|
Re: إطفاء الحرائق ... والنظر للأمام (Re: محمد حيدر المشرف)
|
Quote: دار جدل واسع في الماضي ـ ومازال ـ وسيستمرـ ولا أظن أنه سيحسم قبل بدء المداولات حول الدستور الدائم ـ عن أهمية تحديد هوية الدوله , ويتمحور الجدل بل الصراع بين مفهومين "الدولة الدينية , الدولة العلمانية". فلا الجدل والصراع قد حسم لصالح طرف دون الاخر ـ رغم مضى مايزيد عن الستين عاما منذ انطلاقه وحتى الأن ـ ولاتم التواضع على صيغه قابله للتوافق عليها ـ ورغم ان الصيغه الثالثه تم تداولها على نطاق محدود منذ زمن ليس بالقصير خلال منعطفات الصراع السياسي والاجتماعي والثقافي الا أنه لم يتم الإرتفاع بالتداول والإلتفاف حولها لمستوي البديل الانسب لتحديد هويه الدولة والبديل الثالث الذي نخاطبه هنا هو الدوله المدنيه والتى يعتمد مفهومها علي شرحها ـ فهي دوله مدنيه ديمقراطيه ـ يتم تداول السلطه فيها بطريقه سلميه ولامجال فيها لحكم عسكري او شمولي ايا كان ـ دوله المواطنه يتمتع فيها جميع مواطنيها بالحقوق والواجبات نفسها ـ ويتساوي جميع مواطنيها أمام الدستور والقانون والفرص الإاجتماعيه والإقتصادية والسياسيه والإدارية بصرف النظر عن العرق او اللون او المعتقد او الجهة او القبيله او الثقافه ...الخ بدلا عن الجدل والاحتراب الفلسفي والفقهي والذي ما ادي الا الي تعميق الإنقسامات الاجتماعيه والسياسيه. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إطفاء الحرائق ... والنظر للأمام (Re: سليمان محمد)
|
الموقف العلماني يتجاوز السياسي والاجتماعي وحتى الأخلاقي والقيمي .. هذا صحيح ولكن الصحيح كذلك أن يعمل العلمانيون وفقا لتحليل واقعي مجتمعي وسياسي طالما أن الحديث يتعلق بالمسميات واللافتات ولا ينفذ او يمس السمات الأساسية لمفهوم العلمانية والمتعلقة بالأساس الفلسفي والموقف الشامل من طبيعة المعرفة الدينية وقصورها الذاتي (مقابل طبيعة المعرفة العملية) عن وضع التصورات الصحيحة لمفهوم وسيرورة الدولة الحديثة.
هسع الاختلاف، لو كان، هو اختلاف حول اللافتة العلمانية للدولة ليس إلا.. الصراع حول هذه اللافتة لا يكتسب صفة الصراع حول السمات والصفات العلمانية للدولة ..
ذات السمات والصفات التي تتفق حولها الغالبية السياسية الثورية ... دولة مواطنة محايدة تجاه الدين والهوية الاثنية والثقافية .. دولة تقودها المعرفة العملية ( مقابل المعرفة الدينية) .. ويقودها العقل الإنساني الحر والمستقل (مقابل العقل الديني) .. ويتم احكام ذلك دستوريا وقانونيا (ويتم تبنيها مجتمعيا/تقرأ ديمقراطيا) .. وده جوهر العلمانية .. بلافتة او بدونها ..
# استندت على تعريف عادل ضاهر للعلمانية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إطفاء الحرائق ... والنظر للأمام (Re: محمد حيدر المشرف)
|
استاذي العزيز سليمان محمد تحية طيبة
دعني اثمن عاليا قيمة المقال و "وقته" وتمر الثورة السودانية بأخطر منعطفاتها الآن ويحتاج الناس للكثير من الحكمة (المفقودة أحيانا) لادارة الانتقال وصولا للتحول الديمقراطي .. وتلك مهمة محفوفة بالتحديات الكبيرة دونما شك.
من مدخل ما مباغت. ترسخت مفردة "مدنية" وتجذرت عميقا في بنية الوعي الثوري الجماهيري. وأعتقد أن هذا الترسيخ لهذا المفهوم لم ولن يهزم العسكر فقط, وانما هزم وسيهزم مفهوم الدولة الدينية بذات المدخل الذي بشرت به الآن حول دولة المواطنة الديمقراطية. المدخل الذي يعفى مخداتنا من ليالى الجدال الطويل كما أشار مريد البرغوثي في "الشهوات".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إطفاء الحرائق ... والنظر للأمام (Re: سليمان محمد)
|
عودة الي مقال ( اطفاء الحرائق و النظر الي الامام) أعترف بان تعقيب الدكتور المثقف محمد حيدر المشرف، و الابعاد التي تناولها علي مقالتنا بعنوان ( اطفاء الحرائق و النظر الي الامام) حرضتني علي التفكير في التوجه بالدعوة الي القطاع العريض من مثقفي بلادي و نشطاءها و كُتّابها و أُدباءها و سياسييها علي اختلاف اتجاهاتهم و ميولهم الي حوار واسع و نقاش لا تحده حدود الا حدود المسؤولية الوطنية و الحرص علي استقرار الوطن و ضمانات تحوله الديمقراطي الراسخ الوطيد، حوارا لا يستثني أحدا الا من استثني نفسه و وضعها في خانة مناهضة التغيير و معاداة الثورة.
