، والمشكلة اللاقته؛
    ومع اعتقادي بتشابه التجربة، لكن ظروف مختلفة تواطأت لتحويل تجربة محمود للحاجة المثيرة للجدل الحصلت دي، وانتهت بالتآمر على قتله، أذكر منها:
    * ما لقى زول محل محمّد سمير بالنسبة لي يفرمله؛
    * عكس الحصل لي، وجد دعم وايمان من أقرب الأقربين، وطّن "ثقته في نفسه"؛
    * زي ما قلت، نحن مشينا بطريقة non-conventional؛ صعب أبيع لي زول إنّي عشت تجربة روحيّة كبيرة من خلال حوار مع بت؛ في الحقيقة صعب أحكي ذاته، لأنّه في نظر معظم الناس ح نكون عبارة عن اتنين مستهبلين بيحنّكوا بس؛ محمود مشى بي طريقة تقليديّة بتاعة صوم وخلوة وكدا، فتجربته ساهل تتسوّق في الإطار الديني؛

    فخلاصة الكلام، شكله محمود بالفعل حصل ليو تجربة روحيّة عميقة، لكن تشوّهت كتير لمن حاول ينقلها في ماعون لغوي ما بقدر يستوعبها؛
    هنا ممكن أشرح معنى "ثقته في نفسه" القلتها قبل شويّة: ما قصدي ثقته في الحاجة الشافها واليقين العنده بيها، قصدي ثقته في قدرته على توصيلها للناس؛
    وبعد شويّة بقى محاط بالأتباع والمريدين، وبدا يحصل تقديس لخبط الموضوع زيادة؛

    دا كلّه ولسّة ما بقدر أحكم بشكل قاطع إنّه أخطأ، لأنّي ما عارفه كان شايف رسالته شنو؛
    يعني من خلال تجربتي الخاصّة بكون مرّات عارف إنّه كلامي ما ح يتفهم زي ما قصدته، لكن I have to live with that؛و I have to say it anyway؛ حصلت أكتر من مرّة فييي الثورة دي!

    عن نفسي، أخدت زمن عشان أقدر اتعايش مع الواقع من جديد؛
    وفيما بعد اكتشفت إنّه المشرف بتاعي الألماني مرّ بتجربة مشابهة، بس مشى في اتّجاه الميديتيشن بتوع الرجوع للأرض، ما عكس زيّي؛
    وقتها فقط فهمت سر الكتاب الأهداه لي سابقا عن الرومي!
    المهم، من ضمن كلامه معاي في مؤتمر صادفته فيه، قال لي الجزو الصعب هو رحلة العودة، كيف تقدر تعيش حياة طبيعيّة؛ ونصيحته لي أبحث عن "سينير"؛ طلع فيه درجات وخبرات في الموضوع!

    مرّ الزمن وقدرت أتجاوز المرحلة الخطيرة، الكنت ماشّي فيها على حافّة الجنون؛
    قدرت أستوعب إنّه اللغة العاديّة ما بتناسب نقل المحتوى دل؛ وفي النهاية اهتديت للقصص والشعر لتشفير المعاني الما بيسعها المنطق؛
    كتبت أكتر من قصّة روائيّة ضمّنت فيها بعض اللمحات من التجربة الحكيت عنّها دي، أنصح بالرجوع لاتنين منّهن [٣، ٤، ٥]، عشان يتفهم الكلام الجايي بصورة صحيحة؛
    كذلك بديت اتمرّن على كتابة القصايد "الدوشيّة"،
    زي [٦]:

    يا من أراك
    مخلوقة من طينتك براك
    جلّ البراك
    بعد السلام
    والإحترام
    رسّلتا ليك ألطف ملاك
    من معبد الحبّ الملاني
    لمعبد الخير الملاك
    وصّيتو يمثل بين يديك
    وتعلّميو مما لديك
    ويرتّل الصلوات وراك
    بي كل حضور
    بين الأصايل والبكور
    أكسيه نور
    ورّيه كيف
    يِغزل شعاع النور خيوط
    وِيْجدل خيوط النور حبال
    ومن الحبال يصنع جسور
    توصل سماواتي بسماك
    واعرج هناك
    وأفضل معاك
    مأواي سدرة منتهاك