إذن فالحوار الواسع الذي ندعو له هو بين قوي الثورة و أصحاب المصلحة في التغيير صرف النظر عن الموقع من الأطر القائمة – داخلها أو خارجها- فالمعيار الرئيسي هو الرغبة في الإسهام و بايجابية في التمهيد الفكري و السياسي و النفسي لإنتقال ديمقراطي تعددي يقوم علي الأُسس الضرورية و الحاسمه لديمقراطية قابلة للحياة و الإستدامة و التطور.
حوار و نقاش يستهدف إعادة طرح مفهوم الدولة المدنية الديمقراطية التعددية كبديل للحوار -السلمي حيناً و العنيف غالبا ً- بين شعاري الدولة الدينية و الدولة العلمانية، حتي اصبح ممكناً -في السياسة السودانية- أن تستبدل بهما يمين و يسار. ما ندعو له ليس جدلاً أيديولوجياً فلسفياً او فقهياً بقدر ما ندعو الي النظر بعين فاحصة و مستنبطة لواقعنا الاجتماعي و تركيبتنا السكانية و تموضعها علي خارطة الوطن و تعدد ثقافاتها و لغاتها و موروثاتها و أنماط حياتها و أعرافها و أديانها، و احترام كل ذلك التعدد و التعبير عنه في القواسم المشتركة التي تؤمِّن العيش المشترك و الآمن للجميع بحيث يشعر كل فرد بأنه عضو كامل العضوية في وطن واحد متعدد و متنوع، و كل ذلك في إطار من التعميم الدستوري و التفصيل القانوني.
التعدد و التنوع الإثني و الثقافي السوداني -ظاهرة سودانية بحتة-لها خصوصياتها الخاصة- لم يسمع بها الفلاسفة ولا فقهاء الدين من قبل- اذ أنها نتاج تلاقح و ظروف تاريخية و اقتصادية و اجتماعية خاصة، لذلك فالبحث عن صيغة شاملة و عادلة للتعايش و بناء مواثيق الأمة الواحدة و المتعددة في أسافير الفلاسفة و الايديولوجيا و الفقهاء لا يؤدي الّا الي ما حصلنا عليه عملياً من انقسام في الدولة و حروب في ثلاثة من أركانها الأربعة و تمزق في نسيجها الاجتماعي، و كل ذلك تجلّي و افتضح تحت سيطرة و ديكتاتورية ما يسمي بالدولة الدينية، و يأتي بعد ذلك من يحاجج من مواقع التنطع و التضليل نفسها و يقول بأن الحركة الاسلامية لم تعبِّر و لم تحكم بصحيح الاسلام و أنه هو صاحب رؤية جديدة – هي رؤية صحيح الاسلام- و يريد ان يعيد علينا الاسطوانة المشروخة ذاتها- و يريد أن يمنح فرصة ثلاثين سنة أخري ليجرب رؤيته هو- الا يؤشر هذا الطرح الخطل للرؤيى الدينية المختلفة- الي أنها جميعاً ليست دينية من الأساس و إنما هي اختيارات بشرية محضة و رديئة و تفتقر جميعها الي القدسية الالهية التي يتاجرون بها و يرهبون بها الخلق؟
كما و أن العلمانية ليست مرادفاً لليسارية- لكن اليساريين تقبلوها في صراعهم ضد الاسلاميين و اليمين المحافظ (الأمه و الاتحادي) علي طريقة -شرف لا ندعيه و تهمه لا ننكرها- فصارت في يد الاسلاميين أداة سهله للادانة و حرب الشعارات. فعلي الحاج و الذي ظل طوال عمره السياسي يستعمل العلمانية كسِباب لليساريين و مرادف للإلحاد، عاد و بعد ستة عشر عاما قضاها في المانيا ليقول أن العلمانية -نعمة و رحمة- يبدو أن كل واحد منهم يحتاج لهذا العدد من السنين في أيا من دول اوروبا أو امريكا لكي يأتي بما أتي به علي الحاج.
لقد هاجر ملايين السودانيين خلال سنين حُكم الاسلاميين و دولتهم الدينية الي اوروبا و امريكا -أكثر دول العالم علمانية- و استقروا فيها و حملوا جوازاتها و لم يشتكي واحد منهم ممن يضايقه في دينه او يستفزه لاسلامه – عدا ما يحدث في هذه الدول من إنتهاكات من متطرفين أو عنصريين و لكنها تظل ممارسات فردية لا يفلت مرتكبيها من القانون و العقاب.
حَكم دعاة الدولة الدينية السودان لثلاثين عاما -و لا يحتاجون الآن للبحث في بطون الكتب و العودة الينا مُبشِّرين بعدل و طهارة دولتهم الدينية و قد رأينا بأم العين أنهم لم يبنوا إلا دولة للفساد و الاستبداد لا يشابهها الا استبداد و فساد و كهنوت العصور الوسطي في اوروبا.
اسقاط حملات الاحتراب حول ثنائية -دينية و علمانية- و الارتفاع عليها بتوسيع دائرة الوعي بالدولة المدنية الديمقراطية التعددية – يكتسب اهمية خاصة و كبيرة في هذه المرحلة بالذات بعد أن ألقي رؤساء الحركات المسلحة بكامل أثقالهم و همومهم دفعة واحدة علي طاولة التفاوض و لم يوفروا شيئاً للمداولات حول الدستور الدائم، و هذا بدوره يزيد من صعوبة و تعقيد الحوارات الجارية الآن في جوبا، و اذا أضفنا لذلك صعوبة و استحالة الوصول الي اتفاقات في خمسة مسارات مختلفة – و هي في رأيي كانت الخيار و البداية الأسوأ لادارة هذه المفاوضات.
لا نطيل بل نجدد الدعوة للحوار حول الموضوع الرئيسي و هو بديل الدولة المدنية الديمقراطية التعددية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إطفاء الحرائق ... والنظر للأمام (Re: سليمان محمد)
|
وعلى حكومة الثورة أن تجد السير لاجل إنجاز ملف السلام وتفكيك دولة نظام الإنقاذ وحل الأزمة الإقتصادية والضائقه المعيشية ـ لتتمكن من تأهيل الدوله والمواطن لفتح الملفات الكبري مثل العقد لاجتماع ـ الدستورالدائم ـ وقضايا المشروع الوطنى المتكامل الثقافي والاجتماعى والسياسي والاقتصادى ...الخ
============================ استاذنا سليمان محمد .. مقال ( بحث ) رائع جداً وعميق يلمس كل جوانب المشكلة لاحظنا أخيراً وكما ذكرت في مقالك بأن الحركات والكيانات المجتمعة في جوبا .. هدفها المحاصصة ومن خلال متابعتي لهم في اللقاءات والاحاديث التلفزيونية والتصريحات لا أجد عمق في طرح الموضوع إلا عبارات وجمل مختصرة .. وبدأت أشك في مقدراتهم ومدى عمق معرفتهم .. بالله عليك كيف يناقش تقرير المصير وعلمانية الدولة وغيرها في مؤتمر لا يحضره إلا فئات محدودة لها أهداف خاصة .. مثل هذه المواضيع تناقش في مؤتمرات تجمتع فيها كل فئات الوطن والنخب الفكرية والسياسية وغيرها =========================== ومن المهم جداً مراعاة المصطلحات عند مخاطبة العامة فبدل ( العلمانية ) من الأفضل تسويق (المواطنة ) لأن الاسلام بالنسبة للكثيرين هو المخرج والاتكاءة عند أي فراغ أو كارثة أو مصيبة ... إلخ فكلما إزداد الفقر والحوجة يكون الاسلام هو الاتكاءة بالنسبة لعامة الناس فمن الأفضل وقبل كل شيء توفير الحياة الكريمة ونسبة من الرفاهية واليسر في الحياة وبعد ذلك يأتي التنظير أما في الوضع الحالي ومع ضيق المعيشة وصعوبة الحياة فليس لدى الناس إلا الرجوع إلى الدين حتى عبارات التهميش وغيرها من المصطلحات التي يتم حشد الناس العاديين عن طريقها لا يمكن تسويقها في حالة أن هناك وفرة اقتصادية .. المهم أولاً توفير حد من الرفاهية والحياة الكريمة .. ولا ننسى أننا أحياناً نستخدم بأننا مسلمون للهروب من تحديد الهوية ( العروبة والافريقية ) تحياتي الحبيب استاذنا سليمان .. ====================== لقد قرأت مقالك مرة واحدة وسوف أرجع لقراءتها مرة اخرى بل مرات رائع أنت استاذنا سليمان .. ليتك كنت ألقيت محاضرة لهؤلاء في ( جوبا )
| |
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|