    والآن ممكن نحاول نجمّع بعض الخيوط؛
    القصّة [٣] دي، وللا القصيدة [٦] دي، حصلت وين؟
    مسرح القصّة وين؟
    بكلّ ثقة بقول ليك القصّة دي حصلت، لكن صعب أشرح حصلت وين وكيف؛

    في الحقيقة القصّة دي بقت مدخل لكورس في "الفلسفة" بقيت بدّيه للأصدقاء الصغار؛
    ببدا بدّي الزول القصّة يقراها؛
    بعضهم بيكتفي بأنّه "يا سلام، قصّة حلوة"؛
    لكن قليلين برجعوا لي تاني، يقولوا لي القصّة دي غريبة شديد؛ وابدا بعد كدا أشرح ليهم معنى أيّ كلمة؛
    ما عندي شك إنّه كتير من الناس البيقروا في كلامي دا حسّة بيكونوا شايفين زول وهمان جدّا، فاكّيها في روحه، ومصدّق؛
    لكن يظل برضو فيه حبّة ناس ماخدين الكلام بجديّة؛

    يللا حسّة وصلنا حتّة بترجّعنا لكلام الجيلي؛
    سماوات الجيلي دي قد تكون زي "سماواتي وسماك" الفي القصيدة [٦] دي؛
    وجرجيس اللاقاه دا قد لا يختلف كثيرا عن "نبي" إسمه "دو"، لاقيته، وبقى أسوة بالنسبة لي؛
    بقول قد تكون؛
    لكن برضو قد لا تكون؛
    المهم إنّه فيه محتوى أكبر من سعة القناة المتاحة للتواصل، فبحصل ما نسمّيه في علم الاتّصالات aliasing: معلومة تتنكّر في شكل معلومة مختلفة؛
    فالخيار المتاح هو تشفير المحتوى بصورة تقلّل الظاهرة دي، لأنّه المعلومة الباهتة أفضل من المعلومة الخاطئة؛
    (للمصادفة، دا شغلي عديل)

    •• الصلاة!
    لا يذكر محمود إلاّ ويدور الجدل حول تركه للصلاة؛
    البوست طال شديد، ف ح أقيف هنا، وفي مرّة جاية ان شاء الله ح أحاول برضو أشرح الحصل، على ضوء ما تقدّم، وبعدين أعلّق عليه من وحي الحاجة الحصلت زي ما قلت وخلّتني أرجع أكمّل البوست؛

    ختاما، الحزن القديم
    بهديها لروح محمود، وكلّ السجناء في قيد اللغة؛
    الدوش عبّر عن حاجات عجز الفلاسفة عن وصفها!

    https://youtu.be/Qzo9Mp7CW_shttps://youtu.be/Qzo9Mp7CW_s

    عبد الله جعفر
    ٢٦ يناير ٢٠٢٠

    ————————————
    المراجع:
    ‏[١] https://www.facebook.com/745320706/posts/10158184162685707/؟d=nhttps://www.facebook.com/745320706/posts/10158184162685707/؟d=n

    ‏[٢] https://www.facebook.com/745320706/posts/10158233159060707/؟d=nhttps://www.facebook.com/745320706/posts/10158233159060707/؟d=n

    ‏[٣] https://www.facebook.com/745320706/posts/10162152187215707/؟d=nhttps://www.facebook.com/745320706/posts/10162152187215707/؟d=n

    ‏[٤] https://www.facebook.com/745320706/posts/10161125789845707/؟d=nhttps://www.facebook.com/745320706/posts/10161125789845707/؟d=n

    ‏[٥] https://www.facebook.com/745320706/posts/10160616015080707/؟d=nhttps://www.facebook.com/745320706/posts/10160616015080707/؟d=n

    ‏[٦] https://www.facebook.com/745320706/posts/10161004008465707/؟d=nhttps://www.facebook.com/745320706/posts/10161004008465707/؟d=n









                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de